30 أغسطس 2025

جولة ماورائية في الصين

ماورائيات وأماكن مسكونة وطقوس وكائنات أسطورية من أثيوبيا
إعداد : كمال غزال
تُعد الصين واحدة من أكثر البلدان ثراء في الموروث الغرائبي والماورائي، حيث امتزجت الأساطير الشعبية بالديانات الكبرى كالطاوية والبوذية، لتنتج عالماً غنياً بالأرواح والكائنات العجيبة والطقوس الغامضة. 

ورغم ما شهدته من تحولات سياسية واجتماعية كبرى، لا تزال الصين تحتفظ بكنوز من الحكايات والمواقع التي تغذي الخيال وتستفز الأسئلة عن الماورائيات. من مهرجان الأشباح الذي يُقام في الشهر السابع القمري إلى طقوس الشامان في الأرياف، تبدو هذه البلاد كأنها كتاب مفتوح على عالمين: عالم الأحياء وعالم الأرواح.

الثورة الثقافية ومحاولة اقتلاع الماورائيات

في الفترة ما بين 1966 و1976، شنّ ماو تسي تونغ الثورة الثقافية التي استهدفت ما اعتبره "الخرافات الإقطاعية". جرى خلالها تدمير معابد وأضرحة، وحُظر على الناس ممارسة العرافة والفنغشوي وطقوس عبادة الأسلاف. أطلق النظام آنذاك شعارات مثل "الثقة بالعلم لا بالأشباح"، وحُوصرت الممارسات الشعبية باعتبارها رجعية. حتى أن السلطات وصفت المثقفين والمعارضين بـ"الوحوش والشياطين" كنوع من التشهير السياسي. ومع ذلك، لم تستطع الثورة الثقافية اجتثاث الإيمان العميق بالماورائيات، بل دفعت هذه المعتقدات إلى العمل في الخفاء. ومع انفتاح الصين في الثمانينيات، عادت هذه التقاليد إلى الواجهة، وعادت المعابد تُشيّد والطقوس تُمارس في العلن من جديد.


أساطير ومعتقدات 


الأشباح الجائعة

من أبرز التصورات الماورائية في الثقافة الصينية ما يُعرف بـ الأشباح الجائعة (Èguǐ 餓鬼). وهي أرواح لأشخاص ماتوا ميتة عنيفة، أو لم يُكرموا بالدفن اللائق، أو لم يتلقوا قرابين من ذويهم بعد موتهم. يُصور هذا الشبح بطناً منتفخاً ضخماً وفماً صغيراً لا يُشبع، رمزاً للجوع الأبدي. ويُعتقد أنه يتجول في الليل باحثاً عن طعام أو دخان البخور ليقتات عليه. ولهذا السبب يحتل مهرجان الأشباح الجائعة في الشهر السابع القمري مكانة بارزة، حيث تُقدَّم القرابين والطعام في الشوارع والمعابد كي تهدأ هذه الأرواح فلا تؤذي الأحياء


أسطورة بوديدارما

من أكثر الأساطير الصادمة في التراث الصيني قصة بوديدارما، مؤسس مدرسة "تشان" البوذية (التي تطورت لاحقاً إلى "زن" في اليابان). تروي الحكاية أنه بعد وفاته في القرن السادس الميلادي، دُفن بوديدارما وفق الطقوس المعتادة. لكن بعد فترة وجيزة، أعلن مسؤول حكومي أنه رآه في أعالي الجبال، يسير حافي القدمين، يحمل صندلاً واحداً بيده ونظراته مشبعة بغموض الحكمة.

أثار هذا الادعاء دهشة الأتباع، فقرروا فتح قبره للتأكد. وعندما نبشوه، وجدوه فارغًا تمامًا إلا من صندل واحد، بينما كان الصندل الآخر هو الذي شاهده الرجل في يد بوديدارما. تركت هذه القصة أثراً عميقاً في المخيلة الصينية، باعتبارها دليلًا على أن المعلم لم يمت حقًا، بل ارتحل إلى عالم آخر أو ارتقى إلى مرتبة تفوق حدود البشر.


التولبا Tulpa

يرتبط مفهوم التولبا بالأصل بالبوذية التبتية، لكنه وجد صدى في الفكر الصيني، خاصة في التصوف الطاوي والبوذي. الـ تولبا هو كائن عقلي أو "كيان متخيل" يُعتقد أن الإنسان يستطيع خلقه بقوة التفكير والتركيز التأملي. في الثقافة الروحية، يُنظر إلى التولبا بوصفه تجسيدًا للفكر القوي، قادرًا على الانفصال عن صاحبه والوجود شبه المستقل.

في الصين، ارتبطت هذه الفكرة بمفاهيم مثل "تجسّد النية" أو "قوة الذهن"، وظهرت قصص عن رهبان طاويين قادرين على إسقاط صور من وعيهم لتظهر للآخرين كأنها كيانات حقيقية. ولعل هذا المفهوم يلتقي مع قصص الغيانيات (أشباح الثعالب) والكيانات الفكرية التي تُخلق من كثافة المعتقد الشعبي، مما يجعل التولبا مثالاً على تداخل النفسي والماورائي في الموروث الصيني.

جبال وودانغ – هوبي

موطن الطاوية وفنون القتال الروحية، حيث المعابد التي يروى أن رهبانها بلغوا مراتب الخلود. معبد "الخمسة خلود" على إحدى القمم ما يزال يستقبل الزوار الذين يؤمنون أن أرواح رهبانه تحرس المكان وتستجيب للصلوات.


أماكن مسكونة وغامضة


قصر تشاوني 81

يقع قصر تشاوني 81 (Chaonei No.81) في قلب بكين، وقد اكتسب لقب “أشهر بيت مسكون في الصين” ، بُني القصر في بدايات القرن العشرين على الطراز الباروكي الأوروبي ليكون مقراً لأحد المسؤولين الكبار في زمن جمهورية الصين، ثم استُخدم لاحقاً كمقر لحزب الكومينتانغ قبل سيطرة الشيوعيين عام 1949.

تقول الأسطورة إن زوجة أحد الضباط انتحرت شنقاً في القصر بعد أن هجرها زوجها أثناء الحرب الأهلية، ومنذ ذلك الحين يزعم السكان أن روحها الهائمة ما تزال تطوف بأروقته. يروي الجيران والزوار أنهم شاهدوا امرأة بملابس بيضاء تظهر عند النوافذ، أو شعروا بهواء بارد يلف المكان حتى في أيام الصيف الحار. بل إن بعض العمال الذين حاولوا ترميم القصر في التسعينيات قيل إنهم هربوا مذعورين بعد أن رأوا أبواباً تُغلق وحدها وأصوات أنين غامضة.

ازدادت شهرة القصر بعد أن استخدم كموقع تصوير لفيلم رعب صيني عام 2014، مما جعله وجهة محببة لعشاق الظواهر الخارقة، رغم أنه مغلق رسمياً أمام العامة ويخضع لرقابة الدولة بسبب شهرته "المخيفة".

جيش التيراكوتا – شيان

ضريح الإمبراطور تشين شيهوانغ يحرسه جيش ضخم من الجنود الفخاريين. ارتبط الموقع بأساطير "لعنة" تصيب من يقترب من المقبرة، على غرار لعنات الفراعنة، ويُقال إن الجنود الفخاريين ليسوا سوى صورة لجيش حقيقي يخدم روح الإمبراطور في العالم الآخر.


المدينة المحرمة – بكين

على مدى قرون، شهد القصر الإمبراطوري مؤامرات واغتيالات ودماء كثيرة. تُروى اليوم قصص عن ظهور أشباح جوارٍ وحراس يتجولون في أروقته ليلاً، وعن سيدة بيضاء تهرول في الممرات يتبعها جندي شبح. ورغم نفي السلطات لهذه الروايات، تبقى المدينة المحرمة رمزاً لقصص الأشباح الصينية.




سور الصين العظيم

رغم كونه أعظم إنجاز هندسي في الصين، يُلقَّب السور أحيانًا بـ “أطول مقبرة في العالم”، إذ مات آلاف العمال أثناء بنائه ودُفنوا بين حجارته. وتقول الأساطير إن أرواحهم لم ترقد بسلام، بل ما تزال تحرسه ليلاً، فيسمع الزوار وقع خطوات وأنيناً غامضاً في الممرات المهجورة. ومن أشهر الحكايات قصة منغ جيانغ نو التي أبكت السور حتى انهار وكشف عن عظام زوجها المدفون فيه.

مدينة فونغدو للأشباح

في مقاطعة تشونغتشينغ وعلى ضفاف نهر يانغتسي، تقع مدينة فونغدو للأشباح (Fengdu Ghost City)، وهي من أكثر المواقع غرابة في الصين. نشأت أسطورة المدينة منذ أكثر من 2000 عام، حين لجأ راهبان طاويان – أحدهما يدعى "ين" والآخر "وانغ" – إلى جبل مينغ، وبتداخل اسميهما ظهر لفظ “ين وانغ” أي ملك الجحيم. ومن هنا ارتبط الجبل بعالم الأرواح والآخرة.

تحتوي المدينة على مجمع ضخم من المعابد والتماثيل والجسور التي تمثل رحلة الروح بعد الموت ، يمر الزائر عبر "الجسر الأخير" الذي يُقال إن الأرواح يجب أن تعبره ليُحكم عليها بالجنة أو الجحيم، ثم يصل إلى بوابة الجحيم (鬼門關)، حيث تقف تماثيل شياطين ضخمة ترمز إلى حراس العالم السفلي. وفي داخل المعابد تُعرض مشاهد مفصلة لمحاكم الأرواح عند ملك الجحيم (ياما)، وللتعذيب الذي يتعرض له المذنبون في العوالم السفلية.

اليوم أصبحت فونغدو مقصداً سياحياً، لكنها ما زالت تحافظ على رهبة غامضة، إذ يرى الزوار أنفسهم يسيرون بين لوحات وتماثيل تجسد كابوساً أسطورياً عن الآخرة، يربط الأسطورة بالدين الشعبي في مشهد فريد من نوعه.

المقابر المسكونة في الصين

لا تقتصر الحكايات على القصور والمعابد، فالمقابر الصينية بدورها تحمل سمعة ماورائية قوية. ومن أبرز الأمثلة:

مقبرة باباو شان في بكين Babaoshan

هي المقبرة الرسمية لرموز الحزب الشيوعي وكبار الشخصيات منذ خمسينيات القرن الماضي. ورغم مكانتها الرسمية، تنتشر روايات بين حراس الليل عن أصوات خطوات وهمية وظلال تتحرك بين الأضرحة، يُقال إنها لأرواح الجنود الذين لم يجدوا السلام.

مقبرة لوكانغ في فوجيان

مقبرة قديمة تعود لأسرة مينغ، يُحكى أن سكان القرى المجاورة كثيراً ما يرون أضواء غامضة تتوهج فوق القبور، أو يسمعون أصوات نحيب ليلية. وتُعزى هذه الظواهر إلى أشباح غير مكرمة لم تُقدم لها القرابين اللازمة.

المقابر الجماعية لضحايا الحرب اليابانية

خاصة في نانجينغ وشمال الصين، حيث ارتكبت القوات اليابانية مجازر مروعة خلال ثلاثينيات القرن الماضي. يقول بعض الزائرين إنهم يشعرون ببرودة غامرة وإحساس بالاختناق عند دخول تلك المواقع، وكأن الأرواح المقتولة لا تزال تصرخ طلباً للعدالة.

مقابر الأسلاف في القرى الجبلية

اعتاد الناس دفن موتاهم في سفوح الجبال، ويُقال إن بعض هذه المقابر مسكونة بأرواح غاضبة، خاصة إذا لم يلتزم الأبناء بتقديم القرابين في مواسم محددة مثل عيد تشينغمينغ (عيد تنظيف القبور).



كائنات خارقة وأسطورية


الأرواح (Guǐ 鬼)

الأشباح جزء أصيل من المخيلة الصينية، يظهرون إما كأرواح أسلاف حامية أو كأرواح جائعة منتقمة تبحث عن القرابين.

الثعلب ذو التسعة أذيال (Húlijīng)

كائن ماكر قادر على التحول إلى امرأة فاتنة، يوقع الرجال في شباكه. أحياناً يُصور كشيطانة مدمّرة وأحياناً كحبيبة مخلصة.

التنين الصيني (Lóng 龍)

يعد التنين رمز الحظ والقوة الإمبراطورية، كائن سماوي يجلب المطر والخصوبة، على عكس التنانين الغربية المخيفة.

وحوش الجحيم

كائنات بوذية مخيفة مثل "رأس الثور ووجه الحصان" تقود الأرواح إلى محكمة الموتى، وتجسد مشاهد العذاب في العالم السفلي.

كائنات الموريو

من أكثر الكائنات غرابة في الفولكلور الصيني ما يُعرف بـ الموريو (魍魎)، وهي مخلوقات غامضة وشريرة ترتبط بالموتى والمقابر. تُوصف بأنها كائنات تتغذى على جثث البشر، إذ تحفر القبور لتمزق أكفان الموتى وتلتهم أحشاءهم المتعفنة. ولم يتوقف أمرها عند ذلك، بل كانت الأساطير تقول إن الموريو يتعمدون مقاطعة مراسم الجنازات باستخدام السحر والتلاعب بعقول المشيعين حتى يتمكنوا من سرقة الجثث من التوابيت دون أن يلحظهم أحد.

بسبب هذه الأفعال الشنيعة، يُعد الموريو مكروهين ومصدر رعب لدى العامة. ولتجنب اعتداءاتهم، طوّر الصينيون القدماء وسائل وقائية خاصة: فقد كانوا يزرعون أشجار البلوط عند المقابر اعتقاداً بأن الموريو يخشونها ولا يجرؤون على الاقتراب منها، كما كانوا يزيّنون طرق المقابر بتماثيل حجرية على هيئة نمور لأن هذه الكائنات تهاب النمور أيضاً. كذلك جرت العادة أن يدخل أحد الخدم القبر قبل إنزال النعش، ليجس الأرض برمح طويل ويتأكد من خلوها من أي موريو مختبئ في باطن التربة.

هذه الممارسات تُظهر كيف أن المعتقدات الماورائية انعكست على طقوس الدفن الصينية، حيث امتزج الخوف من الكائنات الخارقة بالاحترام العميق للموتى، ليُنتج طقوسًا فريدة هدفها حماية الجسد والروح معاً.

الطاوية الحمراء واستدعاؤها

في الباطن الطاوي، تمثل الطاوية الحمراء جوهر الأنوثة المقدسة المتجسد في طاقة الحياة والخصب، حيث يُنظر إليها كتيار أحمر خفي يوازن بين اليانغ واليين ويمنح الروح صفاءً وتجددًا. يستحضرها الطاويون عبر طقوس باطنية تبدأ بالصوم والتنفس العميق وتنقية الجسد، ثم تركيز التأمل على مراكز الطاقة (الدانتيان) حتى يتصاعد دفء أحمر يملأ الجسد. ترافق ذلك تراتيل سرية وبخور القرفة أو الزعفران لتهيئة المناخ الروحي، بينما يتخيل الممارس ظهور كيان نوراني أنثوي يحتضنه بطاقة الخلق والولادة، فيذوب داخله شعور الوحدة بين الجسد والكون.

كائنات أدب الـشيغواي Zhiguai

قصص دوّنت منذ العصور القديمة، وهي حافلة بالأرواح والمسوخ واللقاءات الغامضة بين البشر والكائنات الخارقة.


طقوس وممارسات


زواج الموتى

رغم ندرته اليوم، لا يزال ما يُعرف بـ "زواج الأشباح" (Mínghūn 冥婚) يُمارس في بعض القرى الصينية وفي تايوان. تقوم فكرته على تزويج روح متوفى لم تجد شريكاً، من أجل ضمان له حياة مكتملة في العالم الآخر. في الحالات التقليدية، تبحث العائلة عن "عروس" أو "عريس" مناسب للروح، ثم تُقام طقوس زواج كاملة تُقدم فيها الأطعمة والقرابين، ويُدفن مع الميت رمز يمثل الشريك.

لكن هذه الممارسة أخذت أشكالاً أكثر غرابة ، فقد نشط في بعض المناطق سوق سرية لبيع جثث حديثة الوفاة كي تُستخدم في مراسم الزواج، وهو ما أثار مخاوف قانونية وأمنية. أما الأسر الفقيرة، فتلجأ أحياناً إلى حلول رمزية مثل دمية من الطين أو حتى رغيف خبز مُشكل على هيئة عروس بعيون من الفاصوليا. يعكس هذا الطقس، رغم غرابته، الإيمان العميق بضرورة أن يرحل الإنسان مكتمل النصيب حتى في العالم الآخر.

قرى الشامان – سيشوان ويونان

هنا ما زالت الأقليات تمارس طقوساً شامانية قديمة، حيث يستحضر الكهنة الأرواح للشفاء أو العرافة. كهنة بيمو من شعب الـ"يي" مثال على ذلك، إذ يجرون طقوس طرد الأرواح الشريرة وقراءة النصوص المقدسة.


الـ "تشي غونغ" Qigong

يُعد التشي غونغ (氣功) أحد أقدم الممارسات الصينية التي تمزج بين الحركة الجسدية والتنفس العميق والتأمل. يقوم على الاعتقاد بأن الـ Qi (تشي) – أي الطاقة الحيوية الكونية – تتدفق داخل الجسد عبر مسارات تُسمى "الميريديان" ومن هذه الفكرة أتت ممارسات العلاج بالإبر الصينية لأنها تفتح مسارات طاقة الميريدان.

 يسعى الممارس من خلال تمارين التشي غونغ إلى موازنة هذه الطاقة وتقويتها، مما يمنحه الصحة وطول العمر، بل وحتى قدرات استثنائية.

في الفولكلور، ارتبط التشي غونغ بالقصص عن رهبان أو معلمين قادرين على كسر الحجارة بلمسة أو إيقاف نزيف أو حتى المشي على الجمر دون احتراق، بفضل التحكم بطاقة الـ Qi. وفي فترة الثمانينيات والتسعينيات شهدت الصين ما عُرف بـ "حركة التشي غونغ"، حيث انتشرت مجموعات هائلة من الناس تمارس هذه التمارين في الساحات العامة عند الفجر، حتى وصفتها الصحف بأنها "نهضة روحية جديدة".

ورغم محاولات السلطات لاحقاً للسيطرة على هذه الظاهرة بعد ارتباط بعضها بحركات دينية مثيرة للجدل، بقي التشي غونغ جزءاً مهماً من التراث الروحاني الصيني، ويمثل اليوم حلقة وصل بين الصحة، والتأمل، والماورائيات.


كرات الطاقة PSI Balls

مع انفتاح الصين في أواخر القرن العشرين وعودة الاهتمام بالروحانيات، ظهرت بين الشباب وبعض الممارسين الجدد مفاهيم متأثرة بالثقافة الغربية والباراسيكولوجيا مثل كرات الطاقة PSI Balls. وهي كرات طاقية يتخيل الشخص أنه يشكلها بين يديه عبر تركيز "الطاقة الحيوية" (Qi).

يقوم الممارس بالجلوس في وضع تأملي، ثم يحاول جمع الإحساس بالدفء أو الوخز في راحتي يديه، إلى أن يشعر بوجود كرة غير مرئية من الطاقة يمكن تكبيرها أو ضغطها. يعتبرها البعض مجرد تمرين على التركيز الذهني والتصور البصري، بينما يراها آخرون تجربة حقيقية للتعامل مع طاقة الحياة. هذه الفكرة، رغم حداثتها نسبياً، وجدت صدى في الصين لأنها تتلاقى مع تقاليد قديمة عن الـ Qi (تشي) باعتباره جوهر الوجود.

أكل الحيوانات الغريبة لاكتساب الطاقة

في الفولكلور الصيني، الاعتقاد شائع بأن أكل أعضاء حيوانات معينة ينقل خصائصها وقواها للإنسان. مثل:

- أكل أعضاء النمور لاكتساب الشجاعة والقوة.

- أكل غدد الدببة لامتصاص "جوهر الحياة".

- أكل سلاحف أو أفاعٍ لإطالة العمر.

هذا يُعد أقرب إلى سحر غذائي أو معتقد ماورائي، لأنه يقوم على فكرة أن "جوهر الحيوان" أو "طاقته" تنتقل إلى آكلها.

اليوم يُدان هذا السلوك لأسباب أخلاقية وبيئية، لكنه تاريخياً كان جزءاً من تداخل الطب الشعبي مع المعتقدات الماورائية.


الصين اليوم، رغم نهضتها العلمية والاقتصادية، ما زالت تحتفظ بوجهها الآخر الماورائي. قصص الأشباح تُروى، ومواقع الأشباح تُزار، ورقصات التنين تُمارس في الأعياد. بل إن بعض المواقع التاريخية بدأت تستثمر في "السياحة الخارقة" لجذب الزوار. وهكذا، تبقى الصين كتاباً مفتوحاً على الماورائيات.

إقرأ أيضاً ...

جولة ماورائية في إيران
جولة ماورائية في روسيا
- جولة ماورائية في فرنسا

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ