 |
| إعداد : إليسا سعيد |
في زوايا الإنترنت المظلمة، حيث تلتقي الحكايات الغريبة بالأساطير الحديثة، تقف لعبة المصعد كواحدة من أكثر الظواهر إثارة للجدل والغموض. هذه اللعبة، التي تعود أصولها إلى كوريا الجنوبية، انتشرت مع بداية ظهور المنتديات ومواقع التواصل، وصارت منذ ذلك الحين مادة دسمة لمحبي الرعب وعشاق الماورائيات.
بدايات غامضة بلا مصدر معروف
بحسب ما تم تداوله، ظهرت أولى الحكايات عنها في منشورات قديمة على مواقع مثل دايوم ونيفر بين عامي 2010 و2011.
لا أحد يعرف من ابتكرها، لكنها انتشرت بسرعة كطقس يدّعي قدرته على فتح بوابة سرية لعالم آخر، إذا ما تم تنفيذ خطواته بعناية مرعبة.
لا أحد يعرف من ابتكرها، لكنها انتشرت بسرعة كطقس يدّعي قدرته على فتح بوابة سرية لعالم آخر، إذا ما تم تنفيذ خطواته بعناية مرعبة.
كيفية اللعب
لعبة المصعد تتطلب الجرأة :
- يجب أن تكون وحدك في مبنى يحتوي على عشرة طوابق أو أكثر.
- تدخل المصعد، ثم تتنقل بين الطوابق بأن تضغط الأزرار بهذا الترتيب الدقيق مبتدءاً من زر الطابق الرابع ثم الثاني ...الخ ، بحسب ما يأتي :
4 > 2 > 6 > 2 > 10 > 5
- عند الوصول للطابق الخامس، ستدخل امرأة غريبة الأطوار. لا تنظر إلى عينيها، لا تكلمها، مهما شعرت بالخوف.
- إذا ضغطت زر الطابق الأول، ستعود بسلام. لكن إذا أردت الذهاب للعالم الآخر، اضغط الطابق العاشر… وهنا يبدأ الرعب الحقيقي إذ تتحدث شهادات اللاعبين عن عالم صامت كالموت لا تعمل فيه الأجهزة الإلكترونية ، إضاءة خافتة بلون أحمر غريب ، ظلال تتحرك من بعيد، تراقبك بصمت ، وأهم ما يُقال: إذا ارتكبت أي خطأ في خطوات العودة، قد تعلق هناك إلى الأبد.
خطوات العودة من العالم الآخر
إذا قررت استكشاف العالم الآخر وخرجت من المصعد في الطابق العاشر، فإليك الطريقة المزعومة للعودة:
- ادخل نفس المصعد الذي أوصلك إلى العالم الآخر.
- اضغط على الأزرار بالترتيب التالي: 4 > 2 > 6 > 2 > 10 > 5
- عند الوصول إلى الطابق الخامس، اضغط زر الطابق الأول.
- إذا بدأ المصعد بالصعود إلى الطابق العاشر بدلاً من النزول، يجب عليك الضغط على أي زر لطابق آخر ( مثل 6 أو 7 أو 8 ) قبل أن يصل المصعد إلى الطابق العاشر لإيقاف الصعود.
- بعد أن يبدأ المصعد بالنزول، اضغط على زر الطابق الأول مرة أخرى.
- عند الوصول إلى الطابق الأول، لا تخرج فوراً. تفقد محيطك بعناية. إذا لاحظت أي شيء غير طبيعي، ابقَ في المصعد وكرر الخطوات السابقة حتى تتأكد أنك عدت إلى عالمك الحقيقي.
القضية التي أعادت اللعبة للواجهة
في 2013، اهتز العالم بقضية إليسا لام، الفتاة الكندية التي عُثر على جثتها داخل خزان مياه على سطح فندق سيسل في لوس أنجلوس. انتشر فيديو لكاميرات المراقبة يظهرها تتصرف بغرابة في مصعد الفندق قبل اختفائها. فسّر كثيرون الأمر بأنها كانت تلعب لعبة المصعد، لكنها لم تنجُ ، هذه القصة جعلت اللعبة تعود بقوة إلى واجهة النقاش العالمي.
رغم أن التحقيقات الرسمية تقول إنها كانت تعاني من مشاكل نفسية ولم يكن هناك دليل ملموس يربط حالتها بأي ظواهر خارقة.
التفسير النفسي
يقول المشككون إن اللعبة تعتمد على تأثير نفسي شديد على اللاعبين، خاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات مثل البارانويا Paranoia أو اضطراب القلق ، وهنا لا يمكن إنكار دور التوقعات والرعب الذاتي اللذان يدفعان الشخص لرؤية أشياء غير حقيقية أو سماع أصوات لا وجود لها.
قصص وتجارب أخرى
انتشرت عبر منتديات مثل Reddit و4chan شهادات مرعبة من لاعبين حول العالم، وصفوا فيها رؤى مخيفة وأحاسيس غريبة خلال اللعبة، لكنها تبقى دون دليل مادي. البعض يقارنها بألعاب أخرى مثل Bloody Mary أو الويجا، التي تعتمد على الإيحاء والخوف الداخلي أكثر من كونها ظواهر خارقة حقيقية.
تأثير اللعبة على الثقافة الشعبية
أصبحت لعبة المصعد مصدر إلهام للكثير من الأفلام والروايات، وظهرت في مسلسلات الرعب مثل American Horror Story. كذلك ألهمت ألعاب الفيديو والمحتوى المرئي على يوتيوب، حيث يقضي الكثير من صناع المحتوى ليالٍ كاملة في محاولات تسجيل تجاربهم داخل المصاعد.
تنبيه هام لمحبي ألعاب الرعب والأساطير
رغم أن ألعاب مثل لعبة المصعد الكورية وماري الدموية Bloody Mary تبدو للبعض مجرد تسلية أو تحدٍّ لإثارة الفضول، إلا أننا ننبه بجدية إلى خطورتها النفسية والواقعية :
- هذه الألعاب تعتمد على الإيحاء الذاتي وتدفع العقل للدخول في حالة من التوتر والرعب، ما قد يزيد القلق والبارانويا خاصة لدى المراهقين.
- بعض المشاركين في مثل هذه التحديات وصفوا تعرضهم لنوبات هلع أو أعراض جسدية مثل تسارع نبضات القلب، صعوبة التنفس، وحتى الكوابيس المستمرة.
- من يعانون أصلاً من مشاكل نفسية (كاضطرابات القلق أو الوسواس القهري) هم الأكثر عرضة لتدهور حالتهم بعد تجربة كهذه.
في بعض الحالات، قد يؤدي الهوس بهذه الألعاب إلى انعزال اجتماعي أو الانجراف خلف أوهام خطيرة.
تذكّر دائماً: هذه الألعاب ليست أبواباً حقيقية لعوالم أخرى، لكنها قد تفتح باباً لمشاكل نفسية حقيقية في حياتك ، إذا كنت من محبي قصص الرعب والماورائيات، استمتع بها كحكايات وأساطير من دون أن تجعلها تتحكم بواقعك.
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .