 |
| إعداد : كمال غزال |
في سماء فبراير من عام 2025، شهد العالم حدثاً فلكياً نادراً وساحراً: اصطفاف سبعة كواكب من مجموعتنا الشمسية : عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون في منظر خلاب أطلق عليه علماء الفلك اسم "موكب الكواكب" Planet Parade.
لم تكن مجرد لحظة بصرية رائعة، بل كانت فرصة علمية ثمينة، تماماً كما كانت في عيون القدماء نذيراً أو بشرى بحدث جلل.
لم تكن مجرد لحظة بصرية رائعة، بل كانت فرصة علمية ثمينة، تماماً كما كانت في عيون القدماء نذيراً أو بشرى بحدث جلل.
ما هو اصطفاف الكواكب وكيف يحدث ؟
رغم أن الكواكب تدور بسرعات مختلفة حول الشمس، إلا أنها جميعاً تتحرك في نفس المستوى المداري تقريباً، المعروف باسم مستوى الكسوف.
من حين لآخر، تصطف هذه الكواكب في نفس الجانب من الشمس، لتبدو في السماء وكأنها تقف في طابور سماوي مهيب. أحياناً تكون في خط مستقيم تقريباً، وأحياناً على شكل قوس، بحسب مواقعها النسبية.
من حين لآخر، تصطف هذه الكواكب في نفس الجانب من الشمس، لتبدو في السماء وكأنها تقف في طابور سماوي مهيب. أحياناً تكون في خط مستقيم تقريباً، وأحياناً على شكل قوس، بحسب مواقعها النسبية.
رؤية القدماء: رسائل من الآلهة
في العصور القديمة، لم تكن اصطفافات الكواكب مجرد ظواهر فلكية، بل إشارات إلهية. اعتبرها البابليون والفراعنة والمايا نُذُراً بقدوم ملوك أو انهيار ممالك. وفي علم الفلك التنجيمي، تعني هذه الاصطفافات عادة تغيراً كبيراً في مجرى التاريخ، سواء على مستوى الأفراد أو الأمم. وكتب المنجمون المسلمون مثل أبو معشر البلخي عن هذه الظواهر باعتبارها لحظات حاسمة تؤثر على مزاج الطبيعة وسير الأمم.
الأهمية العلمية: أكثر من مجرد مشهد سماوي
بعيدًا عن الجمال، تُمثّل اصطفافات الكواكب أدوات علمية مذهلة :
1- عدسات الجاذبية Gravitational Lensing
حين تصطف أجسام ضخمة مثل الكواكب أو المجرات، يمكن لجاذبيتها أن تنحني الضوء الصادر من أجرام خلفها. هذه الظاهرة تسمح لعلماء الفلك برؤية كواكب ومجرات بعيدة، لم يكن من الممكن رصدها من قبل. إنها أشبه بعدسة مكبرة كونية.
2- تأثير على نشاط الشمس ؟
في عام 2019، اقترح باحثون أن اصطفاف الكواكب قد يُسهم في توليد ما يُعرف بـ"موجات روسبي" داخل الشمس، وهي تيارات دوامية تشبه تلك التي نراها في الغلاف الجوي للأرض. هذه الموجات قد تفسّر الدورة الشمسية البالغة 11 عاماً، والتي تمر بين فترات من النشاط الشمسي المكثف إلى الهدوء. إلا أن هذه الفرضية ما تزال موضع جدل.
على الرغم من أن التأثير الذي يحُدثه كوكب واحد على الشمس صغير جداً. ولكن عند اتحاد هذه القوى، يعتقد الباحثون أن جذبها قد يسبب دوراناً صغيراً داخل الشمس، إقرأ عن أسرار الشمس .
3- فرصة للمهمات الفضائية
اصطفاف الكواكب يُستخدم كأداة لتوفير الطاقة والوقت في إرسال المركبات إلى الكواكب البعيدة. ففي عام 1966، اكتشف أحد علماء ناسا أن اصطفافاً نادراً في 1977 سيُتيح إرسال مركبة تمر بالمشتري وزحل وأورانوس ونبتون خلال 12 عاماً فقط، بدلاً من 30 عاماً. وهكذا وُلدت مهمة فوياجر 2 التي أصبحت أول مركبة تزور أورانوس ونبتون.
ما هي أبرز حوادث اصطفاف الكواكب ؟
- في مايو 1910 : اصطفت خمسة كواكب وتزامن مع مرور مذنب هالي.
- في فبراير 1962: اصطفت خمس كواكب بالإضافة للقمر والشمس ، كان يُخشى منه زلزال عالمي لكن لم يحدث.
- في فبراير 1962: اصطفت خمس كواكب بالإضافة للقمر والشمس ، كان يُخشى منه زلزال عالمي لكن لم يحدث.
- في مارس 1982 : كان اصطفاف جزئي لستة كواكب ، آنذاك استُخدم لدراسة كوكبي المشتري وزحل.
- في مايو 2000 : اصطفت 5 كواكب ومما سبّب ضجة فلكية وتنبؤات نهاية العالم.
- في يونيو 2022: اصطفت 5 كواكب إضافة للقمر.
- في يونيو 2022: اصطفت 5 كواكب إضافة للقمر.
- في فبراير 2025: اصطفت 7 كواكب وهو حدث نادر للغاية حيث أُطلق عليه "موكب الكواكب" ، هل تعتقد بأن هناك أحداث كارثيةعلى مستوى الكوكب أو الأمم ؟
متى سيكون الاصطفاف القادم ؟
- الثالث من سبتمبر 2040: ستُرى خمسة كواكب (عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، زحل) مصطفة في قوس واحد.
- الخامس من مايو 2161: من المتوقع حدوث اصطفاف شامل نادر لجميع كواكب المجموعة الشمسية، ظاهرة لا تتكرر إلا كل مئات السنين.
الإصطفاف المجري
في حالات اصطفاف أكبر، مثل اصطفاف المجرات، تستخدم تلسكوبات عملاقة مثل جيمس ويب عدسات الجاذبية لدراسة الكون المبكر، كما حدث عند رصد النجم البعيد "إيرندل" Earendel، الذي أضاء قبل 13 مليار سنة.
حين تصطف الكواكب : لحظة ذهول
سواءً نظرنا إلى اصطفاف الكواكب كتجربة روحية كما فعل القدماء، أو كأداة علمية كما يفعل الفلكيون المعاصرون، تظل هذه الظاهرة تذكرة بعظمة النظام الكوني. إنها لحظة تتقاطع فيها الأسطورة بالعلم، والماضي بالمستقبل، وتجعلنا نحن البشر نرفع رؤوسنا نحو السماء… بحثًا عن المعنى.
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .