 |
| إعداد : كمال غزال |
في عمق الذاكرة الإنسانية، وبين طيات الموروث الشعبي، يبرز مصطلح "ما وراء الطبيعة" كنافذة تُطلّ على عوالم غامضة تتجاوز الإدراك الحسي والمنطق العلمي. قد يراه البعض مرادفًا للخرافة، وقد يعتبره آخرون دليلًا على وجود بُعدٍ خفيّ من الكون لم تُفك شيفرته بعد.
لكن بين هذا وذاك، يبقى السؤال قائماً: ماذا نقصد فعلاً بـ ما وراء الطبيعة ؟ وما الذي يجعل هذا المفهوم يحظى باهتمام واسع في مختلف الثقافات ؟
ما هو مفهوم "ما وراء الطبيعة" ؟
يشير مصطلح ما وراء الطبيعة إلى الظواهر التي لا يمكن تفسيرها بالعلم أو القوانين الفيزيائية المعروفة، مثل رؤية الأشباح، والتواصل مع الأرواح، والتحريك العقلي للأشياء، والاختفاء الغامض، وغيرها من الظواهر الخارقة.
وهو يختلف عن "الميتافيزيقا" التي تتناول المفاهيم الفلسفية المجردة، في حين يركّز "ما وراء الطبيعة" على التجارب التي يُزعم أنها حدثت فعلياً أو سُجّلت ضمن سياقات ثقافية.
وهو يختلف عن "الميتافيزيقا" التي تتناول المفاهيم الفلسفية المجردة، في حين يركّز "ما وراء الطبيعة" على التجارب التي يُزعم أنها حدثت فعلياً أو سُجّلت ضمن سياقات ثقافية.
جذور المفهوم في الثقافة العربية
في التراث العربي، لطالما ارتبطت فكرة ما وراء الطبيعة بالجن، والسحر، والرؤى، والكائنات غير المرئية. نقرأ عنها في القصص الشعبية، والمعتقدات القبلية، وحتى في بعض المرويات الدينية والتفاسير الصوفية.
وقد ساهمت هذه الخلفية في تشكيل نظرة فريدة للظواهر الغريبة، تختلف عن النظرة الغربية التي كثيراً ما تضعها تحت مصطلحات مثل "Paranormal" أو "Supernatural".
الظواهر الخارقة بين العلم والخيال
العلم لا يعترف حتى اليوم بأغلب الظواهر المصنفة ضمن "ما وراء الطبيعة"، ويُرجعها إلى أسباب نفسية أو بيئية، مثل: الهلوسات البصرية والسمعية نتيجة الضغط النفسي أو اضطرابات النوم أو بما يعرف بـ الجاثوم (الروبصة)، أو الباريدوليا وهو ميل العقل لرؤية أنماط أو وجوه في الأشياء العشوائية أو الارتباط الثقافي حيث تزرع الأساطير في العقل اللاواعي توقعات بتجارب خارقة.
لكن هناك فرعاً يُعرف بـ الباراسيكولوجي، يدرس هذه الظواهر من منظور علمي شبه تجريبي، رغم الجدل الكبير حوله، حتى أن هناك تشعباً جديداً في علم النفس يطلق عليه اسم علم نفس الغرائب .
"ما وراء الطبيعة" في الثقافة الشعبية
لقد كان للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق فضل في إحياء المصطلح في سلسلة رواياته الشهيرة "ما وراء الطبيعة"، التي جسدت بأسلوب أدبي ساخر ومثير مغامرات الطبيب رفعت إسماعيل في مواجهة كائنات وأساطير خارقة ، لاحقاً، تحوّلت هذه السلسلة إلى مسلسل ناجح على منصة "Netflix"، مما ساعد في إعادة المصطلح إلى الواجهة وزاد من الاهتمام العربي والعالمي به.
لكن والحق يقال ، ما وراء الطبيعة اعمق من مجرد روايات خيالية أو مسلسلات خيال ، فهو مشروع بحثي يحاول الموازنة بين العلوم والمعتقدات.
لكن والحق يقال ، ما وراء الطبيعة اعمق من مجرد روايات خيالية أو مسلسلات خيال ، فهو مشروع بحثي يحاول الموازنة بين العلوم والمعتقدات.
ومن الجدير بالذكر أن موقع ما وراء الطبيعة PARANORMAL ARABIA يرمز لها اختاصاراًبارابيا PARABIA r قد خصص سلسلة من المقالات حول دور العقل في الماورائيات وهو تفسير عقلاني ومنظور علمي للظواهر الماورائية.
كما يتلقى الموقع باستمرار تجارب واقعية وهي قصص أناس مروا بظواهر غامضة، وقد تكون معغاناة مستمرة مع تدخل "الكيانات الخفية" في حيانهم. وقد اجرى الموقع تحقيقات عدة كذلك وحلل تجارب من الناحية الماورائية والنفسية.
كما يتلقى الموقع باستمرار تجارب واقعية وهي قصص أناس مروا بظواهر غامضة، وقد تكون معغاناة مستمرة مع تدخل "الكيانات الخفية" في حيانهم. وقد اجرى الموقع تحقيقات عدة كذلك وحلل تجارب من الناحية الماورائية والنفسية.
أسئلة شائعة حول عالم ما وراء الطبيعة
ما معنى "ما وراء الطبيعة" ؟
هو مصطلح يشير إلى الظواهر غير المفسَّرة علمياً، مثل الأشباح، وتحريك الأشياء بالطاقة الذهنية، والتواصل مع الأرواح.
هل توجد أدلة علمية على هذه الظواهر ؟
لا توجد أدلة قاطعة، لكن هناك حالات موثقة، ودراسات تحت مظلة علم الباراسيكولوجي.
الفرق بين "ما وراء الطبيعة" و"الخرافات"
رغم التقاطع بين المصطلحين، إلا أن هناك فرقاً مهماً:
ما وراء الطبيعة يرتكز على تجارب يُزعم وقوعها، ويتناول ظواهر غير مفسّرة علمياً ، لكنه يحظى باهتمام علمي محدود مع الأسف ، أما الخرافات فهي حكايات متوارثة لا أساس لها غالباً وتهدف للترفيه أو للتحذير الاجتماعي وتعتبر جزءاً من الفولكلور.
هل هذه الظواهر مجرد خرافات ؟
بعضها نابع من الموروث الشعبي، لكن البعض الآخر يستند إلى شهادات وتجارب يصعب تجاهلها تماماً.
محاور موضوعات ماوراء الطبيعة
أمثلة عن قصص وأساطير عربية من عالم الماورائيات
1- النداهة – مصر
امرأة تظهر ليلاً على ضفاف النيل، تنادي ضحاياها بأصوات مغرية، ثم يختفون بلا أثر. إقرأ عن النداهة : أسطورة الإغواء القاتل من ريف مصر
2- عيشة قنديشة – المغرب
أسطورة لامرأة فاتنة الأرواح، تتجسد في هيئة بشرية لتغوي الرجال وتأخذهم إلى عالمها الغامض، إقرأ عن أسطورة عيشة قنديشة المرعبة.
3- قرية الجن في الإمارات
جزيرة الحمراء في رأس الخيمة، التي يُقال إنها هجرت بسبب أرواح غاضبة، وتحولت إلى مقصد لعشاق الظواهر الغريبة.
لماذا لا يزال "ما وراء الطبيعة" يثير فضولنا ؟
ربما لأن الإنسان بطبعه يرفض أن يكون العالم محدوداً بما نراه فقط. هناك جزء من عقولنا وقلوبنا لا يتوقف عن البحث عن "ما هو أبعد"، عن ذلك الخيط الرفيع بين الحقيقة والأسطورة، بين المادة والروح، بين الممكن والمستحيل.
فهل خضت أنت يوماً تجربة يصعب شرحها أو لا تملك تفسيراً عنها ؟ ، يمكنك مشاركتها معنا على موقع ما رواء الطبيعة PARANORMAL ARABIA من خلال الرابط شارك تجربتك.
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .