8 مايو 2025

Textual description of firstImageUrl

شقة ليلى مراد "المسكونة"

إعداد :  كمال غزال

بين شوارع جاردن سيتي الهادئة في قلب القاهرة، حيّ النخبة سابقاً الذي تآكل بريقه مع الزمن، تختبئ شقة تحمل بين جدرانها أسراراً لا تزال تحيّر كل من يقترب منها: شقة الفنانة المصرية الأسطورية ليلى مراد.

هي شقة صغيرة ذات غرفتين فقط، بعيدة كل البعد عن بريق قصور الفن القديم. هنا، عاشت ليلى مراد آخر أيامها قبل وفاتها في عام 1995، بعد سنوات من التهميش، النسيان، والتضييق السياسي. لكنّ القصة لا تنتهي بموت الجسد… بل تبدأ، كما يقول السكان المحليون، مع بقاء الروح.

الهمسات الليلية وظلال الماضي
منذ وفاة ليلى، تناقلت الشائعات أن شقتها لم تعد مكاناً عادياً، 
الجيران يتحدثون بصوت خافت عن أصوات غناء خافتة في منتصف الليل، تشبه صوتها العذب الذي أسر قلوب ملايين المصريين في أربعينيات القرن الماضي ،  يقول أحد حراس المبنى:

" في بعض الليالي، أسمع همسات موسيقية تمرّ من تحت الباب، كأنها بروفة قديمة تعاد مرة تلو الأخرى. "

آخرون يروون رؤى غامضة: ظل امرأة تقف عند النافذة المطلة على شارع الفسقية، ترفع يدها كأنها تلوّح لجمهور وهمي. بعضهم أقسم أنه رأى صورتها القديمة على الجدار، تتحرك قليلاً، أو أن عينيها في الصور تلمعان لحظة قبل أن تنطفئ أنوار الغرفة فجأة.

ربما أكثر ما يثير الرعشة في النفوس هو ما نقله مالك الشقة الحالي، الذي أبقى الأثاث والصور كما هي احتراماً لإرثها :
" عندما اشتريت الشقة، كنت أظن أنني سأعيد ترتيبها. لكن كلما حاولت تحريك شيء… يقع شيء آخر. الكتب تقع، الصور تسقط… وفي الليل، أشعر بوجود شيء طيب، ليس شريراً، لكن حاضراً، كأنني لست وحدي."

بعض وسائل الإعلام المحلية وصفت هذه الظواهر بأنها من عمل "الجن الصالح" أو عُمار المكان  ، بينما يعتقد آخرون أنها ببساطة بقايا طاقة روحية تركتها فنانة عاشت حياة مليئة بالعاطفة، النجاح، الخيانة، والخسارة.


هل هي مجرد شائعات ؟
بالطبع، قد يقول البعض إن هذه مجرد أوهام؛ الناس يحبون نسج القصص حول المشاهير بعد موتهم. لكن، وسط ضوء الشارع الخافت في جاردن سيتي، وفي مبنى ينزف من عظمة ماضيه، ربما يسهل تصديق أن هناك شيئاً آخر لا يزال حاضراً… شيء ينتظر سماع أغنياتها مجدداً.

إذا كنت تمر يوماً بشارع الفسقية، ارفع عينيك للحظة نحو نافذة الشقة القديمة. ربما، فقط ربما، تلمح ظلاً أنثوياً ينحني بابتسامة حزينة… لأن بعض الأرواح لا تفارق أماكنها أبداً.

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ