22 يونيو 2025

الحيوانات في طقوس السحر والشعوذة

إعداد :  كمال غزال

في الثقافات الشعبية عبر التاريخ، لم تكن الحيوانات مجرد مخلوقات بيولوجية تعيش معنا على الأرض، بل كانت تُرى أحياناً على أنها وسائط بين العالم المرئي والعوالم الخفية.

وفي طقوس السحر والشعوذة تحديداً، احتلّت الحيوانات مكانة بارزة: قرابين تُقدَّم، دماء تُستخدم في كتابة العزائم، جلود تُحوّل إلى حُجُب، وأعضاء تُؤكل لأغراض سحرية مظلمة.

في هذا المقال، نستعرض الاستخدامات السحرية لأبرز الحيوانات التي ظهرت في التراث العربي وفي الفلكلور المرتبط بطقوس السحر، مع ذكر طرق استخدامها، الرمزية الروحية.

تحذير : رغم تنوع هذه الطقوس وغرابتها، فإن جميع الديانات السماوية، وعلى رأسها الإسلام، تحرّم استخدام الحيوانات لأغراض سحرية أو روحانية. فهي إما إهانة لمخلوقات الله أو وسيلة للتواصل مع كيانات محرّمة ومضلّة.

قال النبي ﷺ: "من تعلق تميمة فقد أشرك." (رواه أحمد)

واستخدام الدماء، الجلود، أو الأجزاء الحيوانية في التعاويذ عمل شيطاني، حتى لو كانت النية نبيلة. فالمعالجة الحقيقية لا تأتي من بوابة الخفاء، بل من باب العلم، الدعاء، والدواء المشروع.

هذا المقال للتوثيق الفلكلوري فقط. ولا نروّج لأي ممارسة شعوذية أو غير مشروعة،  إن كنت تعاني مشكلة روحية أو نفسية، فالطريق السليم يبدأ من المتخصصين والعلاج المشروع.

1- الديك الأسود: صوت يُزعج الجن ودم يُرضيهم
يُستخدم في السحر الأسود كقربان للجن السفلي. يُفضل الأسود لأنه يرمز إلى الليل، الغيب، والجن الظلامي ، يُذبح عند منتصف الليل في أماكن معزولة، ويُجمع دمه لرسم دوائر سحرية أو يُضاف إلى طلاسم مكتوبة على جلود أو أوراق. أحياناً يُلقى الرأس على مفترق طرق لاستدعاء الأرواح ،  يُقال أن صياحه يُنفر الجن، لذلك يُعتبر ذبحه انعكاساً لهذا الصوت، أي فتح باب الاتصال مع العوالم الأخرى ،  يُقال إن بعض مردة الجن لا يقبلون طقساً دون "قربان من طائر مظلم".

2- الثعلب: خفة المكر والدهاء في طقوس التمويه
يُستخدم في السحر المرتبط بالمكر، التمويه، التخفي عن العيون، والانفلات من العقوبة ، يُجفف جلده ليُستخدم كغلاف لحجاب يُعلّق على الساحر أو المرسل إليه ، تُستخدم أحياناً فروته لكتابة طلاسم مخفية في طياتها ، يُقال إن من يعلّق جلد ثعلب حول خصره يصير غير مرئي أو يُفلت من رادار العرافين ، في بعض المراجع الشعبية، يُعتقد أن جنّياً مراوغاً من النوع الهوائي يحضر عند حرق شعر الثعلب، ويُستخدم لأعمال الهروب أو التمويه.

3- القنفذ: الحارس الشائك
يُستخدم في السحر الدفاعي أحياناً، وفي السحر الهجومي المؤذي في حالات محددة ،  يُُؤخذ دمه ويُضاف إلى حبر العزائم، أو تُحرق قشرته لتضاف إلى بخور لطرد أحد ما أو لعنه ، يُقال إن القنفذ يرى الجن، ويُصدر صوتًا غريبًا عند اقترابهم، ولهذا يُعد حارسًا صامتاً في الظلام. وقد سبق أن تناولنا بشيء من التفصيل استخدام القنفذ في السحر.

4- القط الأسود: بين الخادم والوسيط
شائع في الشعوذة الشعبية ككائن يُسخَّر من الجن أو يُقدَّم كوسيط في جلسات التحضير ، يُرسم طيفه في دائرة التحضير، أو يُذبح في السحر الأسود (خصوصاً للقطط الصغيرة)، ويُستخرج من دمها سائل يُستخدم في “عقد المحبة” أو “الربط”،  يُقال إن بعض الجن يتلبسون القطط السوداء، وإن ظهورها المفاجئ علامة على حضور روح ،  ارتبط بالجن “العاشق”، وفي بعض الروايات يُقال إن القط الأسود يكون خادماً موقّتاً للتابعة.

5- الغراب: رسول الخراب
يُستخدم في الطقوس المرتبطة بالموت، الفراق، والهلاك ، ريشه يُستخدم في تعاويذ الخراب والتفريق بين الأحبة. وقد يُكتب بالحبر الممزوج بدمه عزائم تؤدي إلى “الخراب العاطفي” ،ويُقال إن الغراب يرى أرواح الموتى قبل دفنهم، وأن صوته نذير شؤم.

6- الماعز: القرين الكامن في الطقس الدموي
يُستخدم في طقوس استحضار الشياطين و"العقود" الكبرى، يُذبح في “ليلة القمر الجديد” أو “ليلة الكسوف”، ويُسال دمه على الأرض الطينية داخل دائرة طلاسم ،  يُعتقد أن الجن يفضلون “القرابين من الماعز الأسود”، خصوصاً الإناث، لإتمام الاتفاق ،في بعض كتب السحر يُذكر أن المارد السفلي "زينون" لا يُسترضى إلا بدم الماعز.

7- الخفاش: خادم الظلمة والصمت
يُستخدم في الطقوس الليلية الصامتة، كجزء من سحر الخرس أو التقييد ، يُجفف ويُطحن ليُخلط بمسحوق يُرش على عتبة باب الضحية ، يُقال إن أذنه تلتقط همسات الجن، وصراخه يُفتح بوابة للعالم السفلي ،  يُقال إن أحد خدام السحر "المتخصصين في الصمت" يُستحضر بدخان خفاش محروق.

8- الذئب الأسود: طارد الجن وخارق العقود
يُستخدم عكسياً  أي ليس لاستدعاء الجن بل لتخويفهم أو طردهم ،  يُستخدم شعره، أو يُرش رماده، أو يُحمل عظمه كسلاح ضد التلبّس ،  يُقال إن الجن يخشون الذئب، ولا يتلبس من رائحته عالقة به ، يُقال إنه "يكسر العقد" ويطرد التابع، وقد يُستخدم في “إبطال عقد مع الجن”. إقرأ عن أسطورة الجن الذي يخاف من الذئب.

9- الأفعى: طقس القوة والتحوّل
تُستخدم في طقوس التحول، الهيمنة، والسحر الملوكي ، يُستخدم جلدها في لفّ التعاويذ أو لكتابة الأحجبة التي تمنح “القوة والسيطرة” ، يُقال إن من يلبس حجاباً من جلد الأفعى يصير لسانه ساحراً وكلماته نافذة ،  تُربط الأفعى بالأرواح العلوية القوية أو “الجن الناري”، خصوصاً في طقوس الهيمنة والقيادة.

10- الضفدع: لعنة الماء والأرض
يُستخدم في سحر التسميم أو الإضعاف، يُجفف ويُطحن ويُخلط مع طعام الضحية. أحياناً يُستخدم جلده في طقس يرمز “للصمت والانكماش” ،  يُزعم إن الضفدع يجلب العقم والشلل الرمزي ، ويُقال إن بعض خدام “العقم” أو “الهمّ الثقيل” يحضرون عند حرق أجزاء من الضفدع.

11- الكلب الأسود: الحارس، والموكّل، والقرين السفلي
 يُستخدم في طقوس الحماية والربط المؤبد ، تُعلّق أسنانه كتميمة، أو يُمسح رماد عظمه على جبين شخص يراد ربطه أو تطويعه ، يُقال إن الكلب الأسود يُسخَّر كقرين سفلي دائم عند عقد ميثاق مع جن،  يُزعم أن خادم يُدعى أحياناً “شمخار” يتجسد في هيئة كلب، ويخدم في طقوس الإذعان والسيطرة.


12- لوح الكتف من الذبيحة: الورق العظمي في التعاويذ السفليّة
يُعتبر لوح الكتف وهو العظم العريض المسطح في الكتف، خصوصاً من الخراف أو البقر أحد أقدم “الألواح” التي استخدمها السحرة في كتابة أعمال الربط، التعطيل، أو استحضار الأرواح.

بعد ذبح الحيوان، يتم غلي لوح الكتف في الماء حتى تزول كل الأنسجة، ثم يُجفف ويُبرد وبعدها، يُكتب عليه بالحبر السحري الممزوج غالباً بـدم الحيوان، وتتضمن الكتابة أسماء ملوك الجن، طلاسم، وأوامر بالسحر أو التقييد أو التفريق.

في بعض الطقوس، يُوضع اللوح تحت ضوء القمر ليلة كاملة، أو يُدفن في مكان مهجور ليتم تفعيله ، يُقال إن العظم يحتفظ بطاقة الذبيحة وقرينها، لذا يكون موصلًا جيدًا لما يُكتب عليه. كما يُعتقد أن الكتابة على العظم تمنح “دواماً أطول” للعزيمة مقارنة بالورق أو القماش.

غالباً ما يُستخدم هذا الطقس لاستدعاء خدام الجن الترابي أو السفلي، خاصة أولئك المرتبطين بـ"العقود طويلة الأمد"، حيث يُقال إنهم يلتزمون بما يُكتب على العظم طالما لم يتحلل. وقد يُقدَّم اللوح ذاته كـ"وثيقة سحرية" في طقوس إبرام اتفاق بين الساحر والكيان المستحضر. إقرأ المزيد عن العهد بين الساحر والشيطان.

تحذير ديني وأخلاقي
رغم تنوع هذه الطقوس وغرابتها، فإن جميع الديانات السماوية، وعلى رأسها الإسلام، تحرّم استخدام الحيوانات لأغراض سحرية أو روحانية. فهي إما إهانة لمخلوقات الله أو وسيلة للتواصل مع كيانات محرّمة ومضلّة.

قال النبي ﷺ: "من تعلق تميمة فقد أشرك." (رواه أحمد)

واستخدام الدماء، الجلود، أو الأجزاء الحيوانية في التعاويذ عمل شيطاني، حتى لو كانت النية نبيلة. فالمعالجة الحقيقية لا تأتي من بوابة الخفاء، بل من باب العلم، الدعاء، والدواء المشروع.

هذا المقال للتوثيق الفلكلوري فقط. ولا نروّج لأي ممارسة شعوذية أو غير مشروعة. إن كنت تعاني مشكلة روحية أو نفسية، فالطريق السليم يبدأ من المتخصصين والعلاج المشروع.


تحذير : هذا المقال للتوثيق الفلكلوري فقط. ولا نروّج لأي ممارسة شعوذية أو غير مشروعة،  إن كنت تعاني مشكلة روحية أو نفسية، فالطريق السليم يبدأ من المتخصصين والعلاج المشروع.

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ