في صيف عام 1980 وفي قرية جبلية معزولة قرب بلدة فاكييراس Vacqueyras بإقليم فوكلوز Vaucluse جنوب فرنسا، زعمت طالبة جامعية أنها عايشت تجربة غير عادية يُصنفها البعض ضمن نطاق “اللقاءات القريبة من النوع الثالث أو الرابع”.
القصة، التي دارت أحداثها في منطقة جبلية تُعرف بقرية المغارات على منحدرات جبل فينتو Ventoux، تضمنت تفاصيل عن تواصل تخاطري (تلباثي) مع كائنات غريبة، وتركها الشاهدة محملة برسالة نبوئية غامضة، ثم تعرضها بعد ذلك بعامين لاختفاء جسدي غامض لمدة ساعتين.
القصة
حسب رواية الشاهدة، كانت تجلس ليلاً بجوار نافذة غرفتها المفتوحة في منزل حجري قديم يطل على سماء الصيف. بينما كانت تحدق في نجم أركتوروس Arcturus، شعرت أن السماء تهبط نحوها، أو أنها ترتفع نحوها، وترافق هذا الشعور بدوار حاد ووميض ضوء قوي.
فجأة، سمعت صوتاً داخل رأسها يطمئنها: “ لا تخافي، نحن نتواصل معك تخاطرياً ”. وبعد تبادل قصير للتواصل العقلي، ظهرت لها كائنات طويلة القامة، بعيون ضخمة ووجوه شبيهة بالمناقير، اثنان منهم يرتديان ما يشبه التيجان المصرية الفرعونية.
قالوا إنهم من خارج النظام الشمسي، وأنهم على تواصل متزامن مع آخرين من البشر حول الأرض. كما أبلغوها بأن لديها رسالة يجب إيصالها بعد عامين.
عند انتهاء اللقاء، شعرت كما لو أنها تهبط ببطء من الحالة الغريبة التي عاشتها، وعادت لتجد نفسها جالسة أمام النافذة. بعد عامين، وبينما كانت في جزيرة سردينيا، اختفت جسدياً لمدة ساعتين دون أن تتذكر ما حدث، وهي ظاهرة تُعرف بين دارسي اليوفو بـ “الزمن المفقود”.
التوثيق والتحقيق
رغم أن القصة لم توثق من قبل أي جهة رسمية فرنسية مثل الشرطة المحلية أو مجموعة الدراسات والمعلومات حول الظواهر الجوية/الفضائية المجهولة GEPAN ، إلا أنها ظهرت في مصادر غير رسمية مهتمة بظواهر الأجسام الطائرة المجهولة:
- وردت القصة ضمن كتالوج دينيس برايس المعروف باسم مشروع بيكاسين “Project Bécassine”، والذي يجمع روايات لحالات تواصل مع كائنات غير بشرية.
- أشار الباحث بيرتراند ميهوست ، المختص في علم الاجتماع الثقافي وظواهر الباراسيكولوجيا، إلى القصة في أحد تحليلاته.
- ذُكرت الحادثة أيضاً في تجميعات ألبرت روسال Albert Rosales حول مواجهات الكائنات الغريبة.
ورغم تداولها في دوائر الباحثين في ظواهر الأجسام الطائرة المجهولة UFOs، لم يتم تأكيد الرواية عبر تحقيق علمي مستقل أو وجود شهود آخرين أو أدلة مادية.
التحليل النفسي والثقافي
تتشابه تفاصيل الحادثة بشكل لافت مع حالات أخرى من “الاختطاف الفضائي” أو “تجارب التواصل العقلي مع كائنات خارقة”. العلماء مثل سوزان كلانسي و ريتشارد مكنلي من جامعة هارفارد قد أشاروا إلى أن مثل هذه التجارب قد تكون مرتبطة بحالات شلل النوم المصحوبة بـ الهلوسة، أو بحالات وعي متغيرة، حيث يختلط الإدراك بالرموز الثقافية أو المعتقدات السابقة لدى الشخص.
كما أن الشكل الظاهري للكائنات - ذوات المناقير والتيجان الفرعونية - قد يُفسر كاستدعاء رمزي من اللاوعي، مستوحى من أساطير مثل الإله “تحوت” أو “حورس” ذوي رؤوس الطيور في مصر القديمة.
حادثة فوكلوز عام 1980 تظل واحدة من القصص الغامضة التي أثارت اهتمام باحثي الظواهر الخارقة، رغم عدم وجود توثيق رسمي أو أدلة مادية. تُمثل مثالًا غنياً على التداخل بين التجربة الذاتية والرمزية الثقافية، وتسلّط الضوء على أهمية التعامل النقدي مع هذه الحكايات بين الرغبة في التصديق والحاجة للبرهان العلمي.
سواء أكانت تجربة خارقة حقيقية، أم هلوسة غامضة، تبقى هذه القصة جزءاً من التراث الثقافي للظواهر الغريبة التي لا يزال العقل البشري يسعى لفهمها.
إقرأ أيضاً ...
- الملامح المشتركة لتجارب الإختطاف من قبل الكائنات الفضائية
- حادثة فالنسول - فرنسا - 1965
- اختطاف فضائي : كاثي ديفيس - الولايات المتحدة 1983
- اختطاف فضائي: الزوجان هيل - الولايات المتحدة 1961
- مواجهة الممرضة أنجيلا - اسكتلندا 1985
- مسؤول روسي يزعم إختطافه من قبل الكائنات الفضائية
- اختطاف من قبل الكائنات الفضائية : بين الحقيقة والخيال
- اختطاف فضائي : أنطونيو فيلاس - البرازيل 1957
- اختطاف فضائي : جيسي لونغ - الولايات المتحدة 1957
- اختطاف فضائي : باسكاجولا- الولايات المتحدة 1973
- اختطاف فضائي : ترافيس والتون - الولايات المتحدة 1975
- اختطاف فضائي : غونتر وولف - ألمانيا 1976
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .