إعداد : كمال غزال |
ليست الحروب وحدها من تُخاض في سماء الدول المتوترة، ففي بعض الأحيان، قد تظهر خصوم غير مرئية، لا تنتمي لأي علم أو دولة. هذا ما رواه الجنرال التركي المتقاعد أردوغان كاراكوش، في واحدة من أغرب الشهادات التي أدلى بها طيار عسكري رفيع المستوى على الهواء مباشرة، حيث تحدّث عن لقاء مباشر مع أجسام طائرة مجهولة في سماء تركيا، يعود إلى مايو من عام 1983.
بداية الواقعة
في مهمة تدريبية اعتيادية، أقلعت أربع طائرات نفاثة تركية على متنها ثمانية طيارين من ذوي الخبرة، في طريقها من منطقة بالشمال الغربي نحو مدينة أضنة جنوب البلاد. خلال عبورهم فوق منطقة بالكيسير، لاحظ أحد الطيارين وجود جسم غريب في السماء، يرتفع بطريقة لا تشبه أسلوب أي طائرة معروفة.
الجنرال كاراكوش، الذي كان من بين الطيارين في تلك المهمة، قال إنه رأى هذه الأجسام الغريبة لأول مرة وهو يفكر أنها قد تكون طائرة مدنية تطلق إشارات استغاثة. فسارع بالاتصال ببرج المراقبة الجوي في باليكيسير، لكن الرد كان صادماً: لا توجد أي رحلة مجدولة في ذلك الوقت أو الموقع. ومع استمرار الظاهرة، بدا من الواضح أن ما يرافقهم في السماء لم يكن من صنع البشر.
مطاردة غير مفهومة
استمرت الأجسام الغريبة في مرافقة السرب لمدة قاربت الخمس عشرة دقيقة، خلال انتقالهم من باليكيسير باتجاه منطقة دنيزلي الواقعة قرب بحر إيجه. ويقول كاراكوش إن ما شاهده لا يمكن تفسيره بسهولة. فقد اقترب أحد الأجسام من الطائرة الثالثة، وحينها انطفأت أنوارها فجأة. ثم انتقل الجسم الغريب نحو الطائرة الثانية، لتتكرر الظاهرة نفسها. كلما اقترب الجسم من طائرة ما، انطفأت أنظمتها الضوئية بشكل مفاجئ.
وفي لحظة حاسمة، التفت كاراكوش إلى يساره ليشاهد شعاعاً أصفر اللون ينبعث في الهواء، ومن ثم ظهرت أمامه مجموعة من الأضواء المتراصة، بدا وكأنها تمثل شكل طائرة كاملة، ثم اختفت فجأة بحركة حادة أشبه بالمناورة السريعة، لم يرَ مثلها طوال خدمته الجوية.
تأكيدات أرضية
الواقعة لم تكن محصورة فقط في رواية الطيارين. ففي الليلة ذاتها، تم تسجيل أجسام طائرة مجهولة من قبل أبراج المراقبة الجوية في مطارات أنقرة، إسطنبول، وقونية. تلك المراقبة المتعددة، من نقاط جغرافية متباعدة، تؤكد أن ما شاهده السرب التركي لم يكن وهماً جماعياً أو خللاً بصرياً، بل شيئاً حقيقياً حدث بالفعل.
وبحسب كاراكوش، فقد أُبلغت السلطات المعنية في الجيش التركي بالحادثة، بل تم إخطار وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" رسمياً بما جرى، في خطوة نادرة تؤكد مدى جدية الواقعة في نظر السلطات آنذاك.
دلالات وتحليل
رواية الجنرال كاراكوش لا يمكن التعامل معها كقصة عابرة. فشهادته جاءت من رجل ذو رتبة رفيعة وسجل حافل في سلاح الجو، ولم يروِها في جلسة خاصة أو عبر تسريبات، بل أدلى بها في بث تلفزيوني مباشر عام 2010، وهو ما يضفي على القصة مصداقية إضافية.
تلك الأجسام الغريبة لم تصدر أي إشارات لاسلكية، ولم تُرصد على الرادارات بشكل طبيعي، لكنها أثّرت فعلياً على الطائرات وتسببت بعطل في أنظمتها الضوئية، كما قامت بمناورات لم يتمكن الطيارون من ملاحقتها. كل ذلك يضعنا أمام تساؤل جوهري: هل كانت هذه الأجسام نتاجاً لتكنولوجيا تفوق قدراتنا؟ أم أن مصدرها ليس من كوكبنا أصلاً؟
حادثة نادرة في سجل اليوفو التركي
تُعد هذه الحادثة واحدة من أكثر روايات اليوفو موثوقية في تاريخ تركيا، خاصة إذا وُضعت بجانب حادثة أخرى شهيرة وهي "يوفو كومبورغاز" التي تم تصويرها بالفيديو بين عامي 2007 و2009. لكن ما يميز حادثة كاراكوش هو العنصر العسكري وشهادة الطيارين المخضرمين، إضافة إلى الرصد المتزامن من ثلاث مطارات تركية كبرى.
إنها لحظة من التاريخ الجوي المجهول، حيث تحوّل سماء التدريب العسكري إلى مسرح لمطاردة من نوع آخر... مطاردة مع المجهول.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .