هل تساءلت يوماً: كيف نشعر ؟ كيف نكون واعين بأنفسنا وبالعالم من حولنا ؟ بعض العلماء يعتقدون أن الجواب لا يوجد فقط في الدماغ، بل في عالم خفي وصغير جداً: عالم فيزياء الكم.
ما هي فيزياء الكم أولًا ؟
فيزياء الكم هي فرع من العلم يدرس الأشياء الصغيرة جداً، مثل الجسيمات التي تتكوّن منها الذرات. في هذا العالم، القوانين غريبة:
- الجسيم يمكن أن يكون في مكانين في نفس الوقت
- يمكن لجسيمين أن "يتواصلا" مع بعضهما لحظيًا مهما كانت المسافة بينهما (تشابك كمومي)
هذه المفاهيم تبدو مثل السحر أو الخيال، لكنها حقيقية ومثبتة تجريبياً !
من أين جاءت فكرة النظرية ؟
عالم فيزياء شهير اسمه روجر بنروز وطبيب تخدير اسمه ستيوارت هاميروف طرحا فكرة جريئة:
" ماذا لو كان وعينا نفسه نتيجة لعمليات كمومية تحدث داخل خلايا الدماغ ؟ "
في داخل خلايانا العصبية توجد أنابيب صغيرة جداً تُسمى الميكروأنابيب. هاميروف قال إن هذه الأنابيب قد تكون المسرح الذي تجري عليه العمليات الكمومية التي تُنتج الوعي.
أما بنروز فأضاف: لحظة إدراكنا أو وعينا قد تكون ناتجة عن انهيار كمومي يحدث داخل هذه الأنابيب. سماها: الاختزال الموضوعي المنسق Orchestrated objective reduction واختصرها بـ أورك أور Orch OR.
ماذا تعني نظرية أورك أور Orch OR
النظرية تقول: " في الدماغ، هناك عمليات صغيرة جداً تحدث بطريقة كمومية (مثل التراكب والتشابك) ، هذه العمليات تتفاعل بطريقة منسقة ومنظمة وعندما " تنهار" أو تصل إلى نتيجة، تحدث لحظة وعي. مثل ومضة تقول لك: "أنا موجود ".
بعبارة أخرى: أنت تشعر بنفسك وتفكر… لأن شيئاً كمومياً يحدث بداخلك.
هل لهذه النظرية صلة بتجارب الموت الوشيك ؟
بعض العلماء، مثل هاميروف، يعتقدون أن العمليات الكمومية داخل الدماغ قد تستمر لثوانٍ بعد موت الجسم سريرياً وهذا قد يفسّر لماذا يروي بعض الناس أنهم عاشوا تجارب غريبة عند الاقتراب من الموت NDE أو Near Death Exeprience والتي تترافق بملامح شائعة مثل : رؤية ضوء قوي ، الشعور بالسلام ، الخروج من الجسد
هاميروف يقول إن " الروح" قد تكٌون معلومات كمومية، وإذا لم تغادر فوراً عند لحظة الموت فقد يشعر الإنسان بتلك اللحظات الغريبة.
هل هذه النظرية صحيحة ؟
ليست هناك أدلة قاطعة بعد ، الكثير من العلماء يشككون فيها، ويقولون إن الدماغ " ساخن ورطب ومليء بالتشويش "، وهذا لا يناسب العمليات الكمومية الحساسة. لكن في المقابل، هناك تجارب بدأت تُظهر أن بعض الظواهر الكمومية قد تحدث فعلاً في بيئة مثل الدماغ.
لماذا تهمنا هذه النظرية ؟
لأنها تحاول أن تدمج بين العلم الحديث وأسئلة الفلسفة والروحانيات، إذا كانت صحيحة، فقد تقرّبنا أكثر من فهم : من نحن ؟ لماذا نحلم ؟ ماذا يحدث لنا بعد الموت ؟ هل للوعي "جوهر" لا يموت بسهولة ؟
نظرية أورك أور Orch OR تقول إن وعينا ليس فقط نتيجة إشارات كهربائية في الدماغ، بل أيضاً نتيجة عمليات كمومية دقيقة جداً.
وقد تكون هذه العمليات مفتاح فهم الروح، والإدراك، وربما الحياة بعد الموت.
هل هذا خيال علمي ؟ ربما… لكنه خيال مبني على علم حقيقي.
اعتُمدت نظرية أو فرضية الفضائيين القدامى Ancient Aliens من قبل باحثين ومفكرين أمثال (أنيس منصور) و (فون دنكن) و (مايك دن) و (زخريا سيتشين) و آخرون زاعمين فيها قيام كائنات فضائية بزيارة كوكب الأرض قبل آلاف السنين و تدخلهم في حياة القدامى من البشر عبر إنشاء وتصميم مجموعة من المعالم الأثرية و المنشآت العملاقة من خلال استخدام تكنولوجيا متقدمة جداً على عصرهم حيث استخدمت هذه النظرية لتفسير بناء تلك الصروح التي تبهر وتحير إنسان العصر الحالي متذرعين بأن علوم البشر وتقنيات البناء البدائية آنذاك لم تكن لتصل إلى هذا المستوى من التقدم أو أن هذه الصروح لم تبنى إلا بمساعدة الغرباء القادمين من الفضاء الخارجي بهدف عبادتهم كآلهة بحسب ظن بعض من يؤيد هذه النظرية .
وهذا وقد لاقت هذه النظرية حضوراً وزخماً إعلامياً في السنوات الماضية من خلال قناة هيستوري ويسكفري الوثائقية العلمية وغيرها من الكتب المطبوعة ومقالات الانترنت حتى وصلت لدرجة تبنيها في طروحاتهم مع عدم الإكتراث ( وربما في بعض الأحيان الإهمال المتعمد ) لتفسيرات علماء الآثار والفيزياء حول كيفية بناء هذه الصروح أو الهدف من إقامتها في الأصل.
وفي هذا المقال نحاول رد عنصر التوازن حول هذه النظرية من خلال تناول آراء المشككين الذين استندوا فيها إلى مجموعة دلائل تدحضها خصوصاً أنها قوبلت بالرفض من طرف أكاديميين مرموقين مثل جيسون كولافيتو. ونركز على أحد الجوانب وهو مركبة القصر الطائر "الفيمانا" التي ورد ذكرها في كتابات سنسكريتية قديمة تعود إلى حضارة الفيدا في شبه الجزيرة الهندية :
يقول أصحاب نظرية الفضائيين القدامى : "
الكتابة السنسكريتية القديمة يرجع تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد
"
واو ستة آلاف سنة ! حقا ؟ في الحقيقة أقدم هذه النصوص هي كتابات الفيدا المقدسة والتي يرجع تاريخها إلى ما بين 500 - 1500 ق.م، مروجو النظرية يضيفون 5000 كما لو أنه لن يلاحظ أي أحد، وكذلك فهم يناقضون أنفسهم هنا لأنهم قالوا في حلقة اخرى من برنامج الفضائيين القدامى على قناة هيستوري أن أقدم الكتابات المعروفة في العالم هي الألواح السومرية ويعود تاريخها إلى 4000 سنة قبل الميلاد وهذا الكلام صحيح ، إذن لماذا يقولون أن هناك نصوصا أقدم بـ 2000 سنة من أقدم النصوص المكتوبة في العالم ؟ لا أظن أن هناك من يعرف.
يكملون كلامهم :
"
الكتابات تقدم شرحا واضحا عن آليات طائرة تسمى الفيمانات مفردها فيمانا
"
"
الفيمانات هي طائرات مدعمة بمحركات نفاثة، و هذا يبدو صحيحا بسبب الشروحات الموجودة عن آليات الطيران، فالفيلة هربت بسبب الفزع والأعشاب تطايرت بسبب الضغط الموجود خلف الفيمانات، لذلك يمكننا القول أن هذا شرح لمركبة فضائية ما
".
المعنى الحرفي لكلمة فيمانا هو "
الذي يتم قياسه
" و كانت الكلمة منسوبة إلى قصور الملوك وتعبرعن بنائها المعقد ولاحقا حين صارت الكلمة مرادفة لكلمة "قصور" بشكل عام فقد تم استخدامها للإشارة بها إلى قصور الآلهة، وكانت قصور الآلهة هذه موجودة في السماوات العليا أو في الفردوس وبإمكانها التحليق ، ولكن بالنظرإلى هذا فبعض الفيمانات كانت قصوراً هائلة مع حدائق وشرفات وسلالم ذهبية، وبما أن هذه القصور كانت تطير فقد تم تحوير الكلمة لإستخدامها على كل ما يطير سواء كان أسطوريا أو حقيقياً، لذلك سيساعد مصطلح "القصر" في تطور كلمة "فيمانا" في فهم الموضوع الذي نبحث عنه.
قبل أن نقرأ الوصف الحقيقي للفيمانا في نصوص الفيدا علينا أولاً معاينة النص المزيف لأنه تقريباً أي شيء يقوله مروجو النظرية عن الفيمانا يأتي من نص مزيف اسمه " Vimanika Shastra " يقولون هنا :"
على الرغم من أن المؤرخين المختصين يعتقدون أن النصوص المتعلقة بالفيمانا هي مجرد خرافة إلا أن العديد من الوثائق تحتوي نصوصا تبدو وكأنها تصف آليات و تكنولوجيا حديثة
"
، "
الفيمانيكا شاسترا تتطرق إلى المعادن المستخدمة في هذه الطائرات، تتحدث عن الكهرباء و مصدر الطاقة، الطيارين و الملابس التي يحتاجون لإرتدائها، الطعام الذي يأكلونه بل و حتى تتكلم عن الأسلحة الموجودة في المركبة
"
"
دليل الطيران المستخدم للفيمانا هو مشابه لدليل الطيران الذي تجده لدى المسافرين الحاليين أو في طائرة عسكرية ما، فطبعا يجب أن يكون لديهم دليل طيران لأنه مهم جدا للطيار أن تكون لديه المعرفة الكافية للطيران بهذه الطائرة
"
لكن في واقع الأمر الفيمانيكا ليست نصا حقيقياً، الكتاب من تأليف عالم الأرواح " G.R Josyer " الروح التي يقال أنها أملت النص على الكاتب تدعي أنها لمتنبئ قديم اسمه بارادفادا وهو يبرز في عدة كتابات قديمة، لذا أظنهم لهذا السبب يعطون مصداقية لهذا النص فقط لأن شبح شخص من الزمن السحيق قد أملاه حسب ما يدعون، هم ليسوا متأكدين حتى من صحة هذه النسخة من قصتهم، لأن أول ذكر لها تم عام 1952 من نفس الشخص الذي يفترض أنه وجد النص الأصلي عام 1918 و ترجمه، وبذلك قام بتحويل القصة إلى شبح شخصية مشهورة سنة 1952، النص بنفسه يبدو كدليل تقني حيث يصف تفاصيل كيفية تشغيل الفيمانا، و يتضمن فكرة كانت تبدو تكنولوجيا متقدمة سنة 1918 أو 1952 ألا وهي تقنية محرك دوامة الزئبق Mercury vortex engine
و قد قام مروجو النظرية بقضاء الكثير من الوقت للحديث عن هذه الفكرة
مثلا يقولون هنا :
"
الفيمانيكا شاسترا أو علم الطيران تقول أن الفيمانات قد استعملت نظام دفع عمودي مبني على تركيبة من الجايروسكوبات، الكهرباء و الزئبق، فهل هذا ممكن ؟
"
"
الزئبق هو عنصر غير اعتيادي و هو معدن و أيضا سائل و موصل للكهرباء
"
"
الفيمانيكا شاسترا تقول أن الفيمانات تشتغل عن طريق بضعة جايروسكوبات موضوعة داخل دوامة زئبق مغلقة
"
"
أحد النصوص يتكلم عن دوران الزئبق و قيامه بدفع رياح قوية أو دوامة، و هذا قد يكون نوعا من ما ندعوه : طاقة تخزين العجلة الطائرة : حيث يكون لديك قرص دوار يتم استخلاص طاقة ببطء، و بهذه الطريقة يستخدم الزئبق لتوصيل نظام دفع عمودي أو ما نسميه بالمروحة الموصلة للكهرباء
"
الأشياء الأخرى التي يصفها هذا النص تبدو وكأنها علمية كبقية النصوص، حتى أنها تتضمن أيضا بعض الرسوم التقنية عن الأشياء التي يتكلمون عنها، لكن عندما تنظر عن كثب إلى كل هذا يصبح من المستحيل فيزيائيا لأي من هذه المركبات أن ترتفع عن سطح الأرض ..
في الواقع بعد حوالي 20 عاماً أي في 1974 أجريت دراسة على الكتابات والمخططات المرسومة من قبل معهد علوم الميكانيك و الطيران في بانغالور الهند، ونقتبس هنا ما قاله (ويل هانت) و هو كاتب مستقل كان في الهند وقت نتيجة الدراسة :
" كما كانت مكتوبة بالتمام فقد تم إجراء الدراسة في مقالة بعنوان :
A Critical Study Of The Work - Vinamika Shastra
وتساءلوا آنذاك فيما إذا لدى مؤلف النص أي إلمام بعلوم الفيزياء أو الكيمياء أو الكهرباء من دون التطرق إلى فروع علم الطيران و الديناميكا الهوائية و هياكل الطيران و أجهزة الدفع و المواد و علم المعادن "
و كان استنتاجهم :
"
لا توجد مركبة لديها الخصائص و القدرة على الطيران و خصوصا بهذه المواصفات الهندسية من وجهة نظر الطيران، و كلامهم عن نظام الدفع يجعل النظام مقاوم للطيران و ليس مساعدا له كما يقولون
"
وذكر كاتب آخر (جاي بي هاير) في كتاباته عن المركبات في (الفيمانيكا شاسترا) بعد قراءته للنصوص المقدسة القديمة : "
لا تحتوي على أي ديناميكية هوائية بشكل مسلي، إنها مجرد قطعة كعك كبيرة مع منارات و أجنحة مضحكة و نظام دفع مضحك
"
أشعر أنه رغم 90 في المئة من معلومات مروجي نظرية الفضائيين القدامى عن الفيمانا تأتي من ذاك الكتاب إلا أنهم يعرفون أنه قد تم تعريته و لكنهم يقومون بإلتفاتة غريبة وبعد قضاء 5 دقائق من الحديث عن روعة فكرة المحرك ذو دوامة الزئبق يبدأون القول أن الفكرة لا تعمل، إنهم يتوقفون لبرهة ومن دون أن يقولوا أن هناك خطأ في النص، يقولون أن هناك خطأ في ترجمة كلمة أو اثنين
يقولون :
"
نظام طاقة تخزين العجلة الطائرة يخسر طاقته بسرعة، و لكي يطير في الفضاء يجب أن يكون حجمه هائلا
"
"
ليس من الواضح أن هذه آلة فعالة، ربما كان الناس وقتها يتكلمون عن شيئ آخر بدا و كأنه شيئ ما لهم، و ربما لم تحتوي على الزئبق، ربما كان سائلا معدنيا من نوع آخر
"
"
المحرك ذا دوامة الزئبق قد يكون خطأ في الترجمة لأن الدوامة شيئ غير عادي ليتم وصفها بمحرك نفاث
"
لننتقل إلى ذكر الفيمانات في نصوص الفيدا القديمة، ذكرت سابقاً أن معنى فيمانا يستخدم كمرادف لكلمة قصر، و إذا كان الكلام هنا عن قصر إلهي فلابد أنه قابل للطيران
عندما نرى تطور استخدام الفيمانا فإن الغموض الذي يحيطها بها يختفي، بداية لم يتم ذكر الفيمانا في النصوص القديمة من الفيدا و حين تم ذكرها أخيرا، شهدت الألف سنة التي تلت ذكرها بأنها كانت دائما تذكر على أنها تحتوي على عجلات و يتم جرها بالأحصنة و ليس بمحرك يعمل بدوامة الزئبق، ولاحقا في الفترة 500 ق.م فقدت العربات أحصنتها و تم القول بأنها تطير من تلقاء نفسها
جيسون كولافيتو يقول التالي عن أول ذكر للفيمانا بدون الأحصنة
"
جاء أول ذكر للعربات الطائرة بدون أحصنة للعربة الخاصة بالملك رافانا و كان اسمها بوسباكا في فترة الماهاباهاترا سنة 400 ق.م و قد كبرت هذه العربات من ناحية الحجم، و تم وصف أحدها بأن محيطها كان 12 ذراعا و مع ذلك لم تفقد المركبات عجلاتها الكبيرة التي جعلتها مستوحية من العربات الأرضية التي تجرها اﻷحصنة
"
و من المثير للإهتمام قيام مروجي نظرية الفضائيين القدامى بتحوير الوصف الحقيقي للفيمانا في نصوص الفيدا وجعلها تبدو كاﻷجسام الطائرة المجهولة UFO ، كمثال سأقتبس لكم التالي من كتاب ديفيد تشايلدريس ""ضد الجاذبية" The Anti - Gravity..حيث يفترض به هنا أن يقتبس وصف الفيمانا من نص قديم " ملحمة الرامانيا "، سنريكم ما يقوله النص الأصلي و نلاحظ الفرق لنرى أولا جانب تشايلدريس :
"
عندما بزغ الصباح قام راما بركوب العربة السماوية التي أرسلت إليه من فيفبيشاند فاستعد للمغادرة، كانت العربة ذات دفع ذاتي و كانت كبيرة و مطلية حديثا، كان يوجد بها طابقين و حجرات عديدة محتوية على نوافذ و كانت مزينة باﻷعلام و الرايات و أصدرت صوتا موسيقيا أثناء طيرانها في الطريق الهوائي
"
رامانا يقود عربته (الفيمانا) المزينة
لنرى ما تقوله الرامانيا فعلا :
"
وترجل القرد العظيم من العربة الرائعة التي احتوت على صور ذئاب مزينة بأعمدة ممتازة كانت تتألق من الروعة، و كانت مزخرفة مع غرف سرية و صالونات كانت خارقة من الجنة و تمثل ميرو أومانديرا، بدت و كأنها الشمس المشتعلة، مهارة غريبة من فيك واك ارما، السلالم الذهبية و المقاعد العالية الوثيرة، صفوف من نوافذ الذهب و الكريستال، منصات مؤلفة من الياقوت و الزمرد و جواهر نادرة اخرى منمقة بشعارات النبالة مكونة من أحجار غالية و لآليئ مدورة، مدرجات مطعمة بخشب الصندل الأحمر مع الذهب مع عطر مقدس و يبدو كالشمس الشارقة
"
يقول كولافيتو عن هذا : "
في أماكن أخرى يتم وصفها على أنها مليئة بأشجار الفاكهة وأحيانا يتم وصفها على أنها تجر بواسطة الوز، كم جسم طائر مجهول تعرف يحتوي على حدائق عائمة و طلاء أحمر ؟
"
في الختام ما يستخدمه مروجو النظرية لإثبات كلامهم هو نص مشوه من القرن العشرين ويقولون عنه أنه نص قديم وحتى الأوصاف الحقيقية للفيمانا يقومون بليها و تحويرها فقط لجعلها تبدو كجسم طائر مجهول.
يمكن تتبع فكرة الفيمانا في الهندوسية بسهولة و بذلك ستخسر كل ارتباطاتها مع نظرية الفضائيين القدامى.
حينما نسأل فرق التحقيق الميدانية في الظواهر الماورائية الذين يعرفون باسم "صائدي الأشباح " Ghost Hunters عن أفضل الأوقات التي يزداد فيها النشاط الغير عادي في الأماكن التي يزورونها والتي تحمل صفة "مسكونة بالأرواح أو الأشباح" فستكون إجابة بعضهم بحكم خبرتهم في هذا المجال كالتالي :
لا يوجد وقت مثالي لنشاط الكيانات المجهولة كالأرواح (جن،شياطين ، موتى ..الخ) إذ يمكن أن يحدث زيادة في النشاط أي وقت من النهار أو الليل، كما لا يمكننا التأكد من الأوقات التي ستحصل فيها حادثة ماروائية، ومع ذلك يوجد أوقات معينة تكثر فيها الأحداث الماورائية وهي الفترة التي تمتد بين الساعة 9:00 مساء إلى 3:00 صباحاً وفقاً لتقرير لفرق التحقيق في الظواهر الغامضة أو من يسمون أنفسهم بـ "صائدي الأشباح" حيث وجدوا أن معظم النشاط يحدث في الفترة المذكورة خلال جولاتهم في الاماكن " المسكونة " التي يقيسون فيها هذا النشاط، حيث لاحظوا أيضاً أن ذروة النشاط تحدث حول منتصف الليل أي عند حول الساعة 12:00 ومن ثم تزداد ثانية حول الساعة 3:00 فجراً ، وقد تعزى تلك التغيرات إلى بعض الظروف الجيولوجية مثل الضغط الجوي والحقول المغناطيسية والجاذبية في هذه الاوقات.
ولوحظ أن هناك شهور من السنة يزداد فيها النشاط الماورائي وهي شهر نوفمبر وخاصة اليوم الاول منه وليس في يوم جميع كل القديسين(هولوين) في 31 أكتوبر حيث هناك معتقدات في شمال أوروبا تقول أن الأرواح في هذه الفترة تكون طليقة وتهيم على سطح الأرض.
- كما أن فصل الشتاء يشهد زيادة ملحوظة في النشاط الماورائي بالمقارنة مع بقية الفصول. وخاصة في فترة الإنقلاب الشتوي أي في يوم 21 ديسمبر حيث يكون أقصر نهار وأطول ليل. للمزيد من المعلومات إقرأ هنا .
-وهناك زيادة طفيفة في النشاط عند الإنقلاب الصيفي أي عندما يكون النهار أكثر طولاً والليل أقل قصراً ، وزيادة أخرى في فترتي الإعتدالين الربيعي 21 مارس والخريفي 21 سبتمبر حيث تتساوي ساعات الليل مع ساعات النهار والتي تشرق الشمس فيها بالضبط من جهة الشرق وتغرب فيها بالضبط من جهة الغرب. وهذا ربما يعود إلى أن التغيرات الجيوفيزيائية والمغناطيسية التي تحدث في كوكب الأرض خلال هذه الفترات.
في المعتقد الإسلامي
نصح محمد رسول الله في أحد الأحاديث الصحيحة المنسوبة إليه بعدم خروج الصبية بعد غرب الشمس حرصاً على سلامتهم ضد أثر الشياطين الذي يزداد إنتشاراً في هذه الأوقات بحسب الحديث، كما تشير الإحصائيات إلى زيادة أكبر في نسبة التجارب الماروائية بين صفوف المراهقين بالمقارنة مع الفئات العمرية الأخرى.
ففي الصحيححين نجد في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا كان جنح الليل أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم
".
ويفسر ابن الجوزي الحديث أعلاه كما يلي :
" إنما خيف علي الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالباً والذكر يحرز منهم مفقود من الصبيان غالباً والشياطين عند إنتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به فلذلك خيف علي الصبيان في ذلك الوقت والحكمة في انتشارهم – أي الشياطين- حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيرها وكذلك كل سواد ".
وأخيراً ..
من المنظور النفسي قد يكون لغياب الضوء المترافق عادة مع وقت قدوم الليل صلة بزيادة النشاط "الماورائي" إذ ينحرف إدراك المرء المتمثل بحواسه الخمس نظراً لظروف الحرمان الحسي وفي هذه الأجواء قد تسيطر الهواجس ويكون المرء قابلاً لمسايرة أي فكرة غير عادية تكمل المشهد الناقص بسبب الحرمان من الحواس فيزداد نشاط العقل الباطن في الليل ولهذا تبدأ الهلوسات البصرية والسمعية واللمسية مما يحفز لدى عقل المرء وبحسب ثقافته فكرة تأثير الكيانات المجهولة الخارجية كالجن والأشباح والشياطين وغيرها أي ما يسمى بـ " النشاط الشبحي".
وربما يحدث غياب الضوء مداً ليس في البحر فحسب (ظاهرة المد والجزر) بل في مستوى الطاقة الروحانية في الليل بفعل هرمون الميلاتونين الحساس للضوء والذي يتحكم في الساعة البيولوجية والذي لم تكشف الكثير من أسراره بعد ويبدو أن له تأثير بالغ على إضطرابات الوعي، وبسببه يصبح المرء أكثر حساسية في الليل وأكثر شعوراً وربما أكثر "روحانية " ما يسمى "شفافية" لدى بعض الروحانيين.
مما أثار طرحي لهذا المقال هو سؤال طرحه علي مشكوراً أحد زوار صفحة التواصل الإجتماعي لموقع ما وراء الطبيعة (فيسبوك ) في رسالة خاصة يقول فيها : "
هل تخاف الجن من الذئاب ؟
"
فأجبته أن هذه أسطورة تناقلتها الذاكرة الشعبي في كثير من الدول وخاصة العربية والمسلمة منها ولكن لا يعرف على وجه التحديد أصل لها ، حيث ترى الأسطورة أن في الذئب أمراً يذعر منه الجن ، والجن في الأصل كائن خفي و متحول شكلياً بحسب المعتقد الإسلامي وقد ذكر في عدة مواضع أنه قادر على اتخاذ هيئة الإنسان وحيوانات عدة منها الكلب والأفعى والقطة والحشرات حيث تتفق في معظم الأحيان بأنها هيئة مظلمة سوداء أو غير مريحة بغض النظر عن الشكل ، ولو توفرت لنا الوسائل والمعرفة العلمية اللازمة لاختبار هذه الأسطورة لوثقنا بها أكثر بدلاً من أن نصدق مجرد مزاعم . ( إقرأ هنا عن صلة هذه الأسطورة بأسطور أخرى عن القوى السحرية وتشكل الأحجار الكريمة ).
ولكن السؤال حفزني على التفكير في شكل هذه التجربة والأدوات اللازمة فكاان هذا المقال.
تجربة لإختبار صدق الأسطورة
لو كان في العالم العربي نسخة محلية عن برنامج مكافحي الأساطير MythBusters بحيث تختبر أسطورة الذئب والجن الآنفة الذكر لما بخلت في طرح التجربة التالية عليهم للقيام بها وربما يقوم بها باحثون عرب أو فريق بحث تابع لموقع ما وراء الطبيعة في يوم من الأيام :
إن الهدف من هذه التجربة والتي ربما تكون بمقاييس شبه علمية هو إختبار مصداقية هذه الأسطورة بلغة العلم الذي قد يكشف صواب أو زيف الكثير من المعتقدات المتوارثة أحياناً ، فليس لنا وسيلة إلا العلم حالياً ، ويمكن وصف التجربة من خلال القيام بالخطوات التالية :
1- نعلق جهازاً في الغرفة 1 يرسل نتائجه إلى غرفة 3 بهدف رصد حضور الجن في المكان بحيث أن بإمكان الجهاز إظهار إشارة قوية تكون بمثابة دليل على حضور الجن أو إزدياد نشاطه في الغرفة وعندما يظهر على الجهاز إشارة ضعيفة يعني ذلك إنخفاض نشاط الجن أو فراره من الغرفة (هكذا نفهم الذعر الناجم عن وجود ذئب في الغرفة ) ، أي أن الجهاز بمثابة رادار Ghost Radar وقد يكون هذا الجهاز عبارة عن مقياس للحقول الكهرومغناطيسية والحرارة والأشعة تحت الحمراء في المكان حيث تدل التغيرات الشاذة على وجود نشاط ماورائي (إقرأ عن: علامات المكان المسكون) وذلك بحسب مزاعم فرق التحقيق في الظواهر الغامضة أو من يسمون أنفسهم بـ " صائدي الأشباح" Ghost Hunters ، ومن ثم نقيس مستويات الإشارة الطبيعية (قبل حضور الجن) .
2- نضع في الغرفة 1 قطعاً من اللحم والعظم (الإثارة الجن والذئب في آن معاً)، يثير اللحم الذئب لانه حيوان لاحم ، ويثير اللحم والعظم الجن لأنه من الأمور التي يغذى عليها بحسب المعتقد الإسلامي وبعض الأحاديث. ولهذه الغرفة بابان ، الأول متصل بغرفة 3 وهي غرفة التحكم بالتجربة وتتصل الغرفة 1 أيضاً بممر طويل مع الغرفة 2.
3- نضع الذئب في الغرفة 2 حيث تكون مغلقة ببوابة قابلة للفتح عن بعد وتتصل مع الغرفة 1 بممر طويل ويفضل أن تكون الغرفة 2 بعيدة عن الغرفة الأولى وربما معزولة صوتياً ورائحة عن الغرفة1 .
4- نستمر في متابعة وتسجيل نشاط أجهزة رصد الجن ومراقبة تغيرات المؤشرات ، وأثناء ذلك نوكل مهمة لشخص يزعم أنه قادر على استدعاء الجن (إستحضار أرواح ) إلى داخل الغرفة 1 بحيث يستدرج الجن أو يغويها بطريقة ما لتكون في الغرفة الأولى، ويجب إغفال موضوع الذئب عن هذا الشخص حرصاً على سلامةالنتائج المترقبة منها.
5- إذا نجح الشخص المذكور في إستحضار الجن عندئذ ستتغير مؤشرات أجهزة رصد الجن لتدل على نشاط متزايد نسجله ، وعند هذه اللحظة ، نفتح الباب للشخص ليخرج من الغرفة 1 (حرصاً على سلامته ) إلى غرفة 3 ثم نغلق باب الغرفة 1 ، وثم نفتح للذئب البوابة عن بعد وحاسة شمه ستجذبه إلى قطعة اللحم الموجودة في الغرفة 1 ، فيمشي في الممر وينتقل إلى الغرفة 1.
6-نراقب تغيرات نشاط أجهزة رصد الجن فإذا وجدنا أن مستويات النشاط تنخفض بشكل كبير لدى دخول الذئب (على إفتراض أن الجن سيهرب بحسب الأسطورة وبالتالي سينخفض ننشاطه المرصود في الأجهزة ) عندئذ يمكن لنا أن نتأكد من أن الأسطورة صحيحة tفي حال أعطت نفس النتيجة بعد التكرار وتغيير ظروف التجربة وإجراء تنويعات عليها ذكرتها في الأسفل ، والتكرار يرسخ مفهوم العلم لأن العلوم في النهاية مجموعة من القوانين الطبيعية ، وفي حال كانت النتائج سلبية مع التكرار فإن الأسطورة تتحول إلى مجرد خرافة أو أكذوبة في نظر العلم.
هل البند رقم 6 إستنتاج سليم وكاف ؟ الجواب هو : لا ، فلكي تكون التجربة علمية حقاً علينا أن نتأكد من صحة وإثبات أمرين قبل القيام بها وهي :
أ- أن تقوم أجهزة رصد الجن فعلاً برصد "نشاط الجن" ، والجن أصلاً معتقد وليس علم (على الأقل الآن) فكيف لنا أن نفسره "نشاطه" مادياً ؟ وهل تصلح أصلاً هذه الأجهزة المستندة التي تستخدم عادة لقياس النشاطات الماورائية (تغيرات في الحقول المغناطيسية ، الحرارة ، وغيرها) في الأماكن التي توصف بأنها "مسكونة"، وإذا صلحت على الأماكن المسكونة هل تصلح أيضاً على فكرة "إستحضار الجن" المزعومة ؟
ولا ننسى أن أمور الجن والشياطين والأشباح تغالباً ما تفسر على أنها من صنع العقل أو من أثره في الأجهزة (من أثر الشخص الذي استحضر الجن).
ب- أن لا يشوش دخول الذئب في الغرفة الأولى على قياسات أجهزة رصد الجن ( الحقول المغناطيسية والأشعة تحت الحمراء وغيرها ) أو يشوش عليها الشخص الذي زعم أنه استحضر الجن.
تنويعات في التجربة
يمكن أن نقوم بتجارب مشابهة للتجربة المذكورة أعلاه بحيث نستبدل الشخص الذي يستحضر الجن بـ :
تجربة 1-
شخص يزعم أنه ممسوس أو متلبس من قبل الجن أو الشياطين، ولكن للحفاظ على سلامته من الذئب نضعه في قفص حديدي في الغرفة الأولى، وهنا سيتبادر إلينا سؤال آخر : " هل سيصدر عن الشخص الممسوس نشاطاً متزايداً في أجهزة رصد الجن إذا ما قورن بشخص غير ممسوس ؟ "
تجربة 2 -
مكان" مسكون" أي نجري التجربة في مكان يزعم بأنه "مسكون" أصلاً بالارواح أو الجن بحيث أن له نشاط زائد في أجهزة رصد الجن. وسنتبين من صدق الأسطورة عندما يخف النشاط لدى وجود الذئب ، ولكن هل سيشوش وجود الذئب على قياسات أجهزة الرصد وبالتالي تصبح التجربة لا قيمة لها أم ماذا ؟
لماذا يصيح الديك وينهق الحمار ؟
في حال وصلنا إلى صنع أجهزة ترصد بالفعل هذه الكيانات (جن ، أرواح) فإن
ذلك يتطلب خطوة تسبقها وهي البرهان العلمي على تدخل قوى خارجية وذكية في
العقل البشري ولحد يومنا هذا لم نتوصل إليه وهي مجرد فرضية لا إثبات لها .
ولو
فرضنا إمكانية قياس نشاط تلك الكيانات (ملائكة ، شياطين ، جن ، أشباح ،
أرواح ..الخ) لطبقنا تجارب بهدف التحقق من معتقدات أخرى (أساطير بالنسبة
للبعض ) وهي :
" الديك يصيح لدى سماعه أو مشاهدته للملائكة ".
" الحمار ينهق لدى سماعه أو مشاهدته للشيطان " .
" الملح أو الثوم يطرد الشياطين " ...الخ
ومع
أن بعض الباحثين رجح أن يكون للملائكة نشاط إشعاعي يتمثل في تغيرات في للأشعة ما
فوق البنفسجية الغير مرئية وأن للشياطين( ومنهم بعض الجن) نشاط إشعاعي
يتمثل في تغيرات في مستويات الأشعة تحت الحمراء إلا أنها بقيت مجرد تكهنات لم تثبتها شروط التجربة في المختبرات العلمية لذلك لا يمكن أن نفترض صحتها من الناحية العلمية ولكن من الناحية المعتقدية ليختر كل شخص ما يشاء .
ومع ذلك هناك أسباب كثيرة تدعو الديك للصياح والحمار للنهيق مثلها في ذلك مثل الكثير من الكائنات الحية التي تتفاعل فيما بينها ربما لتعلم الحيوانات الأخرى عن مناطق نفوذها أو لإجراء طقوس الإقتران أو لأسباب أخرى نعلمها أو نجهلها وهي جملة أسباب طبيعية مفيدة لبقاء وحياة هذه الكائنات وليس لها صلة بتدخل كيانات خارجية مزعومة.
وأخيراً ...
أوجه نصيحة إلى القراء بضرورة قراءة الأساطير ومحاولة فهمها لأنها قد تعكس نمط تفكير أو أسلوب حياة أو قد يكون سببها في المجتمع لغاية دينية أو إجتماعية وأخلاقية أو ولكن في نفس الوقت ينبغي علينا عدم تبنيها أو النظر إليها كواقع أو حقيقة إلا بعد أن نختبرها بمنظور معارفنا الحالية التي وصلتنا في حقبة شهدت تفجر العلوم في حياة البشر ولم يعهدوها في زمن سابق، ولنرسخ منهج الشك حتى تتبين لنا النتيجة في تجربة خاضعة للشروط العلمية السليمة .
هل شعرت بضيق أو إنشراح عند دخولك إلى مكان ما أو لدى جلوسك بجوار شخص ما من دون أن تمتلك تفسيراً منطقياً ؟
يعتقد الباحثون في نظريات الطاقة الحيوية والأثيرية بوجود طاقات تصدر عن الأشخاص الاحياء وحتى عن أرواح الأموات فتؤثر فيما بينهم وفي المكان الذي أقاموا فيه أو المكان الذي كانت لهم صلة وثيقة به، فوضعوا لها نظريات غير مثبتة علمياً لكن تستند إليها ممارسات التأمل واليوغا وفنون الفنغ شوي Feng Shui في تنظيم الطاقة في المكان.
ويعزو البعض لهذه الطاقات التأثير الشفائي في الجسم أو الحسد ( أثر العين) وحتى يعود إليها سكنى الأشباح أو الأرواح في مكان مهجور أو ما يسمى بالتسكين المقيم Residual Haunting من جراء أحداث مأساوية ماضية (مجزرة ، تعذيب ، حادثة تحطم ..الخ) أو في الحاسة الزرقاء لدى الوسطاء الروحانيين.
-ولاحظ هؤلاء الباحثون انه عندما يحدث فعل إيجابي في مكان ما يبقى تأثيره لفتره معينة بعد انتهائه والذي سيأتي ليزور هذا المكان سيشعر بنوع من الإرتياح أو "الإيجابية". كذلك الأمر مع الحدث السيء في المكان حيث يبقى تأثيره لمدة حتى بعد إزالة الفعل السيء.
- ووفقاً لتلك النظريات يعتبر المكان كائن حي يتأثر بطاقة سكانه وما يحصل فيه من أحداث سواء أكانت محزنة أو مفرحة وربما لهذا السبب يشعر الإنسان بشعور سيء عند الدخول لبيوت حدثت فيها معاناة أو جريمة فمشاعرنا تختلف عند الدخول لمقبرة او صالة أعراس أو بيت للعبادة ، كما لاحظ الباحثون أن الأنسان بحد ذاته يستطيع أن يصدر إشعاع يؤثر على محيطه من الأفراد وبأن هناك أناساً يصدرون" إشعاعاً إيجابياً " بينما يصدر الآخرون " إشعاعاً سلبياً "، ويرون أن هناك أموراً يمكن لها أن تؤثر إيجابياً على الإنسان ومنها وضع الازهار والنباتات في المنزل وعلى المداخل و وضع نافورة من الماء أو إشعاع الشموع والبخور مع تلاوة الكتب المقدسة والصلوات (فن فنغ شوي) أو سماع الموسيقى.
- ويعتقد هؤلاء الباحثون بأن طريقة تفكير الانسان تؤثر على حقل الطاقة الذي حوله وعلى محيطه ولهذا يعزون شعورنا بالانتعاش لكوننا بجوار أشخاص سعداء في حين نشعر بالتعب والارهاق عندما نكون بجوار أشخاص متجهمين أو عصبيي المزاج. كما يعزون التثاؤب بالعدوى إلى "عدوى الطاقة" في المكان فيعتبرونه مثالاً صغيراً على تأثر المحيط بطاقة الفرد بدلاً من تفسير العلم لها وهو حالة نقص الاوكسيجين في المكان أو الشعور بالنعاس والضجر من قبل المجموعة.
- ويرون أن الفرق بين الحياة والموت هو كالفرق بين الحركة والسكون فبازدياد الحركة يكون النشاط ومن أوجهه الإنطلاق والحيوية والفرح والمرح وهذا هو حال الشخص المتوازن أو ما يسمى "طاقة ايجابية" أما المكتئب فيكون شارد أو مستغرق أو خامل أو أو بطيء الحركة أو ما يسمى " طاقة سلبية ".
- لكن التيار العلمي السائد لم يثبت وجود هذه الطاقات المزعومة سواء أكانت سلبية أم إيجابية كما لم يثبت أن لها تأثير متبادل بين الأشخاص والأماكن أو الجماد حيث ما زال ينظر البعض إليها كضرب من العلوم الزائفة Pseudoscience أي أنها جملة إدعاءات أو إعتقادات أو ممارسات غير مثبتة ويجري تقديمها للجمهور على أنها "علوم" رغم أنها لم تخضع لمعايير التجربة العلمية أو تفتقر إلى الأدلة الكافية أو يصعب خلق الظروف الملائمة لإختبارها ، ومع ذلك سنلقي الضوء على هذه النظريات وكيف تكشف الأمواج الدماغية عن حالة الأشخاص.
طاقات خفية وأمواج دماغية
يولد الدماغ أثناء عمله 5 أنوع رئيسية من الأمواج الكهرومغناطيسية والتي تقيسها أجهزة التخطيط الكهربائي EEG وهي تختلف بسعتها وترددها وبشكلها الموجي ومصدر إنبعاثها في الدماغ ، وتصنف باستخدام الأحرف الأولى من الأبجدية الإغريقية كما يلي : ألفا وبيتا وثيتا ودلتا وغاما.
ورغم أن الدراسات العلمية لم تثبت تأثير الأمواج الدماغية من شخص إلى آخر أو بقاء أثرها في المكان الي تتم زيارته إلا أنها تكشف عن حالة الوعي لدى الشخص وما قد يعانيه من اضطرابات عصبية وخلل فيزيولوجي.
- ووجد مؤيدو نظريات الطاقة الحيوية ضالتهم في الأبحاث والتجارب التي أجريت على الأمواج الدماغية فقد رأوا أنها تؤيد وجهة نظرهم حول الطاقات والإشعاعات المزعومة وعبروا عنها بالقول : " عندما تكون الأمواج الدماغية لدى الانسان منسجمة ومتناغمة تزداد نسبة الإشعاع الايجابي أما اذا كانت مبعثرة فيصدرعنه إشعاعات سلبية وتأخذ الامواج الدماغية أنماطاً تميز تفكير الشخص الطموح (أو الراضي عن نفسه ) عن تفكير الشخص المكتئب أو الانفصامي ولا يقتصر أثر هذه الطاقة على الشخص الذي انسجمت فيه أمواج الدماغ بل يمتد ليشمل الأفراد المحيطين به ".
-وعندما تتالت الدراسات لمعرفة أسباب إنتظام أمواج الدماغ كانت النتائج تشير (وفق وجهة نظرهم) إلى تحلي العقل بالصفاء الذهني والرضا الداخلي ، وعن كيفية دخول العقل في حالة الصفاء الذهني يقولون : " أنها تختلف من شخص إلى آخر ومن الممكن أن تتم عبر ممارسات التأمل واليوغا وليس من الضروري أن تتم في مراكز تخضع للإشراف المتخصص ويكفي أن يعرف الانسان نقاط ضعفه ونقاط قوته ويبدأ بالتخلص من نقاط ضعفه ويكون لديه المقدرة على الإعتراف بنقاط ضعفه أولاً ليقلب المواقف لصالحه ، وبمجرد أن يبدأ الانسان بالشعور بالرضا الداخلي تزيد طاقاته ويندفع قدماً وهو شعورحقيقي بالرضا وليس مزيف أو مرضي ومثال على ذلك :تسجيل نقاط خلال جلسة مناقشة مع خصم يمكن أن تعطي الشخص شعوراً مريحأً بالنصر ، لكنه شعور مزيف وينجم عنه طاقة سلبية ".
-ويعتقدون بأن تأثير الامواج والإشعاعات يمتد من شخص إلى آخر في المكان أو يبقى أثرها في الأماكن التي يتواجدون فيها أو أنها تعكس مستويات الوعي العميقة خلال جلسات التأمل ، وبأن حياة الإنسان كلها تمر بالتنقل بين هذه الأمواج الدماغية ، وعندما تسيطر إحدى هذه الأمواج لفترة طويلة نفقد التوازن بسبب التراجع بأداء النشاطات الأخرى للدماغ .
- وعن تأثير الأمواج الدماغية وانتقالها بين الأشخاص يرون أن : " الأمواج الدماغية غير محدودة المدى لا ترتبط ولا تحد بمسافة معينة إذ يمكنها الانتقال والوصول إلى أبعد المسافات إذا ما وُجّهت بشكل متوازن ولم تتصارع كالإيحاء الايجابي من حب وحنان وإيثار وكذلك تكون الأفكار والمشاعر السلبية مكونة للإيحاء السلبي من كره وبغض وحقد وحسد ويجب ألا ننسى أن التأثير يكون أولا على الذات قبل أن ينتقل إلى المحيط والموجودات الخارجية ، ونستطيع قياس أمواج الدماغ بمرحلة معينة ، ولكن في مرحلة التأثير الإيحائي على الآخرين نستطيع أحياناً أن نرى أثر الأفكار على الموجودات وهذا العلم يسمى Psychosomatic وهو تأثير الفكر على المادة وفيها تؤثر الأفكار على جزئيات المادة وتكون نسبة التأثير وقوته بحسب شدة الأفكار ونوعية المادة التي تتفاعل معها إذ تكون جزيئات الماء أكثر تأثرا بالأفكار ويتكون الإنسان من 70% من الماء " ، ومثال ذلك تأثير الأفكار على بلورات الماء ، رغم أن هذا العلم صنف من بين العلوم الزائفة في المجتمع العلمي إذ لم تثبته الأدلة العلمية القاطعة.
-ويصفون أمواج غاما بأنها : " ذات تردد عالي ولهذا تعتبر ذات طاقة عالية ونفاذة لا يحجبها شيء وقد تعكس تجارب إقتراب الموت NDE والخروج من الجسد ( الكشف الروحي ) أو مغادرة الروح للجسد بشكل نهائي ، حيث تردد الأمواج عالي ولا تقيده المادة وهو عمل الروح ولا يخضع لقوانين الزمان والمكان " .
-وعن دور موجة ثيتا يقولون : " يكون الطفل مستقبلاً بشكل كبير للأفكار والإيحاءات الخارجية أكثر بكثير مما يستقبل بالكلام لأن الحواس الخارجية ضئيلة الأداء غير مكتملة النمو أما الحواس الداخلية فتكون نشيطة جداً لذلك يكون المسيطر عنده هو أمواج ثيتا ".
-ونذكر فيما يلي أصناف الأمواج الدماغية كما أثبتتها التجارب العلمية :
1- موجة ألفا
يقع مجال ترددها بين 8 و 12 هرتز وهي تنبعث عن خلايا المهاد في الدماغ أو من الفص الخلفي (مسؤول عن معالجة معلومات الإبصار في الدماغ) وتكون قوية لدى الإنسان خلال الإسترخاء واليقظة وهو مغلق العينين، ثم تنخفض قوتها عندما يفتح عينيه أو يغلبه النعاس أو يكون في حالة نوم ، وهي توصف بأنها أفضل مرحلة للإستيعاب أو التعلم الحقيقي حتى أنه قيل : " كل مراحل التعلم يجب أن يسود فيها موجات ألفا " ، وتظهر أمواج ألفا أيضاً في أحلام اليقظة وخلال التصورات الذهنية البصرية ، وتعمل كجسر نعبر من خلاله إلى أمواج أقل تردداً حيث ينشط العقل الباطن وهي أمواج ثيتا. وهذا مفيد إذا أردنا تذكر محتوى أحلامنا أو إسترجاع معلومات من العقل الباطن ، ولهذا تلعب أمواج ألفا دوراً هاماً مع الأمواج الأخرى.
وعندما تسود أمواج ألفا على الدماغ ي يكون الجسم مسترخي والعقل متحفز ومهيأ وبالتالي تنشط كل الوظائف العقلية منانتباه وتذكر وحفظ وبالمقابل يتقلص " ولا يتوقف " عمل الحواس الخارجية من سمع وبصر وحس وشم وتذوق فإذا استطعنا أن نصل إلى السيطرة على أمواج ألفا نستطيع التعلم Biofeedback Training لتحقيق التفوق الدراسي أو المعرفي ونستطيع إرادياً أن نصل إلى هذه المرحلة عن طريق التنفس الإسترخائي.
ويأمل الأخصائيون النفسيون استخدام تقنيات تستخدم أمواج ألفا لكي تساعد الناس في التغلب على الرهاب Phobia أو تهدئة الأطفال المفرطين في نشاطهم . ويمكن في المستقبل صنع آلات تراقب درجة تركيز التلاميذ من خلال تحليل أمواج ألفا ، واتضح أن أمواج ألفا تتوقع حدوث الأخطاء قبل حدوثها إذ كشفت دراسة عن ازدياد في نشاط أمواج ألفا بنسبة 25% قبل حدوث الأخطاء ، ويمكن استخدام نتائج هذه الدارسة لكي تستخدم مجسات لاسلكية تقيس أمواج ألفا المنبعثة عن العمال الذين تتطلب مهامهم الكثير من الحيطة والمخاطر فيمكن عندئذ تدارك الاخطاء قبل الوقوع فيها.
2-موجة بيتا
يقع مجال ترددها بين 12 و 30 هرتز ويكون فيها الإنسان في أقصى درجات تنبهه وفي وعيه الكامل ويقوم بالتفكير المنطقي والتحليلي والمبدع، وقد تكون حواسه الخمس في حالة استنفار للقيام بردة الفعل مناسبة اتجاه أي حالة طارئة حيث يرتفع مستوى الأدرينالين للتحضير لفعل منعكس حركي ، بينما في الترددات المرتفعة يكون الإنسان في حالة إكتئاب أو قلق أو خوف أو تأنيب للضمير (نقد للذات) ، ويعتبرها أنصار نظريات الطاقة الحيوية أسوأ حالة لاتخاذ القرار حيث تكون الطاقة البدنية هي المسيطرة على حساب تراجع النشاط الروحي التأملي الشفاف.
3- موجة ثيتا
يقع مجال ترددها بين 4 و 10 هرتز وتنبعث عن جزء في منتصف الدماغ يدعى الحصين hippocampus وهي تمثل نشاط العقل الباطن وتحدث خلال المرحلة الخامسة من النوم وهي مرحلة حركة العين السريعة REM والتي تشاهد فيها لأحلام عادة، وأيضاً خلال جلسات التأمل والتنويم الإيحائي (المغناطيسي) حينما يكون الإنسان شديد الاسترخاء والهدوء ويكون جاهزاً لاستقبال إيحاءات خارجية ، وفي أمواج ثيتا نجد اللاوعي والمناطق المقموعة في نفسيتنا كما نجد الإبداع والروحانية ، ومع الأسف لا يمكن تذكر محتوى هذه المرحلة ما لم تتدخل أمواج ألفا التي تعمل كجسر بين أمواج بيتا وثيتا.
ولا يعرف الكثير عن أمواج ثيتا لكن التجارب التي أجريت على الجرذان أثبتت أن لها صلة قوية بالحركة كالركض والقفز واجتياز العوائق ويزداد نشاطها مع كثرة الحركة، وبأنها قد تنجم عن معالجة البيانات التي يجمعها الدماغ من الحواس ليحولها إلى ردود فعل حركية. ويزعم البعض أن الروح تهمين على الجسد خلال أمواج ثيتا.
4–موجة دلتا
يقع مجال ترددها بين 0.1 و 4 هرتز وهي من أقل الترددات انخفاضاً وتعرف أيضاً بأنها موجة النوم البطيئة من دون أية أحلام حيث يكون فيها النوم العميق وتحدث بنشاط 50% تحديداً عند المرحلة الثالثة والرابعة من المراحل الخمس من النوم ( المرحلة الخامسة هي مرحلة حركة العين السريعة REM والتي تحدث خلالها الأحلام).
ويزعم البعض أن هذه الأمواج تأتي بأحاسيس الحدس أو تعمل كنوع من الرادار الذي يلتقط أحاسيس عن أوضاع أو أناس آخرين إذ غالباً ما نراها لدى الأشخاص الذين يعملون في بيئة طبية أو لدى أناس تعرضوا إلى حوادث مأساوية فطوروا بعدها "راداراً " يستخدمونه في الظروف الصعبة.
يكون نشاط هذا النوع من الأمواج كبيراً في مرحلة مرحلة الطفولة المبكرة ويمتد حتى عمر 5 سنوات حيث يكون العقل الباطن نشيط جداً ويحدث خلالها التوازن الهرموني ، ومن ثم يبدأ بالإنخفاض عند سن البلوغ، ومن ثم تظهر فروقات في نشاط أمواج دلتا بين الجنسين وخاصة لأعمار 30 إلى 40 سنة حيث يزداد نشاطها لدى الثدييات من الإناث أكثر من الذكور.
وقد تشير أنما أمواج دلتا على الحرمان من النوم أو عن حالة المشي نائماً وحالة الفزع النومي التي تحدث في الساعات الأولى من النوم ، وقد تكون مؤشراً إلى الهذيان الذي قد يعود إلى تناول مشروب كحولي أو إضطرابات عصبية مختلفة مثل مرض الرعاش (باركنسون) اضطراب الخرف (الزهايمر) ومرض الفصام الذهاني Schizophrenia أو نوبة صرع في مرض صرع الفص الصدغي وقد تدل أيضاً على الإكتئاب والأرق والهوس القهري .
ومن الناحية الفيزيولوجية تدل أنماط أمواج دلتا على التعرض لضرر جسدي ، أو خلل في التمثيل الغذائي أو التعرض للسموم أو أو مرض السكري من الفئة ب.
وإذا كانت أمواج دلتا هي المسيطرة يكون أداء الساعة البيولوجية الداخلية للإنسان متوازن ويكون الترميم الذاتي للجسم على أنشط ما يكون ويكون الجسم منشغلاً بشفاء نفسه عبر ترميم الخلايا الفاسدة أو طرحها وتوليد خلايا جديدة .
5-موجة غاما الغامضة
ترددها عالي ويقع في المجال بين 25 و 100 هرتز ، مع أن 40 هرتز هو ترددها النمطي ، وقد جرى اكتشافها بعد كل أنواع الأمواج الدماغية الأخرى ، ولا يعرف عنها الكثير ، إلا أن نشاطها شوهد في حالة ذورة الأداء الذهني والحركي وفي حالات التركيز خلال تجارب الطرق الصوفية أو التأمل المتسامي حيث أجريت العديد من التجارب على هذه الأمواج في تردد 40 هرتز وذلك خلال جلسات التأمل ، وأحد أهم خصائص هذه الامواج أنها تتزامن في نشاطها مع مناطق واسعة من الدماغ بدون أن تكون الخلايا منصلة فيما بينها !، وليس من السهل إكتشاف هذه الموجات نظراً لسعتها المنخفضة (مطالها) ويمكن فقط مشاهدها جزئياً على شاشة جهاز التخطيط ، وفي بعض الأحيان تشاهد في تردد 38 هرتز .
ولأن المعلومات عنها قليلة فقد استخدمت أمواج غاما لتفسير ظواهر ماورائية كالوعي الجمعي والخروج من الجسد وتجارب اقتراب الموت وغيرها. ولكن لا يوجد إثبات علمية أكيدة حول ذلك.
تقنيات مهاريشي في إشعاع الطاقة الإيجابية
هناك نوع من ممارسات التأمل المتسامي Transcendental Meditation وهي شكل محدد من الـ مانترا (صوت أو حرف أو كلمات أو مجموعة كلمات منطوقة يزعم أنها قادرة على إدخال الشخص في "تحولات روحية الطابع") وتتضمن هذه الممارسة استخدام صوت أو مانترا لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة مرتين يومياً خلال جلسة استرخاء مع بقاء العينين مغلقتين.
ويشرح (مهاريشي ماهش يوغي ) (1917- 2008) مؤسس تقنيات التأمل المتسامي والطيران اليوغي أن ممارسة مجموعة من الأشخاص لتقنية الطيران اليوغي في مكان واحد تعطي تأثيرات مضاعفة تطال بشكل إيجابي كامل المجموعة ، وفي هذه الاثناء يكون الفرد الذي يمارس هذه التقنية "مشعآ " بغزارة للتأثيرات الايجابية في محيطه.
وفي جامعة مهاريشي أظهرت الدراسات "العلمية" أنه خلال الطيران اليوغي وفي لحظة "الشعور" بارتفاع الجسم عن الأرض من جراء تحكم العقل التام بالجسم تنتظم موجات الدماغ بشكل دقيق ومتزايد لتصل الى حدها الأقصى وفي هذه الاثناء يكون الفرد الذي يمارس تقنية طيران اليوغي مشعآ بغزارة للتأثيرات الايجابية في محيطه، ويشار إلى ذلك بـ " تأثير مهاريشي".
واقترح مهاريشي أنه إذا اتبع أناس يقدر عددهم بقيمة الجذر التربيعي لـ 1% من السكان برنامجاً متقدماً وهو برنامج (سيدهي) في التأمل المتسامي TM-Sidhi متضمناً تقنية الطيران اليوغي في نفس المكان وفي نفس الزمان فإن المجتمع بأكمله سيحصل على منافع كبرى وهذا ما يسمى بـ " تأثير مهاريشي الموسع ".
ويصف (مهاريشي ماهش يوغي ) تقنيته بأنها " آلية السلام العالمي " فيدعو كل حاكم وكل حكومة في كل بلد إلى إيجاد مجموعة من الخبراء في كل بلد لممارسة التأمل المتسامي والطيران اليوغي يومياً لأجل للمحافظة على التماسك والتناغم الجماعي ، ويضيف مهاريشي قائلآ : " في كل بلد يوجد الجيش كي يحمي الحدود وكما يوجد في الجيش عدة ألوية يمكن للحكومة أن تؤسس لواء اضافيآ للمحافظة على رفع مستوى الوعي ، وبأن هذا اللواء الجديد يرفع مستوى الوعي الجماعي وفي نفس الوقت سوف يؤمن الحماية الدفاعية التي تتعدى ماهو مفترض أن تقوم به الجيوش ، فتنخفض النزاعات والخلافات الداخلية والخارجية ، وتنخفض التدخلات الخارجية الضارة ، وتنخفض معها الميول السيئة في المجتمع مثل الامراض وتعاطي الكحول والمخدرات الضارة والسرقات وغيرها ".
لكن المتشككين في هذه التقنيات والنظريات لا يجدوا في ممارساتها أية منافع صحية سوى الإسترخاء والتوعية الصحية.
هل يختزن المكان طاقة تؤثر على العقل أم ماذا ؟
هل تؤثر هذه الطاقات المزعومة (أو الإشعاعات الخفية) علينا في المكان أم أنها لا تمثل سوى تجاربنا (ذكرياتنا)أو انطباعاتنا المسبقة المتراكمة عن المكان (يصنعها عقلنا ) والتي تتدخل في مشاعرنا اتجاهه سلباً أم إيجاباً ؟ أم أنها خصائص في المكان تجعله مريحاً أو مزعجاً من الناحية المنطقية والوظيفية كالمساحة والنور وتوفير وسائل الراحة وحسن اختيار وتنظيم الأثاث الداخلي فيه ؟ عندما نتوصل إلى إجابة لهذا السؤال فعندها يمكن أن نعترف بوجود تلك الطاقات الخفية في المكان وبتأثيرها علينا حتى لو لم نتمكن من قياسها على غرار الطاقة الكهرومغناطيسية.
فمثلاً لن يشعر المرء بارتياح لوجوده في مقبرة غريبة عنه أو لا تحتوي جثامين أقربائه لإنطباعه المسبق عن هذا النوع من الأماكن أو لأنها تلهمه بتذكر ماضي أقربائه المتوفين وقدرهم المأساوي ، كما لن يشعر بارتياح لوجوده في مستشفى ليس بسبب الطاقات وإنما بسبب الصور الذهنية التي تأتي لعقله ولذكريات معارفه عن تلك الأماكن وما اختبروا فيها من آلام العلاج.
ولعل الإختبار الحقيقي لدور هذه الطاقات المزعومة هو عندما يدخل الإنسان إلى مكان لا يعلم عن ماضيه شيئاً ولا يحمل عنه أية إنطباعات مسبقة ومن ثم يجري طرح الأسئلة عليه عن شعوره اتجاه هذا المكان من غير تلميح أو أسئلة إرشادية، ومع ذلك يبقى اختباراً صعباً لأن صورة المكان قد تحفز لديه سيلاً من ذكريات عن أماكن مشابهة له فذاكرة الدماغ طالما توصف بالذاكرة الإنتقائية والترابطية ، وعندما تكون تلك الذكريات عن تلك الأماكن المشابهة جميلة سيشعر بتحسن والعكس صحيح .
كذلك علينا أن لا نغفل خصائص المكان الذي قد يكون مريحاً ليس بسبب الطاقات الخفية أو الذكريات أو الإنطباعات المسبقة وإنما لظروف الإضاءة والحرارة والرطوبة ومستوى الضجيج والمساحة والإطلالة وتوفر وسائل راحة وحسن إختيار الألوان المنسجمة والهندسة الداخلية (الديكور) بغية تأديته لوظائفه على الوجه الأمثل وغيرها من الامور التي تتعلق بإشراف المكان على محيطه المجاور وخصائص هذا المحيط.
استمع إلى موجة ثيتا
استخدم السماعات على كلتا أذنيك ثم استسمع إلى الأصوات ، هناك في الخلفية أمواج ثيتا التي يزعم أنها تؤثر على حالة الوعي (إقرأ عن ما تعنيه أمواج ثيتا في المقال) :
الكثير منا يخشى الموت فنحن نعتقد بالموت لأنه قيل لنا أننا "سنفنى" فنلتصق بأجسادنا مع علمنا بأن أجسادنا هي التي تموت، لكن نظرية علمية جديدة أشارت إلى أن الموت ليس المحطة الأخيرة كما يمكن أن يظن البعض، وعلى الرغم أن قدر أجسادنا هو الفناء فإن الشعور بـ "الأنا" هو مجرد فيض من الطاقة التي تعمل في الدماغ إلا أن هذه الطاقة لا تتبدد بعد الوفاة.
وتذكر أحد المبادئ المعروفة في فيزياء الكم Quantum Physics أنه لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه عملية رصد معينة على الاطلاق وبدلاً من ذلك هناك مجموعة من عمليات الرصد لكل منها إحتمال مختلف ، أحد التفسيرات السائدة هو تفسير "العوالم المتعددة"والذي ينص على أن لكل واحدة من عمليات الرصد الممكنة "كون مختلف "أو ما يوصف بـ "أكوان متعددة" Multiverse (إقرأ عن : الكون : البداية والنهاية)
وتحاول نظرية علمية جديدة تدعى بـ مركزية الحياة أو بيوسنتريزم Biocentrism (إقرأ عنها في الأسفل) شمل هذه الأفكار بحيث يوجد عدد لا حصر له من الأكوان وكل شيء يمكن له الحدوث في كون ما فلا وجود للموت بالمعنى الحقيقي في أي من هذه الطروحات.
يقول (روبرت لانزا) صاحب النظرية :
" كل الأكوان الممكنة موجودة معاً في وقت واحد بصرف النظر عما يحدث في أي منها وعلى الرغم من أن قدر الأجساد هو الفناء فإن (الشعور على قيد الحياة) أو الذي يعبر عنه السؤال "من أنا ؟" هو مجرد فيض طاقة يقدر بـ 20 واط من الطاقة التشغيلية في الدماغ لكن هذه الطاقة لا تتبدد بعد الموت.
وأحد بديهيات العلم التي لا شك فيها هو أن الطاقة لا تنعدم إطلاقاً كما لا يمكن لها أن تنشأ من العدم ولكن هل انتقلت هذه الطاقة من عالم إلى عالم آخر ؟
إضغط على الصور لتكبيرها
فلننظر في تجربة نشرت مؤخراً في مجلة ساينس العلمية وهي تبين أن بوسع العلماء تغيير شيء ما بأثر رجعي Retrocausality (إقرأ أدناه) مع أنه حدث في الماضي ، إذ كان على الجسيمات في هذه التجربة أن تتخذ قراراً بكيفية التصرف عندما تضرب بشاطر الحزمة وفي وقت لاحق بإمكان المشرف على التجربة أن يضغط على بدالة التشغيل تعمل بوضعية إيقاف Off ووضعية تشغيل ON ، إلا أنه تبين أن ما قرره المراقب عند هذه النقطة حدد ما فعلته الجسيمات في الماضي بغض النظر عن خيارك أو خيار المراقب الذي اتخذه ، إنه أنت من سيشهد الأمور التي سنتنج ، إن العلاقات بين هذه التواريخ المختلفة والأكوان تتجاوز أفكارنا التقليدية عن المكان والزمان ، فكر في أن 20 واط من الطاقة ببساطة هو إسقاط لهذا أو ذاك بحيث تظهر نتيجته على شاشة، وفيما إذا قمت بتشغيل شاطر الحزمة الثاني أو أوقفت تشغيله فإن البطارية ما تزال هي نفسها وما زال المسبب نفسه مسؤولاً عن هذا الإسقاط " .
الأثر الرجعي Retrocausality
الأثر الرجعي يعني أن نتائج التأثير تحدث قبل سببها بدلاً من العكس وهي فكرة مستندة إلى علم الفيزياء ، مما يطرح السؤال : " هل يمكن للمستقبل أو الحاضر أن يؤثر في الماضي ؟ " وبعيداً عن المجتمع العلمي السائد ، اقترح استخدام "الأثر الرجعي" كآلية لشرح الحالات الشاذة والأحداث الخارقة أو التجارب الشخصية. إلا أن المجتمع العلمي السائد على وجه العموم يعتبر هذه التفسيرات من العلوم الزائفة.
الموت والخلود والزمان والمكان
وفقاً لنظرية بيوسنتريزم Biocentrism فإن المكان والزمان ليسا أجساماً كما نفكر بها ، فعندما تلوح بيدك في الهواء - إذا قمت بإبعاد كل شيء - فما الذي يبقى ؟ لا شيء .. ، ونفس الشيء ينطبق على الزمان ، إذ لا يمكنك رؤية أي شيء عبر العظام التي تحيط بدماغك وكل ما تراه وتواجهه في الوقت الراهن هو دوامة من المعلومات التي تحدث في دماغك ، وبشكل مبسط المكان والزمان أدوات لوضع كل شيء معاً.
كما أنه لا وجود للموت في عالم لا زماني ولا مكاني ، إلى درجة أن العالم الفيزيائي الرائد آينشتاين وصاحب نظرية النسبية في الفيزياء اعترف بذلك ، فبعد وفاة صديقه القديم بيسو Besso وهو مهندس إيطالي كتب إلى عائلته رسالة جاء فيها :
"
الآن غادر بيسو هذا العالم الغريب قبلي بقليل وهذا لا يعني شيئاً، أناس مثلنا نحن الفيزيائيين نعلم أن الفرق ما بين الماضي والحاضر والمستقبل ليست سوى وهم عنيد ومستمر ، والخلود لا يعني وجود دائم في الزمان إلى مالانهاية لكنه يعني أنه مقيم في خارج الزمان تماماً
".
ويتحدث (روبرت لانزا)عن وفاة أخته (كريستين) التي مشى في حفل زواجها الكنسي :
"
بعد حياة صعبة واجهتها وجدت أخيراً الرجل الذي أحبته حباً جماً ، آنذاك خسرت كريستين من وزنها 100 باوند (حوالي 50 كيلو) وقدم لها خطيبها (إيد) هدية عبارة عن زوج من الأقراط الماسية. وبعد حفل الزواج كانت في طريقها إلى منزل أحلامها فتزحلقت السيارة من على طبقة رقيقة من الجليد فرمت بها إلى تلة ثلجية فنادت على (إيد) وقالت له بأنها لا تشعر بساقها ، لم تعلم حينها أن كبدها قد انشطر إلى نصفنين
".
- رأى (روبرت لانزا) جثة أخته (كريستين) في المستشفى ثم ذهب إلى أهله وكان (إيد) يشهق باكياً ، ويقول (لانزا) :"
لبضع لحظات أحسست بأنني كنت أتجاوز حدود الزمن "، كان (لانزا) يفكر بـ 20 واط من الطاقة والتجارب التي أثبتت أن الجسيم الواحد يمكن له أن يمر خلال ثقبين في وقت واحد فكان الإستنتاج الذي توصل إليه بأن اخته "ميتة " ، وعلى "قيد الحياة" ، وخارج الزمان ، وكان يتحدث عن تلك الأقراط الماسية قائلاً :" سيكون من الصعب الإنتظار ، لكنني أعلم أن كريستين سيكون مظهرها رائعاً بهم في المرة القادمة التي أراها
".
نظرية مركزية الحياة (بيوسنتريزم )
نظرية مركزية الحياة Biocentrism (بيوسنتريزم) هي نظرية اقترحها العالم الأمريكي (روبرت لانزا ) في عام 2007 وفي نظر (لانزا) : "
تجسد الحياة وعلومها (البيولوجيا) مركزاً للكائن والحقيقة والكون ، وتعتبر النظريات الحالية عن العالم الفيزيائي غير كافية لتفسير الكون ولن تنجح إلا إذا أخذت في حسبانها قيمة الحياة والوعي
".
وتتركب كلمة بيوسنتريزم Biocentrism من كلمتين الأولى بيو Bio وتعني الحياة ، والثانية سنتر centre وتعني "المركزية" كما تعرف أيضاً بنظرية الكون الحيوي المركزي Biocentric Universe.
تستند هذه النظرية إلى مفاهيم فيزياء الكم Quantum Physics وفي حين تكون دراسة الفيزياء أساساً لدراسة الكون تكون الكيمياء أيضاً أساساً لدراسة الحياة لكن نظرية البيوسنتريم تضع علم الحياة (البيولوجيا) في مقدمة العلوم الأخرى بحيث يكون الناتج نظريةعن كل شيء Theory of Everything
عندما درس (لانزا) خصائص مفهوم الوعي في أعمال الفلاسفة وهم (ديكارت) و(كانت) و(لايبنز) و (بيركلي) و(شوبنهاور) و (بيرغسون) وجد أن هذه الخصائص تشترك بأكملها في تأكيد زعم واحد وهو أن المكان والزمان شكل من الإدراك الحسي بدلاً أن يكونا أجساماً مادية خارجية (فيزيائية).
ويقول (لانزا) أن نظريته في البيوسنتريزم تقدم نظرة ثاقبة في الألغاز الكبرى في العلوم بما في ذلك قانون هايزنبرغ في الريبة (عدم اليقين) وتجربة ذات الشق المزودج Double Slit Experiment لتشتت أطياف الخيوط الضوئية والتناغم الطفيف للقوى والثوابت والقوانين التي تشكل الكون كما ندركه.
وقد استقبل الباحثون والعلماء هذه النظرية بآراء مختلفة فمنهم من انتقدها وشكك فيما إذا كانت نظرية "زائفة "، لكن (لانزا) جادل بأن التجارب المستقبلية كتجربة النموذج المصغر للكم المتراكب Scaled-up Quantum Superposition سوف تثبت أو تدحض نظريته.
ووفقاً لمقال نشر في مجلة ديسكفر ومقتبس من كتاب (لانزا) ذكر أن : "
تقدم نظرية البيوسنتريزم طريقة جديدة لتحقيق هدف واحد سعى العلماء له وهو جمع كل علوم الفيزياء منذ أن فشلت نظريات الحقل الموحد لآينشتاين قبل 8 عقود مضت
".
مبادئ نظرية بيوسنتريزم
تستند نظرية (لانزا) إلى 7 مبادئ وهي:
1- إن ما ندركه من واقع هو عبارة عن عملية تحدث في وعينا ، وبناء على هذا التعريف ينبغي على الحقيقة "الخارجية" (إن كانت موجودة ) أن تتواجد في المكان. لكن هذا لا معنى له لأن المكان والزمان ليسا حقائق مطلقة بل أدوات لعقل الإنسان والحيوان.
2- إن تصوراتنا الخارحية والداخلية مرتبطة ببعض وهما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
3- إن سلوك الجسيمات دون الذرية (في الواقع كل الجزيئات والجسيمات أيضاً ) متداخل ومتصل بحضور المراقب ، وفي غياب المراقب الواعي فإنها في أحسن الأحوال تكون بحالة غير محددة من موجات الإحتمال.
4- مع غياب الوعي تكون "المادة" قابعة في حالة غير محددة من الإحتمالات ، وأي كون بوسعه أن يستبق الوعي يوجد فقط في حالة من الإحتمال (غير يقينية).
5- إن بنية الكون قابلة للتفسير فقط من خلال البيوسنتريزم ، فالكون مهيء بشكل جيد للحياة مما يجعل منه كاملاً حينما تصنع الحياة الكون ولا طريقة أخرى متاحة لذلك ، والكون ببساطة يمتلك منطقاً spatio-temporal كامل القدرة لذاته من حيث القدرة على إنجاز تحولات منظمة في المكان مع مرور الزمان.
6- لا زمان في الوجود الفعلي خارج الإدراك الحسي للكائن ، إنه العملية التي ندرك من خلالها التغيرات في الكون.
7- المكان يشبه الزمان ، فهو ليس جسماً أو شيئاً ، المكان هو شكل آخر من أشكال فهمنا وليس لديه واقع مستقل ونحن نحمل المكان والزمان حولنا ومعنا مثل السلاحف التي تحمل دروعها. وبالتالي ليس هناك قالب مطلق متواجد بذاته بحيث تحصل فيه الأحداث الفيزيائية بمعزل عن الحياة.
نبذة عن روبرت لانزا
هو طبيب أمريكي وعالم ويعمل مسؤولاً علمياً عن أبحاث تقنيات الخلايا المتقدمة ACT في معهد الطب المتجدد التابع لمدرسة الطب في جامعة ويك فورست الأمريكية وتناول نظريته عن مركزية الحياة في كتابه الذي حمل عنوان "بيوسنتريزم" - " الحياة والوعي هما مفاتيح لفهم حقيقة طبيعة الكون "وكان قد وصف (إي دونل توماس ) الحائز على جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب نظرية (لانزا) بأنها نظرية جديدة في الكون حيث قال :"
لا توجد عبارة مقتضبة تفي حق هذا العمل البحثي
".
شاهد الفيديو
نظرية تثير الفضول حيث يبني فيها العالم الحي العالم الفيزيائي وقد يساعد ذلك في الإجابة عن أعظم الأسئلة في العلم ، إنها نظرية بيوسنتريزم Biocenrtism.
انتشرت مزاعم عن قيام مركز الأبحاث التابع للبحرية الأميركية بإجراء مجموعة من الأبحاث متعددة ضمن ما يسمى بـ " التكنولوجيات السرية " وذلك خلال الحرب العالمية الثانية وتحديداً في سنة 1943 ، كان معظم تلك الأبحاث مستنداً إلى أفكار ونظريات د. نيكولا تسلا بالإضافة إلى نظرية الحقل الموحد Unified Field Theory لعالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين .
و أشهر ما تسرّب من التجارب السرية آنذاك كانت تجربة إخفاء المدمرة الحربية يو إس إس إيلدريدج DE – 173- USS Eldridge التي كانت راسية في إحدى موانئ فيلادلفيا الحربية ، سميت التجربة بـ" تجربة فيلادلفيا " نسبة إلى مكان حدوثها وعرفت كذلك باسم مشروع الإخفاء أو مشروع قوس قزح .
القصة كما انتشرت
كما هي الحال دائماً مع الأسرار المتكتم عنها بحرص شديد كأسرار التكنولوجيا العسكرية غالباً ما تظهر قصص حول تسريبات مزعومة حولها وقد تتحول هذه القصص مع الزمن إلى ما ندعوه بالأساطير ، وبالنسبة لتجربة فيلادلفيا لا يسعنا القول أنها " قصة حقيقية " لأننا لا نملك الإثبات اليقيني لكن هذا لا ينفي في نفس الوقت وجود مشروع فعلي جرى التخطيط له ودراسته بعناية من أشهر العلماء آنذاك ، ومع ذلك نروي القصة بحسب ما انتشر في الكتب وفي وسائل الإعلام :
قررت الحكومة الأمريكية أثناء الحرب العالمية إنشاء قواعد لدراسة إمكانية تطوير تكنولوجيا من شأنها جعل السفن الحربية و الطائرات غير مرئية للرادارات وتم تجنيد كافة الجهود بمن فيهم علماء و باحثين قد يكون بوسعهم إختراعها.
بدأ المشروع في سنة 1931 تحت إدارة الدكتور جون هتشينسون عميد جامعة شيكاغو وفي سنة 1934 تم تعيين الفيزيائي الأمريكي الصربي المولد ( نيكولا تسلا) وهو كذلك مخترع ومهندس كهربائي وذلك بطلب من الرئيس الأمريكي روزفلت حيث جرى تعيينه كمسؤول عن المشروع و ساعده كل من الفيزيائي الاسترالي اميل كيرتينوير و رودلف أمبيرغ وفرانكلين رينهارت و ألبرت أينشتاين الذي استقال فيما بعد لأسباب شخصية ووضعت البحرية تحت تصرفهم كل ما يحتاجونه لإتمام المشروع.
وفي سنة 1940 زعم أنه تم إجراء أول تجربة ( إخفاء ) وكللت بنجاح كبير بحيث تم إخفاء سفينة بدون طاقم، فطلبت البحرية إجراء التجربة على مدمرة حربية مع طاقمها .
أشار (تسلا) إلى عدم ارتياحه من إجراء التجربة على مدمرة مأهولة لأنه ليس لديه أي فكرة عما ستكون عليه النتائج النهائية للتجربة وخاصة التأثيرات الجانبية العقلية والنفسية والفيزيائية على البحارة عند تعرضهم لمجال كهرومغناطيسي قوي فطلب إجراء المزيد من التجارب للتأكد لكن البحرية رفضت بحجة أنها في حالة حرب وليس لديها وقت لتضيعه ، فرفض (تسلا) المغامرة بحياة البحارة فقام بإفشال التجربة الثانية عند انطلاقها وفي سنة 1942 استقال وترك المشروع .
في سنة 1943 أوكلت مهمة الإشراف على المشروع إلى عالم الرياضيات فون نيومان وبمساعدة كل من الدكاتر غوستاف كلاركسون و ديفيد هيلبت وهنري لفينسو , كما تم دعوة ألبرت آينشتاين للمشاركة .
بعد إجراء تجربتين بنجاح تقرر في 28 أكتوبر عام 1943 إجراء تجربة ثالثة على المدمرة يو إس إس إيلدريدج DE – 173 USS Eldridge مع وجود طاقم خاص جميعهم من المتطوعين الذين تم اختيارهم بعناية .
بدأت التجربة بتسليط مجال كهرومغناطيسي قوي على المدمرة و بعد لحظات تشكل ضباب بلون أخضر غطى المدمرة ثم اختفى و بعدها اختفت المدمرة وأصبحت غير مرئية لمدة قصيرة من الزمن وظهرت للعيان مرة أخرى وعوضاً أن تختفي السفينة عن الأنظار و الرادارات اختفت من مكانها لتظهر مجدداً في مكان آخر مختلف عن مكان رسوها وهذا ما يطلق عليه اسم الإنتقال بالإختفاء Teleportation .
رغم نجاح التجربة إلا أن النتيجة على طاقم المدمرة كانت كارثية، وبالفعل تحققت مخاوف (تسلا) إذ توفي عدد منهم ووجد عدد آخر منهم أجسادهم متداخلة مع جسم السفينة (أنظر الصورة التمثيلية) وقسم منهم اختفوا تماماً ولم يجدوا لهم أثر أما البحارة الباقين فكانوا فاقدي العقل إذ أصبحوا مجانين وتم وضعهم في مصحات عقلية.
وقامت البحرية بإخفاء كل ما يدل على هذه التجربة ونتائجها وادعت أن عدداً من طاقم المدمرة قد فقدوا في البحر ولم تسمح بنشر أي شيء عنها رسميا عدا سطور قليلة كتبت عنها جريدة فيلادلفيا .
نظرية الحقل الموحد لـ البرت أينشتاين
عمل ألبرت آينشتاين منذ أوائل سنة 1916 على دراسة ما أطلق عليه اسم نظرية الحقل الموحد Unified field theory محاولاً إثبات أن الجاذبية ليست قوة في حد ذاتها وإنما هي اندماج أو تناغم بين عدة قوى أخرى علي رأسها المجالات الكهرومغناطيسية للأرض .
وفي عام 1927 بدأ بصياغة نظرية الحقل الموحد مع نظرية تبادل الطاقة التي تقول أن كل نوع من الطاقة يمكن أن ينشأ من نوع آخر منها تماماً ، كما يمكن توليد الكهرباء بواسطة مغناطيس في المولدات الكهربية العادية، وهنا وضع العالم الفيزيائي يده على حقائق نظرية تنشأ من مزج الطاقة الكهربائية بالمجال المغناطيسي للأرض والجاذبية الأرضية والأشعة الكونية والنووية معاً.
في سنة 1940 نشر (أينشتاين) نظرية الحقل الموحد في إحدى الصحف الألمانية لأول مرة ، فجذبت اهتمام البحرية الأمريكية وتم تعيينه من 31 مايو 1943 وحتى 30 يونيو 1944 و نقل (آينشتاين) مكتبه من البحرية إلي فيلادلفيا، كما تقول الوثائق الرسمية من 18 سبتمبر 1943 وحتى 30 أكتوبر من العام نفسه، وهذا يرجح إذا لم نقل يؤكد أنه أجرى بالفعل تجربة علمية علي تأثير "الحقل الموحد" وفقا للتواريخ والملابسات.
كما أجاب على بعض معارضي نظريته بأن لديه نتائج تجريبية مقنعة للغاية عن العلاقة بين القوى الكهرومغناطيسية والجاذبية الأرضية، وانه لم يجد بعد دليلاً رياضياً على هذا , وكان قد صرح (تسلا) قبل وفاته بوقت قصير في سنة 1943 أن آينشتاين أكمل نظرية الحقل الموحد و لم ينشرها كاملة " خوفاً على الإنسانية " على حد زعمه .
شهادة البحارة الناجين
يقول (مايكل غريغ) المسؤول الثاني عن دفة القيادة في إحدى الصحف : "
كنا على ظهر السفينة نعلم جيداً أنهم سيقومون بتجربة سلاح ما ، وكان معظمنا مفعم بالحماسة، ثم بدأت تلك المولدات الضخمة في العمل، وشعرنا وكأن رؤوسنا ستنفجر، وكادت قلوبنا تقفز من صدورنا من عنف خفقاتها ، وبعدها أحاط بنا ضباب أخضر كثيف، وأظلمت الدنيا من حولنا، وكأننا قد فقدنا أبصارنا، فاستولى الرعب علي معظمنا وراح الكل يعدو بلا هدف في كل مكان وكل اتجاه وتصورت أننا قد غرقنا في عالم آخر أو أن عقولنا قد أصابها الجنون، مع تلك الهلوسة التي تراءت لنا، فصديقي برتبة مايجور أقسم أنه يرى زوجته الراحلة، والضابط براد راح يضحك في جنون، والقبطان رود أخذ يدير الدفة في حركات هستيرية، وهو يصرخ بأنه من الضروري أن نخرج من بحر الظلمات هذا، أما أنا فقد التقيت بمخلوقات من عالم آخر،ولم أعلم هل هي وحوش؟ ! أم لعلها تخيلات.. ؟!، المهم أن ما عانيناه هناك لم يكن أمراً عادياً أبداً ، بل كان يستحق أن نصاب جميعا من أجله بجنون حقيقي
" .
وقال فكتور سيلفرمان : "
كنت مهندساً مع 3 مهندسين آخرين وقمنا بمد الأسلاك الكهربائية من المحطة القريبة إلى المدمرة ، وعند صدور الأوامر وفتحت الأزرار كان الطنين الناتج لا يحتمل ووجدت نفسي مغموراً بضباب عميق وأول ما خطر ببالي هو أن المدمرة انفجرت ووقفت محاولاً فهم ما يجري حولي ونظرت إلى الباخرة فشاهدت أشكالاً غير واضحة تتحرك ولا يمكن تمييزهم كبحارة وفجأة اختفى الضباب ونظرت من حولي فإذا بي أرى مرسى (نورثفولك) فتساءلت متحيرا : بحق السماء كيف جئت إلى هنا ؟ وفجأة عاد الضباب الأخضر مرة أخرى واختفى أيضاً وإذا بي أجد نفسي في مرسى قاعدة فيلادلفيا البحرية ، بعد هذه الحادثة بقيت فترة طويلة أتساءل في نفسي هل فقدت عقلي في تلك اللحظات القصيرة ؟ في الحقيقة إنني لا اعرف للآن ما حدث لي أو للرجال الآخرين الذين كانوا معي
".
كتب الباحث "جورج LAnflan " في كتابه "حقائق مريعة Terrible Realities " :" أن السفينة اختفت وانتقلت عبر هذه المسافة وعادت إلى الظهور في مكانها كل ذلك في خمس ثوان وهنا يعجز العقل عن التفكير في كيفية حدوث هذا لأنها في لحظة اختفائها من مرفأ فيلادلفيا شوهدت في نورثفولك البعيدة وأقر عشرات الأشخاص المتباعدين أنهم شاهدوا السفينة بوضوح وفي كامل مواصفاتها وكان اسمها مكتوبا بحروف كبيرة جدا على مقدمتها بحيث لا مجال للظن والخطأ .
كما أكد طاقم سفينة مدنية " أندرو فورثوسيث " الذين ادعوا بأنهم شاهدوا فعلاً المدمرة الحربية التي ظهرت أمام أعينهم في سواحل نورث فولك بفرجينيا ، ثم اختفت بعد دقائق معدودة .
توالت شهادات البحارة الناجين من التجربة لكن لم تؤخذ بعين الاعتبار لأنهم اعتبروا مجانين.
تحقيقات جيسوب .ك.موريس
تم كشف تفاصيل هذه التجربة و إعطائها مصداقية بفضل العالم الفلكي و الفيزيائي ( جيسوب. ك. موريس) بعد نشره لكتاب حمل عنوان " قضية في الأجسام الطائرة المجهولة " Case for the UFO في 13 يناير 1955 حيث حاول في كتابه تفسير مصدر الطاقة التي تستخدم في الأطباق الطائرة بدراسة نظرية الحقل الموحد Unified field theory.
بسبب هذا الاهتمام تلقى (موريس) رسائل مكتوبة من قبل أحد القراء و كانت إحداها تحمل توقيع (كارل ألين) حيث ادعى فيها أن البحرية الأمريكية قد طبقت هذه النظرية في إحدى تجاربها سنة 1943 ونتج عنها إخفاء مدمرة حربية وجعلها غير مرئية لبضع لحظات وتسببت هذه التجربة بإصابات خطيرة في صفوف طاقم المدمرة فطلب منه (موريس) في رسالة أرسلها إليه المزيد من المعلومات فاخبره انه في أكتوبر 1943 قام الدكتور (فرانكلين رينهارت) المسؤول عن تطبيق نظرية الحقل الموحد لكي تتحول إلى سلاح عسكري بتجربة مذهلة تم فيها إخفاء المدمرة يو إس إس إيلدريدج Eldridge (DE – 173) USS مع طاقمها وقال: "
لقد مددت ذراعي في هذا المجال فاختفت وكانت التجربة ناجحة ولكن النتيجة كانت رهيبة على أفراد الطاقم حيث توفي البعض منهم والبعض الآخر اختفوا إلى الأبد و من تبقى من الطاقم غرقوا في الجنون وفي وقت لاحق اختفى عدد من البحارة الناجين فجأة و أصبحوا غير مرئيين
".
و قد أعطى (كارل ألين) رقم بطاقته الرسمية التي تحمل رقم 416175 والصادرة في تشيكوسلوفاكيا" كما اخبره أنه كان يعمل على متن السفينة ( اندرو فوروسيث) وذكر له أسماء بعض الشهود وأصحابه الذين يمكن أن يوفروا تفاصيل إضافية حول هذه التجارب الغير عادية .
وتم التثبت من البيانات التي قدمها عن عمله على متن ( اندرو فوروسيث) و رقم بطاقته حقيقية كما بينت التحقيقات أنه انضم إلى سلاح مشاة البحرية في 14 يوليو 1942 وخرج منها في 21 مايو1943 .
و في ربيع عام 1956 تم استدعاء (موريس) من طرف مكتب الأبحاث البحرية ONR للتحقيق معه حول محتويات طرد تلقاه المكتب و لدى وصوله دهش لما وجد أن الطرد يحتوي على نسخة من كتابه Case for the UFO و كتب على الظرف "عيد فصح سعيد " و لما تفحص الكتاب وجد فيه شرح هامشي مكتوب باليد في ثلاثة ألوان مختلفة و قام بإعادة طبع النسخة المشروحة في طبعة صغيرة من 25 نسخة مع الشروح بالألوان الأصلية.
في أوائل الستينات، صرح العالم الفيزيائي (فرانكلين رينهارت) في حديث تليفزيوني مذاع على الهواء مباشرة قائلاً : "
أن ألبرت آينشتاين كان يعرف جيداً عن تجربة فيلادلفيا وكان يعمل فيها منذ عام 1940 مع البروفيسور ( رودلف أمبرغ) ولقد طلبا مني مساعدتهما في مشروع يتعلق باستخدام الحقول الكهرومغناطيسية القوية لإحاطة السفن والمدمرات بغلاف واقي يؤدي إلي انحراف الطوربيدات بعيدا عنها ولقد بدأنا العمل في ذلك المشروع و بالفعل تم تطوير الفكرة إلى إطلاق الحقل الكهرومغناطيسي في الهواء بدلاً من الماء لإخفاء السفن بصرياً وكل ما كان يقلقنا هو الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة للتجربة وكان من ضمنها احتمال غليان الماء ، أو تأين الهواء حول السفينة، أو أي من تلك الأمور التي تؤدي إلي حالة من عدم الاستقرار، إلا أن لا أحدا منا و حتى آينشتاين نفسه لم يفكر في احتمالات إحلال الكتلة والتداخل بين الأبعاد
".
محاولات التكتم
توصل ( جيسوب .ك.موريس ) إلى معلومات مهمة وبدأ يدرك الإجابات الصحيحة فحاولت المخابرات الأمريكية إقصاءه عن مناصبه وإبعاده عن متابعة أبحاثه، وفي أواسط شهر ابريل من سنة 1959 اخبر (جيسوب.ك.موريس ) الدكتور (مانسون فالنتاين) وهوعالم جغرافي بحري وأستاذ علم أثار بأنه يرغب في التحدث إليه حول بعض الاكتشافات التي توصل إليها عن تجربة فيلادلفيا ، ولكن تم العثور على (جيسوب.ك.موريس) ميتاً في سيارته خارج منزله في (كورال غيبلز) من ولاية فلوريدا إثر استنشاقه لغاز محرك السيارة وكان التقريرعن الحادث انه انتحار.
ومن ثم واصل العالم الكبير جيمس .اي. مدكونالد أبحاث عن تحقيقات جيسوب.ك.موريس منطلقاً من نفس القناعات وما توفر له من أبحاثه إلا انه وجد مقتولاً برصاصة في رأسه قرب جسر في أريزونا في 13يونيو 1971 وكان التقرير الرسمي نسخة لما سبقه انه انتحار.
أما بالنسبة للعالم الفيزيائي فرانكلين رينهارت فبعد التصريح الذي أدلى به حاول الصحفيون الاستفسار عما كان يعنيه بمصطلحي "إحلال الكتلة والتداخل بين الأبعاد" ولكنه لم يجب عن أسئلتهم لأنه لقي حتفه في حادث سيارة مروع.
و يقال انه تم تعيين كارل ألين في المخابرات المركزية بحيث يخضع لقانون السرية الذي يحظر عليه الكلام في الأمر أو في أيه أمور أخرى تتعلق بالأمن القومي .
تجربة فيلادلفيا و مثلث برمودا
إن وجود أوجه تشابه بين مثلث برمودا و ما يحدث داخل الحقل الموحد من انعدام الرؤية و حدوث خلل في المجال المغناطيسي للأرض في تلك المنطقة يؤكد أن مثلث برمودا هو حقل طاقة موحد .
وقد ذكر الباحث و الكاتب تشارلز بيرليتز في كتابه عن مثلث برمودا أن تجربة فيلادلفيا أثبتت أن هناك علاقة متينة بين حوادث الاختفاء والشذوذ المغناطيسي الذي زعم أن منطقة مثلث برمودا تتمتع به .
و يرى أصحاب فرضية الشذوذ المغناطيسي في تفسير ما يحدث في مثلث برمودا أن وجود شذوذ مغناطيسي في المنطقة ربما يكون هو السبب في الحركات الغريبة للبوصلة واجهزة قياس الارتفاع في الطائرات (إقرأ تفسيرات أخرى لحوادث الإختفاء) ، وقد نشر العالم السوفيتي "يلكين" وجهة نظره في صحيفة "الازفستيا" السوفيتية إذ يرى أن حدوث الاضطرابات المغناطيسية هناك هو سبب الكوارث التي تقع للطائرات .
كما أيد المؤلف ومهندس الكهرباء "هاف اوكينكلوس براوس" الرأي القائل بأنه يوجد سبب وجيه لربط الحوادث بالمجال المغناطيسي للأرض وإن هناك مغناطيسية كبيرة حصلت للأرض في مختلف العصور و يمكن أن يكون هذا تفسيرا لتحطم الطائرات ثم غرقها في المياه العميقة.
و ذكربيرلتز أيضاً بأن (ولبرت ب.سميث) و هو خبير في الأمور الكهربائية قد ترأس مشروعاً للمغناطيسية والجاذبية الذي قامت به الحكومة الكندية سنة 1950 أعطى تفسيرا لعوامل اختفاء الطائرات و صرح بأنه وجد أماكن معينة أطلق عليها اسم "أماكن انحسار الدوران" وهي صغيرة نسبياً وقطرها حوالي 1000 قدم إلا أنها ترتفع إلى مسافة كبيرة نوعا ما ويمتد تأثيرها إلى درجة يمكنها قذف الطائرات إذا تواجدت بها والتي لا يمكن ملاحظتها .
كما أشار ناطق باسم فرع البحث و الإنقاذ التابع للمكتب الرئيسي لحرس السواحل إلى المغناطيسية و الجاذبية في عمليات البحث بقوله: "
لا نعرف ما يحدث في المنطقة المسماة مثلث برمودا كل ما نستطيع عمله بالنسبة لحوادث الاختفاء الغامضة هو التوقعات
"
و تحاول البحرية أن تصل إلى حقيقة ما يحدث من خلال مشروع يسمى مشروع المغناطيسية و الاضطراب في الغلاف الجوي الاتموسفيري, و يعتقد البعض أن بعض هذه الاضطرابات قد سببت حوادث الطائرات سنة 1945 ، ولكن يظل اللغز الكبير في هذا المكان هو مصدر هذه الطاقة الهائلة التي تغطي مجالاً بهذا الحجم .
رأي المتشككين
أقر مكتب الأبحاث البحرية ONR في سبتمبر 1996 بأنها لم تجري أية تجارب حول التخفي الراداري، لا في سنة 1943 ولا في أي وقت آخر كما أنها لم تكن قد أسست حتى سنة 1946.
و يضيف : "
كان آينشتاين مستشارا بدوام جزئي لمكتب الذخائر البحرية الأمريكية ، ومهمته إجراء بحوث ووضع نظرية على المتفجرات والانفجار و ليس هناك ما يدل على تورط آينتشاين في دراسته عن الخفي أو النقل بالإختفاء والظهور مجددا Teleportation
" .
- وحسب الجدول الزمني لتحرك المدمرة " يو اس اس إلدريدج" فانه حتى 27 أغسطس 1943 ظلت في ميناء مدينة نيويورك حتى سبتمبر 1943 و التجربة زعم أنها حدثت في أكتوبر1943 و أول رحلة تجريبية للمدمرة كانت نحو جزر البهاما.
- أما في ما يخص السفينة (اندرو فوروسيث) فان مسارها سنة 1943 استنادا إلى وثائق و سجلات موجودة في الأرشيف الوطني أثبتت انه في 16 أغسطس 1943 غادرت السفينة نورثفولك مع القافلة UGS-15 إلى الدار البيضاء بالمغرب ووصلت 02 سبتمبر ، وفي 19 سبتمبر غادرتها باتجاه "كيب هنري "Cap Henry ووصلت في 4 أكتوبر، و في رحلة أخرى للسفينة غادرت فيها نورثفولك في 25 أكتوبر مع القافلة UGS – 22 إلى وهران بالجزائر ووصلت في 12 نوفمبر، وظلت السفينة في البحر الأبيض المتوسط ثم عادت إلى المرفأ نورثفولك برفقة القافلة 25-UGS كما وجد في الارشيف رسالة من قائد السفينة " وليام س. دودج" بتاريخ 14 يناير 1944 حيث نفى فيها و بشكل قاطع انه أو طاقمه قد شاهدوا المدمرة " يو اس اس إلدريدج" أو لاحظوا أي حدث غير عادي أثناء وجودهم بمرسى نورثفولك .
- و في نص موحد لمحاربين قدماء خدموا على متن السفينة "يو إس إس إيلدريدج" أخبروا مجلة فيلادلفيا في نيسان / أبريل 1999 بأن سفينتهم لم ترسو أصلا في فيلادلفيا.
يقول الكاتب و المؤرخ مايك داش :"
إن الكثير ممن نشروا قصة تجربة فيلادلفيا توضح أن العالم (جيسوب .ك.موريس) لم يكن يملك أي أبحاث أو أنها بعضاً من أبحاثه في أواخر 70، مع وجود الكثير من السرد الأدبي بدلا منه بحثاً وثيق الصلة بالموضوع
".
بالرغم من دور "بيرليتز وموور" الشهير في قصة " تجربة فيلادلفيا: مشروع الاختفاء" فإنها احتوت على العديد من المعلومات المفترض واقعيتها مثل مقابلات مع بعض العلماء الذين شاركوا في التجربة إلا أن عملهما تعرض للانتقاد كونهما اقتبسا عناصر القصة من رواية الهواء الرقيق Thin Air الخيالية والتي نشرت قبل ذلك بسنة مما أدى إلى حدوث جدال أضعف مصداقية القصة ككل".
- ومن الناحية العلمية فانه لا توجد حتى الآن أي نظرية حقل موحد مكتملة، ولا زالت موضوع أبحاث.
تجربة فيلادلفيا في الأدب و السينما
- في الأدب
مرت عشرات السنين على هذه التجربة التي كتب عنها عشرات الكتاب والأدباء خلال الـ 68 سنة الماضية حيث تطرقوا في كتاباتهم عن تجربة فيلادلفيا باحثين كثيرين وعلى رأسهم فنسنت غاديس الذي نشر كتابه Invisible Horizons: True Mysteries of the Sea سنة 1965 وذكر فيه تجربة فيلادلفيا ثم في سنة 1979 نشر تشارلرز بيرلتز و ويليام ل. مور الكتاب الشهير " تجربة فيلادلفيا مشروع الإخفاء" ، كما تحدثت عنها الصحف بمقالات وتحليلات وروايات وغيرها.
-في السينما
في سنة 1984 تم تكييف القصة في نهاية المطاف لإنتاج سينمائي بفضل ستيوارت رافيل وفي سنة 1990 وأعلن "ألفريد بييليك" الشاهد المزعوم عن التجربة أن لديه نسخة لفيلم صور أثناء التجربة إضافة إلى كل هذا تم تصوير عدد غير بسيط من أفلام وقصص الخيال العلمي التي تحكي قصة تجربة فيلادلفيا لإثارة اهتمام الرأي ومن أهم الأفلام :
- فيلم The Philadelphia Experiment - 1984 لـ ستيوارت.
- فيلم Nimitz, return to wards Hell
- المسلسل التلفزيوني الشهير X-files
مراجعة وتدقيق : كمال غزال
شاهد الفيديو
تروي هذه الحلقة من سلسلة الغموض التي قدمتها قناة History وقائع تجربة فيلادلفيا بحسب الباحثين الذين تناولوها:
المصادر
- L'expérience de Philadelphie Par Noel Huntley, Ph.D
-The Philadelphia Experiment: Project Invisibility - William Moore and Charles Berlitz - 1979
- The Philadelphia Experiment A-Z:Andrew Hachhaeimer
- كتاب مثلث برمودا لـ تشارلز بيرلتز
الطاقة الكونية هي اللغز المحير والطاقة المجهولة المعلومة لدى الباحثين فهي مصدر لا محدود من القوة الكونية الخارقة التي تنتشر وتتغلغل في كل ذرة من ذرات الكون الفسيح وقد عرفتها واستخدمتها العديد من الشعوب على مر الأزمنة، كما استخدمها الشامانات واليوغيون والسحرة واختلفت تسميتها من ثقافة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر، كل حسب فهمه لها ولقدراتها الإعجازية.