5 مايو 2025

Textual description of firstImageUrl

من ملفات اليوفو : بريطانيا (1974 - 1990)

إعداد :  كمال غزال

لطالما شغلت ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs) اهتمام البشرية، وبرزت بريطانيا كواحدة من أكثر الساحات التي تكررت فيها هذه المشاهدات، لتصبح مسرحاً لحوادث ما زالت تثير الجدل حتى اليوم. ومن بين عشرات البلاغات والقصص، برزت خمس حوادث شكّلت علامات فارقة، سواء من حيث حجم الاهتمام الإعلامي أو من حيث التحقيقات الرسمية التي طالتها.

في هذا المقال، نعرض هذه الحوادث ونحلل الفرضيات التفسيرية التي وُضعت لكل منها، مع تسليط الضوء على نتائج التحقيقات الرسمية وغير الرسمية.

1-  حادثة غابة رندلشام (1980)
تُعرف هذه الحادثة أيضاً بـ"روزويل البريطانية "، وقد وقعت أواخر ديسمبر 1980 في غابة رندلشام قرب قاعدتين أمريكيتين (وودبريدج وبنتووترز). أبلغ جنود أمريكيون عن رؤيتهم لأضواء غريبة وهبوط جسم معدني غريب بين الأشجار. حتى أن الرائد تشارلز هالت سجّل شريطًا صوتياً خلال بحثه في الموقع ووثق فيه مشاهدته لأضواء متحركة وقياسات إشعاعية غير مألوفة.

اعتبرت وزارة الدفاع البريطانية  أن الحادث لا يشكل تهديداً للأمن الوطني وبالتالي لم تجرِ تحقيقًا معمقًا. بالمقابل، رأى خبراء مستقلون أن المشاهدات يمكن تفسيرها بمزيج من مصادر الضوء الطبيعية وسوء التقدير البشري. ومع ذلك، لا يزال بعض العسكريين الذين شهدوا الواقعة مقتنعين بأنها كانت مواجهة مع شيء خارج عن المألوف.

و تراوحت فرضيات التفسير بحسب الخبراء إلى كونها :

- ظاهرة نيزكية أو فلكية (مرور شهاب أو بوليد).

- أضواء من منارة قريبة (Orford Ness) عُكست بشكل أربك الرؤية.

- تجربة عسكرية سرية أمريكية.

- تأثيرات نفسية أو هلوسات جماعية.


2- حادثة جبال بيروين (1974)
في ليلة 23 يناير 1974، شعر سكان شمال ويلز بهزة أرضية وشاهدوا أضواء غريبة في السماء. سرعان ما انتشرت شائعات عن تحطم جسم طائر مجهول في جبال بيروين. القوات العسكرية هرعت إلى الموقع لكن لم تجد شيئًا.

أكدت وزارة الدفاع البريطانية والهيئات الجيولوجية أن ما حدث كان نتيجة زلزال طبيعي، وأن الأضواء تعود إلى نيزك ساطع عبر السماء في التوقيت نفسه. لم يُعثر على أي حطام أو أدلة مادية تدعم فرضية تحطم جسم فضائي.

و تراوحت فرضيات التفسير بحسب الخبراء إلى كونها :

- زلزال طبيعي تزامن مع مرور شهاب ناري (بوليد).

- تجربة عسكرية سرية أو تحطم جسم غير مألوف.

- تفسير شعبي ومبالغة جماعية للأحداث.

3-  حادثة  كالفين  (1990)

واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل، إذ التقط شخصان صورة لجسم ضخم على شكل ماسي يحلق فوق منطقة جبلية في بيرثشاير بإسكتلندا، ويظهر في الصورة مقاتلة من نوع هارير تمر بجانبه. تم تسليم الصور إلى وزارة الدفاع، لكنها لم تُنشر للعامة إلا بعد ثلاثة عقود.

أغلقت وزارة الدفاع الملف دون إعطاء تفسير علني، لكنها أقرّت بأن الصور أصلية وغير مزيفة. بعض التحليلات المستقلة رجّحت أنها تُظهر اختباراً سرياً لطائرة، في حين لا يزال مؤمنو نظرية الكائنات الفضائية يعتبرونها أقوى الأدلة المصورة في بريطانيا.

و تراوحت فرضيات التفسير بحسب الخبراء إلى كونها :

- طائرة عسكرية سرية (ربما أمريكية).

- جسم طائر مجهول حقيقي.

- خدعة أو تلاعب بالصور.

4- مثلث فالكيرك (منذ التسعينيات)
منطقة مثلث فالكيرك، ولا سيما بلدة بونيبريدج في إسكتلندا، سجلت مئات البلاغات عن أضواء وأجسام غريبة في السماء خلال التسعينيات. وشكّلت هذه المنطقة بؤرة لجذب هواة الظواهر الخارقة والباحثين.


رغم كثرة الشهادات، لم تُسفر أي تحقيقات رسمية عن نتائج ملموسة، ولم تُجمع أدلة مادية (صور أو تسجيلات واضحة) تؤكد وجود نشاط غير مألوف. وزارة الدفاع لم تجد تهديدًا أمنياً، ما دفعها إلى تجاهل المطالب بتحقيق أعمق.

و تراوحت فرضيات التفسير بحسب الخبراء إلى كونها :

- أضواء صناعية (سيارات، أبراج إضاءة).

- ظواهر جوية أو مغناطيسية محلية.

- نشاطات عسكرية سرية أو طائرات غير معروفة.


5- حادثة براودهفن (1977)
في قرية براودهفن الويلزية، أبلغ 14 تلميذاً ومعلمهم عن رؤية جسم أصفر ضخم يشبه السيجار، زُعم أنه هبط خلف المدرسة، فيما تحدث آخرون عن رؤية مخلوقات فضية. وقدمت وسائل الإعلام القصة على أنها مواجهة مع زائرين من كوكب آخر.

لم تجد وزارة الدفاع أي دليل يدعم الفرضيات الفضائية، وخلصت تحقيقات سلاح الجو إلى أن الأمر ربما كان مجرد خدعة محلية، خاصة مع اعترافات لاحقة من بعض السكان. تبقى الحادثة مثالًا كلاسيكيًا على تأثير الإثارة الإعلامية.

و تراوحت فرضيات التفسير بحسب الخبراء إلى كونها :
- مزحة محلية (تم تأكيدها لاحقًا باعتراف بعض المشاركين).

- تفسيرات خاطئة لأضواء صناعية (من مصفاة النفط القريبة).

- هلع جماعي لدى الأطفال بفعل التأثير النفسي.

وفي الختام نقول أنه على مدى عقود، أظهرت بريطانيا اهتماماً رسمياً متفاوتاً بحوادث الأجسام الطائرة المجهولة: فبعضها أُغلق سريعاً باعتباره لا يشكل تهديداً أمنياً، وبعضها ما زال يثير فضول الباحثين بسبب غموضه أو وجود أدلة مصورة. تتراوح التفسيرات بين الطبيعية (شهب، أضواء صناعية)، والنفسية (هلع جماعي)، والعسكرية (تجارب سرية)، والفرضيات المثيرة عن اتصال بكائنات خارجية.

ورغم أن معظم التحقيقات لم تصل إلى إثبات قاطع لوجود زوار من عوالم أخرى، إلا أن هذه الحوادث ما زالت تذكّرنا بكمية المجهول الذي يحيط بنا… وبتعطشنا الأبدي لفهمه.

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ