6 يونيو 2025

حادثة كيلي-هوبكنزفيل 1955 : مواجهة ليلية مع مخلوقات فضائية

إعداد: كمال غزال

في ليلة صيفية هادئة من عام 1955، هزت حادثة غريبة بلدة ريفية صغيرة قرب الحدود بين ولايتي كنتاكي وتينيسي في الولايات المتحدة. كان المكان: مزرعة نائية في منطقة كيلي، على مشارف مدينة هوپكنزفيل Hopkinsville. أما الزمان: ليلة الأحد 21 أغسطس من عام 1955. 

ما جرى هناك لم يكن مجرد مشاهدة لأضواء في السماء أو سماع أصوات غامضة… بل مواجهة مباشرة، استمرت لساعات، مع ما وصفه الشهود بـ"مخلوقات غير بشرية"، وأدى إلى واحدة من أكثر البلاغات إثارة للجدل في تاريخ الظواهر الماورائية.

ملخص الحادثة
كانت عائلة "ساتون" Sutton وبعض أصدقائهم ـ حوالي 11 شخصاً بالغاً وطفلاً ـ مجتمعين في منزل المزرعة عندما بدأ الكلب في النباح بشدة خارج المنزل. خرج أحد أفراد العائلة، "بيلي راي تايلور"، لرؤية ما يجري، فأكد أنه رأى "جسماً معدنياً لامعاً" يهبط ببطء خلف الأشجار القريبة. في البداية لم يصدقه أحد، إلى أن بدأت الأحداث تتصاعد بطريقة مرعبة.

بعد وقت قصير، زعمت العائلة أنها رأت مخلوقات صغيرة، لا يزيد طولها عن متر، بجلد لامع، وأعين كبيرة، وأذرع طويلة تنتهي بمخالب. كانت هذه الكائنات تتحرك بطريقة غير طبيعية، تطفو أو تنزلق على الأرض، وتتسلق الجدران والأسطح. أطلق أفراد العائلة النار على هذه الكائنات مرارًا، لكن الرصاص لم يُجدِ نفعاً، إذ لم تُظهر أي أثر للإصابة، بل كانت تسقط وتنهض من جديد، وكأنها غير متأثرة.

استمرت المواجهة لما يقارب 3 ساعات، وعندما هدأت الأمور قليلاً، هرب أفراد العائلة بسياراتهم إلى أقرب مركز شرطة في هوپكنزفيل، وهم في حالة ذعر شديد.

التحقيقات الرسمية
فور تلقي البلاغ، هرعت الشرطة المحلية، برفقة قوات من الولاية وبعض عناصر الجيش من قاعدة فورت كامبل القريبة، إلى مكان الحادث. وجدوا المنزل في حالة فوضى، وأثار إطلاق نار واضحة، لكن لم تكن هناك أي علامات على وجود مخلوقات غريبة، ولا حطام لمركبة، ولا آثار أقدام غير بشرية.

لم تستطع التحقيقات إثبات أو نفي صحة الادعاءات. وتم تسجيل الحادثة في تقارير الشرطة بشكل رسمي، وأثارت اهتماماً إعلامياً وعلمياً في أنحاء البلاد. وقد أجرت القوات الجوية الأميركية مراجعة غير رسمية للحدث في إطار مشروعها السري آنذاك "بلو بوك" Project Blue Book، لكنها لم تدرجه كحالة جديرة بالمتابعة، مبررة بأن الأدلة غير كافية.

أوصاف المخلوقات
كانت أوصاف "المخلوقات" حسب الشهود بطول لا يتجاوز المتر و رؤوس كبيرة تشبه الأقراص، بعيون صفراء لامعة،  وأذرع طويلة تصل للأرض تقريباً، ولها بشرة رمادية أو فضية لامعة آذان طويلة أو بارزة تشبه الزعانف،  لا صوت واضح، فقط حفيف أو خشخشة، وحركاتها انزلاقية أو قفزية غير طبيعية.

فرضيات التفسير

1- المخلوقات الفضائية 
يرى أنصار الظواهر الغريبة أن ما حدث هو مواجهة من النوع الثالث مع مخلوقات فضائية. وقد استُخدمت هذه الحادثة لاحقاً كمصدر إلهام للعديد من أفلام الخيال العلمي، ومنها شخصية "غريملينز" Gremlins. ويرى أنصار هذا الرأي أن وصف المخلوقات، وسلوكها، واستمرارية ظهورها رغم إطلاق النار، كلها تشير إلى كائنات غير أرضية، ربما كانت في مهمة مراقبة.

2- هستيريا جماعية أو وهم مشترك
اقترح بعض الباحثين النفسيين أن الحادثة قد تكون ناتجة عن حالة من الهلع الجماعي، حيث فسرت المجموعة أحداثاً طبيعية على أنها تهديد خارق. لكن يُطرح سؤال هنا: كيف يمكن أن يعاني 11 شخصاً بالغاً في نفس اللحظة من هلوسة جماعية متسقة ؟

3- البوم الكبير Great Horned Owl
اقترح عالم الفلك والناقد المعروف "جو نيكيل" أن ما شاهده الناس قد يكون مجرد طيور بومة ضخمة، حيث أن شكلها العيوني وأجنحتها الكبيرة قد يسبب الرعب في الليل، خصوصاً في بيئة مظلمة ومع قوى الخيال.

إلا أن هذه النظرية لم تفسر استمرار المواجهة لأكثر من ثلاث ساعات، أو إصابة "المخلوقات" المفترضة بطلقات نارية دون أثر.

4- كحول وهلاوس
بعض المشككين افترضوا أن العائلة ربما كانت تحت تأثير الكحول أو مواد مهلوسة. لكن هذا تم نفيه رسمياً لاحقاً من قبل الشرطة التي قالت إن العائلة كانت متزنة، ولم تكن هناك دلائل على السكر أو الهذيان.



تأثير الحادثة في الثقافة الشعبية
أصبحت حادثة كيلي-هوپكنزفيل من أشهر مواجهات الأجسام الطائرة المجهولة في التاريخ الأميركي ويتم تنظيم مهرجان سنوي في كيلي يُعرف باسم "مهرجان المخلوقات الصغيرة" Little Green Men Days ، ألهمت الحادثة العديد من الأعمال السينمائية وألعاب الفيديو والبرامج الوثائقية.

فهل كانت حقاً زيارة من كوكب آخر؟
ما يجعل هذه الحادثة مختلفة عن كثير من المزاعم الأخرى هو: عدد الشهود الكبير وطول مدة المواجهة والتوثيق الفوري من قبل الشرطة المحلية وعدم وجود سوابق في حياة العائلة تشير إلى رغبة في الشهرة أو الادعاء ، رغم ذلك، لم يتم العثور على أي دليل مادي يثبت وجود كائنات فضائية، وتبقى القضية مفتوحة بين مؤمن ومشكك.

سواء كنت من المؤمنين بوجود الكائنات الفضائية، أو تميل إلى التفسيرات العلمية، فإن حادثة كيلي-هوپكنزفيل تظل واحدة من أكثر القصص غموضاً وإثارة في تاريخ الظواهر غير المفسرة. إنها تذكير بأن عالمنا – وربما ما يحيط به – لا يزال يحمل أسراراً لم تُكشف بعد… وربما لن تُكشف أبداً.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ