21 يوليو 2009

القوى السحرية للأحجار الكريمة

إعداد : كمال غزال
منذ فجر الحضارات، شغلت الأحجار الكريمة خيال الإنسان، ليس فقط بجمالها المدهش وتوهّجها الأخاذ، بل أيضاً بما نُسِب إليها من قوى خفية وتأثيرات سحرية تتجاوز حدود الفهم المادي. ففي عوالم الميثولوجيا والأساطير الشعبية، كثيراً ما اعتُبرت الأحجار الكريمة جسوراً بين عالم البشر والعوالم الغيبية، أدوات للحماية، أو مفاتيح لقوى روحية خارقة.

لكن من أين بدأ هذا الاعتقاد ؟ وكيف تنوّعت دلالاته في ثقافات العالم المختلفة ؟

أسطورة الجني والذئب: حجر يخفي روحاً مسجونة

تحكي إحدى الأساطير الشعبية المتوارثة في العالم العربي أن الجن يهاب الذئاب، وإذا ما صادف أحدهم ذئباً في طريقه، تحوّل فوراً إلى حجر كريم كي لا يُكشف أمره. لكن إن لمح الذئب هذا الحجر وبال عليه، ظل الجني حبيس صورته، غير قادر على التحرر. ولا يعود له رجاؤه إلا إذا التقطه إنسي، فيظهر له الجني في المنام ويعرض عليه خدماته مقابل تحريره من محبسه البلوري.

قصة تذكّرنا بـ "مصباح علاء الدين"، لكنها تسلّط الضوء على الجذور السحرية التي ارتبطت طويلاً بالأحجار الكريمة في المعتقدات الشعبية.

التعاويذ الفرعونية: حين تصبح الحلي دروعاً خفية

آمن المصريون القدماء بأن الحلي أكثر من مجرد زينة؛ بل كانت تمائم سحرية تُعلّق لحماية الجسد والروح. فاستخدموا الخرز والأحجار الكريمة لتشكيل رقيات تختلف باختلاف الغرض: من وقاية ضد الأمراض، إلى الحماية من الحسد والغرق وحتى الموت نفسه.

ووفقًا للمؤرخ "سيريل ألدريد" في كتابه مجوهرات الفراعنة، فإن تطوّر الحلي جاء من أصول بدائية استخدمها الإنسان القديم للاتقاء من قوى الطبيعة الغاضبة، مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات. وقد بلغت صناعة الخرز عند المصريين القدماء ذروتها مقارنة بأي حضارة أخرى في العالم القديم، نظراً لإيمانهم بجماله وبقواه الروحية.

دلالات الألوان في المجوهرات الفرعونية:
- الأحمر: دم الحياة، الطاقة، والصلابة.
- الأخضر: الزرع، النمو، الخصوبة.
- الأزرق: السماء، الحماية الإلهية، والقوى السماوية.


حجر الجاد في الشرق الأقصى: قلب سليم وروح نقية

في الصين القديمة، ارتبط حجر الجاد (اليشم) بالطهارة، والكرامة، وطول العمر. كان يُهدى للعشاق كتعبير عن الولاء الأبدي، ويُدفن مع الموتى ليحفظ أرواحهم. حتى اليوم، يُعتقد أن ارتداء الجاد يحمي القلب من الأمراض ويعزز الطاقة الإيجابية ، وفي الهند، يُعتبر الجاد حجراً مباركاً يُستعمل في طقوس التأمل واليوغا، ويُعتقد أنه يوازن بين الجسد والروح ويبعد الطاقات السلبية.

في بلاد النوبة: الحجر الأبيض ضد العقارب

في جنوب مصر، ما زال الاعتقاد سائداً بأن خاتماً بسيطاً بحجر أبيض يحمي صاحبه من لسعات العقارب. وقد تجد رجال النوبة يرتدونه كجزء من زيهم التقليدي، دون أن يُدركوا أصول هذا الطقس أو كيفية انتشاره. لكنه يبقى شاهداً على استمرارية الإيمان القديم في قوى ما لا يُرى.

أحجار النبوءة والعشق والقوة في ثقافات متعددة

اللازورد Lapis Lazuli

في حضارات ما بين النهرين، ارتبط بالحكمة والإلهام الإلهي، وكان يُستخدم في كتابة الطلاسم ونحت أعين التماثيل.

العقيق Carnelian

لدى العرب والفرس، كان يُعتقد أنه يُعزز الشجاعة ويُبعد الخوف، ولذلك لبسه المحاربون.

الزمرد Emerald

في الأساطير الإغريقية، ارتبط بالإلهة فينوس، رمز الحب والخصوبة، وكان يُقال إن من يحمله ينعم بحب صادق لا يخونه الزمان.

الياقوت Ruby

في العصور الوسطى الأوروبية، ارتبط بالملوك والقادة، وكان يُعتقد أنه يجلب النصر في المعارك ويمنح الحاكم هالة من الهيبة.

لماذا ما زلنا نؤمن ؟

رغم التقدّم العلمي، لا يزال كثيرون يؤمنون بأن للأحجار الكريمة أسراراً تتجاوز الكيمياء والفيزياء. ربما لأننا نحتاج إلى الإيمان بشيء سامٍ، شيء يربطنا بعالم خفي، أو يمنحنا الطمأنينة. فسواء كانت تلك القوى حقيقية أو مجرد إسقاطات نفسية، تبقى الأحجار الكريمة جزءاً أصيلاً من روح الإنسان في بحثه الدائم عن الحماية، القوة، والحب.

إقرأ أيضاً ...

4 تعليقات:

غير معرف

يقول...

ولـــــيد القســــــــام : لا نعرف ما إذا كانت هناك حقاً قوى سحرية للأحجار الكريمة .. و لكن اظن هذه توقعات أو من فعل الجــــن عندما تتحول الى صخرة هرباً من الــــــذئاب ..

شكـــــــــــــــــــــــــراً

غير معرف

يقول...

الاحجار الكريمة لها ذبذبات معينة تصدر منها، ولكل حجر ذبذبة خاصة به، وهذه الذبذبة ربما لها تأثير مفيد أو ربما ضار على الهالة الاثيرية المحيطة بالانسان، ومراكز الشاكرا. وربما بسبب هذه الذذبات يتجنب الجن الاقتراب منها، أو ينجذب الى أنواع أخرى.. الاحجار الكريمة مخلوقات من خلق الله ولها خصائصها التي جعلها الله فيها مثلها مثل الاعشاب أو الادوية.. والله تعالى أعلم.

Alaa Toum يقول...


بعيدا عن الشعوذة بعيدا عن الأساطير ..تصدر الاحجار الكريمة طاقات كهروميغناطيسة تختلف باختلاف النوع وتتوافق حسب المجال الكهروميغناطيسي المركب للإنسان لذلك تجد أن كل شخص له حجر كريم يناسبه يختلف عن الآخر وكل مرض له حجر كريم معين وحتى مراكز الطاقة الشاكرات لها احجار كريمة معينة حسب نوع الشاكرا ...
هناك أحجار كريمة طاقتها الايجابية المفيدة عالية جدا لذلك تطرد الطاقات السلبية أو تمتصها وتحولها الى ايجابية .. قد يكون معتقد أنها تطرد الجن قادم من هذه الخاصية والله أعلم
حتى لا نقع في دائرة البدع والتمائع اذا استعملنا الاحجار علينا ان نستعملها فقط من أجل تعزيز صحة اجسادنا كالذهب مثلا نصح به نبي الله صلى الله عليه وسلم كوسيلة لقوة الصحة والشفاء لدى النساء .. فلا حرج ان نستعمل الاحجار الكريمة لاغراض كهذه بعيدا عن الشعوذة

Unknown يقول...

هناك فعلا احجار سحرية

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ