11 مايو 2025

Textual description of firstImageUrl

حادثة غونتر وولف: اختطاف فضائي في ألمانيا - 1976

إعداد :  كمال غزال

في قرية هادئة تحيط بها غابات ولاية بادن-فورتمبيرغ جنوب ألمانيا، وقعت حادثة غامضة تركت أثراً عميقاً في أرشيف الظواهر الماورائية الألماني. بطل القصة هو غونتر وولف، رجل ألماني في الثلاثينيات من عمره، والذي خرج من صمته في الثمانينات ليروي تجربته الاستثنائية: اختطافه من قبل مخلوقات فضائية في ليلة صيفية من عام 1976.

رغم مرور عقود على تلك الحادثة، لا تزال القصة تُذكر بين الباحثين في ألمانيا كأحد أوائل حالات الاختطاف الموثقة محلياً، وتمت الإشارة إليها في سجلات منظمات مثل الجمعية الألمانية لأبحاث الأجسام الطائرة المجهولة DEGUFO.

تفاصيل الحادثة كما رواها غونتر وولف
في ليلة هادئة من شهر يوليو 1976، كان غونتر نائماً في منزله الريفي في بلدة إيغيدين، الواقعة على تخوم الغابة السوداء. استيقظ فجأة على ضوء ساطع يخترق نافذته، وعندما نهض ليتحقق من مصدره، وجد نفسه مشلول الحركة، غير قادر على تحريك أطرافه أو حتى الصراخ .

ما يتذكره بعد ذلك كان أشبه بالحلم… أو الكابوس ، يقول غونتر إنه رُفع عبر شعاع ضوئي أبيض نحو جسم طائر كان يحوم بهدوء فوق منزله. داخل هذا الجسم، وجد نفسه في غرفة بيضاء باردة ذات جدران لامعة، وكان هناك مخلوقات طويلة، نحيلة، ذات رؤوس كبيرة وعيون سوداء واسعة، لا تشبه أي شيء عرفه على الأرض.

المخلوقات لم تنطق بكلمة، لكنها تواصَلت معه بـ"الإيحاء"، على حد وصفه، وطمأنته بأنها لن تؤذيه. ثم قاموا بـفحص جسده، ووضعوا أدوات غريبة على رأسه وصدره، بينما كان يشعر كما لو أن دماغه يتعرض للمسح.

استمرت التجربة، بحسب تقديره، ما بين ساعة وساعتين، قبل أن يُعاد إلى سريره بنفس الطريقة، دون أي أثر جسدي واضح… باستثناء ندبة صغيرة خلف أذنه لم تكن موجودة من قبل.

ما بعد التجربة: اضطرابات نفسية وتحولات سلوكية
لم يتحدث غونتر عن ما جرى إلا بعد سنوات، حين بدأت كوابيس متكررة تطارده، ورأى نفسه فيها مربوطاً إلى سرير معدني، ومخلوقات تحدّق فيه بصمت. أخيراً، قرر زيارة طبيب نفسي متخصص في التنويم المغناطيسي.

تحت التنويم، استرجع تفاصيل أكثر دقة عن التجربة، وبعضها لم يكن يتذكره وهو بكامل وعيه، مثل رؤية خريطة نجمية أمامه، وعبارة "نحن نراقب، لا تخف" تتردد في عقله.

عانى غونتر أيضاً من تغيرات في سلوكه: أصبح أكثر انعزالاً، شديد الحساسية للضوء، ويقول إنه بدأ يسمع طنيناً متكرراً في أذنه اليسرى في أوقات معينة من اليوم.

هل صدّقه أحد ؟
في البداية، تلقّى غونتر سخرية من بعض أفراد المجتمع المحلي، واعتبره البعض مختلاً أو متوهماً. لكنه نال دعماً جزئياً من الباحثين المستقلين في DEGUFO وGEP، الذين سجّلوا شهادته ضمن أرشيف حالات " الاختطاف من النوع الرابع ".

وأكد بعض المحققين أن شهادة غونتر تشترك في عناصر كثيرة مع حالات عالمية مماثلة، مثل: الشعاع الضوئي الناقل ، التواصل العقلي مع الكائنات ، فقدان الذاكرة المؤقت ، آثار جسدية طفيفة. كما أن توقيت الحادثة (منتصف السبعينات) يتزامن مع موجة عالمية من تقارير UFO واختطافات مزعومة، لا سيما في الولايات المتحدة.

مع الأسف لا توجد أي صور لغونتر وولف أو تغطيات اعلامية موسعة لعدة أسباب محتملة، أبرزها: الحساسية الشديدة لقضايا الخصوصية في ألمانيا فالقوانين الألمانية تمنع نشر أو تصوير الأشخاص دون إذن صريح، وخاصة في حالات مثيرة للجدل أو تمس السلامة النفسية، ما يحدّ من توفر أي توثيق بصري علني ، وبسبب عدم التغطية الإعلامية الواسعة على عكس الولايات المتحدة، لم تحظَ الحادثة باهتمام إعلامي كبير آنذاك، حيث جرى التعامل معها غالباً ضمن أوساط باحثي الظواهر الغامضة فقط، دون تحقيقات رسمية أو تغطيات مرئية ، وكذلك للطابع الشخصي والخاص للشهادة ، غونتر لم يسعَ للظهور العلني أو الشهرة، بل كشف قصته في سياق جلسات تنويم واستشارات خاصة، ما يعني أن روايته بقيت في نطاق محدود وغير موثّقة بصرياً.

تحليلات وتفسيرات ممكنة
هناك من رأى في القصة دلائل على اضطراب نفسي عميق أو حتى حالة من الشلل النومي المصحوب بهلوسات بصرية. لكن المؤيدين لفرضية " الزوار الفضائيين " يعتبرون أن غونتر لم يكن يبحث عن شهرة أو تعويض مالي، بل روى قصته من باب التحرر النفسي فقط ، ولم تُسجل في ملفه الطبي أي سوابق مرضية أو اضطرابات عقلية قبل الحادثة.

أرشفة القصة في ألمانيا
تم أرشفة رواية غونتر وولف ضمن تقارير DEGUFO في التسعينات، ووردت إشارة غير مباشرة لها في كتاب " اختطافات UFO في ألمانيا " للباحث الألماني يوهانس فيباخالذي ذكر شهادات من مختطفين ألمان، بعضهم تحدث عن " مركبات بيضاء صامتة وكائنات طويلة تتواصل ذهنياً "، وهي نفس العناصر التي وردت في رواية غونتر.

هل كانت مجرد كابوس ؟ أم تجربة حقيقية ؟
سواء كنت من المؤمنين بفرضية وجود كائنات ذكية تزور الأرض، أو من المتشككين في مثل هذه الحكايات، فإن قصة غونتر وولف تظل واحدة من أقدم الحوادث في ألمانيا التي تجمع بين عناصر متكررة في روايات الاختطاف حول العالم. إنها شهادة مثيرة للاهتمام، تمثل تقاطعاً بين الواقع والماوراء، وتترك الباب مفتوحاً للسؤال الأبدي: هل نحن وحدنا ؟

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ