2 يونيو 2025

ملفات الاختطاف الفضائي: فلاديمير ك. - روسيا 1989

إعداد :  كمال غزال

في عمق الغابات الكثيفة لجمهورية "كومي" شمال غرب روسيا، حيث الطبيعة تمتزج بالأسطورة، وقع أحد أكثر الحوادث غرابة وغموضًا في تاريخ الظواهر الفضائية السوفييتية. إنها قصة فلاديمير ك.، رجل قروي عادي خرج في ليلة من عام 1989 ولم يعد كما كان. 

ورغم أن الاتحاد السوفييتي آنذاك كان يعيش تحولات جذرية سياسية وثقافية، إلا أن ما اختبره فلاديمير بقي في طيّ النسيان الرسمي، بينما دوّنه باحثو الظواهر الخارقة في صفحات الأدب اليوفولوجي الروسي.


كومي : أرض الأساطير والضباب
تقع جمهورية كومي على حافة القطب الشمالي، وتعدّ من أكثر المناطق انعزالًا ووعورة في روسيا، وتغطي غاباتها أكثر من 70% من المساحة، في حين تنتشر المستنقعات والأنهار الجليدية فيها كأنها حواجز بين العوالم. تاريخياً، كانت كومي أرض المنفى، ثم أصبحت في ثمانينيات القرن العشرين موقعًا هامشيًا يُذكر فقط في الخرائط الجغرافية أو التقارير العلمية النادرة.

لكن هذه المنطقة النائية، رغم عزلتها، شكّلت مركزاً متكرراً لرصد الأجسام الطائرة المجهولة، لا سيما بعد حادثة فاكسكا عام 1976 التي تم فيها العثور على شظايا معدنية غريبة، وُصفت بأنها " أعقد من أن تكون من صنع الإنسان".

ماذا حدث لـ فلاديمير ك. ؟
في إحدى ليالي شتاء 1989، خرج فلاديمير ك.، وهو مزارع في أواسط عمره، إلى ضواحي قريته الريفية. لم تكن تلك الليلة عادية، إذ غطى الضباب الأرض، لكنه لم يكن كأي ضباب طبيعي. فجأة، شُلت حركته، وشعر بوجود طاقة غير مرئية تحيط به. من بين الأشجار، سطع ضوء أخضر-أزرق غريب، وظهر ما يشبه الجسم الطائر، ومنه خرجت كائنات طويلة القامة، ذات رؤوس كبيرة وعيون سوداء مائلة.

في اللحظات التالية، تم سحب فلاديمير من دون أن يشعر بأي ألم إلى داخل المركبة. وهناك، بحسب ما رواه لاحقاً لباحثين محليين، وجد نفسه في بيئة غير مألوفة، مليئة بالضوء، كما لو كانت "مشفى من المستقبل"، كما وصف. قال إنه لم يسمع أصواتًا، لكن الرسائل كانت تصله مباشرة إلى عقله: " لا تخف، لن نؤذيك، نحتاج فقط أن ندرس."

داخل المركبة، تعرض لفحص ضوئي دقيق، ولم يكن هناك أية أدوات طبية تقليدية، بل أشعة تمر عبر جسده وكأنها " ترى كل شيء دون أن تلمس شيئاً ". ثم أُعيد إلى مكانه في الغابة، لكنه وجد نفسه على بُعد أكثر من 30 كيلومتراً من موقع الحادث الأصلي. الزمن الذي مر ؟ أكثر من 36 ساعة.

آثار وتجليات بعد الحادثة
عند عودته، بدا فلاديمير مشوشاً ومرهقاً، وقد لاحظ أفراد عائلته علامات حروق خفيفة على رقبته وذراعيه. لم يستطع تذكر الكثير من التفاصيل إلا من خلال ومضات ذهنية تكررت لأسابيع. شعر كما لو أن "شيئاً ما غُرس في ذاكرته"، لكنه لا يملكه بعد.

ورغم عدم وجود تقارير طبية رسمية منشورة عن حالته، إلا أن الحالة النفسية لفلاديمير كانت غريبة: عانى من كوابيس متكررة تحتوي على أضواء وممرات بيضاء ، أصبح أكثر هدوءاً، وكأن فيه حزناً غير مرئي ، تحدث لاحقاً عن "شعور بالانتماء إلى شيء غير أرضي".

هل هناك شهود ؟
لا توجد شهادات مباشرة مسجلة في نفس الليلة، لكن عدة قرويين أبلغوا في الفترة ذاتها عن رؤية وهجٍ غريب في السماء، وسماع طنين منخفض استمر عدة دقائق. لم تأخذ السلطات هذه البلاغات على محمل الجد آنذاك، بحجة أنها "ضغوط عصبية" في زمن انهيار الدولة.

ومع ذلك، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، بدأت بعض الأصوات تظهر في وسائل الإعلام البديلة، تشير إلى أن منطقة كومي كانت محاطة بما يُسمّى بـ "نقاط الطاقة المتقاطعة"، وأنها تحتضن "أماكن عبور فضائيين".

تفسير الظاهرة

التفسير النفسي
قد يرى بعض علماء النفس أن ما حدث مع فلاديمير هو حالة "شلل نوم تفاعلي"، أو ما يُعرف بظاهرة الاختطاف النفسي، حيث يختلق العقل سيناريوهات غريبة لتفسير مشاعر الخوف والعزلة. وربما أسهمت البيئة الكثيفة، العزلة، وكمية الإشعاعات الطبيعية في إطلاق هذه الأوهام.

التفسير الباراسيكولوجي
في المقابل، يرى باحثو الظواهر الخارقة أن فلاديمير قد خضع لـ"التقاط ذهني" من قبل كائنات غير بشرية، هدفها فحص النماذج الحيوية للإنسان. ويُشير البعض إلى أن تلك الكائنات تُمارس "أبحاثاً ميدانية" على البشر منذ آلاف السنين، وأن ما جرى في كومي ليس حادثاً فردياً، بل جزء من سلسلة اختطافات تُحجب عن العامة.


موقف الإعلام والسلطات
لم تنشر أي جهة رسمية سوفييتية أو روسية تقريراً عن الحادثة، كما لم يُتح لفلاديمير التحدث علناً. حتى عام 2016، حين بثّت قناة NTV الروسية حلقة بعنوان "روسيا الغامضة: كومي، قاعدة للحضارات الفضائية ؟ "، بدأت القصة تُروى على لسان باحثين محليين ومزارعين يتحدثون عن "زوار ليليين وأضواء لا تفسير لها".

هل كانت كومي بوابة لكائنات من عالم آخر ؟
سواء كنت تؤمن بنظرية المؤامرة الكونية أو تفسيرات علم النفس العصبي، تبقى قصة فلاديمير ك. واحدة من أغرب ما سُجل في تاريخ الاختطاف الفضائي في روسيا. لم تكن رؤيا ليلية، ولم تكن حلماً غامضاً. بل وقائع نهارية موثقة بزمن ضائع، وانتقال جسدي غامض، وآثار نفسية دائمة.

كأن كومي لا تخفي فقط أسرار الأرض، بل تحرس بوابة للسماء...


إقرأ أيضاً ...

- مسؤول روسي يزعم إختطافه من قبل المخلوقات

الملامح المشتركة لتجارب الإختطاف من قبل المخلوقات الفضائية

- الإختطاف من قبل المخلوقات الفضائية : بين الحقيقة والخيال

- ملفات الاختطاف الفضائي : أنطونيو فيلاس - البرازيل 1957

ملفات الاختطاف الفضائي : جيسي لونغ - الولايات المتحدة 1957

ملفات الاختطاف الفضائي: الزوجان هيل - الولايات المتحدة 1961
- ملفات الاختطاف الفضائي : باسكاجولا- الولايات المتحدة 1973

- ملفات الاختطاف الفضائي : ترافيس والتون - الولايات المتحدة 1975

- ملفات اليوفو: حادثة فاكسكا - روسيا 1976

ملفات الاختطاف الفضائي : غونتر وولف - ألمانيا 1976

- ملفات الإختطاف الفضائي: كاثي ديفيس - الولايات المتحدة 1983

ملفات الاختطاف الفضائي : أي 70 - اسكتلندا 1992

- لبناني تختطفه "المخلوقات" والدليل عينتان من الشعر

- حادثة فالنسول - فرنسا - 1965

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ