![]() |
إعداد : كمال غزال |
رغم ما يُعرف عن إيران من تاريخٍ عريق وحضاراتٍ سادت ثم بادت، إلا أن وراء تلك الواجهات الأثرية والمدن القديمة تكمن طبقات خفية من الغموض والأساطير والطقوس السرية، بعضها ما زال يُمارس حتى اليوم. في هذا المقال، سنأخذك في جولة ما ورائية عبر أبرز الظواهر الغريبة في إيران، من جنون الأرواح في الجبال، إلى القرى المسكونة، والطقوس الصوفية المتصلة بعوالم الغيب، وحتى لعنة الزرادشتية القديمة.
1- كهف الجن
في صحراء قم على بعد 100 كيلومتر جنوبي طهران يوجد كهف عميق جداً ومهجور يُعرف محلياً باسم غار جن Cave of the Jinns.
يُعتقد في الفولكلور الإيراني أن هذا المكان تسكنه كائنات غير مرئية من الجن، وتُروى فيه قصص عن أشخاص اختفوا بعد أن دخلوا أعماقه ولم يعودوا أبداً ، السكان المحليون يتجنبون الاقتراب منه ليلاً، إذ يُقال إن أصوات الهمسات والأنين تتردد من داخله، ويؤمن بعض الشيوخ أن الكهف بوابة إلى عالم آخر.
يُعتقد في الفولكلور الإيراني أن هذا المكان تسكنه كائنات غير مرئية من الجن، وتُروى فيه قصص عن أشخاص اختفوا بعد أن دخلوا أعماقه ولم يعودوا أبداً ، السكان المحليون يتجنبون الاقتراب منه ليلاً، إذ يُقال إن أصوات الهمسات والأنين تتردد من داخله، ويؤمن بعض الشيوخ أن الكهف بوابة إلى عالم آخر.
2- قرية مازاندران المسكونة – "كافر قلاع"
تقع قرية "كافر قلاع" في محافظة مازاندران، وهي من أكثر القرى التي ارتبط اسمها بالجن والأرواح. المنازل الطينية القديمة، المهجورة والمغطاة بالضباب الكثيف، خلقت بيئة مثالية لقصص عن ظهور أشباح، وأصوات غريبة تُسمع ليلاً ، تقول بعض الأساطير إن سكان القرية عقدوا معاهدات قديمة مع الجن، مقابل الحماية من الأعداء، لكن حين تم خرق العهد، حلّت اللعنة على المكان.
3- طقوس الدراويش الصوفية – أسرار الدوران والسُكر الروحي
إيران تضم طوائف صوفية عريقة، تمارس طقوساً تصل إلى ما يشبه "الغيبوبة الروحية". من أبرز هذه الطقوس ما يقوم به الدراويش من دوران متواصل مع ترديد أسماء الله، يُقال إنهم يدخلون خلاله في حالة "فناء ذاتي"، ويستحضرون أرواحاً أو يرون "الملكوت" ، بعض الحاضرين يزعمون أنهم شهدوا طيفاً من الضوء أو كائنات تحوم فوق الرؤوس، كأن شيئاً خارقاً يحلّ عليهم في تلك اللحظات.
4- مقبرة "إرم" في شيراز – حيث ينام الموتى بعيون مفتوحة
تُعد مقبرة "إرم" واحدة من أقدم مقابر شيراز، وتُروى عنها قصص عجيبة تتحدث عن ظواهر غير طبيعية تحدث فيها ليلاً. شهود عيان تحدثوا عن أصوات خطى، ظهور أضواء زرقاء خافتة، بل وقبور تُفتح وتُغلق دون سبب ، في إحدى القصص الشعبية، يُقال إن شاباً التقط صورة لقبر جده، لكنه حين طبعها لاحقاً، ظهر خلفه كيان مظلم بعيون متوهجة.
5- طقوس "العين الشريرة" و"الحرز الفارسي"
ما زالت العديد من العائلات الإيرانية، خصوصاً في الأقاليم الريفية، تؤمن بالحسد والعين الشريرة. لذا يحمل الكثيرون "حرزاً" (تعويذة محكمة) مكتوبة بخط اليد، ويُعتقد أنها تحمي من الأرواح المؤذية والجن ، يُقال إن بعض هذه الأحراز تحتوي على رموز من الحقبة الزرادشتية، وتُكتب أحياناً بالحبر الممزوج بالزعفران أو بدم الديك الأسود.
6- أبراج الصمت الزرادشتية
تُعرف أبراج الصمت في يزد بأنها كانت مكاناً تُترك فيه جثث الموتى لتأكلها الطيور، ضمن طقوس زرادشتية قديمة. لكن أكثر ما يثير الريبة هو ما يُروى عن الطاقات الغريبة في هذه الأماكن، إذ يشعر البعض بدوار أو توتر شديد عند دخولهم الموقع ، الباحثون في الطاقات الماورائية يرون أن هذه الأبراج تقبع فوق تقاطع لخطوط الطاقة الأرضية Ley Lines، وهو ما قد يفسر الشعور الغريب.
7 - الجنّ العاشق في التراث الإيراني
في المعتقدات الشعبية، يُحكى عن "الجن العاشق"، الذي يختار ضحية بشرية فيغرم بها ويمنعها من الزواج أو يسبب لها الاضطراب العقلي والجسدي. ولعل أشهر قصص هذا النوع هو ما يُروى في قرية "كُرد" بإقليم كرمانشاه، حيث اعتقدت فتاة أن الجن يمنعها من الزواج، وقامت عائلتها بطرد الأرواح عبر طقس جماعي امتد طوال الليل.
8- كنوز تحت الأرض تحرسها أرواح شرسة
هناك اعتقاد واسع في إيران بأن بعض الكنوز القديمة محروسة من كائنات غير بشرية، تُعرف باسم پریها (الجن الطيب أو السيء)، ويقال إن من يحاول استخراجها دون إذن يصاب بالجنون أو يفقد حياته ، في جبال لورستان، يروي الأهالي أن رجلاً وجد "خريطة كنز" من العصر الساساني، لكنه حين حفر، ظهرت له أفعى سوداء ذات عيون بشرية، ففرّ وترك الحفرة مفتوحة. إقرأ عن معتقدات الكنز المدفون .
أرض الأساطير التي لا تنام
إيران ليست فقط بلد الشعراء والعلماء والملوك، بل هي أيضاً مسرح صاخب لعوالم غير مرئية: من طقوس التصوف إلى الكهوف المسكونة، ومن المقابر التي تهمس إلى القرى التي لا ينصح بزيارتها ليلاً. ربما لا نستطيع إثبات كل ما يُقال، لكن المؤكد أن خلف هذه القصص يكمن إرث روحي وثقافي عميق، ما زال ينبض في وجدان الإيرانيين ويُلهب خيال كل من يطأ هذه الأرض الماورائية.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .