![]() |
إعداد : كمال غزال |
في عالم يزداد افتتاناً بالمسلسلات وأفلام الرعب، بات تعبير "ما وراء الطبيعة" يُختزل للأسف في أعمال خيالية، بعضها ناجح جماهيرياً مثل روايات الدكتور أحمد خالد توفيق أو مسلسل نتفليكس الشهير. لكن هذا المصطلح العميق، الغنيّ بالمعاني، ليس حكراً على الخيال، ولا يجب أن يُختزل في سرديات الرعب الترفيهية فقط.
وراء هذا المصطلح الممتد والمُربك للحدود، تقف تجارب واقعية ، أساطير شعبية، ومعتقدات إنسانية موغلة في القِدم، شكلت وعي الإنسان منذ فجر التاريخ وحتى اليوم. وهنا يكمن الدور الحقيقي لمواقع بحثية مثل موقع ما وراء الطبيعة – Paranormal Arabia، (بارابيا PARABIA) الذي تأسس ليكون منصة عربية جادة تستقصي هذه الظواهر بعيداً عن التهويل أو التسطيح منذ انطلاقه في عام 2008 ، يناقش بلغة متوازنة بين العلم والمعتقد ، يحقق ويسبر أغوار المجهول.
الواقع الذي سبق الخيال
كل أسطورة خرافية، وكل مشهد رعب سينمائي، وكل رواية عن أشباح أو مخلوقات غامضة، لها غالباً أصل واقعي: تجربة شخصية، حادثة غامضة، أو معتقد ثقافي متوارث. وحتى أكثر قصص الخيال العلمي تطرفاً، كثير منها بدأ برصد ظواهر حقيقية لم يستطع العلم تفسيرها حينها.
لكن في حين يُعاد تقديم هذه المواضيع عبر عدسة الخيال، أو تُستهلك كترفيه، هناك جانب أكثر أهمية يجب أن يُسلط عليه الضوء: الدراسة الجادة والمتأنية لهذه الظواهر بوصفها مكوناً ثقافياً، نفسياً، وربما وجودياً.
بين البحث الغربي والاستهلاك العربي
في حين باتت الماورائيات في الغرب مجالًا أكاديميًا قائمًا بذاته، تُدرَّس فيه الظواهر الخارقة ضمن تخصصات علم النفس، والأنثروبولوجيا، والدين المقارن، ما زالت الثقافة العربية تتعامل معها كترفيه فقط. يُخصص الغرب مجلات بحثية، ومؤتمرات علمية، وأقسامًا جامعية لدراسة ما يُعرف بـ "الباراسيكولوجي" والظواهر الخارجة عن المألوف، ساعيًا لفهم تأثيرها على الوعي الجمعي والاعتقاد البشري. أما في عالمنا العربي، فغالبًا ما تُختزل هذه الظواهر في قصص رعب، أو يُنظر إليها كمجرد خرافات تُستهلك في المسلسلات والبرامج الشعبية.
وهنا يكمن التحدي، بل الضرورة: أن نستعيد عمق الظواهر الماورائية، لا كوسيلة تسلية، بل كمجال يستحق التأمل والبحث العلمي، لفهم الإنسان وموروثه وتجربته مع المجهول.
ما وراء الطبيعة كحقل معرفي
من خلال أكثر من 1500 مقال وتجربة واقعية موثقة، يقدم " ما وراء الطبيعة – Paranormal Arabia " تغطية شاملة لمجالات مثل : الكيانات الخفية ، القدرات ما فوق الحسية، أسرار النفس والعقل وحالات الوعي الأخرى بما فيها الأحلام ، الأماكن المسكونة ، المعتقدات والاساطير من مختلف ثقافات العالم ، أساليب السحر والشعوذة ، الأجسام الطائرة المجهولة (الأطباق الطائرة) والمخلوقات الفضائية ، النظريات الغير تقليدية ، ظواهر الموت واقتراب الموت والخروج من الجسد، تحليلات نفسية لتجارب اللامألوف ، وحتى أسرار الأرض والسماء والكون ....وغيرها.
ولا يهدف الموقع إلى الترويج للخرافة، بل إلى تحليل الظواهر بعيون نقدية، تربط بين الموروثات الشعبية والعلم، بين الدين والفلسفة، وبين النفس الإنسانية والكون الغامض.
من الظلم تجاهل هذا الجهد في محرك البحث !
لسنوات، تصدر موقعنا نتائج البحث في جوجل عندما يكتب أحدهم " ما وراء الطبيعة "، وذلك عن جدارة، لأنه يقدم مرجعاً معرفياً نادراً في العالم العربي. لكن بعد ظهور مسلسل يحمل الاسم نفسه، باتت محركات البحث تضع المحتوى الترفيهي أولاً، متجاهلةً أن هناك موقعًا يكرس جهوده لفهم ما يقف خلف تلك الظواهر، فقط لإثارة الرعب !
دعونا نعيد المعنى إلى مصطلح "ما وراء الطبيعة"
"ما وراء الطبيعة" PARANORMAL ليست مجرد تصنيف على منصة نتفليكس، ولا عنوان سلسلة خيالية فحسب. إنها دعوة للاستكشاف، والتساؤل، والعودة إلى تلك اللحظات التي توقف فيها العقل البشري أمام ما لا يُفسَّر. في زمن يلهث وراء الترفيه، لا بد من أن يكون هناك صوت يذكر الناس بأن وراء كل خيال أصلًا، وأن أصل تلك القصص هو الإنسان، بمخاوفه، بأحلامه، وبسعيه الأبدي لفهم المجهول.
موقع " ما وراء الطبيعة – Paranormal Arabia " لا ينافس الخيال، بل يتجاوزه ليستكشف ما بعده.
فالعالم العربي لا يستحق أن يُقدَّم له الماورائي فقط كقصة رعب، بل كنافذة على أعماق النفس، وعلى الإرث الثقافي والروحي لأمة تؤمن بأن ما خفي… أعظم.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .