12 يوليو 2022

Textual description of firstImageUrl

قرص سابو الفرعوني : مضخة ماء أم دليل على حضارة فضائية ؟

إعداد : كمال غزال
لا شك في أن الحضارة المصرية القديمة مليئة بالعجائب والأسرار التي تفوق إدراكنا ، هي ثقافة قديمة استثنائية تعود إلى الفجر المبكر لتقدم الإنسان ، تركت مصر وراءها العديد من العجائب من صنع الإنسان من الأهرامات الهائلة والتماثيل العملاقة والمعابد الجنائزية المترامية الأطراف .

وفي حين أن بعضاً من هذه الأشياء يسهل فهمها ودراستها وشرحها ، إلا أن البعض الآخر يظل لغزاً مطلقاً ، أحد هذه الألغاز هو ما يسمى ب "قرص سابو" ، وهو كتلة حجرية غريبة الشكل تتحدى كل منطق تقريباً ، وعلى مر السنين ظهرت العديد من النظريات الغريبة في محاولة للكشف عن هدفها الحقيقي.

قبر الأمير سابو

حينما يزور أي شخص متحف الآثار المترامي الأطراف في القاهرة سيشعر بالذهول من ثروة الكنوز المصرية القديمة لكن لا يمكنه التغاضي عن عنصر يثير الحيرة والفضول وهو قرص سابو ، وهو دائري الشكل يبلغ قطره حوالي 610 ملم ويبلغ ارتفاعه 104 ملم تم اكتشافه في عام 1936 من قبل والتر بريان إيمري عالم المصريات البريطاني الشهيربعد أن أسفر الحفر في منطقة سقارة عن العديد من العناصر المهمة والقيمة ومنها قرص سابو الذي اكتشفه إيمري أثناء حفره في مقبرة الأمير سابو حاكم الأسرة الأولى وابن الفرعون الشهير أنيدجب ولم يُعرف عن هذا الحاكم أو مصيره إلا القليل.


ما الغرض من القرص ؟

على مر السنين ظهرت العديد من النظريات المقنعة وتم فيها "استبعاد" فكرة أن القرص عبارة عن "مزهرية" أو "مبخرة" أو مجرد عنصر تافه للزينة أو الإحتفال ، إذ يعتقد  الكثيرون بأن تلك التفسيرات بعيدة كل البعد عن الحقيقة ، عوضاً عن ذلك جرت مقاربة القرص مع معارفنا للميكانيكا والهندسة لتفيد بتفسير مختلف تماماً ، إذ يمكن أن يكون هذا القرص جزء من آلية خصوصاً أن هناك أوجه تشابه ملحوظة بين القرص ومراوح المضخات الحديثة.


هل كان مضخة مياه ؟

ربما يكون أحد المؤرخين الهواة قد حل اللغز مسلحاً بطابعة ثلاثية الأبعاد ، إذ ابتكر هذا الشخص نسخة طبق الأصل دقيقة لقرص سابو في محاولة منه لإثبات نظريته الخاصة:  " كان القرص "دافعاً"  قديماً ، وهو جزء من مضخة طرد مركزي وعند وضعه في غلاف ودفعه بسرعة عالية عبر العمود الصغير في مركزه وكان القرص في تلك التجربة فعالاً للغاية في إزاحة الماء ويخلق دوامة قوية ، ويبدو أنه عنصر حاسم في آلية ضخ المياه، خصوصاً أن هيئة الفصوص المطوية بشكل غريب والشكل المقعر قليلاً للقرص توضح لنا أنها موضوعة لهدف ما، تبدو تفاصيل النحت دقيقة للغاية وكأنها سبقت زمانها بكثير. 

وما يدعم هذه النظرية هي أن مصر القديمة كانت تعتمد على الري،  وفي وقت لاحق من تاريخهم أتقنوا إدارة المياه من خلال الري في الأحواض ، وهي عملية سمحت لهم بالتحكم في صعود وهبوط النهر ، وهكذا تمكنوا من تعزيز محاصيلهم وقدراتهم الزراعية ، فلماذا يكون من الغرابة أنهم قاموا بمحاولات لإنشاء تصميم متقدم يساعدهم على ري الأرض بسرعة وكفاءة  ؟!


هل هو دليل على حضارة مخلوقات خارجية ؟

لا يبدو أن الشست Schist وهو المادة المصنوع منها القرص (صخور متحولة متوسطة الحبيبات) مادة قوية بما يكفي لتكون آلية ضخ مياه !، فقد يشير هذا إلى أمر آخر: هل كان الحرفيون من الأسرة الأولى في مصر يحاولون إعادة إنشاء قطعة قديمة أصلية باستخدام أدوات ومواد متاحة لهم ، وهو شيء ربما لم يفهموا هدفه تماماً ؟

تشير العديد من النظريات إلى أن قرص سابو هو مجرد نسخة حجرية طبق الأصل من أصل مصنوع من المعدن،  ويقترح البعض أيضاً أنه نسخة أثرية عن حضارة أقدم وأكثر تقدماً سبقت حضارة مصر القديمة.

ويؤيد هذه النظرية المؤلف السويسري الشهير إريك فون دانكن وهو أحد المؤيدين الرئيسيين للنظرية القائلة بأن الكائنات الفضائية أو الحضارات المتقدمة المتفوقة أثرت على البشر الأوائل حيث  يقترح أن قرص سابو كان نسخة حجرية مصرية لمكون داخلي من محرك عالي الكفاءة والقوة لمركبة من خارج الأرض ، أو ببساطة نموذج حجري لصحن طائر ، وشبه آخرون القرص بالشفرات ذات الحواف الخفيفة التي جرى تطويرها في السبعينيات من قبل مهندسي صواريخ لوكهيد وهناك بالفعل الكثير من أوجه التشابه.


هل كان آلة حياكة ؟

ومع ذلك اقترح البعض دوراً أبسط بكثير للقرص ، حيث يذكرون بأن الفصوص الثلاثة كانت تستخدم لتثبيت خيوط من الحرير أو الحبال: عندما يتم غزل القرص ، فإنه ينسج الخيوط الثلاثة في واحد ، مما يخلق حبالًا أكثر سمكاً وخيوطاً ، وغالباً ما يتم رفض هذه النظرية باعتبارها ببساطة شديدة الوضوح: لن يذهب المصريون إلى مثل هذه الحدود القصوى لإنشاء القرص لمجرد نسج الألياف عندما كانت الطرق الأخرى متاحة في وقت مبكر جدًا.


أكان قطعة من آلية مصنع ؟

وهناك نظريات أخرى ، بعضها أكثر تطرفاً من الأخرى، ويقترح أحد المؤلفين الفرنسيين أن قرص سابو هو مجرد واحد من العديد من الأقراص التي كانت جزءاً لا يتجزأ من "المصنع" المبكر وتشرح هذه النظرية المعقدة كيف صنع المصريون القدماء كربونات الصوديوم داخل الأهرامات باستخدام أنظمة وتقنيات متقدمة.


كما يمكن أن نرى ، فإن الكثير من المقترحات تميل ببساطة إلى عوالم المستحيل، ويبدو أنها تستند إلى تحقيق لرغبات فكرية أكثر من كونها تستند إلى علم الآثار ،فمن المستحيل إثبات أنها أجزاء من محركات قديمة أو من أدوات صناعة أو عجلات القيادة وغيرها من الاقتراحات الغريبة.


إقرأ أيضاً ...

- هل جسم بوب وايت دليل على تكنولوجيا المخلوقات الفضائية ؟

- جمجمة ستارتشايلد : جنس أرضي أم هجين خارجي ؟

- الفيمانا : رد على نظرية الفضائيين القدامى 

- أبرز نظريات المؤامرة في المخلوقات الخارجية 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ