 |
| إعداد : كمال غزال |
القصة
بحسب الأسطورة كانت ناك شابة جميلة تعيش على ضفاف قناة مائية تدعى (فرا خانونغ) وتحب زوجها ماك ، وبينما كانت ناك حاملاً التحق ماك في الجيش التايلاندي وجرى إرساله إلى الحرب حيث أصيب بجروح خطيرة ، وفي بعض الروايات كانت حروب كينغتانغ ، قضى ماك فترة رعاية طبية في وسط بانكوك قبل أن يتعافى ، وخلال فترة غيابه ماتت زوجته ناك وكذلك طفلهما أثناء عملية الولادة، لكن حين عاد ماك إلى المنزل وجد زوجته المحبوبة وطفله بانتظاره رغم أن الجيران كانوا يحذرونه من أنه يعيش مع أشباح لكنه كان يرفض دائماً ، وذات يوم وبينما كانت ناك تعد طعاماً يدعى (نام فريك) أسقطت قطعة ليمون من الشرفة وفي عجلة من أمرها لاستعادتها تمددت ذراعها لالتقاطها من الأرض في الأسفل ،حينها أدرك ماك أن زوجته كانت شبحاً ، و في تلك الليلة تسلل ماك من المنزل وهرب خارجاً.
وفقاً للفولكلور التايلاندي تخاف الأشباح من أوراق بلوميا اللزجة لذلك اختبأ ماك خلف شجيرة بلوميا ثم ركض إلى معبد وات ماهابوت الذي لا يمكن لشبح دخوله باعتباره أرض مقدسة ، وفي غمرة حزنها أرهبت ناك أهل فرا خانونغ ، كانت غاضبة منهم لأنهم تسببوا في ترك ماك لها ومع ذلك تمكن طارد أرواح خبير من أسر شبح ناك ثم حصرها في جرة فخارية ليلقيها في قناة فرا خانونغ.
هناك اختلافات حول بقية القصة وفي إحدى نسخها يقال أن زوجان عجوزان كانا جديدان على فرا خانونغ عثرا على الجرة خلال رحلة صيد سمك وفي نسخة أخرى يقال أنهما اثنان من صيادي السمك وقد جرفا الجرة ، وفي كلتا النسختين نحصل على نفس النتيجة ، إذ يتم تحرير ناك لدى فتح الجرة.
وفي نسخ بديلة من القصة يهزم سومدت فرا فوتشان وهو راهب جليل ناك من خلال حصر روحها في عظم جبهتها ثم يربطه في حزام حول خصره ، وتقول الأسطورة إن حزام الخصر ما زال في حوزة العائلة المالكة التايلاندية حالياً ، ويزعم الأمير أبهاكارا كيارتيفونجسي أمير شومفون أن رفات ناك لديه.
وفي رواية أخرى من القصة يؤكد الراهب لـ ناك بأنها ستلتقي مع زوجها الحبيب في الحياة الآخرة لهذا غادرت طواعية إلى الحياة الآخرة.
البحث عن حقيقة الأسطورة
يقول أنيك نويكامول وهو مؤرخ تايلاندي كان قد بحث في أصول القصة فوجد مقالاً في صحيفة سيام برافيت كتبه K.S.R. كولارب بتاريخ 10 مارس 1899 ، يزعم كولارب بأن قصة ماي ناك كانت مبنية على حياة أمدينغ ناك (السيدة ناك) وهي ابنة زعيم تامبون فرا خانونغ ويدعى خون سي ، حيث توفيت السيدة ناك أثناء حملها لكن ابنها كان قلقاً من أن يتزوج والده مرة أخرى ويتقاسم ميراثه مع زوجة أبيه فاخترع قصة الشبح ، إذ كان يرتدي ملابس نسائية ويرمي الحجارة على القوارب المارة ليجعل الناس يعتقدون بأنها شبح ناك، كما اقترح كولارب أن زوج ناك كان اسمه (شوم) وليس (ماك).
ضريح ماي ناك
يقع ضريح ماي ناك في وات ماهابوت وهو معبد كبير والضريح عبارة عن مبنى منخفض تظلله أشجار كبيرة ، وللضريح الرئيسي عدة مزارات صغيرة حوله ، ويشكل تمثال ماي ناك ورضيعها محور الضريح وغالباً ما يقدم المخلصون القرابين مصحوبة بطلب للمساعدة ، خصوصاً النساء الساعيات إلى تيسير الولادة أو إعفاء أزواجهن من التجنيد العسكري ، وعادة ما تكون القرابين عبارة عن قطع من القماش الملون ملفوفة حول جذع شجرة (بو). وتشمل القرابين أيضاً الفاكهة واللوتس وأعواد البخور ، ويتم عرض ألعاب لطفلها وصور الأشباح في الحرم الداخلي للضريح ومجموعة من الفساتين الجميلة خلف تمثالها.
ويتم أيضاً تقديم العروض في قناة فرا خانونج حيث يُأتى بالأسماك التي يتم شراؤها حية من الأسواق في دلاء إلى حافة القناة ليجري تحريرها، وتبيع الأكشاك في الضريح الألعاب والأسماك وبراعم اللوتس وعيدان البخور والأكاليل لمن يرغبون في تقديم القرابين.
شعبية مستمرة
تمتعت قصة ماي ناك بشعبية مستمرة لأن إخلاصها الدائم لزوجها يلهم الناس من جميع الأعمار ، وكشف الأمير دامرونج ابن الملك مونجكوت أنه عندما كان طفلاً ظل يسأل زوار الأضرحة عن الشخص الأكثر شعبية في رأيهم ،فأجاب معظم الناس بأنها كانت "ماي ناك" ، وكانت قصتها موضوعاً للعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ووسائل الإعلام.
إقرأ أيضاً ...
- كوشيساكي أونا : أسطورة الرعب اليابانية
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .