15 يونيو 2025

القنفذ : صلته بالجن واستخدامه في طقوس السحر

إعداد :  كمال غزال

ربما يبدو القنفذ مجرد كائن بري صغير، مسالم، يعيش في زوايا الحدائق والبراري، لكنه في العديد من الثقافات الشعبية، تحوّل إلى رمز غامض يرتبط بالسحر الأسود، والطقوس الشيطانية، وحتى أعمال الشعوذة. فما هي حقيقة هذه الأساطير؟ ولماذا ارتبط هذا الحيوان البري البسيط بعالم الغموض ؟




القنفذ في الموروث الشعبي

1- في المعتقدات العربية القديمة
في بعض القرى العربية، وخاصة في شمال إفريقيا والريف المغربي والتونسي، يُعتقد أن دم القنفذ يُستخدم في تحضير "حرز" يُربط على جسد الطفل لطرد العين أو الشيطان وتضاف قشرة القنفذ المحروقة إلى بعض الخلطات في "الطقوس الليلية"، كنوع من السحر الموجّه لإلحاق الأذى بخصم ما ، ويُقال في بعض المجتمعات الريفية أن القنفذ يرى الجن ويصدر صوتاً إذا مر أحدهم بقربه.

2- في المعتقدات الإفريقية
في طقوس الـفودو أو البوكر في غرب إفريقيا، يرمز القنفذ أحياناً إلى "حارس الأسرار"، حيث يُعتقد أن الأرواح تتجسد فيه أثناء جلسات تحضير الأرواح ، ويُسلخ القنفذ حياً أحياناً ، حسب بعض الممارسات الشيطانية ، لاستخدام جلده في "غلاف تعويذة" ليُدفن في المقابر أو قرب شجرة ميتة.

الاستخدامات السحرية المزعومة

1-  الدم واللسان والمعدة
تُستخدم أعضاء داخلية من القنفذ (كالمعدة أو الدم) في خلطات يُعتقد أنها تُستعمل في "سحر الربط الجنسي" أو "سحر الطاعة"، وغالباً ما تُعطى للضحية في طعام أو شراب.

2- أشواك القنفذ
يُعتقد أن أشواك القنفذ تُستعمل في كتابة تعاويذ على ورق أو على جلود الحيوانات، أو تُغرس في دمية شبيهة بالضحية كما في طقوس "الڤودو".



القنفذ في رمزية السحر الأسود

1 - لماذا القنفذ ؟
بسبب طبيعته الليلية وصعوبة رؤيته، ارتبط القنفذ بـ"الخفاء"، وهي صفة أساسية في العمل السحري ، وربط البعض مظهره غير المألوف وشوكه الدفاعي بقوى الشر أو الحماية الغامضة، تماماً كما استُخدم البوم والغراب.

2- في الأدب والمرويات
في بعض الحكايات الشعبية، يظهر القنفذ كـ"جني صغير" أو "خادم ساحر"، خاصة في القصص المروية للأطفال لتحذيرهم من الاقتراب من الغابة ليلاً.

شهادات وتجارب غريبة
- " في إحدى الليالي، وجدت قنفذاً أمام باب بيتي مع حلقة من شعر بشري، ظننت أن الأمر صدفة… لكن بعدها بأيام مرضت ابنتي دون سبب واضح." -  منشور في مجموعة فيسبوك للماورائيات، 2019

- " في صغري، كانت أمي تحذرني من أن القنفذ لا يُقتل، لأن الجن سيطارد من يقتله… ولم أجرؤ على لمسه طيلة حياتي." رواية شفوية من سيدة مغربية


ماذا يقول العلم ؟

لا أساس بيولوجي أو طبي
القنفذ لا يمتلك أي خصائص طبية معترف بها تجعل استخدامه مشروعًا في علاج أو سحر ، تعذيب القنافذ واستخدامها في طقوس مشبوهة هو سلوك مخالف للأخلاق والبيئة.

تحليل نفسي واجتماعي
غالباً ما يُسقِط الناس مخاوفهم على كائنات بريئة، فيُحمّلونها رموزاً شيطانية ، الحيوانات الليلية أو ذات المظهر الغريب كانت دائماً في مرمى الاتهامات الغيبية.

بين الوهم والحقيقة
رغم أن القنفذ لا يحمل في طبيعته سوى براءة الحيوان، فإن المخيلة الشعبية حولته إلى رمز سحري خطير. وتبقى هذه الأساطير جزءاً من إرثنا الثقافي، الذي يكشف كيف يحوّل الخوف والجهل كائناً بريئاً إلى "وسيط للعالم الآخر".


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ