ما هو النوع الثالث من المواجهات ؟
في تصنيف عالم الأجسام الطائرة المجهولة UFOlogy الذي وضعه الباحث الأمريكي جوزيف ألين هاينك، يشير النوع الثالث إلى المواجهات التي يتفاعل فيها الشاهد مباشرة مع كائنات يُفترض أنها غير بشرية، سواء كانت هذه الكائنات مرئية داخل مركبة فضائية أو خارجه، وهو أحد أندر أنواع التفاعلات التي يُبلغ عنها.
موقع الحدث كان في بيرث وهي عاصمة قديمة لإسكتلندا تقع في قلب البلاد على ضفاف نهر تاي ، وتحديداً عند جسر المشاة فوق نهر تاي، المعروف بهدوئه وجمال طبيعته، لكنه في تلك الليلة تحوّل إلى مسرح لحادثة غير مسبوقة.
كانت أنجيلا همفريز وهي ممرضة شابة تعبر الجسر في يوم عادي تماماً، حين لاحظت فجأة صمتاً مطبقاً ، لا صوت لريح، ولا طيور، ولا سيارات… كأنها انتُزعت من العالم المألوف وأُسقطت في فقاعة زمنية عازلة ، وسط هذا السكون، بدأ كيان غريب بالتشكل أمامها. لم يكن صلباً بالكامل، بل نصف شفاف، طوله يتراوح بين 30 إلى 40 قدماً. بدا أشبه بمركبة طائرة ذات نوافذ جانبية، أشبه بالكبسولة الطولية، بلا صوت أو ضوء ساطع ، ومن خلال النافذة، رأت أنجيلا خمسة مخلوقات صغيرة تجلس أمام ما يبدو كمجموعة من الأذرع أو الأذرعة الميكانيكية ، كانوا يرتدون زياً أسود ضيقاً يذكّر ببدلات الغطس. المخلوق الأوسط كان أكبر حجمًا، ويراقب بقية الطاقم… ثم انحنى للأمام ونظر إليها مباشرة ، لم تتلقَ أي كلمات، لكن أنجيلا وصفت الشعور بأنه "مراقبة ذكية" وكأن الكائن يدرك تماماً من هي ، ثم بدأ أحد الكائنات يحرك يديه أمامه، كما لو أنه يُشغّل لوحة تحكم شفافة. في لحظة، تحركت المركبة بانسيابية هادئة فوق سطح الجسر، ثم اختفت في السماء بسرعة هائلة.
تحليل التجربة
1- رأي المشككين
قد تُفسّر التجربة على أنها هلوسة آنية أو نوبة انفصالية Dissociative Episode، خاصة وأن الظاهرة بدأت بصمت تام، وهي سمة شائعة في نوبات القلق الشديد.
استخدام مصطلحات مثل "شفافية، بلا صوت، حركة ناعمة" تتكرر كثيراً في الروايات النفسية التي تتناول أحلام اليقظة أو تجارب الاقتراب من النوم Hypnagogia.
2- الباراسيكولوجيا والماورائيات
يُعتقد أن بعض المواقع الجغرافية، مثل نهر "تاي"، تحتوي على مراكز طاقة أرضية (Ley Lines)، قد تكون محفّزًا لظهور مثل هذه الكيانات ، عنصر "التواصل الصامت" و"الإحساس بحضور ذكي" هو من علامات المواجهات النفسية عالية التردد التي يُقال إنها تقع في حدود الوعي البشري والطاقة الكونية.
3- الباحثين في الأجسام الطائرة UFOlogists
هذه الحادثة تُصنّف بوضوح على أنها CE-III Close Encounter of the Third Kind أي مواجهة من النوع الثالث ، وجود عدة مخلوقات بداخل المركبة، ووجود كائن أكبر يشرف على الآخرين، يتكرّر في روايات عديدة من لقاءات مزعومة في أماكن مختلفة من العالم، خصوصاً في حالات مزاعم "الاختطاف الفضائي" ، النقطة الأكثر أهمية هنا : لم تذكر أنجيلا أي شعور بالذعر أو الخوف، بل كانت مبهورة وهادئة، وهذا يتفق مع شهادات أخرى تشير إلى تأثير نفسي مهدّئ تصنعه تلك الكائنات عمداً.
تشابهات مع حوادث أخرى
- حادثة روندي، زيمبابوي (1994): شهد فيها عشرات الأطفال كائنات ذات رؤوس كبيرة تنظر إليهم وتتواصل معهم ذهنياً.
- حادثة بروفينس، فرنسا (1981): ظهور جسم طائر شفاف على الطريق وظهور مخلوقات ذات زيّ ضيق.
حادثة سكاربورو، كندا (1974): تحدثت امرأة عن رؤية مخلوقات داخل مركبة نصف شفافة في وقت انقطع فيه الصوت فجأة.
ماذا حدث لأنجيلا بعد ذلك ؟
لم يتم الإبلاغ عن أي اختطاف أو آثار جسدية غريبة ، لكن أنجيلا صرّحت لاحقاً بأنها شعرت لأسابيع بأنها "مراقَبة"، وكأن شيئاً ما يتابعها دون أن يظهر مجدداً. لم تتحدث كثيراً عن الحادثة بعد ذلك، واختفت عن الأضواء، لكنها كانت مخلصة في روايتها الأولى، ولم تطلب شهرة أو مالاً.
حادثة أنجيلا همفريز تبقى واحدة من اللقاءات الغامضة التي تقف عند الحدود بين العلم والخيال، بين التفسير النفسي والاحتمال الكوني.
هل كانت مجرد وهم ؟ أم لحظة استثنائية من لقاء بين عالمين ؟
مهما كانت الحقيقة، فإن هذه القصة تضيف لبنة جديدة إلى أرشيف المواجهات التي لم نجد لها تفسيراً قاطعاً… بعد.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .