11 يوليو 2022

Textual description of firstImageUrl

مقاعد الموتى في أراجون

إعداد : كمال غزال
تعتبر قلعة أراجون في إيشيا - إيطاليا فريدة من نوعها بالفعل ، حيث تقف على جزيرة بركانية صغيرة متصلة بجزيرة إيشيا الرئيسية فقط عن طريق جسر. لكن لإحدى الغرف الباطنية في القلعة تاريخ يستحق أن يصنع منه فيلم رعب.

يعود أصل الجزيرة إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، لكن القلعة التي نراها اليوم شُيدت بدءاً من عام 1441 من قبل الملك ألفونسو الخامس ملك أراغون ، الذي بنى أيضاً الجسر بين جزيرة الصخرة الصغيرة إلى إيشيا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر ، وعاشت هناك ما يقرب من 2000 عائلة لأنها كانت المكان الوحيد المحمي ضد القراصنة ، علاوة على ذلك شهدت القلعة العديد من الملاك والغايات المختلفة على مر العصور.


وفي القرن السابع عشر أصبحت ديراً لمجتمع خاص من الراهبات الكاثوليك يُطلق عليهن اسم "فقراء كلير" ، وشهدت مقبرة الدير تحت الأرض تقليد شنيع ،  فعندما كانت تموت راهبة كانت جثتها تُؤخذ إلى سرداب تحت الأرض بدون نوافذ ومنحوت من الحجر الجيري ثم يوضع جسدها الهامد في وضعية الجلوس على أحد المقاعد الحجرية وكانت تترك هناك ، كانت الجثث تتحلل ببطء وخلال ذلك يتم جمع سوائل التحلل في عية خاصة موضوعة أسفل ثقوب المقاعد ، وفي كل يوم كانت الراهبات اللاتي ما زلن على قيد الحياة يزرن مقاعد الموت من أجل الصلاة والتأمل في مسألة الموت والحياة الأرضية الفانية ، وكن يقضين عدة ساعات في مثل هذا المكان غير الصحي ، وغالباً ما يصبن بأمراض خطيرة والتي كانت مميتة في بعض الحالات.


وبعد مضي عام أو عامين تتحول الجثث إلى أكوام من العظام فتقوم راهبات كلير أو أحد أفراد عائلة الراهبة المتوفاة بجمع وتنظيف العظام التي كان يُعتبر بياضها رمزاً للنقاء وفي نهاية المطاف يجري تخزين العظام في صندوق عظام أو صندوق الموتى الذي يكون المثوى الأخير للموتى وهو يرمز لتطهير الروح ورقودها بسلام كما يعفي المعزين من واجبهم في الحداد ،  في الواقع كثيراً ما كان يوضع "صندوق الموتى" أمام الملأ وفي مكان عام من الكنيسة أو على الأقل يكون مرئياً من خلال نافذة حديدية من شبكة من القضبان ليكون بمثابة تذكير بالأرواح في السماء. 


بالنسبة لبعض الثقافات كهذه ، يعتبر الموت بداية عملية تطهير تبدأ بالتحلل وتنتهي بهيكل عظمي ، ويعتقد هؤلاء الأشخاص أنه عندما يلفظ أحد الأحباء أنفاسه الأخيرة تكون هذه بداية رحلة إلى أرض الأجداد ، ويجب أن تتحلل الجثة تماماً قبل أن تُعتبر الروح مطهرة فيمكنها الصعود إلى الحياة الآخرة.


ولم تظهر مقاعد الموت السيئة السمعة في القلعة حتى القرن السادس عشر أي بين عامي 1575 و 1810 عندما غادر الجزيرة آخر 16 راهبة ، كانت قلعة أراغون موطناً لمجتمع من الراهبات المنتمين إلى جماعة القديسة كلير (المعروفة أيضاً باسم فقراء كلير) وكن يمارسن طريقة دفن غير عادية إلى حد ما في الدير.


وقد تعرضت قلعة أراغون للقصف خلال الحروب النابليونية وسرعان ما أصبحت مهجورة وذلك قبل أن تصبح سجناً لفترة وجيزة حتى عام 1860.


وحتى يومنا هذا ما زال بإمكانك زيارة المقاعد الحجرية لمقبرة دير فقراء كلير عندما تنزل في المحطة رقم 6 لدى استكشافك لقلعة أراجون.


إقرأ أيضاً ...

- زومبي شعب تاروجا 

- لماذا زرع قدامى الصينيين أشجار البلوط في مقابرهم ؟

- جثامين لا تتحلل رغم مرور السنين : بحث في الأسباب

- شبح راهبة يصلي في باليرمو 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ