 |
| إعداد : كمال غزال |
في أعماق الغابات الكثيفة والمنعزلة من جمهورية كومي، شمال روسيا، وقعت واحدة من أكثر الحوادث غرابة في تاريخ الاتحاد السوفييتي. إنها حادثة فاكسكا Vakska Incident التي ظلت لسنوات طي الكتمان، رغم أهميتها المحتملة في سياق البحث عن أدلة مادية على وجود كائنات فضائية.
تقع قرية فاكسكا وسط أراضي جمهورية كومي، وهي منطقة شاسعة يغلب عليها الطابع البري والغابات التي لم تطأها قدم الإنسان كثيراً.
في عام 1976، خلال فترة من التوتر السياسي والانغلاق الإعلامي في الاتحاد السوفييتي، وقعت الحادثة التي ستثير لاحقًا اهتمام بعض العسكريين والعلماء الروس المهتمين بالظواهر غير المفسرة.
الاكتشاف الغريب
بحسب التقارير التي خرجت لاحقاً في التسعينيات، كان عدد من عمال الغابات يباشرون قطع الأشجار في منطقة نائية من فاكسكا عندما عثروا على جسم معدني غريب مدفون جزئياً في التربة. كان الجسم أشبه بحطام أو جزء من آلة، لكن ما أذهل العمال هو بنيته:
المادة المعدنية كانت ذات لمعان غير عادي، تميل للزرقة تحت الشمس ، سطح الجسم لم يكن متآكلاً، رغم أنه كان مدفونًا تحت الطين لعقود مفترضة ، شكله لم يتطابق مع أي نوع من المركبات السوفييتية المعروفة.
قام المشرفون على العملية بإبلاغ الجهات المسؤولة، وعلى الفور تم نقل الجسم الغريب إلى منشأة سرية للتحليل، يُعتقد أنها في موسكو.
نتائج التحليل: معدن من خارج الأرض ؟
لاحقًا، ظهر تقرير داخلي - لم يُعلن رسمياً - ونُشر ملخص له في كتب مثل UFO Glasnost لمارينا بوبوفيتش (رائدة الفضاء الروسية) يفيد بما يلي:
- التحليل الكيميائي أظهر نسبة عالية من التيتانيوم والنيكل، لكن بمزيج غير معتاد.
- تم العثور على نظير معدني نادر غير شائع في الطبيعة الأرضية.
- البنية الداخلية للمعدن كانت متداخلة هندسياً بطريقة لا يمكن تقنياً تصنيعها بمعدات العصر السوفييتي.
بناءً على ذلك، أشار بعض الباحثين الروس في التسعينيات إلى احتمال أن يكون هذا الجسم جزءاً من مركبة فضائية غير أرضية أو من تجربة عسكرية فائقة السرية، رغم غياب أي أدلة على تجارب طيران معروفة في تلك المنطقة.
موقف السلطات السوفييتية
كحال معظم الأحداث المشابهة في الحقبة السوفييتية، لم يُسمح بنشر أي معلومات في الصحف أو القنوات الإعلامية. تم التعامل مع الموضوع على أنه "اكتشاف معدني غير مصرح بالإفصاح عنه"، وتم نقل الملف إلى الجهات العسكرية العليا. حتى أولئك الذين شاركوا في نقل الجسم تم إسكاتهم رسميًا ولم يُعرف مصيرهم الإعلامي بعد ذلك.
التغطية الإعلامية اللاحقة
بدأت بعض وسائل الإعلام الروسية المستقلة، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، في الحديث عن الحادثة، خاصة في برامج مثل: "المنطقة المحرّمة" Запретная зона، روسيا الغامضة Таинственная Россия
وتم التلميح في إحدى الحلقات إلى أن جمهورية كومي تُعتبر "نقطة ساخنة لنشاط غير أرضي" وأن الجسم الذي عُثر عليه عام 1976 قد لا يكون الوحيد من نوعه في تلك الغابات.
التفسيرات المحتملة
تجربة سوفييتية سرية
يشير بعض المحللين العسكريين إلى احتمال أن الجسم كان جزءًا من تجربة طيران أو مسبار سري، فشل وسقط دون إعلان رسمي.
مركبة غير أرضية
يميل اليوفولوجيون إلى تفسير الجسم بأنه جزء من مركبة فضائية تحطمت – أو أسقطت – منذ عقود، وتم اكتشافها صدفة.
وهم جماعي
بعض الباحثين المتشككين يرون أن الجسم مجرد حطام صناعي فُسّر بشكل مبالغ فيه نتيجة الأجواء الغامضة والميل لتضخيم الأمور في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
ما الذي يجعل فاكسكا مميزة ؟
على عكس قصص المشاهدات أو التخاطر أو "الإحساس بالكائنات"، حادثة فاكسكا تُعد واحدة من الحالات النادرة التي تتضمن "دليلاً مادياً"، حتى وإن لم يتم الكشف عنه للعلن. وهي تثير سؤالًا مفتوحاً:
كم عدد الأجسام الغريبة التي دُفنت في تربة الكوكب، ونحن نمر فوقها دون أن نعلم ؟
حادثة فاكسكا لم تنل الشهرة العالمية التي نالتها حوادث مثل روزويل أو فورونيج، لكنها تُعد في عيون الباحثين الروس من أقوى الحالات التي تشير إلى احتمال وجود تكنولوجيا غير بشرية داخل الأراضي الروسية.
إنها تذكير بأن الغابات ليست فقط مأوى للحيوانات البرية، بل ربما كانت - يوماً ما - مسرحاً لصراع في السماء لم نره بعد.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .