![]() |
إعداد : كمال غزال |
رغم أن الثقافة الشعبية والسينما والتلفزيون جعلت السحر والشعوذة تبدوان أقرب إلى المتعة أو الغرابة أو حتى الإثارة، فإن الواقع يبرهن أحياناً على وجه أكثر رعباً.
فهناك أشخاص ما زالوا يزعمون ممارسة السحر، وبعضهم ارتكب جرائم مروعة تحت ستار الطقوس أو الأوهام الشيطانية.
هذه الجرائم، التي قد لا تكون براقة كما تصورها الأفلام تحمل في طياتها رعباً يفوق الخيال.
فهناك أشخاص ما زالوا يزعمون ممارسة السحر، وبعضهم ارتكب جرائم مروعة تحت ستار الطقوس أو الأوهام الشيطانية.
هذه الجرائم، التي قد لا تكون براقة كما تصورها الأفلام تحمل في طياتها رعباً يفوق الخيال.
1- جريمة "الذبيحة" المسجلة في الهاتف
اتهمت أنجيلا سانفورد بقتل جويل ليفا عام 2010، بعدما استدرجته إلى متنزه "سانديا فوت هيلز" المفتوح في ولاية نيومكسيكو.
هناك طلبت منه أن يخلع ثيابه، وبعد أن بدأ بخلع جزء منها وجلست فوقه، عاجلته بطعنات تجاوزت العشرة باستخدام خنجر طقوسي يُستعمل عادة في شعائر الويكا. تلقى ليفا طعنات متعددة في الرأس والعنق، وأخرى في المعدة.
هناك طلبت منه أن يخلع ثيابه، وبعد أن بدأ بخلع جزء منها وجلست فوقه، عاجلته بطعنات تجاوزت العشرة باستخدام خنجر طقوسي يُستعمل عادة في شعائر الويكا. تلقى ليفا طعنات متعددة في الرأس والعنق، وأخرى في المعدة.
لاحقاً، تبرأ أتباع ديانة الويكا من فعلتها مؤكدين أن الخنجر المعروف باسم أثامه Athame مخصص في الأصل للاستعمال الرمزي والاحتفالي فقط ضمن طقوس سلمية غير عنيفة. وأثناء تفتيش هاتف سانفورد، اكتشفت الشرطة أن رقم ليفا كان محفوظًا تحت اسم "Sacrifice" أي "ذبيحة".
2- تعويذة حماية تنقلب إلى مذبحة
في ولاية أيوا، حُكم على لورنس هاريس بالسجن المؤبد بعد إدانته بقتل ابنتيه بالتبني، كندرا وأليشيا سوينغ. عُثر على الطفلتين مطعونتين ومخنوقتين داخل المنزل. زعم هاريس أنه حاول إلقاء تعويذة لحماية شقيقهما، لكن التعويذة - بحسب قوله - انقلبت وأدت إلى موتهما.
عُثر على دماء أليشيا على يديه وجسده، وكذلك على سكين طويلة وصفها بأنها "سكين طقوسي"، وُجدت موضوعة داخل دفتر تعاويذه. حاول محاموه إثبات جنونه، لكن هيئة المحلفين أدانته بجريمتي قتل من الدرجة الأولى.
3- مذبحة طقسية عشية القمر الأزرق
في عام 2015، اعتُقل واين هارتونغ الأب من مدينة بنساكولا بفلوريدا بتهمة قتل ثلاثة من أفراد أسرته. أثناء تفقد الشرطة المنزل، وُجدت فونسايل سميث وأخويها غير الشقيقين ريتشارد وجون مقتولين.
كانت جثثهم تحمل جروحاً عميقة في الحلق وكدمات شديدة ناجمة عن ضربات مطرقة. أفراد العائلة ذكروا أن هارتونغ خاض قليلاً في ممارسة السحر والشعوذة، فيما قالت السلطات إن الأدلة التي جمعتها تشير إلى أن للسحر دوراً في الطابع الشعائري للقتل. الملفت أن الجريمة وقعت قبيل ليلة "القمر الأزرق"، وهي ظاهرة فلكية نادرة تقع كل ثلاث سنوات تقريباً ولها دلالات رمزية مهمة في طقوس السحر.
4- مؤامرة لقتل مراهقة حامل لرفع لعنة
عام 2005 في ولاية إلينوي، وُجهت اتهامات إلى إيرينيا كوتنر وجيني وولف وأوسكار إيك بقتل جوشوا بينيت طعناً، كما وُجهت إليهم وإلى ميستي غانغلوف تهمة التآمر لقتل المراهقة الحامل ليندسي كاسينجر (16 عاماً). بحسب الشهادات، كان الهدف من قتل كاسينجر وجنينها هو إنقاذ المجموعة من لعنة أقنعتهم كوتنر بأنهم واقعون تحتها.
اعترف إيك بأنه "انشغل بالسحر" لأكثر من عام بعد أن جذبه الموضوع عبر أفلام مصاصي الدماء وهاري بوتر. أما غانغلوف فأنكرت اهتمامها بالسحر لكنها اعترفت بامتلاك كتب عنه، وأنها كانت تغرز دبابيس في دمية عدة مرات أسبوعيًا "لتخفيف الضغط".
شارك أفراد المجموعة في جلسة تحضير أرواح قيل لهم خلالها إنه يجب قتل كاسينجر وجنينها. قبل ثلاثة أيام من مقتل بينيت، ذكر إيك أنه حضر جلسة تحضير مع كوتنر ورجل آخر هو ديفيد ليندنر (الذي قُتل لاحقًا في فبراير 2006 برصاص خلال اقتحام منزل ارتبط بالقضية). قال إيك إنه اقتنع بأن عائلته وأصدقاءه سيموتون إذا بقيت كاسينجر وطفلها على قيد الحياة.
وأوضح أن كوتنر فسرت خفوت الشموع أثناء الجلسة بأنه "إشارة" إلى وجوب موت كاسينجر وجنينها، وإيذاء أي شخص آخر في المنزل.
وأوضح أن كوتنر فسرت خفوت الشموع أثناء الجلسة بأنه "إشارة" إلى وجوب موت كاسينجر وجنينها، وإيذاء أي شخص آخر في المنزل.
5- تضحية بشرية كهدية لعشيق
في 1996، خطفت ديانا هون امرأة تُدعى شيري دالي من موقف سيارات تابع لمتجر "تارغت" في فينتورا، كاليفورنيا. استعملت هون سيارة نيسان ألتيما مستأجرة (عُثر لاحقاً على آثار دماء في مقاعدها) ونقلت الضحية إلى وادٍ ناءٍ حيث قتلتها هون، التي كانت عارضة وممثلة طموحة سابقًا، تنكرت بزي حارسة أمن أثناء عملية الخطف.
كانت هون قد انغمست في بعض ممارسات السحر، وأخبرت زميلة لها في العمل بأنها تخطط لتقديم "تضحية بشرية" كهدية عيد ميلاد لصديقها مايكل دالي، الرجل المتزوج الذي كانت على علاقة به لعامين. خطتها كانت أن تُضحي بزوجته شيري دالي إرضاءً له.
6- جريمة "الساحرة والشيطان"
عام 2009، اتُهمت كارا ويليامز-كوڤرت وصديقها دايل فاركوهار في فينتورا بكاليفورنيا بقتل رجل يدعى لاري فيسك. في البداية اعتُبرت الجريمة بدافع الغيرة، لكن الشرطة عثرت في شقة بالم سبرينغز على دفتر يوميات كشف تفاصيل غريبة لجريمة مزدوجة ذات طابع شيطاني.
في دفترها، وصفت ويليامز نفسها بـ"الساحرة"، فيما سمى فاركوهار نفسه "الشيطان الحقيقي". زعم الاثنان أن الدفتر ليس إلا نصاً لفيلم رعب. النص تخيل شخصية تدعى ديف هاتشر (يمثلها فاركوهار) في علاقة مفتوحة مع "ساحرة" تُدعى كات (تمثلها ويليامز) التي تدمن الميثامفيتامين وتستدرج رجالًا إلى شقتها لممارسة الجنس.
الادعاء قال إن ويليامز جسدت النص حرفيًا حين استدرجت الضحية إلى الشقة حيث قُتل. وحسب التحقيقات، حاولت ويليامز استدراج رجل آخر ليلة الهالوين 2009 لكنها فشلت، ثم وقع القتل يوم الجمعة 13 نوفمبر. عُثر أيضاً في الدفتر على كلمات أغان مكتوبة بخط اليد تتضمن عبارات مثل: "انهض واقتل، اقتل، اقتل" و"وباء في بالم سبرينغز... وباء من جرائم القتل الجماعي".
7- قتل الأم وأكل قلبها
في عام 2001، حُكم على جوزيف كالا الثاني بالسجن 30 عاماً بعد إدانته بقتل والدته البالغة من العمر 79 عاماً، ليديا كالا. اعترف بأنه ضربها حتى الموت ثم شق جسدها وأخرج بعض أعضائها. أحد الضباط شهد أنه رآه عارياً ومغطى بالدماء من خلال نافذة، واقفًا فوق الجثة وهو يأكل ما بدا أنه عضو من جسدها، ليتضح لاحقًا أنه قلبها، الذي وُجدت فيه آثار أسنان مع جزء مفقود.
كالا، الذي يعاني من انفصام عقلي منذ عقود، زعم أن "أرواح الساحرات" تلبسته وأجبرته على ارتكاب الفعل. فيما أكد ضباط آخرون أنه كان يهذي بكلمات عن "عبادة الشيطان" واتهمهم بأنهم قاطعوا تضحيته.
8- استخدام السحر لاستدراج زوج إلى موته
في كندا عام 1995، حُكم على شيريل ديل بالسجن المؤبد بعد إدانتها بقتل زوجها سكوت ديل. كانت منفصلة عنه منذ أربع سنوات، لكنها أعطته زجاجة نبيذ دست فيها مادة مضادة للتجمد كهدية، ثم بقيت على الهاتف معه تسع ساعات متواصلة لتغريه بشربها كلها بوعد استعادة علاقتهما.
قالت شاهدة في المحاكمة، نانسي فيلمور، وهي إحدى عشيقات شيريل، إنها رأتها تخرج كتب السحر وتشعل الشموع وتردد تعاويذ غريبة بعد أن غادر سكوت منزلها. شهادات أخرى ذكرت أن شيريل صنعت دمية تشبه سكوت وغرست فيها دبابيس ثم دفنتها.
المفارقة أن الشاهدة فيلمور توفيت عام 1997 بعد أن أُحرق شقتها على يد مراهق أغوته شيريل لقتلها.
9- محاولة قتل بالبلادونا السامة
في عام 2000، أُدينت هيذر ميلر بمحاولة قتل زوجها كيفن ميلر. قبل التفكير بالقتل، حاولت طرده من حياتها عبر "السحر الأسود"، وحين لم تنجح، قررت تسميم طعامه يومياً بعشبة البلادونا، المعروفة بـ"ست الحسن" أو "الظل المميت". خطتها انهارت بعد أن أخبرت جارتها ميندي روبنز، التي ارتدت جهاز تنصت وساعدت الشرطة. اللافت أن الجارتين كانتا على علاقة مثلية، وتشاركتا اهتمامًا بالسحر.
10- قتل الأم بزعم أنها شيطان
عام 2016 في مدينة إلنڤيل بنيويورك، قتلت سارة غيلبرت والدتها ماري داخل شقتها. كانت الأم معروفة بانغماسها في الممارسات الغامضة منذ مراهقتها، وهو ما أثر سلبًا على أولادها. سارة، التي عانت من أوهام وهلاوس عن السحرة والشياطين، اعتقدت أن والدتها شيطان متجسد، فهاجمتها بمطفأة حريق وطعنتها عدة مرات بسكين مطبخ بطول 15 بوصة.
11- قتل قط بزعم أنه "شيطان"
في تكساس عام 2015، اتصل رجل بالشرطة ليبلغ أن زوجته في نوبة نفسية خطيرة بعد أن قتلت قطهما. عند وصول الضباط، صرحت المرأة بأنها تسمع أصواتًا، وأنها ساحرة، وأقرت بأنها قتلت القط لتأكله لأنه "شيطان". وُجد القط منزوع الأحشاء، وبعض أجزائه في مقلاة على الموقد.
12- قتل بسبب خرق "عهد الدم"
عام 2010 في ولاية واشنطن، أُدين إريك كريستنسن بالقتل من الدرجة الأولى بعد أن ذبح صديقته شيري هارلان. زعم أنه كان مضطراً لقتلها لأنها خرقت "عهد دم" بينهما.
أشارت التحقيقات إلى أنه قطع أعضاءها التناسلية ومزق جسدها بالكامل. عُثر على جمجمتها داخل سيارتها المحروقة، بينما وُجدت أجزاء من جسدها في أكياس قمامة ملقاة في الغابات وعلى جوانب الطرق. اعترف كريستنسن أنه غضب بعدما اكتشف رسائل نصية بينها وبين رجل آخر، ورأى أن قتلها كان السبيل الوحيد لأنها لم تلتزم بالعهد.
أشارت التحقيقات إلى أنه قطع أعضاءها التناسلية ومزق جسدها بالكامل. عُثر على جمجمتها داخل سيارتها المحروقة، بينما وُجدت أجزاء من جسدها في أكياس قمامة ملقاة في الغابات وعلى جوانب الطرق. اعترف كريستنسن أنه غضب بعدما اكتشف رسائل نصية بينها وبين رجل آخر، ورأى أن قتلها كان السبيل الوحيد لأنها لم تلتزم بالعهد.
13- قتل طفلة في طقس ببوتسوانا
عام 1994، اختُطفت طفلة مراهقة ووجدت جثتها مشوهة، بعد أن استُخدمت أجزاء من جسدها في ما يُعرف محلياً بـ"العلاج السحري" من أجل الثروة والنجاح.
14- محاولة اغتيال رئيس باستخدام الشعوذة
في زامبيا عام 2025، أُدين رجلان بالتخطيط لقتل رئيس البلاد عبر وسائل سحرية وطقسية. عُثر بحوزتهما على ذيول حيوانات وأعشاب وأدوات غامضة ، حُكم عليهما بالسجن مع الأشغال لمدة سنتين وفق قانون قديم يجرّم استخدام الشعوذة لإلحاق الأذى.
حين يتحول السحر إلى ذريعة للقمع
على الرغم من أن جرائم القتل التي استعرضناها ارتكبها أشخاص بدافع إيمانهم بطقوس الشعوذة والسحر، إلا أن الصورة لا تقف عند هذا الحد. ففي المقابل، شهد التاريخ ولا يزال يشهد حالات أُعدم فيها أشخاص أو عُذبوا لمجرد ممارستهم طقوساً غامضة، أو حتى لمجرد الاشتباه بهم (إقرأ المزيد عن محاكمات ساحرات سالم ). وفي كثير من الأحيان كانت التهم مبنية على إشاعات وتأويلات أكثر منها على أدلة (إقرأ عن السحر والنساء في مجتمعات الصحراء الكبرى)، مما جعل السحر تهمة خطيرة يمكن أن تتحول بسهولة إلى وسيلة للقمع أو الانتقام.
لا يمكن إغفال جانب غياب العدالة في الكثير من القضايا. عبر التاريخ، كان مجرد الاشتباه بممارسة السحر كافياً لجرّ النساء والرجال إلى المحاكم، حيث يُدانون بناء على إشاعات أو اعترافات انتُزعت تحت التعذيب.
ففي محاكم التفتيش الأوروبية أُحرق آلاف الأبرياء باسم "مكافحة السحر"، وفي العصور الحديثة أُعدم أو سُجن أشخاص في بلدان مختلفة لمجرد حيازتهم كتبًا غامضة أو ممارستهم طقوسًا شعبية قد تكون بريئة.
ففي محاكم التفتيش الأوروبية أُحرق آلاف الأبرياء باسم "مكافحة السحر"، وفي العصور الحديثة أُعدم أو سُجن أشخاص في بلدان مختلفة لمجرد حيازتهم كتبًا غامضة أو ممارستهم طقوسًا شعبية قد تكون بريئة.
يبقى السحر، إذن، مفهوماً ملتبساً بين المعتقد والخرافة والجريمة، وتبقى الاتهامات به عُرضة للتأويل وسوء الاستخدام. لذلك، فإن ما يوصف أحياناً بأنه "جرائم شعوذة" قد يخفي وراءه جرائم أخرى، أو يكشف عن مجتمعات خائفة من المجهول تبحث عن "كبش فداء" لتفسير مآسيها.
نبذة عن كمال غزال

0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .