منذ فجر الحضارات، حمل الإنسان السكين في يده. لم يكن هذا النصل أداة للصيد والعيش فحسب، بل أصبح رمزاً متشعّباً مشحوناً بالمعاني الروحية والسحرية، وعُنصراً أساسياً في الطقوس والمعتقدات التي امتدّت عبر القارات والأزمان.
بين الشرق والغرب، في الأديان السماوية والممارسات الوثنية، في السحر الشعبي والمعالجة الروحية، دائماً تجد السكين أو الخنجر أو النصل أو السيف حاضراً، يشير بحدّه اللامع إلى خطٍ رفيع يفصل بين العالم المادي والعالم الخفي.
في شهر أغسطس من عام 2016 في شمال لندن ، بدأ كينيدي إيف البالغ من العمر 26 عاماً يتصرف بشكل غريب وعدواني بعد ألم في حلقه، وبحسب ما ورد قام بعض والده كما هدد بقطع قضيبه ، واشتكى من وجود ثعبان أو ثعبان بداخله قبل أن تقيده أسرته على سريره وتوثقه برباطات وبقوة مفرطة.
لاحظنا في الجزء الأول ( التعويذة المزيفة ) كيف أن الجن والشياطين عموماً يخافون مما يجهلونه، وأنهم لم يتمكنوا من قراءة محتويات التعويذة لأنها ليست مكتوبة بلغة معروفة لديهم فباتوا يحذرونها أكثر مما يحذرون التعويذات التقليدية التي كانوا يعرفون محتوياتها وخدامها من أصدقائهم من عالمي الجن والإنس بشكل مسبق. فهل هم يخافون منها حقاً..؟
التعويذة المزيفة هي تعويذة مختلفة عن كل ما هو معروف من مصطلحات سحرية أو غير سحرية عبر الأجيال المتعاقبة على مر التاريخ لأنها تكشف للقارئ مدى إمكانية خداع الجن والشياطين بتعاويذ ملفقة. وتكشف بالتالي مدى جهلهم وخوفهم مما يجهلون رغم امتلاكهم ناصية السحر بأنواعه كما يدعون.
تعرف عملية العودة في الذاكرة Memory Regression على أنها ممارسات تساعد المرء في إستعادة ذكريات ضلت لسبب ما طريقها إلى عقله الواعي فاستدعى ذلك استرجاعها من العقل الباطن من خلال حثها على الحضور بواسطة جلسات التنويم الإيحائي (المغناطيسي) أو ممارسات تأملية أخرى كاليوغا حيث يجري خلال هذه الممارسات إستعراض أحداث هامة في حياة المرء ويزعم البعض أن بوسعها إستعادة حتى ذكريات الحياة الماضية التي سبقت الحياة الراهنة.
إن إنفصام الشخصية أو ما يشار إليه باضطراب الهوية الفصامي Dissociative Identity Disorder أو ما يرمز له إختصاراً بـ DID هو تشخيص نفسي لحالة يٌظهر فيها الشخص بهويات أو شخصيات متعددة تعرف باسم تبدلات Altar أو عدد من الأنا Egos بحيث يكون لكل منها نمطه الخاص في الإدراك والتفاعل مع البيئة المحيطة ، ولكل شخصية فرعية أو متبدلة مجموعة فريدة من الذكريات والسلوكيات والأفكار والعواطف المتعلقة بكل شخصية محددة. ولهذا الإضطراب اسم آخر في التصنيف الدولي الإحصائي للأمراض والمشاكل الصحية وهو " إضطراب تعدد الشخصيات ".
على مدى قرون طويلة كان يُشار إلى حالات طبيعية يمر بها بعض البشر على أنها ظواهر واضحة من ما وراء الطبيعة، ولعل أكثر تلك الحالات المحيرة والغامضة هي حالة الصرع وبالتحديد نوع من نوبات الصرع تسمى صرع الفص الصدغي التي يرمز لها إختصاراً بـ TLE ، وينبغي على كل محقق في الظواهر الغامضة أن يدرك تلك الحالة لكي يفهم ما يمكن أن تفعله من أعراض مثيرة جداً. وقبل أن نتناول تلك الحالة لا بد من فهم حالة الصرع وتاريخها ودور المعتقدات في تفسيرها.
توجد طقوس طرد الأرواح في ديانات متعددة وفي حضارات وبلدان متنوعة فهي متعلقة بطبيعة الإنسان منذ الأزل إذ كان من السهل دائماً تحميل الشياطين المسؤولية عن أي إضطراب سواء أكان ذو منشأ نفسي أو حتى عضوي
عرضت قناة MBC 1 يوم السبت الفائت حلقة من البرنامج الجديد "شواهد" الذي يتناول ظواهر ما وراء الطبيعة في العالم العربي وأتت أول حلقة عن ظاهرة التقمص حيث شارك في البرنامج عدد من أصحاب التجارب كما شارك علماء من الدين الإسلامي ومن الطائفة الدرزية التي تعتنق فكرة التقمص وباحثين في علم النفس والماورائيات وقد حلل كل طرف منهم ظاهرة التقمص بحسب معتقداته وقناعاته الفكرية والعلمية.
سُجلت الكثير من الحالات عن أفراد من المجتمع ( صغاراً وكباراً ) راحوا يتحدثون فجأة بلغة غريبة لم يعرفوها من قبل، وكان ذلك يحدث أحياناً بشكل عفوي خلال خضوعهم لجلسات التنويم (الإيحائي) المغناطيسي أو في إحدى حالات الوعي البديلة كالغيبوبة أو النوم ) .
وأحياناً يتمثل ذلك نطق بضعة كلمات يتحدّث بها الشخص ثم لا تلبث أن تختفي من ذاكرته تماماً، وفي حالات أخرى يصبح الشخص قوي اللسان بهذه اللغة ، ومما يدعو للإستغراب هو وجود مزاعم عن عدد من الأشخاص كانوا قد نطقوا بلغات قديمة انمحت من على وجه الأرض ولا يألفها الا العلماء في مجال الأثار والحضارات القديمة ، نتكلم هنا عن ظاهرة ماورائية تدعى " زينوغلوسيا " Xenoglossia.
يمر بعض الناس بتجارب يزعمون فيها أنهم رأوا أو سمعوا أموراً ليس لها صلة بعالمنا المادي وغالباً ما يبررون حدوثها بفعل كائنات غيبية كالشياطين والجن أو حتى الملائكة نتيجة لإيمانهم ومعتقداتهم المتنوعة وقد تصل في بعض الأحيان إلى شكل قوي من الهيمنة والتحكم يصفه البعض بالتلبس أو المس الشيطاني.
إن تفسير الأمراض النفسية بالسحر ومس الجن والحسد لا أساس له في الطب النفسي. لعل الأمراض النفسية بصفة عامة هي أكثر الموضوعات التي تدور حولها الأساطير ،فيردد الناس حولها الروايات والقصص الخيالية، حتى أن الحالات النفسية قد ارتبطت لفترة طويلة من الزمان في الأذهان بمعتقدات وأوهام منها تأثير الحسد والسحر ومس الجن والأرواح الشريرة وغيرها من القوى الخفية .
يعتبر الماء رمزاً للحياة إذ يذكره الله تعالى في القرآن الكريم :"وجعلنا من الماء كل شيئ حي أفلا يؤمنون " (سورة الأنبياء - آية 30)، وبالإضافة إلى كون الماء عنصر حيوي لحياة للإنسان وللمخلوقات الأخرى على وجه الأرض فهو يشكل أيضاً 70% من جسم الإنسان ، لم يقتصر إستخدام الماء على النظافة الجسدية بل كان أيضاً عنصراً دائماً في معظم الطقوس الهادفة إلى الطهارة الروحية على مر العصور ، إما للتقرب من الآله المعبود أو لدرء خطر الشيطان والأرواح الشريرة ، ونذكر في الأسطر التالية استخدامات الماء المختلفة ونكشف عن سر الماء المقدس الذي يستخدمه المعالجون الروحانيون.
أعزائي القراء .. يسرني أن أقدم لكم حالة توصف عادة بحالة "مس شيطاني" كانت من بين الحالات التي حللها وعالجها الباحث في الباراسيكولوجي وخبير التنويم الإيحائي (المغناطيسي) الدكتور سليمان المدني والذي يفتخر موقع ما وراء الطبيعة بانضمامه مؤخراً ليشارك في خبرته ، ما ستأتي به السطور التالية لا تخلو من الفائدة وهي سرد لوقائع تجربة حقيقية تم توثيقها من قبل د.سليمان المدني بما فيها مداخلات جلسة التنويم الإيحائي التي قام بها والتي قدمها للموقع مشكوراً .
لعل أكثر حالة خضعت للدراسة ونالت نصيبها الوافر من المصداقية في تاريخ ظاهرة التقمص هي حالة التقمص المزعوم لـ (بيتر تيكامب) Peter Teekamp ، حيث قام ثلاثة أشخاص بإبلاغ (بيتر)هم زوجته (ميشيل موشاي) وعالم بالروحانيات وصديق مقرب بأنهم يعتقدون أنه حالة تقمص عن الفنان باول غاوغوين Paul Gauguin، في البداية رفض تلك الفكرة وأعتبرها منافية للعقل ، لكنه بدأ يبحث في حياة وأعمال الفنان غاوغوين فعلم أن إحدى تقنياته الخاصة في الرسم تماثل تقنية غاوغوين، وفي عام 1978 إكتشف بيتر أن غاوغوين كان يتعمد إخفاء وجوه مرسومة في لوحاته ويطمرها ضمن تفاصيل صغيرة وهو نفس الامر الذي يقوم به (بيتر) قبل أن يتاح له معرفة أعمال غاوغوين (شاهد هنا مثالاً عن ذلك بين الفنانين). لكن مما أثار دهشة (بيتر) فيما بعد هو ذلك التماثل الغريب والدقيق في تفاصيل لوحاته مع غاوغوين ، عندها بدأ بيتر يأخذ فكرة التقمص على محمل الجد (شاهد الفيديو في الأسفل لمعرفة نماذج التشابه في الأعمال الفنية المثير بين الشخصين ).
- حينما وافقت ميشيل على مساعدة بيتر في ترويج أعماله الفنية في عام 1997 قال بيتر بأنها ذكرته بـ ميتيه Mette زوجة غاغوين مما أدى إلى بحث إستغرق لعقد كامل من السنين للكشف عن تماثلات خلقية وميولاً في الشخصية بين الإثنين وكذلك شركاء حياتهما في قرنين مختلفين من الزمان. وخلال البحث إكتشف بيتر عملاً فنياً ضائعاً منذ زمن طويل يخص غاغوين ، نالت أبحاث بيتر تقييماً من قبل (والتر سيمكيو) كما تلقوا دعماً من (كيفن رايرسون) مما حفزهما على توسيع جهودهما لإثبات حالة التقمص.
- وقام الباحث النفسي (باول فان وارد) إجراء تجربة التقمص التي وافق عليها الزوجان ميشيل وبيتر ، فخضعا لإختبار العوامل النفسية الخمس عن حياتيهما وتمت المقارنة بينهما وبين حياتي غاوغوين وزوجته ميتيه باستخدام نموذج علمي تجريبي سيأتي ذكره في الأسفل.
ما هو التقمص ؟
إن الإعتقاد بتلك الظاهرة والتي ندعوها "تقمص" حيث يزعم أن مادة الشخص الجوهرية تعاد من جديد لتولد في حياة أخرى مستقبلية مذكور في الكثير من الحضارات عبر التاريخ ولكن غالباً ما يتخذ جذوراً له في الأحلام والتنويم الإيحائي Hypnosis بالإضافة إلى الأدلة النفسية الأخرى. يقول الباحث (باول فان وارد) في هذا الصدد:"مؤخراً ظهرت أدلة موضوعية تشمل ذكريات أحداث أو معارف كان لها أساس في حياة أشخاص متوفين. ويفترض بحث جديد أن الملامح الفيزيائية وميول الشخصية يمكن توريثها من الماضي، ولإختبار صحة التقمص نحتاج لآلية قائمة على إفتراضات لها دور في الإتيان بـ برهان تجريبي له صلة بالحياة الماضية Past-Life ". ولهذا أسس الباحث المذكور لنموذج علمي تجريبي أسماه موروث النفس Soul Genome أو سايكوبلاسم Psychoplasm
هل يستطيع العلم البرهنة على التقمص ؟
أكثر من نصف سكان العالم يؤمن بفكرة التقمص وتشير الإستبيانات إلى أن ربع سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعتقدون به. والأدوات الحالية التي يستخدمها العلم لن تنجح في إثبات نظرية التقمص عموماً على الأقل في نظر جمهور المتشككين،وفي نفس الوقت لا يملك العلم الحالي الأدوات اللازمة لنفي أو دحض تلك النظرية .
نبذة عن الباحث باول فان وارد
يحمل (باول فان وارد) درجة ماجستر في العلوم ومن مؤلفاته The Soul Genome أو مورثات النفس. وتدرب كأخصائي في علم النفس في جامعة ولاية فلوريدا الأمريكية وهارفارد، وله موقع إلكتروني ينشر فيها أبحاثه عن التقمص يمكنك زيارته هنا ، يقول (باول فان وارد) :"لعقود مضت إعتقدت بأن نظرية تطور الشخصية مبنية على عاملين هما : الفترة التي تسبق إدراك الطفل لذاته و الكشف عن الخفايا الفريدة للشخصية والتي لا يمكن تفسيرها بشكل كامل وفقاً للثقافة و الموروثات المتأتية من الأبوين. إن عملي كدارس متعدد الإختصاصات جعلني واعياً لتاريخ الديانات وكذلك للأفكار غير الدينية التي تدور حول تأثير ما بعد الحياة على المولودين الجدد إضافة لبعض القصص التي جعلت من فكرة التقمص شيئاً جذب إنتباهي. وعندما بدأت في البحث في هذا الموضوع من خلال الكتب التي نشرتها حوله اكتشفت أننا يجب أن لا نعتمد على الأحلام أو التنويم الإيحائي (المغناطيسي) أو الإرشاد الروحاني أو ما يأتي من أبعاد أخرى بغية تحديد الأسباب المحتملة للتقمص، لذلك قررت أن أبتعد عن ما كتبه الآخرون واعتقدوه والإعتماد فقط على الوقائع الحاسمة والمتاحة لدي. وتشير الأبحاث الحالية في المعلومات المتأتية عن نظرية تطور الأنواع إلى مورثات مادية مطمورة في حقل غني بالمعلومات يحتوي الذكريات، ونماذج الحامض النووي DNA ، وسمات عاطفية ومعارف ومهارات متأتية من الحياة السابقة".
شاهد الفيديو
في 24 أكتوبر من عام 2008 قامت (دونا ديفيس) بإجراء مقابلة تلفزيونية مع (باول فون وارد) بهدف الإعداد لحلقات تتناول أفلام السحر Sorcery Films لصالح قناة تلفزيونية وثائقية كندية تدعى Vision TV ، وفي هذا اللقاء يتعرض (باول فون وارد) إلى التشابه المثير للغرابة بين أعمال الفنانين المعروضة في الفيديو ويعتبرها دليلاً على التقمص.
وأخيراً ... يبقى السؤال هنا : هل للجن دور في حدوث ما نطلق عليه "التقمص" ؟ قد يلقي مقالي الذي بعنوان : هل التقمص حالة من المس الشيطاني ؟ تفسيراً محتملاً للتقمص ، كما قد تكون حالات التقمص مجرد تشابه نادر الحدوث في الأقدار ساقها لنا التاريخ وتركنا دون إجابات تروي بعضاً من فضولنا الشديد.
يعتقد البعض أن الإصابة بداء الصرع أو الإضطرابات النفسية الحادة وبالتحديد مرض الفصام الذهني (الشيزوفرنيا) يعود إلى حالة مس أو تلبس من الجن أو الشيطان حيث لا يعود كما كان (إقرأ عن المس الشيطاني)، وربما كان منشأ هذا الإعتقاد يعود إلى الزعم بفشل محاولات العلاج بالطب النفسي التقليدي نظراً لأن شفاء ذلك النوع من الحالات يحتاج لفترة طويلة من السنوات تفوق قدرة تحمل معارف أو أقارب المريض ولهذا يلجأون إلى عدة طرق منها :
1- الرقية الشرعية
وهي شكل من التداوي بالقرآن الكريم يجريها "شيخ" وتتضمن تلك الممارسة تلاوة آيات قرآنية مختارة ومعينة (في نص الرقية) وشرب الماء الذي قرأت عليه تلك الآيات على نحو ما يفعل الشيخ منير عرب .
2- فك السحر
قد يلجأ أهل المريض إلى بعض من يلقبهم الناس بـ "شيخ" حيث يرى بأن المريض مسحور ومن ثم يعدهم بإيجاد "العمل" لفك السحر عنه بأجر أو بدون أجر.
3- اللجوء إلى أضرحة الأولياء الصالحين
هناك من يلتمس الشفاء عند ضريح ولي من أولياء الله الصالحين حيث يزعم بعض الناس بأن لروح الولي الصالح صلة وثيقة مع الرب وبالتالي له واسطة في العلاج أو قدرة على طرد الجن الذي تلبس بالمريض من خلال تسليط جن صالح عليه، هذا وتمارس في الضريح طقوساً معينة وأشكالاً من الأدعية يقوم بها القائمون على ذلك الضريح بهدف شفاء "الممسوسين" كما يزعمون، ولعل الضريح المسمى "بويا عمر" الكائن في المغرب من أشهرها على الإطلاق حيث أصبح ذلك الضريح مكاناً للعلاج من حالات المس مقابل دفع رسوم المعالجة . فمالذي يجري حقيقة داخل ذلك الضريح ؟ ، ربما تساعد الأسطر التالية على إعطاء بعض الإجابات:
من هو "بويا عمر" ؟
يعتبر بويا عمر أشهر أولياء المغرب على الإطلاق، يقع ضريحه على بعد 30 كيلو متر من مدينة قلعة السراغنة في قرية من منطقة مراكش، ولد بويا عمر خلال العقدين الأخيرين من القرن 16 عشر الميلادي وبقي أميّاً إلى أن بلغ الأربعين من عمره حيث شدّ الرحال لتحصيل العلم إلى زاوية (تامكروت) الناصرية التي تقع على ضفاف وادي درعة بجنوب المغرب وتتلمذ على يد مؤسسها محمد بن إبراهيم الأنصاري، تفوق بويا عمر في العلوم عامة وأصول الدين خاصة في وقت وجيز ويقال أنه اكتسب في غضون شهر ما يكتسبه غيره من طلاب العلم بالزاوية الناصرية في أربعين عاماً من الكد والجد ،الشيء الذي جعل محمد بن إبراهيم الأنصاري يورثه دربالته وبعد وفاة هذا الأخير تولى من بعده محمد بن ناصر أمور الزاوية الناصرية.
زاوية لتعليم القرآن يحضرها الإنس والجن
تحصل (بويا عمر) على إجازة تخول له إقامة زاوية خاصة يعلم فيها القرآن للجن والإنس، وقبل ذلك كان قد تسلم مرآة من محمد بن ناصر لها خصائص عدّة من بينها التحكم بالجن وعلاج أمراض كثيرة وبعد عودته من (تامكروت) أنشأ زاوية يجتمع بها الإنس والجن لتعلم كتاب الله وتلاوته.
نبذة عن المكان
إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى لـ"بويا عمر" فقد ينتابك شعور إرتياب لأنك مقبل على عالم غريب بالنسبة إليك فالصبار والنباتات الشوكية والأحجار تملأ جنبات الطريق ، وأنت منشغل بكل هذا ستتراءى لك من بعيد قبة "السيد" الذي يمسك بزمام الأمور كلها هناك. قبة بيضاء تعلو وتتوسط المباني الطينية والقصديرية. البنية التحتية تبدو منعدمة والأزقة في حالة يرثى لها والسواقي شبه الجافة التي تزود الدوار بالمياه كلها علامات تدل على أن الدوار غارق في البؤس. يطل الباب الرئيسي للضريح على نهر وعند المدخل لافتة كبيرة تحذر من التصوير داخل الضريح. وفي الداخل أعداد هائلة من الزوار والمرضى من مختلف الشرائح والاعمار توافدوا على الضريح من مختلف مناطق المغرب محملين بالعطايا التي يستحثون بها بركة الولي النائم في قبره. وفي فناء الضريح وداخل غرفة ضيقة يتوسطها قبر الولي المغطى بثوب أخضر يتكدس فوق أرضية متسخة.
مالذي يجري في الداخل ؟
تناول الصحفي المغربي ميلود الشلح في جريدة أخبار اليوم ما يحدث في ضريح بويا عمر من خلال قصة رواها على لسان أحد الضحايا وتقرير مفصل حيث وصف الضريح بـ "معتقل سري في صورة ضريح أسطوري" ويبدأ التقرير بعنوان فرعي :" أطفال صغار برفقة أمهاتهم الممسوسات بالجن وأمهات انقطعن عن حياتهن الإجتماعية من أجل البقاء مع ذويهم المرضى الذين يمضون عقوباتهم السجنية التي تحكم بها عليهم المحكمة الغيبية تحت قبة ضريح الولي الصالح بويا عمر ، المرض والأمل في العلاج يوحدان هؤلاء حول الضريح والإقامة في حضرة الولي إلى أن يصدر الإذن للمريض بالإنصراف والعودة من حيث أتى." ، ويتحدث التقرير عن أكثر من 1200 نزيل مكبل بالسلاسل يقبعون في زنازين سرية.
- ويضيف ميلود الشلح :"في الداخل تجد مرضى ممسوسين بالجن من كلا الجنسين ومن كل الأعمار ، بعض "الحجاج" يجلسون في صمت مسندين ظهورهم إلى القبر يتوسلون إليه ويقبلونه فيما آخرون (أكثرهم نساء) يطوفون حول الضريح في إتجاه معاكس لعقارب الساعة وبين الفينة والاخرى يطلق أحدهم بكاء طويل النفس يليه صراخ متقطع وحاد لا يعرف سببه ، هذا البكاء والصراخ لن يثير إهتمام أحد من الحجاج إلا إذا كان يزور المكان لأول مرة، العلاج هو الخضوع لـ "حكم" الولي الصالح الذي لا يقبل الإستئناف أو النقض والحكم عبارة عن عقوبة حبس لا يعرف مدتها إلا الولي الذي له القرار الأول والأخير في تحديد مدة الإقامات في حضرته".
- طقوس العلاج
حسب (مصطفى واعراب) الباحث في المعتقدات والسحر في المغرب فإن المقيمين في ضيافة الولي "بويا عمر" صنفان : صنف ينتظر أن تبت المحكمة الكبرى في ملفه مع الجني الذي يتلبسه وقد تطول فترة الإنتظار أو تقصر حسب مشيئة الولي (أي الأحفاد القائمين على الضريح). والصنف الآخر هم أولئك الذين صدر في حقهم حكم يقضي ببقائهم بجوار الضريح لأشهر عديدة أو لسنوات حتى. لكنهم كلا الصنفين يبدآن العلاج بطقس التطهر أولاً الذي يقتضي منهم فور الوصول إلى أن يتناولوا في جوفهم من تراب "السيد" معجوناً بماء النهر المقدس. وعندما يمثل المريض أمام المحكمة الكبرى تتغير نبرات صوته لأنه يتكلم بلسان الجني الذي يسكنه وتبدأ وقائع المحكمة الغيبية بطلب الأحفاد من الجني "التسليم" أو إعلان الخضوع لبويا عمر والعملية في حقيقتها تقوم على صرع الجن ويختص بها أحفاد الولي المعروفون باسم "موالين الإذن" وهم المفوضة لهم دون غيرهم مقارعة الجني ومفاوضته بهدف إخراجه من جسد المريض.
- قصة واقعية: مذكرات عائد من جحيم بويا عمر
نشر ميلود الشلح في موقعه الإلكتروني رواية أحد الضحايا الذين قضى عاماً ونصف في زنزانة جماعية بجوار ضريح الولي الصالح بويا عمر. ومع أنه لم يكن ممسوسا بالجن أو مصابا بخلل عقلي يستدعي نقله إلى حضرة الولي الصالح ليشفيه بـ"بركته" إلا أنه نُقل إلى ذلك المكان عقابا له على عقوق والديه وممارسته أفعالا لا ترضي الله ولا العبد كما كتب في مذكراته. وتطرق (م) في مذكراته التي عنونها بـ"مأساتي ومعاناتي في بويا عمر" وذيل العنوان بعبارة: "أحكي وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية"، إلى جميع أصناف القهر والتعذيب التي تعرض لها خلال "سجنه" في قرية بويا عمر، ولم يفته تدوين مجموعة من التجاوزات التي يقترفها القائمون على الضريح وحراس النزلاء المرضى.
- كتب(م) وهو يقول :"دخلوا عليّ في الليل وغدروني في الفراش ثم كبلوني بسلاسل وأقفال، أركبوني سيارة ومشوا بي مسافة 280 كيلومتر باتجاه القرية المتوحشة (بويا عمر) وصلنا عند الفجر. الظلام يسود المكان. منازل مظلمة وسكانها متوحشون، أدخلني (ع)إلى منزله ثم كبلني بمساعدة نزلاء آخرين من رجلاي ويداي بسلاسل تضم 6 أقفال وربط السلاسل إلى (خُرصة) بداخل غرفة ضيقة ومليئة بالنزلاء المرضى ثم أطفأ الإنارة.عالم مظلم، مليء بضجيج أولائك النزلاء الحمقى ورائحة بولهم وفضلاتهم. إنه عالم مريع وأفظع من فظيع. لم يغمض لي جفن، صدمت وتألمت من هذا المنظر المؤلم وقضيت في ذلك المكان 4 أشهر دون أن أبرحه لرؤية الشمس أو حتى لقضاء حاجتي في المرحاض!، والحمد لله أني لم أجن..، في هذه القرية المظلمة، يبيعون ويشترون في البشر ويعاملونهم أسوأ من العبيد. إنهم مصاصو دماء يجيدون ممارسة جميع المحرمات ويتقنون النفاق والكذب والسرقة والنهب وكل الفواحش.. إنهم يجبرون النزلاء على الإيمان بالولي بويا عمر من دون الله.. يا له من منكر ذاك الذي يسود هناك!".
- كما يروي (م) أنه كان يقتسم زنزانة ضيقة مع 26 نزيلا مختلا عقلياً و3 نزيلات، وقال إن القائم عليهم (ع)وزوجته (ح) يمارسون عليهم شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي لسبب أو دونه، مشيراً إلى أنهما كانا يتلقيان كل شهر من أولياء المرضى ما بين 500 إلى ألف درهم عن كل نزيل، ويصف (م) المعاملة هناك :"ورغم ذلك لا يطعموننا غير الخبز والشاي صباح مساء ويحرموننا من أبسط الحقوق وهو الحق في الاستحمام"، وأضاف بأنهما "يكذبان على والدي فيقولان له كلما اتصل يسأل عني، أني أريد قتله انتقاما منه لأنه أحضرني إلى هذا المكان، والغرض من ذلك هو ضمان بقائي لديهم، أو بالأحرى للحفاظ على 800 درهم التي يتلقيانها من أبي كل شهر".
- ومن أطرف ما كتبه (م) أن (ع) كان يقسم السيجارة الواحدة على أجزاء ويقدمها للنزلاء المدخنين كل يوم! كما تضمنت المذكرات التي يعتزم صاحبها إصدارها في كتاب، مجموعة من الرسائل التي كتبها (م) لوالديه يستنجدهما للإسراع في نقله من "جحيم بويا عمر" قبل أن يفقد عقله، معترفا بما اقترفه في حقهما وطالبهما بالعفو عنه وسأل المغفرة الله، كما أشار أيضا إلى أنه وجه عدة رسائل استنجاد إلى عدد من المسؤولين بمنطقة العطاوية حيث يوجد الضريح، لكنهم لم يحركوا ساكنا على حد قوله. وختم (م) كتاباته بتوجيه كلمة شكر إلى والديه اللذين استجابا لمطلبه وأنقذا حياته من الموت أو الجنون. ويستعد الشاب (م) الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ26 في غضون الأسابيع القادمة، لاختيار شريكة حياته بإشراف والديه الذين لمسا تغيرا كبيرا في تعامله معهما غداة "إطلاق سراحه من جحيم بويا عمر".
مطالبات بإغلاق الضريح-
حفدة بويا عمر يرفعون دعوى قضائية على برنامج "45 دقيقة"
في 2 يناير 2009 نشرت جريدة المساء الإلكترونية المغربية خبراً عن استعداد حفدة بويا عمر لرفع دعوى قضائية ضد برنامج (45 دقيقة ) الذي تبثه القناة الأولى المغربية وذلك بعد تناولت إحدى حلقاته في 19 أكتوبر 2008 تقريراً يذكر فيه استغلال القائمين على الضريح للتبرعات والهبات التي يتلقاها الضريح وستعمالها في غير محلها للاغتناء الشخصي. وذلك لما أسماه أحد المنتسبين إلى «جمعية حفدة الشرفاء» بالضرر الجسيم الذي خلفه البرنامج المذكور. وطالبت الجمعية بتقديم اعتذار مباشر من قبل فيصل العرايشي مدير القناة الأولى. وكان برنامج "45 دقيقة" قد تعرض لمعاناة النزلاء بالضريح ومظاهر الشعوذة ، واستغلال المشرفين عنه للتبرعات ومعارضتهم لمشاريع الإصلاح . وتأسست «جمعية حفدة الشرفاء» في بداية السبعينيات من القرن الماضي ، يذكر أن ضريح "بويا عمر" كان زاوية لتحفيظ كتاب الله ، طبعها الوقار والاحترام والتقدير . ويحتفل في ليلة المولد من كل سنة بحفظة كتاب الله من كل مناطق المغرب .إذ يقودهم ، كما تقول الرواية التاريخية ، مقدم إلى واد مجاور للضريح فيمنحهم بركته ليفتح الله عليهم.
- هيئات ومنظمات حقوقية مغربية تطالب بإغلاق الضريح
نشرت العربية نت عبر موقعها الإلكتروني تقريراً عن الضريح المذكور مؤخراً وستعرض لاحقاً نقريراً مصوراً عنه. وفي التقرير جاء ما يلي:نددت هيئات ومنظمات حقوقية مغربية بالممارسات العنيفة وغير الإنسانية التي تحدث في ضريح "بويا عمر" ، حيث يتم تقييد كلاً من أيادي "ضحايا المس" وأرجلهم بالسلاسل وضربهم وتجويعهم بدعوى "طرد الجن" من أجسادهم. وطالب حقوقيون مغاربة الدولة بإغلاق الضريح من أجل وضع حد لهذه الممارسات التي تعتبر "اعتداء واضحاً على حقوق المواطنين ومساساً خطيرا بحقوق الأشخاص، في حين فسر اختصاصيّ نفسيّ إقبال عائلات المرضى على وضع مرضاهم في الضريح بالرغم مما يحدث بكونه يؤويهم لفترة طويلة، وبالتالي يكفي عائلاتهم عناء تحمل المشاكل التي يتسببون فيها بسبب ميولهم العدوانية ونوبات الصرع الشديد التي تنتابهم. وأعرب عبد السلام أديب، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الرباط، في حديث للعربية.نت عن تنديده لما يحدث في ضريح "بويا عمر" من انتهاكات صارخة وخروقات سافرة واستغلال للمرضى الذين يزورون الضريح من أجل "التشافي" عوض الذهاب إلى المستشفيات المختصة لعلاجهم من أمراضهم العصبية والعقلية. وقال أديب: "إن هؤلاء المرضى تذهب بهم عائلاتهم ويتركونهم هناك في الضريح، فيتم ربطهم بسلاسل في أياديهم وأرجلهم بدعوى الحد من خطورتهم وفي نفس الوقت الحصول على العلاج ببركة الولي الراقد في الضريح"، معتبراً أن ضربهم وربطهم بالسلاسل يعد اعتداء واضحاً على حقوق المواطنين ومساساً خطيراً بحقوق الأشخاص، وبالتالي وجب التدخل لمنع الممارسات التي تقع في هذا الضريح وإغلاقه أيضاً.
- ومن جانبه، كشف الدكتور خالد الشرقاوي السموني، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، في حديث للعربية.نت عن حدوث حالات وفيات بعض المرضى الذين مكثوا شهوراً وسنوات عديدة داخل الضريح بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها بدعوى إخراج الجن الذي يسكن أجسادهم، مضيفاً أن مرضى آخرين أصيبوا بعاهات مستديمة من جراء الضرب الذي يُمارس عليهم وآثار السلاسل على أيديهم وأرجلهم. واستغرب السموني من صمت السلطات وعدم تدخلها ومن استمرار الضريح في استقبال المرضى وأسرهم رغم كل ما حدث من إصابات وعاهات بدنية وعواقب اجتماعية مؤلمة. وقال السموني: "إن بعض المرضى يأتون إلى الضريح وهم يعانون من مرض نفسي بسيط، لكن بسبب مكوثهم فترة طويلة داخل الضريح يستفحل الداء ويتطور إلى مرض نفسي خطير يصعب معه التدخل العلاجي النفسي فيما بعد".
- وأكد الاختصاصي النفسي الدكتور عبد المجيد كمي في حديث للعربية.نت على أن الضريح صار ملجأ للمرضى الذين يتسمون بالعدوانية والعنف، مما يفسر تقاطر عائلات هؤلاء المرضى على الضريح وقبولهم بما يحدث لهم من ممارسات من قبيل ربطهم بالسلاسل وضربهم وتجويعهم وتخديرهم أيضا في غرف يتكدس فيها عشرة مرضى في ظروف غير مقبولة بدعوى علاجهم علاجا "روحياً".
- وحول رفض بعض عائلات المرضى مطالبات الهيئات الحقوقية إغلاق الضريح، قال كمي: إن الخدمة التي يقدمها الضريح لعائلات المرضى جعلت القائمين عليه يستغلون "نقطة ضعف" هذه الأسر، حيث إن الضريح يؤوي هؤلاء المرضى لفترة طويلة، وبالتالي يكفي عائلاتهم عناء تحمل المشاكل التي يتسببون فيها بسبب نفسياتهم العدوانية أو نوبات الصرع الشديد التي تنتابهم، ويكفيهم وضعهم في الضريح صرف الأموال الكثيرة التي قد يدفعونها لو قرروا معالجة هؤلاء المرضى في مصحات نفسية أو مستشفيات متخصصة على قِلتها بالمغرب.
تمكنت امرأة أخيراً من إنجاب مولود بعد معاناتها المستمرة من إسقاط الأجنة المتتالي وبعد أن فقدت الأمل في الإنجاب، حدث ذلك بعد أن خضعت لمعالجة من خلال رقية الشرعية على يد أحد الرقاة خرجت على إثرها حشرة (أم 44) من جدار بطنها حسب زعم الشيخ أبو عبد العزيز العتيبي وهو أحد الرقاة الشرعيين بمنطقة مكة المكرمة حيث يقول أنه يعمل في مجال الرقية الشرعية منذ سنوات طويلة وبالرغم من مرور كثير من الحالات المرضية عليه إلا أنه ذكر أن المرأة المذكورة كانت تعاني من حالة نفسية أدى إلى سقوط الأجنة وبقي السبب مجهولاً على الرغم من أنها راجعت العديد من المستشفيات وبذلت مابوسعها سعياً للإنجاب لكن دون جدوى ، فما كان منها إلا ان لجأت إلى الرقية الشرعية أملاً في تحقيق حلمها برؤية مولود يدخل البهجة والسرور إلى حياتها وبعد عدة جلسات مستمرة من الرقية حدثت مفاجأة غريبة أشبة ماتكون بالخيال عندما خرجت حشرة (تعرف بـ أم 44 ) من جدار البطن قريباً من منطقة السرة بعد تلاوة القرآن بشكل مكثف, ويرد الشيخ سبب الإسقاطات المتكررة إلى حدوث مس شيطاني متمركز في رحم المرأة.
فرضيات التفسير
من المحتمل أن لا تكون تلك الحشرة (كما قيل) إلا نوعاً من الطفيليات يعيش في رحم المرأة حيث دخل إلى إليها عن طريق السباحة في مياه ملوثة ومن ثم استقر في رحمها بعد أن دخل من فرجها فبقي يتغذى بالدم الواصل إلى جنينها فيؤدي إلى موته وبالتالي يحدث الإسقاط وربما أيضاً فشلت المعاينة الطبية في كشفه. ولكن من الملفت هنا هو خروج ذلك الطفيلي لدى سماع القرآن الكريم وخلال جلسات الرقية الشرعية والله أعلم. وعلى سبيل الذكر سبق لرقية شرعية قام بها الشيخ منير عرب لمعالجة حالة مس شيطاني لفتاة أدت إلى خروج حبال قماشية معقودة من فرجها.
طفيلي عملاق يسكن جدران الرحم بعد أن فحص الأخصائي امرأة تدعى جانيس كرولي (37 عاماً) بهدف معرفة سبب توقف دورتها الشهرية وجد أن هناك طفيلياُ عملاقاً يسكن عميقاً في جدران رحمها وله ممصات فموية (انظر التصوير بالأمواج ما فوق الصوتية)، كان الطفيلي بحجم كرة الغولف، وحالة كرولي ليست نادرة وإنما تذكر الإحصاءات إصابة الملايين من النساء اللواتي تترواح أعمارهن بين 12 إلى 50 سنة، تتسبب تلك الطفيليات بأعراض تتنوع ما بين الغثيان وشعور بالدوخة والأرق والإمساك والإعياء وعدم الإستقرار العاطفي وهشاشة في العظام وتورم في الثديين وتشققات في المهبل.
لا شك أن تعلق جسد امرأة أمريكية في الفراغ وإظهار قدرات خارقة والنطق بلغة غير مفهومة هي علامات واضحة للمس شيطاني (التلبس) وفقاً لتصور للباحث ريتشارد غالاغير وهو بروفسور في علم النفس ايعمل في عيادة لمعالجة الحالات النفسية في معهد نيويورك الطبي. تم التحقق من أمر تلك المرأة (تم إغفال ذكر اسمها الحقيقي واكتفي بالتنويه إليها باسم جوليا) التي لها تاريخ طويل في العمل مع مجموعات عبدة الشياطين من قبل فريق يضم رهباناً وراهبات وعدداً المتخصصين من علماء النفس، خضع بعضهم لدورات تدريبية طبية ونفسانية، وأظهرت النتائج أن جسد تلك المرأة تعلق في الفراغ لمسافة 15 سنتمتر فوق الأرض (إقرأ عن التعليق في الفراغ) كما كانت الأغراض تسقط من أعلى الرفوف في نفس الغرفة التي كانت فيها وفقاُ للدكتور ريتشارد غالاغير الذي وثق تلك الحالة في شهر فبراير - 2008 في إحد أعداد نشرة نيو أكسفورد.
حالة مختلفة عن المرض العقلي !
يقول غالاغير :"بين حين وآخر كانت جوليا تدخل في نوبة من الإنجذاب (الإنخطاف) المتكرر، ولكن حالتها تختلف عن حالة المرضى العقليين إذ ترافقت نوبتها مع حدوث ظواهر غير عادية كخروج عبارات التهديد والإهانة والفحش من فمها مثل عبارة :"اتركها لوحدها، يا معتوه، إنها لنا" و عبارة "إتركها أيها القس الأبله" أو عبارة "اتركها" فقط وبنغمة صوت تختلف تماماً عن نغمة صوت جوليا الأصلي. وأيضاً قد يسمع صوتها بأشكال متنوعة أخرى وأحياناً يأخذ طابعاً ذكورياً خشناً بوضوح.وفي أحيان أخرى يخرج رفيعاً وعالي النبرة أو التردد.حيث كانت معظم ردود أفعالها خلال تلك النوبات أو خلال طقوس جلسات طرد الأرواح exorcism تتركز على إحتقار كل ما هو مقدس أو ديني. والغريب أن موضوع كلماتها أثناء حدوث النوبة (الإنجذاب)لم يأت عن نتيجة إعادة تجميع للكلمات التي كانت تنطقها في غير فترة نوبتها (أي عندما تكون على مايرام)وفقاً لما يقوله غالاغير. ويضيف:"بعض الأغراض حولها كانت تطير من فوق الرفوف وهي ظاهرة نادرة الحدوث معروفة لأخصائيي ما وراء علم النفس باسم تحريك الأشياء عن بعد psychokinesis ، وكانت جوليا على علم بأمور وحقائق ستقع قبل حدوثها الفعلي فهي أخبرتنا بمعلومات عن أقاربها ومنزلها وعن وفيات ستحدث لعائلتها وعن أمراض ستصيب إحدى العاملين في فريق البحث..الخ وذلك قبل أن نكون على علم بها. وعلى سبيل المثال حددت طبيعة وكيفية حدوث وفاة أحد الأشخاص (الذي كان على صلة قرابة بأحد أفراد فريقنا) بدقة حيث أخبرتنا بنوع محدد من المرض السرطاني الذي لم يكن لدى أي شخص منا القدرة على تخمينه أصلاً. وفي إحدى المرات تكلمت عن السلوك الغريب وغير المتوقع الذي يصدر عن بعض الحيوانات التي يبدو أنها كانت تراقبتها مباشرة على الرغم من وتواجدها في مدينة أخرى ، إذ قالت مرة:"ألم تتشاجر تلك القطتان بعنف الليلة الماضية ؟"، وفعلاً في الصباح علم أحد أعضاء فريقنا أن قطتان في منزله هاجمت إحداهما الأخرى بعنف عند الساعة الثانية صباحاً".
جلسة طرد الشيطان
طلبت جوليا إجراء طقوس طرد الأرواح (الجن) وفقاُ لطقوس الرومان الكاثوليك بعد ان اقتنعت أنها واقعة تحت تأثير المس الشيطاني. بدأت الجلسة في يوم دافئ في شهر يونيو وبالرغم من أن الجو كان مشمس بدأت تزداد برودة الغرفة وبعد فترة من إجراء الطقوس بدأ ذلك الشيئ في داخل جوليا يتفوه بنقد لاذع ويثير الضجيج وشعر أعضاء من فريقنا بتصبب العرق نتيجة فيض من الحرارة الخانقة حيث لم يتحملها كل المشاركين . في البداية كانت جوليا في حالة هادئة وبعد تلاوة الصلوات للطقوس الرومانية بدأت تخرج منها أصوات متنوعة بعضها كان مثل الزمجرة أو كصوت الحيوانات وبعضها الآخر بدا عصياً على أي بشر أن ينطقه، وفي إحدى اللحظات كانت جوليا تتفوه بلغات غريبة عليها مثل اللاتينية والإسبانية ، علماً أن جوليا لا تتكلم سوى اللغة الإنجليزية كما تأكدنا فيما بعد. ومن الجدير بالذكر أن تلك الأصوات ذات طبيعة عدوانية وغالباً ما يكون فيها تكبر وكفر وهجومية إلى حد كبير. كما كانت تلعن و تهين الموجودين بأسوأ طريقة يمكن أن توصف، فكانت عباراتها تحتوي على لهجة التهديد مثل عبارة: "اتركوها لوحدها"، وعبارة "توقفوا أيتها الساقطات" التي كانت موجهة للراهبات، وعبارة : "ستأسفون على ذلك" وعبارات اخرى مشابهة.كما أظهرت جولياً قدراً من القوة لا يستهان به بالرغم من وجود الراهبات وثلاثة أخرين كانوا يحاولون تهدئتها وإرجاعها للسرير، كانوا بالفعل يكافحون لكبح جماحها ، ولحوالي 30 دقيقة كانت معلقة في الهواء دون أن تستند على أي شيئ ظاهر على ارتفاع نصف قدم تقريباً.
المس حالة نادرة جداً
الهدف من وراء ورقة البحث التي قدمها غالاغير كما يقول هو توثيق حالة واضحة ومعاصرة من المس الشيطاني وهو يعتبر أنه حتى أولئك الذين يشككون بوجود مثل تلك الظاهرة قد يجدونها مقنعة إلى حد كبير.وهو يرى التلبس الكامل هو نوع نادر وغير مألوف الحدوث لأشكال التهجم الشيطاني، فالتلبس ظاهرة نادر جداً وهو ليس كما يتخيله العديد من الناس، أما النوع الأكثر حدوثاً هو الهيمنة الجزئية وذلك الأخير أقل تكراراً لأنه يصعب التيقن من خصائصه بدقة في بعض الأحيان.
لم يُعرف أن شهد التاريخ تشابهاَ ملفتاً وغريباً في تفاصيل الأحداث والأسماء والأرقام كما حدث بين حياتي الرئيسين الأمريكيين أبراهام لينكولن (الرئيس السادس عشر) وجون كينيدي (الرئيس الخامس والثلاثين) سواء على صعيد انتخابهما واغيتالهما وأسرتهما ومن اغتالهما.
1- مواجهتهما للموت خلال شبابهما
- عندما كان لينكولن في السابعة من عمره ، كان على موعد من الموت المحتم عندما سقط غرقاً في جدول نهر فساعده صديق طفولته من خلال عصا ألقى بها إليه، وأيضاً عندما كان في العاشرة من عمره تلقى ضربة من فرس كادت أن تنهي حياته ببساطة.
- خلال الحرب العالمية الثانية كاد جون كينيدي أن يفقد حياته عندما كان يتولى قيادة زورق عسكري PT-109 مع 11 رجل في الطاقم، عندما أصيب الزورق من قبل مدمرة يابانية، قتل في الإنفجار اثنين من طاقمه،و سبح كينيدي لمسافات طويلة ولمدة 15 ساعة مع أفراد الطاقم المتبقين إلى جزر نائية وصغيرة حيث وجدوا القليل من الطعام والماء وبعض السكان الأصليين، أطلق كينيدي نداء استغاثة SOS وتم إنقاذه مع أفراد الطاقم في اليوم التالي.
2- زواجهما - تزوج لينكولن عندما كان في الثلاثينيات ممن عمره من امراة تدعى ماري تود كانت بشعر أسود ومخطوبة مسبقاً لأحد آخر، وكانت بارعة في اللغة الفرنسية. (توفيت في عمر 64 سنة تقريباً).
- أما كينيدي تزوج عندما كان في الثلاثينيات ممن عمره من امراة تدعى جاكلين لي بوفيير كانت بشعر أسود ومخطوبة مسبقاً لأحد آخر، وكانت بارعة في اللغة الفرنسية (توفيت في عمر 64 سنة تقريباً).
3- فترة رئاستهما
- أبراهام لينكولن تم إنتخابه للكونغرس عام 1846 أما جون كينيدي تم إنتخابه للكونغرس عام 1946
- كان لينكولن في مواجهة إنتخابية مع ستيفن دوغلاس الذي ولد في عام 1813 أما كينيدي كان في مواجهة انتخابية مع ريتشارد نيكسون الذي ولد في عام 1913 .
- كلا الرئيسين كان كاثوليكياً بخلاف باقي رؤساء الولايات المتحدة.
- كان إسم سكرتير لينكولن : كينيدي أما إسم سكرتيرة كينيدي فكان : لينكولن
- كلاهما ركز اهتمامه على مسألة الحقوق المدنية وكان لهما علاقة طيبة عن المدافعين عن زعماء الدفاع عن حقوق الحقوق المدنية السود، جون كينيدي مع توماس لوثر كينج ، وأبراهام لينكولن مع دوغلاس
- كلاهما فقد أحد أبنائه عندما كان في البيت الأبيض.
4- إشارات التنجيم وتوقع الإغتيال
- الفلكي المشهور د. لوك بروغتون تنبأ بموت الرئيس لينكولن من خلال مقالة في مجلة نشرت في عام 1864.
- أما الفلكية المشهورة جاين ديكسون تنبأت بموت جون كينيدي من خلال مقالة في مجلة Parade في عام 1956، بعد أن كانت تأتيها رؤية عن سحابة داكنة تحوم فوق البيت الأبيض وفوق كينيدي بالتحديد.
لينكولن شاهد شبحه في المرآة !
خلال عشية الانتخابات الرئاسية وفيما كان لينكولن مستلقياً على أريكته شاهد رؤية شبحية تجسده هو عندما كان يحدق في المرآة التي كانت أمامه. فكان يرى صورتين في المرأة ، الأولى هو انعكاس صورته الحقيقية في المرآة والأخرى ضبابية لها نفس صورته (شبح). شعر لينكولن عندئذ بالضيق فوقف وعاج ليجلس مجدداً على الأريكة فشاهد نفس الشبح في المرآة و للمرة الثانية!، تكررت تلك المشاهدات لأكثر من مرة فأبلغ زوجته بالموضوع التي فسرت ذلك أنه سيعاد انتخاب زوجها ولكن لن يتسنى له ان يبقى !
5- حادثة اغتيالهما
- كلاهما إغتيلا من خلال إطلاق ناري في منطقة خلف الرأس.
- كلاهما أغتيلا في يوم جمعة .
- كلاهما إغتيلا في حضور زوجتيهما.
- كينيدي أغتيل في سيارة تدعى ( لينكولن ) من صناعة ( فورد ) أما لينكولن أغتيل في مسرح يدعى ( فورد) .
- قبل أسبوع واحد من إغتياله كان كينيدي كان يزور عشيقته ( مارلين مونرو) .أما لينكولن كان يزور مدينة (مونرو ) في ولاية (ماريلاند ) .
- إغتيل جون كينيدي على يد لي هارفي أوزوالد الذي ولد عام 1939، أما أبراهام لينكولن إغتيل على يد جون ويلكس بوث الذي ولد عام 1839 . كلاً من بوث و أوزوالد سبق أن عاشا حياة تشرد بعد موت أبويهما خلال فترة طفولتهما . والغريب أن كلاهما يحمل 15 حرفاً في اسمه الثلاثي !
- لي هارفي أوزوالد هرب من مستودع وألقي القبض عليه في مسرح، أما جون ويلكس بوث هرب من مسرح وألقي القبض عليه في مستودع .
- إغتيل لي هارفي أوزوالد (قاتل جون جون كينيدي) ووكذلك إغتيل جون ويلكس بوث (قاتل أبراهام لينكولن) قبل محاكمتهما.
6- الذين خلفهما
- الذي حل محل لينكولن أسمه أندرو جونسون المولود عام 1808
- أما الذي حل محل كينيدي فأسمه ليندون جونسون و قد ولد عام 1908.
فرضيات التفسير
- الفرضية الأولى: تتحدث عن وجود شكل معين من التقمص بين كينيدي ولينكولن، ولكن في نفس الوقت ماذا يعني أن يتشابه قدر محتوم بالأسماء والأرقام والأحداث وما علاقته بفكرة التقمص أصلاً ؟ فالتقمص عودة روح لجسد آخر بعد موتها ولا يمكن تعريفه على هذا النحو.
- الفرضية الثانية: تتحدث عن مجرد مصادفات فكل الأحداث تسير وفق تتابع منطقي رغم تشابهها الظاهري مع أحداث أخرى جرت قبلها. فيصر عقلنا وربما عن غير عمد على البحث فقط عن ما نريد الاقتناع به، فنبقى نبحث عن التفاصيل المشتركة فقط في أحداث حياتهما وننسى أن نفكر في نقاط الاختلاف بينهما وربما لو ذكرت نقاط الاختلاف أيضاً لبدا لنا أنها أحداث أتت طبيعية وأتت كنتيجة لأسباب سبقتها.
في عام 2006 انتشر خبر الاختفاء الغامض لـ زهور الحارثي وهي فتاة سعودية تبلغ من العمر 14 عاماً تناولت قصتها صحيفتي المدينة و عكاظ والعديد من المنتديات على الانترنت حيث اشتهرت الفتاة بلقب "فتاة الباحة"، غابت الفتاة لمدة عام وثمانية أشهر منذ اختفائها بتاريخ 4 أبريل 2006 وعثر عليها في 6 نوفمبر 2007 بعد 7 مكالمات كشفت مكانها وعادت لأسرتها.تحدثت زهور الحارثي عن مخلوقات غريبة كانت تتولى إطعامها ! وبعد العثور على الفتاة تنفس والدها العم سعيد الحارثي الصعداء ولم تسعه الفرحة وهو يتحدث لـ «عـكاظ» عبر الهاتف من منزله في سبت العلايا بعد ان انتقلت اليها اسرته. يقول الحارثي: نحمد الله كثيراً عن عودة فلذة كبدي «زهور» كما نحمده وقد قطعت عودتها دابر الشائعات التي دارت حول ابنتي، وما كان يقال ويتردد في هذا الشأن كانت وساوس شيطان.. لأن زهور ابنتي غابت بغير ارادتها بعد ان تلبستها الجان.