إعداد: كمال غزال
في صباحٍ رطب من صيف عام 1938، هزَّ بلدة صغيرة في مقاطعة بولاكسي- كنتاكي خبر غريب لا يشبه أخبار القرى الوديعة ، قيل إن رجلاً يدعى كارل برويت عاد إلى منزله ليجد زوجته مع رجلٍ آخر، فاشتعل بداخله الغضب، وأقدم على خنقها بسلسلة معدنية، قبل أن ينتحر بنفس الليلة ، لكن القصة لم تتوقف عند جريمة شغلت سكان البلدة… بل بدأت عند القبر نفسه.
قبر لا يشبه أي قبر آخر
رفضت عائلة الزوجة أن يُدفن كارل إلى جوارها، فنُقل جثمانه إلى مقبرة أخرى في البلدة المجاورة ، وهناك لاحظ الزوار شيئاً لم يروه من قبل: دوائر صغيرة تتشكل على سطح شاهدة القبر، ثم بدأت هذه الدوائر تتصل ببعضها… حتى ظهر شكلٌ واضح لسلسلة معدنية.
لم يجد سكان القرية تفسيراً علمياً مقنعاً، وبدأت الهمسات: “إنها لعنة… سلسلة القتل تطارد من يقترب من قبره.”
الضحية الأولى… سلسلة تتكرر
كان الشاب جيمس كولينز أول من سخر من القبر ، رفع حجراً كبيراً وألقاه عليه أمام أصدقائه لكن أثناء عودته بالدراجة، انحرفت عجلة القيادة، وانفصلت السلسلة المعدنية والتفت على رقبته لتخنقه.
تحولت المزحة إلى مأساة ، الأم التي تحدّثت إلى الموت ، بعد وفاة ابنها، توجهت الأم إلى القبر محمّلة بالغضب والحزن، وانهالت بفأسها على الشاهدة
في اليوم التالي، وبينما كانت تنشر الغسيل، انقطع الحبل فجأة ولفّ نفسه حول عنقها…وماتت بالطريقة ذاتها.
تحولت المزحة إلى مأساة ، الأم التي تحدّثت إلى الموت ، بعد وفاة ابنها، توجهت الأم إلى القبر محمّلة بالغضب والحزن، وانهالت بفأسها على الشاهدة
في اليوم التالي، وبينما كانت تنشر الغسيل، انقطع الحبل فجأة ولفّ نفسه حول عنقها…وماتت بالطريقة ذاتها.
المزارع… والشرطـة… والكرة الضوئية
لم تمض فترة طويلة حتى مر مزارع على جواده، فأطلق النار على القبر بدافع المزاح… فسقط بعد دقائق حين اصطدم بحبل مشدود بين شجرتين والتف حول عنقه.
بعد ذلك، جاء شرطيان إلى المكان للاستهزاء بالروايات لكن ما إن غادرا بسيارتهما حتى بدأت كرة ضوئية غريبة تطارد مركبتهما، فأفقدت أحدهما السيطرة على المقود، لينتهي التصادم بسلسلة حديدية كانت تحد أرضاً مجاورة…
وتسببت في قطع رأس الشرطي ، بينما نجا الآخر بقفزة أخيرة من السيارة.
آخر من تحدى القبر
رجل يدعى آرثر لويس قرر إنهاء الخرافة، فتوجه إلى القبر حاملاً مطرقة.
بعد دقائق سُمع صراخه ، ركض الناس باتجاه المقبرة ليجدوه ممدداً عند البوابة… وقد اختنق بسلسلة حديدية تُستخدم لإغلاق المدخل ، كانت تلك النهاية… ونهاية المقبرة نفسها.
مقبرة بلا قبور… وقبر بلا زوار
خافت العائلات، وبدأوا بنقل موتاهم إلى مقابر أخرى ، وبحلول عام 1958 لم يبقَ هناك إلا قبر واحد مهجور… القبر الذي لم يجرؤ أحد على إزالته .
إلى اليوم، تقول الروايات المحلية إن المكان قد تُرك دون خرائط أو علامات كي ينسى الناس طريقه.
إلى اليوم، تقول الروايات المحلية إن المكان قد تُرك دون خرائط أو علامات كي ينسى الناس طريقه.
لكن ذاكرة الأسطورة لم تُمحَ.
هل اللعنة حقيقية ؟… أم أن الحجر خدَع الناس ؟
علمياً، ظاهرة ظهور أشكال على شواهد القبور تحدث بسبب:
- التآكل الكيميائي
- ترسبات المعادن
- الأكسدة
- نمو الفطريات الدقيقة التي تُشكل بقعاً دائرية
وتتطور هذه العلامات أحياناً لتبدو مثل سلاسل أو رموز، ما يفسر الشكل “المشؤوم” على قبر برويت.
أما الوفيات المتعاقبة، فهي:
- إما قصص شفهية تراكمت عبر عقود
- أو حالات مؤسفة رُبطت لاحقاً بالقبر بسبب التشابه العجيب في سبب الموت (الاختناق بالحبال والسلاسل)
ومع ذلك… تبقى قصة كارل برويت أحد أكثر الأمثلة إثارة على قدرة الخيال الشعبي على تضخيم الأحداث وتحويل التآكل الطبيعي في الرخام إلى لعنة تتغذى على الخوف.
لماذا تستمر هذه الأسطورة حتى اليوم ؟
لأنها تجمع كل عناصر القصص الماورائية:
- جريمة قتل غامضة
- قبر يحمل علامة غير مفهومة
- وفيات متسلسلة بطريقة “قدَرية”
- ضوء كروي غريب (Orbs)
- مقبرة اختفت من الخرائط
- قبر واحد بقي صامداً وسط الخراب
إنها القصة التي تُذكّر بأن الخوف ليس دائماً في الأشباح… بل في الصدف التي تبدو مقصودة.
نبذة عن الكاتب
كمال غزال باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 إن لم تٌعتبر أشملها، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية ، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول".
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .