![]() |
إعداد : كمال غزال |
هل كل ما نراه من ظواهر غريبة ، من أصوات مجهولة المصدر، أو رؤى لا تفسير لها، أو مشاعر مباغتة بالحضور الخفي ، مجرد خيال، أم أنها نوافذ إلى عوالم أخرى ؟
منذ فجر التاريخ، واجه الإنسان تجارب لم يجد لها تفسيراً في حدود إدراكه الحسي أو العلمي، وسعى لتأويلها حسب معتقداته وثقافته ومعارفه العلمية. واليوم، تتعدد وجهات النظر حول تلك الظواهر التي تُعرف بما يُسمى بـ الظواهر ما وراء الطبيعية، وتتنازعها ثلاث مدارس فكرية رئيسية: علم النفس، علم ما وراء النفس (الباراسيكولوجي)، والدين.
1- وجهة نظر علم النفس: بين الهلوسة والتفسير العقلاني
يرى علماء النفس أن كثيرًا من الظواهر الخارقة تعود في جوهرها إلى اضطرابات عقلية أو انفعالية، لا إلى كائنات غير مرئية أو أرواح.
فمثلًا:
سماع صوت طرقات على السقف قد يكون نتيجة ذبذبات منخفضة التردد تصدر عن مروحة شبه معطلة أو ضوضاء إلكترونية، وقد أثبتت الدراسات أن بعض الترددات المنخفضة (مثل 19 هرتز) تؤثر في العصب البصري وتسبب شعوراً بالقلق أو "رؤية خيالات".
الهستيريا الجماعية تُفسر أحياناً ما يبدو كظواهر "مسكونة" حين تتشارك مجموعة من الأفراد في مخاوف متصاعدة، ما يؤدي إلى إدراكهم المتطابق لأصوات أو أحاسيس غير موجودة فعلياً.
أما التلبس الذي يُفسَّر دينياً بأنه من الجن، فيرى الأطباء النفسيون أنه قد يكون نتيجة اضطراب انفصام الشخصية Schizophrenia، خاصة إذا صاحبه هلوسة سمعية وبصرية وشعور بوجود كيان داخلي يتحكم في الشخص.
هذه النظرة تُعد الأكثر ماديةً ومرتكزة على مبدأ أن كل شيء يمكن تفسيره بآليات الدماغ أو البيئة النفسية. لذا فهي مقبولة عند التيارات العقلانية أو الإلحادية.
2- وجهة نظر علم ما وراء النفس (Parapsychology): إشارات من عالم موازٍ
علم ما وراء النفس، أو الباراسيكولوجي، لا يرفض الظواهر، بل يسعى لدراستها بشكل منهجي. ويعدها نتاج طاقات غير مدروسة بعد، كالطاقة الكهرومغناطيسية أو "الطاقة النفسية" ، وفقاً لهذه المدرسة :
- ما يُعرف بـ"الأماكن المسكونة" قد يكون نتيجة مجال كهرومغناطيسي باقٍ من شخص فارق الحياة هناك، ويُرصد أحيانًا باستخدام أجهزة قياس مثل EMF Meter.
- بعض الأشخاص يملكون شفافية عالية (High Sensitivity)، ويُطلق عليهم "الوسطاء" Mediums، حيث يمكنهم التقاط هذه الإشارات أو "صدى الذاكرة الطاقيّة".
- الجلسات التي تُعرف بتحضير الأرواح ليست اتصالًا بأرواح الموتى بالمعنى الديني، بل تواصلاً مع أثر طاقي أو بصمة شعورية تركها الشخص، تشبه "التسجيلات" التي يعيد المكان تشغيلها في ظروف معينة.
- ويُستخدم في هذا السياق تقنيات مثل التصوير بالأشعة تحت الحمراء، تسجيلات EVP (ظواهر الصوت الإلكتروني)، ولوح الويجا.
علم الباراسيكولوجي لا يجزم أن ما يُرصد هو روح أو جن، بل يعترف بوجود مجال غامض يستحق الدراسة، وقد يكون خطوة لفهم طبيعة الزمن أو الأبعاد المتداخلة.
3- وجهة النظر الدينية: ما لا يُرى تسكنه مخلوقات لها إرادة
في المنظور الإسلامي، تُعزى غالبية هذه الظواهر إلى الجن، وهم مخلوقات خُلقوا من نار، يعيشون بيننا في بعد غير مرئي، وقد يتداخلون معنا لأسباب تتفاوت بين الأذى والفضول ومن أبرز المفاهيم:
- الجن يُعرفون في بعض السياقات بـ "عمار المكان"، أي الكائنات التي تسكن البيوت المهجورة أو التي تُرتكب فيها ذنوب متكررة.
- بعض الظواهر المرتبطة بشخص متوفى، يُفسرها الإسلام بأنها ليست "روحه"، بل ما يُعرف بـ "القرين" : مخلوق من الجن يولد مع الإنسان ويلازمه حتى مماته، ويحمل من صفاته وذكرياته، وقد يظهر بعد وفاته.
- جلسات استحضار الأرواح تُعد في الإسلام باباً للتعامل مع الجن، لا مع أرواح الموتى، وتفتح الباب لاتفاقات غير شرعية بين الإنس والجن (التمجيد لغير الله، أو طقوس فيها شرك وسحر).
- الرؤية الإسلامية لا تنكر وجود الظواهر، لكنها تُحمّلها بُعدًا أخلاقيًا وروحيًا، إذ ترى أن التعامل مع هذه القوى يتطلب حذرًا كبيرًا لأنه قد يقود إلى الاستعباد أو الإضلال.
ظاهرة واحدة في ثلاث عدسات
بين من يرى في الظواهر الماورائية عرضاً نفسياً، ومن يدرسها كـطاقة باقية من بُعد غير منظور، ومن يفسرها بـوجود كيانات خفية ذات نوايا وأهداف، يبقى المؤكد أن ما وراء الطبيعة مساحة خصبة لفهم النفس والكون والمعتقدات.
وإن كان الغرب قد فتح هذه الملفات بجرأة بحثية في الجامعات والمخابر، فإن ثقافتنا العربية لا تزال حبيسة الترفيه أو التهيّب. وربما آن الأوان لنفكر من جديد:
هل نظرتنا لهذه الظواهر هي نتاج يقين ؟ أم خوف ؟ أم غياب للمنهجية ؟
8 تعليقات:
غير معرف
يقول...من الاحسن ان الانسان ادا لمن يكن عنده علم بشىء فلا يرسل الكلام غلى عواهنه و يعتبره علما ومعرفة انا اتغامل مع الجن و احضرهم الاغراض علاجية والعهد الدى اشترطوه على هو عدم فعل المحرمات و المحافضة عاى الصلاة فاين التمجيد لغير الله و عمل المنكر
19/11/2009، 5:43:00 م
غير معرف
يقول...قال الله تعالى:
"و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"
صدق الله العظيم
سورة الجن
29/04/2010، 10:19:00 ص
غير معرف
يقول...بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في عام 1977استلمت الصحف البريطانية أكثر من 800 رسالة يشتكي اصحابها من وجود طنين (أو أزيز) يسمع في كل مكان. جميع الرسائل كانت قادمة من شمال شرق انجلترا وتصف ظاهرة محيرة لم تعرف من قبل.
هذه الظاهرة استمرت لمدة عامين ثم انتهت فجأة.. ولكنها عادت للظهور في مدينة تاوس في ولاية نيومكسيكو!!؟
فقد ظهر الطنين في بداية الثمانينات ولم يسمعه في البداية غير مجموعة صغيرة من السكان. ولكن عاماً بعد عام زاد عدد من شهدوا بسماعه ـ ويعتقد أن الأطفال يسمعونه بشكل أكثر حدة.. كان الصوت موجوداً في كل مكان وتواصله المستمر جعل السكان يتعودون عليه ـ ولكنه مزعج لكل زائر جديد.. ما يقلق الأطباء أن نسبة الأرق والاضطرابات النفسية في تاوس تفوق المعدل الوطني بمراحل. ويخشى أن يكون السبب هو (ذلك الشيء) الذي يسبب الطنين. وفي عام 1993قدم سكان المدينة عريضة إلى الكونغرس يطالبون فيها بالتحقيق في هذا الموضوع وضمان سلامة السكان من مصدر الصوت ـ ولكن التحقيق الأولي قلل من أهمية الموضوع.
وبالطبع ظهرت فرضيات عديدة لتفسير الصوت ولكن لم يتم التأكد من أي منها.. فهناك من يدعي أن مصدر الطنين موجات فوق صوتية يبثها الجيش للاتصال بالغواصات، وهناك من يقول انها تجربة سرية للتأثير على السكان عن بعد، وهناك من يفترض انها نتيجة لعوامل طبيعية غامضة..!!
* وعلى عكس ما يحدث في تاوس يوجد في المكسيك جزء من صحراء مابيمي (على بعد 225ميلاً جنوب الحدود مع أمريكا) يطلق عليها العلماء اسم حزام الصمت. ففي هذه المنطقة يطبق الصمت بشكل كامل فلا تسمع صوتاً لمن يناديك على بعد مترين. كما لا تسمع صوتاً للريح أو لصهيل الخيل ولا يعمل أي جهاز لاسلكي.. وهي قريبة من ثكنة عسكرية حيث تخترق الطائرات جدار الصوت ولكن بدون ضجيج يذكر.
هذه الظاهرة اكتشفت بشكل مؤكد عام 1969من قبل مهندسي البترول الذين لاحظوا أن أجهزة الإرسال التي يحملونها لا تعمل في هذه المنطقة. ومن خلال أجهزة الإرسال هذه تم تحديد " حزام الصمت" بين مدن سان خوسيه وموهانو وخط طول 27.
وقبل ذلك لاحظ الرعاة مظاهر غريبة تميز هذه البقعة بالذات؛ فهناك مثلاً كثرة الشهب واختفاء الحشرات والانقطاع الدائم للكهرباء وعدم وصول الإرسال التلفزيوني. وهم يقسمون على رؤية أجسام مضيئة تخرج من الأرض وصوت يشبه الصفير يشق حرمة الصمت في آخر الليل.
والمنطقة عموماً تعج بكرات حديدية صغيرة هي بقايا الشهب المتساقطة. ويعتقد بعض علماء الجيولوجيا أن جل المظاهر الغريبة هناك سببها رسوبيات مغناطيسية ضخمة تتركز تحت الأرض.. وهذا التفسير قد يلائم ظاهرة اختفاء البث التلفزيوني والراديوي في تلك المنطقة (وهي ظاهرة عرفت في أماكن كثيرة حول العالم) ولكنه لا يفسر اختفاء الصوت على بعد قريب!!
هذه المنطقة أثارت اهتمام سلاح الجو الأمريكي لأن الرادارات العسكرية تصبح فيها عمياء. وكانت له في السبعينات والتسعينات أبحاث خاصة ماتزال سرية حتى اليوم!!
الشيء الوحيد المؤكد أن هذه المنطقة تقع على نفس خط العرض الذي يمر بمثلث برمودا في البحر.. وطبعاً سمعتم به!!
( منقول )
15/05/2010، 12:07:00 ص
محمد محمود
يقول...كل الامور الغير طبيعيه موجوده ومحسوسه وملموسه وهو غيب مؤكد لازال غايب عنا نؤمن به ونؤكده ولا نعرف عنه الا القليل
20/08/2010، 12:08:00 ص
اعجبني التفسير الاول للظاهرة
21/08/2011، 9:28:00 ص
غير معرف
يقول...انه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم
17/01/2012، 5:46:00 ص
غير معرف
يقول...انه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم
17/01/2012، 5:53:00 ص
غير معرف
يقول...الموضوع جميل وأعجبني حفظكم الله
غيوم
17/01/2012، 6:33:00 ص
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .