3 مايو 2025

Textual description of firstImageUrl

شاثورن يونيك : برج الأشباح في تايلاند

إعداد :  كمال غزال

في قلب بانكوك الصاخبة، ينتصب برج  ساثورن يونيك Sathorn Unique بجثته الخرسانية الهائلة، كأنه يد خفية ترتفع من باطن الأرض لتُذكّر المارة بأن هناك أماكن في هذه المدينة لا تنتمي لهذا العالم. يُعرف هذا البرج، الذي لم يكتمل بناؤه قط، باسم برج الأشباح ، ليس فقط لأنه مهجور منذ عقود، بل لأن عشرات القصص المروعة تدور حوله، لتمنحه هالة من الرعب والغرابة.

نبذة تاريخية
بدأ بناء البرج في أواخر الثمانينيات كأحد أكبر مشروعات العقارات السكنية في بانكوك، بارتفاع 49 طابقاً وعدد هائل من الشقق الفاخرة والمكاتب. لكن أحلام الثروة اصطدمت بالواقع الاقتصادي: ففي عام 1997، ضربت الأزمة المالية الآسيوية السوق بقسوة، وأفلس المستثمرون، وتوقف المشروع عند 80% من إنجازه. زادت الطين بلة قضايا قانونية تورّط فيها مالك المشروع، لتترك المبنى متآكلاً بلا نوافذ ولا تجهيزات، شاهقاً بين الأبراج الحديثة كمقبرة أحلام.

تجارب مرعبة
- ذات ليلة، تسللت مغامرة تُدعى جينا إلى البرج عبر بوابات حديدية مهترئة، بينما يضيء القمر الضعيف السلالم الملتوية. صعدت الطوابق المظلمة، والغرافيتي يكسو الجدران كأنها صرخات متحجرة. في الطابق التاسع والأربعين، تعطلت كاميرتها فجأة، وظهر على هاتفها صورة لم تلتقطها قط: امرأة ذات شعر أسود طويل، واقفة خلفها مباشرة.

- مدونون عدة كتبوا أنهم شعروا بقشعريرة مفاجئة بمجرد دخولهم البرج، وكأن هناك شيئاً يراقبهم من الظلال.

- أصوات همسات غريبة وصدى خطوات مجهولة المصدر ترددت داخل الممرات، رغم خلو المبنى.

- التقطت كاميرات زوار صوراً ظهرت فيها ظلال بشرية غير مفهومة في الخلفية. في حالة مشهورة، التقط ثنائي تايلاندي–تايواني صوراً ظهرت فيها وجوه لم يكونوا قد رأوها داخل البرج.

- في عام 2014، عُثر على جثة سائح سويدي، مشنوقًا في الطابق 43. أضفى هذا الحادث طابعاً أكثر كآبة على سمعة البرج، ورسّخ فكرة أنه لا يجذب سوى المآسي.

- دخلوا مجموعة من هواة الباركور البرج وصوّروا مقاطع فيديو لألعابهم الخطيرة في الممرات المتهدمة والطوابق المفتوحة، وذكروا في مقابلات لاحقة أنهم شعروا بتوتر وخوف غريبين لا يشبهان مجرد الخوف من السقوط ، بل نوع من القلق غير المبرر.

- بعض الحراس الذين تناوبوا لحماية الموقع نقلوا قصصاً عن رؤية أشباح لعمال متوفين كانوا جزءاً من طاقم البناء الأصلي. أحدهم قال إنه في بعض الليالي يسمع صوت مطرقة تضرب الخرسانة، رغم أن الموقع خالٍ تماماً.

- مدونة أمريكية كتبت عن زيارتها مع أصدقاء، حيث توقف هاتفها فجأة في نقطة معينة، وعند عودته للعمل، وجدت صورة ضبابية مخزنة لم تتذكر أنها التقطتها، ظهر فيها ضوء غريب في نهاية الممر.

- وصف أحد الزوار أنه بمجرد دخوله شعر كأن الزمن أصبح أثقل  ، كانت خطواته بطيئة، وضربات قلبه تتسارع، وكأن المبنى نفسه يُخضِعه لقوة غير مرئية تجعله يعيد التفكير في كل خطوة يخطوها.

دور المعتقدات والأساطير
في الثقافة التايلاندية، لا ينفصل سوء الحظ عن الأرواح ، يُقال إن البرج بُني على أرض مقدسة أو كانت مخصصة لدفن الموتى قديماً، وإن ظله الذي يغطي معبد وات ياناوا  Wat Yannawa القريب جلب عليه لعنة معمارية. يعتقد السكان المحليون أن أرواحاً غاضبة، ربما من العمال أو الساكنين المستقبليين الذين لم تتحقق أحلامهم، تسكنه الآن.

التأثيرات الثقافية والسياحية
رغم محاولات المالك منع دخول المغامرين، أصبح البرج أيقونة شعبية بين عشاق الاستكشاف الحضري ومحبي الرعب. ظهر في فيديوهات على يوتيوب، ومدونات السفر، وحتى في فيلم رعب تايلاندي بعنوان "الوعد"  The Promise، مما عزّز مكانته كأحد أشهر المعالم المسكونة في آسيا.

مأوى الأحلام الضائعة
اليوم، ينظر المارة إلى برج "ساثورن يونيك"  فيرون أكثر من مجرد مبنى مهجور. يرون نصباً تذكارياً لأحلام ضخمة انهارت، ولأرواح (حقيقية أو متخيلة) ظلت عالقة في مكان لم يعرف النهاية، فإذا وقفت عند سفحه في الليل… ربما، فقط ربما، ستشعر بشيء يراقبك من الأعلى.

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ