24 مارس 2022

Textual description of firstImageUrl

القصة الحقيقية لأشهر معالجة روحانية في مصر

إعداد : فتحى محمود
توفيت الآنسة صفصف محمد حسن، أشهر معالجة روحية فى مصر والوطن العربى فى منتصف التسعينيات، لكنها لازالت تثير الجدل حتى الآن وخاصة ممن سمعوا عنها ولم يستوعبوا ما كانت تفعله، وحاول البعض استخدام اسمها فى عمل فيديوهات والحصول على مشاهدات كثيرة، ومنها إحدى الفتيات التى أعدت فيديو عن صفصف قالت فيها أنها كانت متزوجة من أحد ملوك الجن وكانت تقوم بطقوس غريبة، بينما ذكر أحد المشايخ غير المعروفين فى فيديو آخر أن صفصف كانت تعيش فى عزلة مع الجن ولا تظهر ورفضت إجراء أى حوارات صحفية ولم يتمكن أحد من تصويرها.

ونحن نرد عمليا هنا على هذا الفيديو بنشر صورة للآنسة صفصف من تصوير كبير مصورى (الأهرام) فى التسعينات الفنان محمد لطفى بمنزلها.

كما قال هذا الشيخ فى الفيديو أن صفصف كانت تمنع المرضى من ذكر الله تلبية لطلب الجن ، والحقيقة عكس ذلك تماما فجلسات العلاج التي كانت تجرى فى منزلها كانت تبدأ بسم الله وآيات القرآن، وفى الخطابات التى كانت ترسلها للمرضى الذين تعالجهم عن بعد كانت تبدأ بعبارة (بسم الله الشافى)، وكانت تذكرهم دائما بأن الشفاء من عند الله سبحانه وتعالى.

سمعت عن صفصف لأول مرة من الدكتور على عبد الجليل راضى رئيس جمعية الأهرام الروحية عندما بدأت التردد على جلسات الجمعية التى كانت تعقد فى منزله بمنطقة روكسى فى مصر الجديدة، ثم حكى لى زميل صحفى بجريدة المساء فى أوائل الثمانينات أن والده كان يعاني من مشكلة صحية كبيرة بسبب البواسير ويخشى من تداعيات العملية الجراحية، فأرسل خطابا إلى صفصف بحالته فردت عليه بأن ينام فى حجرته وحيدا لعدة أيام على أن تكون حجرة النوم مظلمة ليلا، ولا يكون هناك كلاب فى المنزل، ونفذ فعلا ما طلبته وفوجئ بعد أيام عند استيقاظه من النوم بوجود دماء فى منزله، فذهب مسرعا إلى الطبيب الذى أخبره بدهشة شديدة بأنه أجريت له عملية بواسير بطريقة متقدمة لم يعرفها الأطباء بعد.

واستحوذت صفصف على اهتمامى وبدأت فى التعرف عليها وعلى عالمها المثير، وعرفت أن قصة صفصف بدأت فى الأربعينات من القرن الماضى وكانت وقتها شابة فى مقتبل العمر مقبلة على الحياة مثل أى فتاة، وفجأة أصيبت بمرض شديد لم يعرف الأطباء تشخيصه فى تلك الفترة، وزاد مرضها بعد وفاة والدها المستشار محمد بك حسن أول قاضي في المنصورة،  فاقترح عليها بعض الأقرباء الذهاب إلى أشهر معالج روحى فى تلك الفترة وهو أحمد فهمي أبو الخير مؤسس دار القاهرة للعلاج الروحي.

وبالفعل ذهبت إلى أبو الخير الذي تمكن من علاجها خلال بضعة أيام، لكنه اكتشف قدرتها على الوساطة الروحية فطلب منها المساعدة فى علاج الآخرين، ومن يومها بدأت فى علاج المقربين منها من الأهل والأصدقاء حتى انتشر أمرها فقررت فتح باب العلاج للجميع بأمر الله مجانا، وكانت تعمل فى البداية فى دائرة القاهرة للعلاج الروحى، ثم بدأت فى ممارسة العلاج بمنزلها بشبرا (111 شارع خلوصى) وهو عبارة عن فيلا من ثلاثة طوابق أطلقت عليها اسم دار العلاج الروحي عاشت فيها مع شقيقتها الوحيدة فاطمة، وكانت تمارس علاج المرضى بطريقتين، الأولى هى استقبال المرضى لديها فى جلسة علاج جماعى وفردى مساء كل يوم اثنين من كل أسبوع وتستمر حتى فجر الثلاثاء نظرا للازدحام الشديد من طالبي العلاج، والثانية العلاج عن بعد حيث يرسل لها المريض خطابا بالبريد بمرضه مرفق به مظروف فارغ عليه عنوانه بالتفصيل، فترسل له خطاب صيغته موحدة به التعليمات داخل هذا المظروف، والتي يلتزم بها لتتمكن من علاجه عن بعد، ويقول هذا الخطاب: بسم الله الشافى ، السيد فلان الفلانى، وصلنا خطابك ونرجو بمجرد استلام هذا أن تواظب على النوم فى الظلام التام كل ليلة حتى يتم لك الشفاء بإذن الله، مع بقاء مواعيد ونظام وطريقة النوم أنت ومن معك كما هى بدون تغيير.

وتقول صفصف عن طريقة العلاج عن بعد اننا لا نطلب من المريض سوى أن يفوض أمره لله وينام فى الظلام ونسأل الله له الشفاء، فأحيانا تستجيب بعض الحالات، وأحيانا تفشل بعض الحالات، فالشفاء أمره عند الله، وذلك أيضا ما نتبعه مع الحالات التي تأتي إلى المنزل ولكن أهم شرط فى العلاج هو الالتزام بالوجود فى الظلام التام عند توجه المريض إلى النوم فى مكانه المعتاد، لأن الظلام هو الشرط الأساسي لاتصال الأرواح.

 واتخذت صفصف من يوم الاثنين يوما محددا لعقد جلسات العلاج الروحي فى منزلها أسوة بالأستاذ أحمد فهمى أبو الخير المعالج الروحي فى الأربعينات، والذي كان يتخذ الاثنين والجمعة من كل أسبوع جلستين للعلاج، ولذلك تتخذ الاثنين موعدًا لجلسة العلاج بمنزلها اعتقادًا منها بقوة الأرواح فى هذا اليوم، وتحول الأمر إلى عادة بعد ذلك.

وكانت صفصف تعيش حياتها بشكل طبيعى طوال الأسبوع، ولكن فى يوم الاثنين تحديدا تكثر من قراءة القرآن ولا تسرف فى تناول الطعام فهى لا تأكل سوى وجبة خفيفة فى منتصف نهار الاثنين تتكون من الزبادى والعيش الجاف وابتعد قدر الإمكان عن أية أطعمة تسبب الكثير من الفضلات.

وحول طريقة تعاملها مع المريض خلال الجلسة توضح صفصف: أن الروح المرشدة تكون معى أثناء كشفي على الحالات، وأنا أستطيع أن أحدد المرض قبل أن أسال المريض، ولكنى أفضل أن أسأله حتى لا يفاجأ ثم ألمسه بيدي لطرد الروح الشريرة المسببة لمرضه عند حالات المس الشيطانى، أو لدفع الألم من أعلى الرأس إلى الخارج بعد الدعاء لله بشفاء العضو أو الموقع المصاب بالآلام.

وتضيف أنا لا أرفض علاج أية حالة، وعالجنا بأمر الله مرضى الكبد، والسكر، القلب، العقم، الروماتيزم، والكلى بحصواتها، وغيرها، وبعض هذه الحالات نجح وبعضها فشل والأمر عند الله.

وحول مصدر دخلها وهى ترفض تلقى أى أجر أو هدايا من المرضى، تقول صفصف أنا وشقيقتى نمتلك المنزل الذي نعيش فيه ومنزلا أخر وبعض قطع من الأراضى ولنا معاش والدنا .. وهذا يكفى بأمر الله.


وكان يساعد صفصف فى جلسات العلاج الروحي اثنان من المعالجين الروحيين هما عبدالرءوف عبدالحمید الذي كان يمارس العلاج الروحى منذ عام 1977 فى جمعية الأهرام للعلاج الروحي وعمل إلى جوار صفصف أكثر من سبع سنوات وهو متخصص فى علاج المرضى بالنظر فوساطته الروحیة تتركز فى نظرات عينيه، والثانى عبدالوهاب داود وهو ممارس قديم أيضا، ويوضح أنه يشترط لنجاح العلاج أن یكون المریض مؤمنا بهذا النوع من العلاج ویتبع الإرشادات التى یستقبلها من وسیطه المعالج.

وتعد الآنسة صفصف محمد حسن أشهر معالجة روحية فى مصر على وجه الإطلاق، وتلقى العلاج على يديها عدد كبير من الشخصيات المعروفة والأطباء والفنانين وأشار إليها الفنان الكبير يوسف وهبى فى مذكراته لأنها عالجته مرتين، واعتبرتها جمعية بريطانيا العظمى الروحية بلندن ( أقدم جمعية روحية فى العالم) من أهم المعالجين الروحيين على وجه الاطلاق، وتحدث عنها أقطاب الروحية الحديثة بالقاهرة مثل الدكتور رؤوف عبيد والدكتور على عبد الجليل راضى وأحمد فهمى أبو الخير فى مؤلفاتهم.

وقد خصصت فصلا كاملا فى كتابى "مشاهداتى فى عالم تحضير الأرواح"  الصادر حديثا، عن صفصف وتفاصيل حياتها الروحية والدنيوية وشهادات الأطباء والمرضى الذين عالجتهم، وموقف معاصريها من كبار علماء الأزهر ومنهم الشيخ محمد الغزالى .


إقرأ أيضاً ...

- الراعي اليوناني ويده الشافية

- الإستشفاء بين تأثير الأرواح وقوة الإيحاء 

- الجراحة الروحانية 

- قوة الصلاة الشافية 


1 تعليقات:

احمد يقول...

جت مرة فى التليفزيون المصرى وكان كلامها قليل جدا

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ