21 مايو 2025

Textual description of firstImageUrl

أبرز شخصيات الجن في التراث السحري العربي

إعداد :  كمال غزال

عبر قرون من التدوين الغامض، وُلدت في ظلال المخطوطات أسماء تتردّد بين السحرة والروحانيين، منها ما يُوشك أن يكون "ملكياً" في عالم الجن، ومنها ما يُستدعى خِلسة لتنفيذ طقوس يُقال إنها تفتح أبواب الغيب والدمار والهيمنة والشهوة أو غيرها من الأغراض المحرمة دينياً والمرفوضة عقلاً.

منذ العصور الوسطى، ظلّت كتب السحر العربي مثل شمس المعارف الكبرى، والأنوار النورانية، ومنبع أصول الحكمة، تتناقل أسماء كيانات الجن التي يُزعم أن لها سلطة خفية، أو قدرة على التدخل في عالم البشر. 

في هذا المقال المطول  سنُعرّف أولاً بمفهوم الجن العلوي والسفلي، ثم نستعرض ملوك الجن السبعة حسب ترتيب الأيام والكواكب، ونوضح هل يستدعى الملوك أنفسهم أم خدامهم، وهل هذه الكيانات تُعتبر خالدة أو رمزية ، وبعد ذلك نغوص في قاعدة بيانات تفصيلية تشمل 17 شخصية من الجن المشهورين في كتب التراث السحري، مصنّفين بحسب الوظيفة، العنصر، الكوكب، يوم الاستحضار، والنطاق الجغرافي المتداول.

هنا لا نتناول الأساطير الشعبية، بل نركّز على الجن الذين يُزعم إمكانية استحضارهم في طقوس شعوذة لغرضٍ محدد ، كما نصنّف كل كيان إلى: علوي أو سفلي ونبيّن من هم ملوك الجن السبعة الذين تتكرر أسماؤهم منذ العصور الوسطى.

وقبل الخوض في التفاصيل ننوه بأننا لا نروج للسحر أو الاستعانة بهذه الكيانات، بل ننظر إليه كعمل توثيقي بحت يستعرض ما ورد عنها في التراث الشعبي والمخطوطات القديمة ، كما أننا نحذر بشكل قاطع من تفعيل تلك المعرفة لأي غرض كان ، الهدف هنا هو الفهم الثقافي والتاريخي فقط.

ماذا يعني جن سفلي أو علوي ؟
يختلف الجن العلوي عن السفلي بعدة أمور تتراوح بين الصفات وطقوس الاستحضار والظهور والاستجابة للطلب وفي درجة الخطورة.

- ففي الصفات يكون العلوي نوراني وطاقته هادئة يعمل في الكشف أو الشفاء والحماية بينما يكون السفلي عدائي ويُيستخدم في التفريق والإيذاء،  إسقاط الاجنة أو التهييج المفرط.

- تتطلب طقوس استحضار الجن العلوي تطهيراً وورداً وأطايب البخور وصوماً وعزلة روحية ، بينما تتضمن طقوس استحضار الجن السفلي موراً بغيضة أو منفرة مثل الدم ، روائح بخور كريهة وفيها ظلام وأحياناً نجاسة.

- ومن حيث الظهور للمستهدف في العمل السحري ، يظهر الجن العلوي في الرؤى أو كإلهام ، بينما السفلي يظهر في الكوابيس أو في أطياف أو في التلبس (المس). 

- أما عن حيث سرعة التلبية فإن استجابة الجن العلوي بطيئة ومشروطة بطهارة ، وعلى النقيض تكون استجابة الجن السفلي سريعة إلا أنها تأتي بثمن نفسي وروحي باهظ ، وبناء على ذلك يميل أغلب السحرة إلى استدعاء خادم سفلي، ثم يُستدرجون لما هو أعمق وأخطر.

أمثلة عن الجن السفلي : أبو محرز الأحمر (مرة)  ، السيد الأحمر ، الملك طارش  ، برقان ، زلزل ، السوداء ، أم الصبيان  ، سعلوة.

أمثلة عن الجن العلوي : الملك ميطا طرون ، الملك شمهورش ، السيد الأبيض، ميمون الأبرص ، ميـمون السحاب 

- ومع ذلك هناك شخصيات من الجن تعتبر مختلطة أي أنها مزدوجة الوظيفة ونذكر على سبيل المثال : ميمون الزهراني ولالة عيشه.


ملوك الجن السبع 
ملوك الجن السبعة بحسب أشهر التصنيفات في كتب السحر العربي (مثل شمس المعارف والأنوار النورانية)، مرتبة حسب أيام الأسبوع والكواكب:

1- ميطا طرون – ملك يوم الأحد – الشمس 
2- ميمون الأبرص – ملك يوم الاثنين – القمر 
3- أبو محرز الأحمر (الملك مرة) – ملك يوم الثلاثاء – المريخ 
4- برقان – ملك يوم الأربعاء – عطارد 
5- شمهورش – ملك يوم الخميس – المشتري
6- ميمون الزهراني – ملك يوم الجمعة – الزهرة 
7- طرش (الملك طارش) – ملك يوم السبت – زحل 


هل يستدعي السحرة الملوك أنفسهم أم خدامهم ؟
في معظم الكتب السحرية القديمة، ومنها شمس المعارف والأنوار النورانية، يُفرّق بين نوعين من الاستحضار:

1- استحضار الملك نفسه
هو نادر وخطير ، يُقال إن استحضار الملك مباشرة يتطلب خلوات طويلة، طهارة تامة، انقطاع عن الناس، وصرف العمار (جن البيت)، واستعمال أسماء عظيمة، وقد يؤدي ذلك ، حسب المعتقدات السحرية ، إلى نتائج لا يمكن السيطرة عليها ، يُحذر السحرة من هذا النوع، ويعتبرونه محفوفاً بالمخاطر بسبب القوة الروحية للملك.

2- استحضار خدام الملك 
هو الأكثر شيوعاً ، في أغلب الحالات يُستحضر خدام الملك السبعة أو الأربعين أو الثلاثمئة بحسب النظام المعتمد 7 ، 40، 70، 300 ، ينفذون أوامره، ويتواصلون مع الساحر عند الطلب، ويُطلب منهم قضاء الحاجة، بشرط ذكر اسم الملك في الدعاء والطلاسم ، ويكثر في الأعمال السفلية ويُقال إن الخادم لا يُنفّذ الأمر إلا إذا ذُكر سيده الأعلى.

مثال على ذلك : إذا كان المشعوذ ينفذ طقساً يوم الأحد، فإنه يستدعي خدام الملك ميطا طرون الذين يعملون تحت تصنيف "كوكب الشمس"، ويُطلب منهم تنفيذ الهيبة أو الكشف، مع ذكر اسم ميطا طرون في الطلسم.

هل هم خالدون ؟
بحسب كتب السحر والشعوذة يُصوَّر ملوك الجن السبعة على أنهم "ثوابت أبدية"، لا يموتون، ولا تتغير مواقعهم، بل يتم استدعاؤهم منذ قرون وكأنهم خارج الزمن البشري ، وهذا لا يعني أنهم خالدون فعلياً، بل أن السحرة يعيدون استخدام نفس الأسماء والوظائف، إما كرموز طاقية، أو كعناصر شعائرية، لا كمخلوقات  أو كيانات واقعية.

لكن وفقاً للعقيدة الإسلامية ، الجن فانون، شأنهم شأن الإنس: " كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " [الرحمن: 26–27]

فهم (أي الجن) يُحاسبون، ويُبعثون، ويموتون ، ولا يوجد ما يدل في القرآن أو السنة على وجود ملوك خالدين أو أسماء محددة للجن على مر العصور.

لكن إذا تناولنا الأمر من منظور فلسفي ورمزي، نجد أن بعض الباحثين يرون في هذه الأسماء (ميطا طرون، طارش، شمهورش…) رموز لطاقات كونية أو صفات بشرية مُسقطة على عالم الجن، وليست كيانات فعلية تعيش وتموت.


أبرز شخصيات الجن 

1- شمهروش 
الملك شمهروش يُعد من أشهر وأقدم أسماء الجن في التراث المغاربي، ويُلقب غالباً بـقاضي الجن المسلمين، ويُصنّف كأحد الملوك السبعة في السحر الإسلامي التراثي. يتم تصويره كشخصية نورانية جبّارة، له هيبة عظيمة وحضور مهيب. يُقال إنه يحكم شؤون الجن من النوع "المسلم" ويُفصل في نزاعاتهم، بل ويفرض العقوبة على الجن السفلي أو المتمرّد إذا أخلّ بعهده أو تعدى حدوده مع الإنس.

وظيفته
في كتب السحر مثل شمس المعارف الكبرى والأنوار النورانية، يُذكر شمهروش كوسيط بين العالمين: عالم الجن وعالم البشر، وغالباً ما يُستحضر لأغراض مثل الكشف الروحاني، رفع الأذى، ردّ السحر، وعقد العهود مع الجن.

وفي المغرب، يتعدى الأمر الوظيفة السحرية ليأخذ طابعاً صوفياً شعبياً؛ إذ يُزار مقام شمهروش الواقع في جبال الأطلس الكبير، قرب "أمليل"، ويعتقد الزوار أنه مقام ملك من الجن يخدم أولياء الله الصالحين. في الموروث الشعبي، يُقال إن من يتعرض لمسّ سفلي قوي، أو يظهر عليه أعراض سحر مدفون، قد يُنصح "بزيارة شمهروش" للعلاج، ويُقدم له بخور وقرابين رمزية.

تصنيفه : علوي (من الجن المسلمين العلويين) ومن ملوك الجن السبعة ،  يُعتقد أنه يمقت الجن السفلي ويُحاسبهم

عنصره :  هوائي – يقال إنه يتحكم في الرياح الخفيفة، وينتمي إلى العنصر الهوائي النوراني المرتبط بالتوازن العقلي والحكم العادل.

كوكبه : المشتري (Jupiter) :  في التقليد السحري، يُربط بالكواكب ذات الطابع " الروحي والسلطوي "، والمشتري هو كوكب الحكمة والعدل.

يوم استحضاره : الخميس – وهو يوم "البركة والزيادة" في الثقافات القديمة، وغالباً ما يُربط باستدعاء الأرواح ذات الطابع الطاهر أو النوراني.

البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي
المغرب: موطنه الأسطوري، ومقامه الفعلي في "أمليل" (قرب مراكش) يُزار حتى اليوم من قبل بعض الفئات التي تمزج بين التصوف والسحر الشعبي.

الجزائر وتونس: يُذكر اسمه كواحد من "الجن المسلمين" الذين يُستدعون لردّ السحر أو لفكّ الربط.

ليبيا ومصر (بشكل نادر): يظهر اسمه في بعض حكايات الرقاة الشعبيين، لكن لا يحمل نفس القدسية كما في المغرب.


2- ميطا طرون 
يُكتب أيضاً ميططرون أو ميطا ترون  ، وهو أحد أقوى الملوك العلويين السبعة في السحر العربي، ويُنسب إليه الحكم على جنّ "العالم الأعلى"، وخاصة أولئك المرتبطين بكوكب الشمس. يظهر في بعض المخطوطات كـ"ملك الملوك" أو "أول الملوك"، وتُنسب إليه سلطة روحية هائلة، وله طاقة نورانية لا يستطيع أغلب السحرة استيعابها، مما جعل استحضاره مقصوراً على " أهل العلم العالي " في العزائم.

وظيفته 
يُستدعى لأغراض الهيبة، التمكين، النصر، رفع المقام، والتخلص من الذل أو الخوف كما يُستخدم في الطقوس التي تتطلب إشراقاً روحياً أو سطوعاً اجتماعياً، مثل تقوية الشخصية أمام الملوك، أو الفوز بقضايا محورية في الحياة.
تُنسب إليه أيضاً القدرة على "إسكات الخصم"، و"فرض الاحترام على الأرواح السفلية"، ويُقال إنه لا يجيب إلا لمن كان طاهراً ظاهراً وباطناً.

تصنيفه 
علوي بامتياز ومن ملوك الجن السبعة – يُعد من الأرواح النورانية، ويُحذر السحرة من ذكر اسمه دون استعداد روحاني ولا يُستخدم في الأعمال المؤذية أو السفلية.

عنصره  : ناري نوراني – مرتبط بنار الشمس، لا بنار الجحيم. طاقته مشعة، لا حارقة.

كوكبه : الشمس  الكوكب الأعلى، مركز القوة، النور، والهيبة.

يوم استحضاره:  الأحد – يوم الشمس، في بداية الأسبوع السحري، ويُعتبر الأكثر نوراً من حيث "الطاقة الروحية".


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

المغرب ومصر: يُذكر اسمه في بعض مخطوطات الطب الروحي والسحر القديم، لكن دون انتشار شعبي.

في بلاد الشام: اسمه نادر، لكنه يظهر في نسخ "الأنوار النورانية" المتداولة بين السحرة.

في التصوف الشعبي: لم ينل ميطا طرون مكانة شعبية، لأن طقوسه تتطلب خلوة وتأملاً طويلاً، وليس زيارات أو مزارات كما في حالة شمهروش.


3- أبو محرز الأحمر 
يُعرف أيضاً باسم: مرة بن همام الأحمر، أو ببساطة "الملك مرة"، وهو أحد الملوك السبعة المشهورين في كتب السحر العربي وغالباً يُدرج في المرتبة الثالثة ، ويُلقب بلقب "الأحمر" لأنه مرتبط بكوكب المريخ والنار والدم، وتُنسب إليه طاقة عنيفة ومُهلِكة، تتجلى في النزاعات، والقتل، والتدمير.

يوصف في بعض المخطوطات القديمة بأنه جنّي جبار لا يُقهر، يقود جيوشاً من الجن الناري، ويخضع له عدد من الأرواح السفليّة التي تُستخدم في الطقوس المؤذية، وخاصة التفريق، والربط، والقتل البطيء، والتحريض، وإثارة النزاعات.

وظيفته 
الملك مرة يُستدعى أساساً في أعمال السحر الأسود. ومن أشهر الوظائف المرتبطة به: التفريق بين الأزواج أو الحبيبين ، زرع الشك والخيانة بين الشركاء ، تحريك الشهوات المرضية أو الشذوذ الجنسي ، إصابة العدو بالوساوس أو الحمى أو النكد المزمن ، المساعدة في عقد التحالفات مع جن آخرين سفليين ، ويُقال أن استحضاره يمنح الساحر قوة "الضغط الناري"، أي القدرة على التأثير في مشاعر الآخر عن بُعد، وتفجيره من الداخل،  ويُقال إن من نادى الملك مرة دون طقوس صرف العمار (جن البيت)، قد يُصاب بجنون مفاجئ أو وسواس قهري دائم.

تصنيفه: سفلي خالص – من ملوك النار والسحر المدمر،  يُحذر بعض السحرة من العبث باسمه دون حماية كافية، لأنه من الكيانات التي قد تنقلب على مستدعيها.

عنصره :ناري سفلي – يقود جن النار، ويُقال إن حضوره يرافقه حرارة شديدة، أو حريق في طرف المكان دون سبب.

كوكبه : المريخ – كوكب الحرب، الدم، العنف، والهيجان.

يوم استحضاره:  الثلاثاء ، ويُعتقد أنه أخطر أيام الأسبوع من الناحية الطاقية، ويُستحضر فيه أغلب الكيانات المدمرة.

البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي
السودان والمغرب: يُذكر في طقوس السحر الشعبي كاسم محظور لا يجب النطق به علناً، ويرتبط بأعمال السحر الأحمر.

مصر (خاصة في الصعيد): يظهر في بعض نصوص "الكتاب الأسود" أو "المندل" كاسم محرّض على التفريق.

تونس وليبيا: يُربط بكيانات نارية تُستخدم لتخويف الأطفال أو تبرير الحمى الليلية.


4- طارش
الملك طارش هو أحد ملوك الجن السبعة ، يُوصف بأنه ملك التراب والرصد والكنوز المدفونة، وهو المسؤول عن حماية الكنوز القديمة ، خاصةً تلك المرتبطة بالسحر أو الملوك أو الطقوس الوثنية.

ويُقال إن "الرصد" الذي يمنع الوصول إلى الكنز ليس إلا من خدام الملك طارش، الذين يموّهون المكان أو يؤذون من يحاول الاقتراب دون علم أو عهْد.

وظيفته
يُستدعى الملك طارش غالباً في طقوس فكّ الرصد وفتح الخزائن المدفونة، وخصوصاً عندما يشكّ الساحر بوجود كنز في الأرض تحت حماية روح خبيثة. من وظائفه كما تُزعم في الطقوس: الكشف عن مكان الكنز الحقيقي وتمييزه من الوهمي ، تخدير أو صرف خادم الرصد السفلي ، حماية الساحر أثناء التنقيب الروحي أو الفيزيائي ، أحياناً يُطلب في تعطيل الحظ المالي لشخص ما، إن استُخدم بشكل عدائي ، وغالباً لا يحضر إلا بعد استئذان طويل، ووفق شروط دقيقة، لأنه يعتبر نفسه "خازناً" وليس خادماً. ويُزعم أن بعض السحرة لا يستحضرونه صراحة، بل يستحضرون أحد خدامه الـ12، لأن حضوره الثقيل قد يُسبب ضيقاً في النفس أو نسياناً لحظياً.

تصنيفه: سفلي ترابي – طاقته أرضية باردة وثقيلة، وغالباً ما يُصنّف ضمن الأرواح السفلية المؤذية إن لم يُحسن التعامل معه.

عنصره : ترابي – يسكن الجبال والأنفاق والكهوف وأطلال المدن القديمة.

كوكبه :  زُحل  – كوكب البُطء، الفقد، الغموض، والدفن.

يوم استحضاره: السبت – يوم الطاقات المقيدة، والكنوز المدفونة، والرموز المغلقة.

البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي
المغرب والجزائر: يُذكر اسمه في جلسات استخراج الكنوز، وغالباً يُكتب طلسمه على ألواح نحاسية.
مصر (الصعيد خاصة): يُستخدم اسمه في "كشف الرصد"، وأحياناً يظهر في كتابات "العتبة الزرقاء" الخاصة بكنوز الفراعنة.
السودان وتشاد: يُرتبط عند البعض بحراسة الذهب والنقود المدفونة في الرمل، ويُزعم أنه يظهر في الأحلام كرجل يحمل مفتاحاً.


5- برقان
الملك برقان يُعد من أشهر الأسماء التي وردت في كتب السحر الإسلامي القديم  ، خصوصاً في الأعمال المرتبطة بعنصر التراب. يُصنّف ضمن ملوك الجن السبعة في بعض المخطوطات، وفي أخرى يُذكر كخادم قوي للملك طارش أو كقائد لجن الطلسمات الترابية ، وصفه السحرة بأنه "ثقيل"، بمعنى أن استحضاره لا يتم بسهولة، وأنه يُحب الصمت، الغموض، والتعامل المنضبط جداً.

كما يُقال إن برقان لا يتحدث كثيراً، بل يُرسل إشارات، ويظهر على هيئة طيف ترابي، أو صوت في الأرض.

وظيفته
وظيفة برقان في السحر السفلي تشمل: حبس الرؤية (أي جعل العدو لا يرى الحقيقة) ، إخفاء الأشياء (مثل منع وصول شخص إلى شيء يخصه، أو طمس طريقه) ، حجب الحظ : يُقال إنه يستطيع إغلاق "أبواب الرزق" أو "الفرص" ، ربط العقول : في بعض الطقوس، يُستدعى لإرباك الخصم أو تعطيله نفسياً ، تقوية الرصد على الكنوز:  يُستخدم كـ "قفل سحري" فوق موقع مدفون ، يُعتبر من الجن الخطيرين، لأنه لا يرضى بسهولة، ولا يقبل الإهمال، وقد ينقلب على الساحر إذا خالف شروطه،  يُقال إنه لا يقبل الخطأ، ومن ينطق اسمه بلا حذر قد يُصاب بضيق صدر مزمن أو نسيان متكرر.

تصنيفه: سفلي ترابي – ثقيل، خفي، ثابت الطبع، ولا يُستدعى إلا في الطقوس المؤذية أو الحاجبة.

عنصره: ترابي خالص – غالباً ما يُطلب منه العمل مع التراب والرماد والطين.

كوكبه: زحل  – الكوكب المعروف في الفلك السحري بالحزن، البطء، العزلة، والفقد.

يوم استحضاره: السبت – مثله مثل طارش، ويُفضل في أوقات الغروب أو قبل الفجر.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي
مصر (خاصة في الريف والصعيد): يُذكر اسمه في طلاسم حجب الرؤية ومنع الوصول، وغالباً ما يُكتب بالرموز فقط دون نطق.

المغرب: يظهر في الطقوس الجبلية أو عند استخراج الكنوز، وغالباً ما يُشار إليه كـ"رصد التراب".

السودان وتشاد: يُتداول اسمه في دوائر السحر الحاجب، ويُكتب على صخور أو ألواح طينية توضع في الأرض.


6- السوداء 
"السوداء" هي واحدة من أكثر الكيانات الجنية الأنثوية رهبة وغموضاً في طقوس السحر السفلي في التراث العربي، ويُقال إنها روح أنثوية سفليّة لا تظهر إلا في الظلام التام، وغالباً ما يُزعم أنها تُستدعى لأعمال التخريب والإفساد والتعطيل، خصوصاً تلك التي تمسّ النساء، أو تُصيب البيت بالحزن والخلافات ، رغم أنها لا تُعتبر من ملوك الجن السبعة، لكن يُزعم أنها تحكم أرواحاً نسائية أصغر منها، وتُوصف بأنها كيان لا يلبّي الطلب إلا بعد " قرابين نفسية وروحية "، أي خوف ورهبة وذلّ روحي من الطرف المستدعي.

وظيفتها
تُستدعى "السوداء"  لأغراض شريرة : إسقاط الأجنة (خاصة عند النساء الحوامل حديثاً) ، تعطيل الزواج أو إفساد النصيب ، زرع النكد والحزن في المنزل ، التسبب في اضطرابات نفسية عميقة لدى الضحية ، إحداث فقدان الشهية، كآبة، صدود عن الحياة الزوجية أو الجنسية ، تمكين الساحر من السيطرة على امرأة عبر الإذلال أو العجز ، كما يُقال إنها تظهر في الكوابيس، خصوصاً لدى النساء، وتهمس بكلمات خبيثة أو تغني أغاني طفولية مشوهة، وقد تُرى كظل طويل في الزاوية، أو وجه أنثوي لا تظهر منه سوى العينين الفارغتين ، من استدعاها دون قدرة على صرفها، قد تلازمه كظلّ طيفي لا يُغادر، وقد يُصاب بحالات اكتئاب حاد.

تصنيفها: سفليّة خالصة – شيطانية، مدمّرة، مظلمة الطبع، لا تخدم إلا مقابل تدهور معنوي شديد.

عنصرها: ناري/ظلامي مختلط – ليست من عنصر النار الإيجابي بل من "النار المُظلمة"، وتُرتبط بالضباب الكثيف أو الأركان الميتة من المنزل.

كوكبها : زُحل  – كوكب الحزن، السحر الأسود، والموت الرمزي.

يوم استحضارها: السبت – يوم الطاقات الثقيلة، يُفضل فيه القيام بأعمال الطرد أو الاستحضار الدموي.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

العراق وسوريا: تظهر كثيراً في قصص النساء المصابات بمسّ غريب بعد الحمل.

المغرب والجزائر: تُروى عنها حكايات شعبية بأنها تظهر في الزوايا المظلمة، أو تنادي باسم الأنثى ليلاً.

السودان: تُعرف باسم "بت الليل"، وتُخشى بشدة في الطقوس النسائية الليلية.

شبه الجزيرة العربية: لا يُذكر اسمها صراحة، بل تُشار إليها كـ"المرأة التي تمشي بلا وجه"، وهي خرافة تُستخدم أحياناً لتفسير أمراض النساء.


7- ميمون السحاب
هو من الجن الهوائيين العلويين بحسب تصنيفات كتب السحر التراثي، ويُشار إليه بوصفه "خادم التنقل السريع، وكاشف الغيب الهوائي" ، اسمه لا يرد كثيراً في المخطوطات الشهيرة مثل شمس المعارف، لكنه متداول بشدة في المخطوطات الشعبية وفي دوائر السحرة العمليين، خاصة في المغرب وتونس والسودان.

ويُزعم أن ميمون السحاب "يسكن في طبقة الهواء العليا" ويركب السحب، ويتنقل بسرعة الضوء، ويعرف ما يقال في الأماكن البعيدة، ليس من ملوك الجن السبعة، لكنه يُصنّف كـ"خادم علوي مستقل" يخضع للملك ميطا طرون أو شمهورش في بعض التصنيفات.

وظيفته
يُستدعى ميمون السحاب في الطقوس المتعلقة بـ: التجسس الروحي أو سماع ما يدور في أماكن أخرى ، كشف الخيانة الزوجية أو الأسرار الشخصية ، إيجاد مكان شخص غائب أو مفقود ، نقل الرسائل الروحية من جن آخر ، فك الغموض حول حادث أو نية شخص ما ، يُقال إنه من الأرواح السريعة والخفيفة، ولا يظهر بصورة ثابتة، بل كوميض، أو كطيف في الضباب، أو كنسمة تمرّ ويصاحبها صوت هامس، تحذير: رغم أن طبيعته غير عدائية إلا أن تكرار استحضاره دون حاجة واضحة قد يؤدي إلى وسواس أو فقدان التركيز.

تصنيفه : علوي هوائي – لا يرتبط بأعمال إيذاء مباشرة، لكنه قد يُستخدم في الطقوس الرمادية (كالكشف دون إذن أو التجسس).

عنصره : هوائي – خفيف، سريع، ذكي، لا يحب البطء أو الطقوس الطويلة.

كوكبه: عطارد - كوكب الفكر، التنقل، الرسائل، والدهاء.

يوم استحضاره :  الأربعاء – اليوم المرتبط بعطارد، وهو يوم خفيف وسريع الطاقات.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

المغرب: يُستحضر في طقوس الكشف عن الخيانة، ويُقال إنه يُجيب في المنام.

تونس والجزائر: يُذكر في مخطوطات "الهوائيين" كخادم للغيم.

السودان: يُعرف ضمن طقوس "الريح الطيّارة"، ويُقال إن استحضاره يتم في العراء وقت هبوب النسيم.

مصر: نادر الذكر، لكن يُوصف أحياناً بأنه "ريح مرسَل" في بعض تقاليد السحر الريفي.


8-  ميمون الزهراني
يُعرف أيضاًبـ مارد الزُهرة ، خادم الزهرة أو السيد الوردي ، وهو من الجن المرتبطين بكوكب الزهرة (فينوس) ، ويُصنف كخادم أو مارد يُستدعى في طقوس الحب، والعاطفة، والجمال، والشهوة، يظهر اسمه بكثرة في كتب التنجيم والسحر الفلكي مثل الأنوار النورانية، وأحياناً يُذكر في "العزائم البيضاء" كروح لطيفة، لكنه في الطقوس السفلية يُستحضر أيضاً لأغراض شهوانية أو تهييج قهري، فيأخذ طابعاً مختلطاً بين النوراني والمُغوي. ،رغم أنه ليس من الملوك السبعة، لكنه يُعتبر "خادم الزهرة" الرئيسي، ويأتمر بأمر ملوك علويين في التصنيفات الفلكية.

وظيفته 
من أشهر الأرواح المستدعاة في طقوس الجلب العاطفي والتسخير (إرغام الطرف الآخر على الحب) ، التهييج الجنسي (للأزواج أو لمنع البرود) ، جذب الأنظار والجمال والقبول ، إثارة الغيرة بين المحبوبين ، ربط الشريك أو حمايته من الإغواء ، ويُقال إن طاقة ميمون الزهراني ناعمة لكن قوية، وتعمل على "القلب والوجه"، أي التأثير في المشاعر والمظهر معاً.
ويُستحضر غالباً بطقوس "الحسن والجلب"، وهو روح محبوب عند السحرة لأنه "سريع الاستجابة"، خاصة إذا تم استرضاؤه ببخور الزهور أو الطيب،  في حال استخدامه لأغراض قهرية، يُقال إن العلاقة الناتجة تكون هشّة، وقد تنقلب إلى كراهية مفاجئة إذا لم تُصرف الطاقة لاحقاً.

تصنيفه  : مختلط (علوي في الأصل، لكنه يُستخدم أحياناً في السحر السفلي) ، في الطقوس البيضاء يُصنَّف كروح علوي عاطفي ، وفي طقوس التهييج والشهوة القهرية يُصنَّف كسفلي ناعم

عنصره : ناري زهري – ناره ليست مدمرة، بل متوهجة بالجاذبية، وغالباً ما توصف بأنها نار "ناعمة".

كوكبه : الزهرة  – كوكب الحب، الجمال، المتعة، والأنوثة.
يوم استحضاره: الجمعة – وهو يوم الزهرة، الأنسب لأعمال الجلب، والزينة، والمصالحة.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي
المغرب وتونس: يُستحضر في طقوس الجلب بين العشاق، وغالباً ما يكون اسمه مكتوباً ضمن المربعات في "حروز الحب".

مصر (خاصة في الصعيد): يُستخدم اسمه في العزائم النسائية مثل "فتح النصيب" أو "جلب الخطيب".

السودان: يُذكر أحياناً كـ"ميمون الورد"، ويستحضر في طقوس الطيب والعطور.

بلاد الشام: أقل تداولاً بالاسم، لكن الفكرة موجودة في طقوس "ربط القلب" أو "جمّال الوجه".


9-  أم الصبيان
"أم الصبيان" ليست اسماً فردياً لجنية واحدة، بل هو لقب عام يُطلق على روح أنثوية سفلية تُتّهم بأنها تتعمد إيذاء النساء الحوامل والأطفال الرضّع ، ورد اسمها في كثير من كتب السحر الشعبي والتعزيمات الريفية، ويُقال إنها "تدخل البيوت دون استئذان"، وتُفضّل الأماكن القذرة أو التي تفتقر للذكر، ليست من الملوك السبعة لكنها تُعتبر من "ملكات الشرّ" في الرتب الأنثوية، وتُقال إنها تتبع ملوكاً ذكوراً سفليين (مثل زلزل أو مرة).

وظيفتها 
تُنسب إلى "أم الصبيان" وظائف محددة يتداولها الرقاة والنساء في المجتمعات التقليدية، أبرزها: إسقاط الأجنّة في الشهور الأولى ، تعطيل الزواج أو إحداث نفور مفاجئ في ليلة الدخلة ، التسبب بالبكاء الليلي المتكرر للرضع ، حصول تشوهات خَلقيّة أو أمراض مزمنة مجهولة السبب ، زرع الخوف أو التهيؤات عند الأطفال الصغار ، حدوث كراهية شديدة بين الأزواج بلا سبب واضح ، وغالباً ما يتم ربط هذه الظواهر بوجود أم الصبيان في البيت، خاصة إذا اختفت الأحلام، وازدادت حالات النسيان، والكآبة الصامتة، والانطواء المفاجئ ، قد يُصاب الساحر الذي يخطئ في صرفها بـ"الربط" أو بالشلل المؤقت.

تصنيفها : سفلية خبيثة – طاقتها مُدمرة، خفية، ناعمة لكن سامة.

عنصرها : هوائي/ترابي مختلط – تُوصف بأنها "ريح باردة تخترق الرحم"، أو "ظلّ يمرّ في الغرفة بصمت".

كوكبها : زحل  – كوكب الكآبة، الحزن، الإسقاط، والعقم.

يوم استحضارها: السبت أو الثلاثاء – وهما اليومان المرتبطان بالسحر السفلي والدم والنزاعات.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي
العراق والشام: تُخشى بشدة، وتُكتب حرزات باسم "صرف أم الصبيان" على المواليد الجدد.

المغرب: تُطرد عبر بخور "الكحل" والأعشاب الحارة، أو تعليق حدوة حصان على باب البيت.

مصر (الوجه البحري): تُذكر كثيراً في الأدعية الشعبية المرتبطة بالولادة، وتُربط بالبكاء الليلي للرضيع.

السودان واليمن: تُربط بتعسر الولادة، وتظهر في أحلام المرأة الحامل على هيئة قطة أو خيال أنثى نحيلة.


10- السيد الأبيض
يُلقب أيضاً في بعض المخطوطات بـ: "الروح النورانية الكبرى" أو "خادم النور السابع" ، السيد الأبيض" هو من الأرواح العلوية النورانية التي وردت في بعض مخطوطات العزائم البيضاء والطقوس النورانية المرتبطة بالحماية، الشفاء، ورفع الأذى الروحي.

يُصوّر غالباً ككيان مهيب، طويل القامة، يلبس البياض، وله نظرة صارمة هادئة. ويُقال إنّه لا يُستحضر بسهولة، بل يُناجى في لحظات الخوف، والمرض، والانكسار، ويظهر للنفوس التي تسعى للنقاء والتوبة ، في بعض المخطوطات، يُربط بكوكب الشمس أو الزهرة، وأحياناً يُعتبر خادماً علوياً تحت سلطة الملك ميطا طرون أو "روح المشرق".

وظيفته 
السيد الأبيض يُطلب لأغراض العون والنور والتهدئة الروحية، منها رفع الأذى النفسي أو أعراض المس الخفيف ، حماية البيوت من السحر ، فك الربط العاطفي أو النفسي بطريقة لا تؤذي الطرف الآخر ، إرشاد الباحث في طريقه الروحي أو تصفية نيته ، إبطال الطاقة السفلية المحيطة، خاصة إذا كانت قادمة من أعمال حسد أو عين قوية ، ويُعتقد أن حضوره يترك أثراً من النور أو الدفء في المكان، مثل شعور مفاجئ بالطمأنينة أو زوال الخوف، لا يُستجاب للطلب إن كان في نية الساحر أذى أو تسلّط، ويُقال إن النور ينطفئ فجأة عند الكذب عليه.

تصنيفه :  علوي نوراني – لا يُستخدم في الأعمال السفلية مطلقاً ، يُعد من الأرواح المُرشِدة، لا المُنفّذة.

عنصره : نوراني/هوائي – طاقته بين الضوء والهواء، رقيقة لكن نافذة، تملأ الفضاء ولا تُحب الكثافة أو الفوضى.

كوكبه : الشمس أو أحياناً الزهرة – بحسب وظيفة الاستحضار (شفاء أو تهدئة أو جلب نور).

يوم استحضاره: الأحد (لطاقة الشمس) أو الجمعة (لطاقة الجمال والمصالحة)


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

بلاد الشام والمغرب: يُذكر في طقوس التحصين، ويُكتب اسمه على ورق أبيض داخل "حرز الطمأنينة".

مصر: يُشار إليه في تعاويذ النساء النقيات اللواتي يطلبن "نورًا داخليًا" أو "راحة صدر".

السودان: يُقال إن بعض الرقاة يكتبون "عزيمة السيد الأبيض" على ماء زمزم أو مسك أبيض ويعطونه لمن أصيب بمس خفيف.


11- زلزل
يُذكر أحياناً باسم: زلزال، أو زلزل بن شهاب وهو اسم لجنّي سفليّ يوصف بأنه ملك الهدم والاقتلاع والخراب المفاجئ، ويُقال إنه لا يجيب إلا في الطقوس التي تكون نية المستدعي فيها مغموسة بالكراهية أو رغبة الانتقام أو القتل الروحي والمعنوي ، ويُصوَّر في المخطوطات الشعبية كـ جني هائل الجثة، له وجه مشقوق أو بلا ملامح واضحة، ويخرج من باطن الأرض، ويُقال إنه يقود أرواحاً تُسبب انهيار العلاقات، فقدان العقل، أو حتى الحوادث الغريبة، لكنه يُعتبر ملكاً فرعياً أو من كبار أعوان الملك مرة في بعض النسخ.

وظيفته 
محصورة تقريباً في الأعمال ذات طابع تدميري خالص مثل تدمير نفسية المستهدف أوالضحية بالكامل ، التسبب في الجنون المؤقت أو الكآبة المزمنة ، إفشال مشروع أو زواج أو شراكة في لحظة حاسمة ، إثارة الفوضى في بيت أو مؤسسة ، إصابة الضحية بنوع من النحس المتلاحق، ما يُعرف بالخراب المتسلسل ، وغالباً ما يُستدعى في الأعمال السفلية الكبرى، ويُقال إن ظهوره قد يتسبب بانقطاع الكهرباء، أو اشتعال غير مفسر، أو انهيار مفاجئ في سلوك شخص مستهدف، يُقال إن زلزل لا ينفّذ فقط، بل أحياناً يستقر في المكان، ويخلق موجة نحس دائمة لا تُصرف إلا بطقوس عكسية صعبة.

تصنيفه : سفلي ناري/ترابي – طاقته بركانية، بطيئة التكوّن، لكنها مدمرة عند التفجّر.

عنصره : ترابي ناري مختلط – طاقته مشتقة من الأرض والنار، وتُشبّه بالبراكين أو الزلازل الخفية.

كوكبه : زحل  – كوكب الموت الرمزي، العقوبات، الهدم، البطء القاتل.

يوم استحضاره : السبت – يُستدعى فيه الجن الأكثر عناداً وبطشاً، وتُرتبط طاقته بالفقد.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

السودان: يُذكر اسمه في تعاويذ "نزع البركة"، أو عند تفسير انهيار مفاجئ لزواج أو رزق.

المغرب: يُعد من الجن الذين يخدمون "الراصد" تحت الأرض، ويُقال إنه يُستدعى حين يُرفض كشف كنز مسحور.

مصر (في الريف): يُقال إن المرأة التي تُصاب بالخراب في بيتها، قد تكون "زلزل قد مرّ من تحت بابها".

ليبيا والجزائر: يُستدعى في الأعمال الثقيلة التي يُراد بها أن "لا يعود الإنسان كما كان".


12- سعلوة
يُكتب أحياناً: سعلاة، أو سعلوة بنت الجن وهي جنّية أنثى ذات أصل بدوي أو صحراوي، تظهر كثيراً في حكايات الريف والصحراء في شبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا والأردن، وتُصوّر غالباً على هيئة امرأة ذات شعر كثيف طويل، وأقدام حمار أو معكوفة، وجسد نحيل مشوّه أو متعرّج ، رغم طابعها الشعبي الأسطوري، إلا أن السعلوة تدخل في بعض الطقوس السفلية المرتبطة بالانتقام من الرجال، أو إرباك المجنون، أو كسر نفس العدو الرجولي ، وفي بعض المرويات، تُقال إنها كانت امرأة بشرية تحوّلت إلى جنّية بسبب ظلم شديد، ثم اتخذت من الغدر والانتقام طريقاً، خاصة من الرجال الذين يخونون أو يؤذون النساء،  تُعد جنّية مستقلة ذات طاقة أنثوية هجومية.

وظيفتها 
 تُستدعى السعلوة أو تُرسل في أعمال سفلية ذات طابع نسوي انتقامي، وأشهر أدوارها: إغواء الرجال ثم إذلالهم نفسياً أو جسدياً ، تخريب العلاقة الزوجية أو إشعال الخيانة ، إفقاد الرجل القدرة الجنسية أو الثقة بالنفس ، زرع الهلع والخوف في قلب شاب متهور أو سفيه ، التسبب في وساوس أو كوابيس متكررة ذات طابع أنثوي مرعب ، وتُستخدم في طقوس "رد الظلم عن النساء بطريقة سوداء"، وغالباً ما تتكرر في الحكايات التي تبدأ بها الأنثى طقساً من الغضب المكبوت، فتفتح باباً لـ"المرأة الوحش" ،  يُقال إن من يخطئ في طقس الصرف قد ترافقه في الأحلام، وتُشوش عليه علاقاته مع النساء.

تصنيفها : سفلية خبيثة – أنثى مؤذية ، لكنها لا تُستخدم في أعمال القتل أو الإجهاض، بل في التلاعب والدمار النفسي والجنسي.


عنصرها : هوائي/ترابي – طاقتها بين الهواء (للتنقل الخفي) والتراب (للارتباط بالأرض والبداوة).

كوكبها : لا كوكب ثابت – لكنها تُربط أحياناً بزُحل (العقوبة) أو القمر (الأنوثة المظلمة).

يوم استحضارها:  ليلة الثلاثاء أو السبت – يفضل في ليالٍ ذات قمر خافت أو غائب، وفي ساعة نحس أو نكوص.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

العراق: تُذكر كثيراً في حكايات الريف والبادية، وتُخيف بها الأمهات أبناءهن.

شبه الجزيرة العربية: تظهر في القصص الشعبية كأنثى تعيش في الجبال أو الخرائب، وتنادي باسم الرجل ليلًا.

الأردن وسوريا: تُروى حكايات عنها في البوادي، وتُربط بظهورها في الطرق الصحراوية بعد منتصف الليل.

السودان: تظهر في الحكايات كزوجة جنّية لرجل بشري، تنقلب عليه حين يغضبها، وتُصاب بهستيريا.


13- لالة عيشة
تُلفظ أيضاً: لالا عيشة – للا عيشة – لالة عيشة السودانية أو البحرية ، وهي جنّية أنثى ذات طابع مختلط بين الخير والشر، ورد اسمها في طقوس "الزار" و"الجاوي" و"السحر المغربي الشعبي" بشكل لافت ويُقال إنها روح قوية مرتبطة بالماء والأنوثة والغواية، وتُعتبر "ملكة" في بعض دوائر الزار، ولها طقوس خاصة جداً، يُمنع فيها الاستهزاء أو التقليل من شأنها ، في بعض الحكايات الشعبية تُوصف بأنها جنية مسلمة من أصل نوبي أو سوداني سكنت البحر، وأحبت بشراً، ثم تعرّضت للخذلان، فتحوّلت إلى كيان يقابل الوفاء بالحب، والخيانة بالغضب ، وتُرسم في خيال الناس كامرأة سوداء فاتنة، ذات شعر طويل، ترتدي قفطاناً أو عباءة، وتغوص في الماء أو تظهر قربه، ليست من الملوك السبعة، لكنها تُلقب بـ "ملكة الزهرات" أو "سيدة الزار"، وتخضع لها أرواح أنثوية خفية.

وظيفتها
 لالة عيشة تُستدعى غالباً في الطقوس المرتبطة بـ فتح النصيب أو تسهيل الزواج ، علاج العقم أو انسداد الطمث ، حماية المرأة من ظلم الرجل ، جذب الحبيب بلين، دون سحر قهري ، زيادة القبول الأنثوي أو الجمال الهادئ ، وأحياناً، للانتقام العاطفي الناعم عبر الصدّ أو البرود المفاجئ ، كما تُستخدم في طقوس "جذب الجن العلوي الأنثوي" للمساعدة في حالات الحسد القوي أو المس العاطفي، يُقال إنها لا تستجيب إن شكت في صدق الساحر، بل تعاقب بالبرود أو النسيان أو إفشال الطقس.

تصنيفها : مختلطة (سفلية-علوية) – حسب نية المُستدعي ، إذا كانت النية طيبة تُعد خادمة علوية محبة للخير ، وإذا كانت نية انتقام أو غواية تتحوّل إلى سفليّة قادرة على زرع الفتنة


عنصرها : مائي أنثوي – طاقتها رطبة، أنثوية، متغيرة، تُشبّه أحيانًا بماء البحر وقت المدّ.

كوكبها : الزهرة – كوكب الحب والأنوثة والعطر والمصالحة.

يوم استحضارها : الجمعة أو الاثنين – وهما يومان مخصصان للأنوثة، الجلب، والماء.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

المغرب: تُعد من أشهر الأرواح المستدعاة في طقوس "الزار"، ولها مقام رمزي قرب بعض الأنهار.

تونس والجزائر: تُذكر في الأعراس النسائية والأغاني الشعبية كرمز للأنوثة الروحية.

السودان: تُربط بروح "المرأة البحرية" التي تُغني عند الغروب وتظهر في الرؤى.

مصر (في الصعيد): تظهر باسم "الست الطاهرة" أو "سيدة البحر"، وتُربط بالعفة والجمال.


14- ميمون الأبرص
يُكتب أحياناً: ميمون البرص، وهو واحد من الملوك السبعة المشهورين في التصنيفات السحرية القديمة، ويُربط غالباً بـ اليوم الثاني من الأسبوع (الاثنين)، وبـ كوكب القمر، وهو يُعد من الجن العلويين الهوائيين ذوي الطاقة الروحانية المرتبطة بالكشف، والرؤى، والأحلام، والبصيرة.

ورد في بعض النسخ الشعبية أن ميمون الأبرص ابن مرّة، لكن أغلب التصنيفات النورانية تعتبره كياناً علوياً مستقلًا يرتبط بالقمر والعنصر الهوائي، وليس له علاقة مباشرة بالسلالة السفلية النارية.

ويُقال إنه يُشرف على جموع من الأرواح الخفيفة التي تنقل الأخبار وتكشف الغيوب، لذلك يستحضره السحرة في طقوس الكشف أو التبصّر، بشرط النية الصافية ، وفي بعض المخطوطات، يُوصف بأنه "ملك الغيب القريب"، ويظهر في الرؤى على هيئة رجل أبيض البشرة، أو مائل للزرقة، في ثياب فضفاضة، أحياناً يركب حصاناً أبيض أو طائراً شفافاً، وعينه اليسرى مغلقة أو مشوّهة.

وظيفته
يُستدعى ميمون الأبرص في طقوس ذات طابع روحاني/تنجيمي، من أبرزها : الكشف عن النوايا الخفية للناس ، معرفة موقع شخص غائب أو هارب ، تفسير الأحلام الصعبة أو الكشف عنها ، البصيرة في القرارات الكبرى (زواج، شراكة، سفر) ، حماية من الوساوس أو المس الخفيف ، فتح البصيرة والتواصل مع الذات العليا ، ويُقال إن له سلطة على الجن الوسيطين الذين لا يعملون في التخريب بل في التجسس الخفي أو التسلل العقلي،  لكن إن أُسيء استخدامه، قد يغيب أو يمنح معلومات مضللة ،  ولا يُستحسن استخدامه في طقوس تتعلق بالأذى، لأنه قد يعاقب بالاختفاء الروحي أو "حجب البصيرة"

تصنيفه : علوي هوائي/قَمري – يعمل في مجال الرؤى، الطيف، الإلهام، والحدس ،


عنصره : هوائي – يتنقل عبر الهواء، ويُقال إنه "لا يُثبت موضعه في الأرض، بل يمر كالسحاب الرمادي".

كوكبه : القمر  – رمز الأحلام، العواطف، الغموض، والحدس ، في التنجيم، القمر هو العقل الباطن والجانب الخفي للإنسان، وهذا ما يعكسه ميمون الأبرص في رمزيته.

يوم استحضاره : الاثنين – يوم القمر، يُستخدم فيه طاقات الحدس، النية، الكشف، والعلاقة مع الذات.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

المغرب: يُذكر بكثرة في مخطوطات الكشف والبصيرة، وتُرسم طلاسمه قرب مرآة أو ماء.

الجزائر وتونس: يُستخدم اسمه في حروز "كشف الحقيقة" بين المتزوجين أو الشركاء.

مصر (الصعيد والفيوم): يُستدعى في طقوس "المندل" والبندول، وغالباً ما يُذكر على هيئة روح "العين المفتوحة".

السودان: يُربط بحالات الكشف القمري، خاصة عند من يملكون "حساً زائداً".

15-  السيد الأحمر
يُعرف في بعض المخطوطات بألقاب مثل: خادم المريخ – ربّ النار – سيد الدم ، وهو جني سفلي ناري بامتياز، ويُوصف في كتب السحر الشعبي والرموز الطلسمية بأنه كائن شديد الحرارة، حادّ الطباع، لا يُستدعى إلا لغرض عدائي أو مدمر، وغالباً ما يُعد من أرواح الحرب والغضب والفتنة والدماء.

يُرسم رمزياً في بعض المخطوطات كشخص طويل القامة، جسده كالجمر، يرتدي رداءً من لهب أحمر قاتم، وعيناه تلمعان كجمرة سوداء،  يُصنف في بعض المخطوطات كـخادم مباشر للملك مرّة (أبو محرز الأحمر) أو تابع للكيانات النارية العليا مثل زلزل.

وظيفته 
يُستدعى السيد الأحمر في طقوس يهدف فيها الساحر إلى: إثارة الغضب بين الأشخاص أو العائلات ، إشعال الفتن والعداوات ، التحريض على القتل أو العنف ، زرع الحقد في قلب شخص ضد آخر ، تقوية عمل سفلي دموي (تفريق، انتقام، ربط مؤذٍ) ، التسبب في نزيف غير مبرر أو ارتفاع حرارة مَرَضيّة ، تُحذر بعض الكتب القديمة من الإفراط في مناداته، لأنه يظهر بسهولة لكنه لا يرحل بسهولة، ويُقال إن حضوره قد يسبب حالات عنف غير مفسّرة، أو اختناق نفسي في المكان،  يُقال إن من لم يصرفه في الوقت المحدد، قد يعيش أياماً من العنف المنزلي أو الأحلام النارية المزعجة، أو يشعر بشيء يحترق قربه بلا نار.

تصنيفه : سفلي ناري دموي – لا علاقة له بالكشف أو التهدئة أو الأعمال البيضاء.

عنصره:  نار حمراء قاتمة – يُقال إنه لا يسكن الأماكن، بل "ينفجر حيث يُستدعى"، كأنه لطخة نار هاربة.

كوكبه : المريخ –كوكب القتال، الدم، العنف، النزاع، والتحريض.

يوم استحضاره : الثلاثاء – يوم المريخ، يوم الحرب والصدام في الفلك القديم.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

مصر (خاصة في الريف والصعيد): يُذكر في طقوس التفريق الغاضب أو في "كتاب الدم الأحمر"، ويُربط بعنف الزوج ضد الزوجة دون سبب.

المغرب: يُحذر السحرة من ذكره دون بخور محصن، ويُقال إنه “يُختبئ في المرايا الحمراء”.

العراق: يظهر في بعض تعاويذ الربط والسحر الأسود، تحت اسم "سيد الدم".

الجزائر وتونس: يُستخدم اسمه في طقوس الحقد على العائلة أو الجار، وغالبًا لا يُنطق جهاراً.


16- الشيخة حسناء
تُعرف أحياناً بلقب: "سيدة الجمال المظلم" أو "جنيّة الفتنة" ، وهي جنية أنثوية تُستدعى في طقوس الجمال، الهيبة، والسيطرة على الرجال. اسمها لا يرد في الكتب السحرية الشهيرة كالملوك السبعة، لكنه يظهر في مخطوطات مغربية وسودانية نادرة كاسم مخصص لجنية تُجسد الجاذبية الساحرة، ولكن المشوبة بالقوة والغموض ، ويُقال إنها تظهر في الرؤى والكوابيس على هيئة امرأة فاتنة بجمال غير عادي، ترتدي الأبيض أو الفضي، لها شعر طويل يغطي ظهرها، ووجهها يبدو بريئاً لكن نظرتها عميقة تخترق من يراها ، وفي طقوس الاستحضار، تُوصف بأنها تعطي القوة للمرأة الضعيفة، وتمنحها السيطرة العاطفية أو الجسدية على من تحب، لكنها قد تُصبح كياناً غيوراً إذا لم تُصرف بطريقة صحيحة ، توصف في بعض المخطوطات بأنها "شيخة الأرواح الوديعة"، أو "الوصيّة على الأرواح الطيبة من الجن الإناث.

وظيفتها
الشيخة حسناء تُستدعى في طقوس ذات طابع أنثوي محض، منها: جلب الحبيب للمرأة دون سحر قهري ، تقوية الجاذبية الشخصية أو الكاريزما الأنثوية ، زيادة الجمال أو إشراق الوجه "بطريقة طاقية" ، جعل رجل ما ينشغل بالمرأة نفسياً أو جسدياً ، ردّ الكيد الأنثوي أو حماية من غيرة امرأة أخرى ، كما تُستخدم في بعض الطقوس "الناعمة" لتقوية الهالة الأنثوية دون أذى مباشر، ويُقال إنها تُحب الطيب والورد والاحترام، ولا تحضر عند النساء الحاقدات أو الماكرات، وإذا تم الكذب أو التلاعب في نية الطقس، تُقال إنها "تُسحب جمال المستدعية وتمنحها فتوراً ظاهراً".

تصنيفها  : مختلطة (بين علوي وجمالي – وسفلي ناعم) ، طاقتها ناعمة لكنها خطرة إذا أُسيء استخدامها أو أُهينت في طقسها.

عنصرها : هوائي/زهري – طاقتها خفيفة، تتصل بعناصر العطر والأنوثة والبخور الحلو.

كوكبها :  الزهرة  - كوكب الحب، الجمال، الرغبة الهادئة، والسيطرة الأنثوية.

يوم استحضارها : الجمعة – يوم الحب والعطور، والعلاقات الأنثوية المتوازنة.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

المغرب: تُذكر في بعض الطقوس الجمالية الأنثوية أو عزائم "القمر الجديد" للزواج.

السودان: تُستحضر في طقوس "التجميل الطاقي" – لتزيين العروس أو المرأة المطلقة.

مصر (في الصعيد): تُعرف بين الحرفيات باسم "الست الحسناء"، ويُعتقد أن اسمها يُكتب على حرز للتجميل دون مكياج.

اليمن: تُربط في بعض الحكايات بجنية بحرية تساعد النساء المظلومات إذا استغثن بها باسم طاهر.


17- زاوبعة
يُكتب أحياناً: زوبعة – الملك زاوبعة – زَوابِع الريح ، وهو ملك ريح وجنّي هوائي سفلي أو مختلط، كثير الذكر في المخطوطات التراثية العربية، ويُصوَّر ككائن غامض، تجسيدٌ للرياح العاتية أو الزوابع المفاجئة، ويُقال إنه لا يظهر بشكل واضح، بل يتمثل في دوامة غبار صغيرة، أو صوت صفير يدوّي في المكان ثم يتلاشى فجأة ، في بعض المرويات، زاوبعة هو الملك الأعلى للجن الهوائيين السفليين، وله سلطة على أرواح الهواء المتقلبة، ويُنسب إليه إرسال أصوات في الليل، تحريك الستائر، أو حتى "خطف الأطفال" في ظروف غير مفسّرة، خاصة في الأرياف والصحراء، لا يُعد من ملوك الجن السبعة، لكنه يُوصف أحياناً بـ"ملك الرياح" أو "حاكم الهواء الغاضب"، خاصة في كتب السحر الشعبي.

وظيفته 
يُستدعى زاوبعة في لإثارة الرعب أو الهيبة في نفس الخصم ، تشويش العقل وتشتيت الانتباه ، نقل الطاقة من مكان إلى آخر (رسائل سفلية) ، حماية الساحر من جن آخر عبر تطويقه بهالة هوائية ، خلق الفوضى في منزل أو مؤسسة عبر طاقة الهواء المشتتة ، تسريع عملية كشف أو إحضار جنّي آخر (خادم، كاشف، مرشد) ، ويُقال إن من يستدعيه في المكان الخطأ، قد يسمع صدىً في الجدران، أو يشعر بأنفاس غير مرئية في عنقه، يُقال أن زوابعة لا يُحب التكرار أو الإلحاح، يُطلب منه الحضور مرة واحدة فقط، وإذا لم يحضر يُترك الطقس.

تصنيفه :  مختلط (هوائي ناري) ، طاقته متقلبة، يمكن أن تكون مرشدة أو مدمرة، حسب نية الساحر ، في بعض التصنيفات، يُعد خادماً سفلّياً يستخدم لزرع الخوف والتشتت.

عنصره :  هوائي خالص – ويُقال إنه لا يُحب الأماكن الضيقة، ويُستدعى في السطوح أو الصحارى أو القفار.

كوكبه : عطارد -  في علم التنجيم والسحر، عطارد يتحكم في الحركة، الصوت، الهواء، الخداع، والفكر، مما يناسب طبيعة زاوبعة المراوغة.

يوم استحضاره : الأربعاء – يوم عطارد، سريع التقلّب، ويُستدعى فيه الأرواح التي تتحرك بين العالمين بسرعة.


البلدان المرتبط بها في التراث والموروث الشعبي

شبه الجزيرة العربية: يُقال إن زاوبعة يظهر على هيئة "دوامة ترابية صغيرة" تحمل الجن، ويُمنع الأطفال من الجري خلالها.

العراق: يظهر في حكايات الأرياف عند اشتداد الرياح المفاجئة، ويُقال: "الجن يلعبون في زاوبعة".

المغرب: يُربط بأصوات صفير الريح في الجبال، ويُستدعى في بعض طقوس الكشف أو الفوضى.

السودان: يُذكر اسمه في التعاويذ الطاردة للجن الهوائي، أو في الحماية من "الريح الطيّارة".


وختاماً ، إن أسماء هذه الكيانات ، سواء كانت حقيقية أو رمزية ، ليست سوى انعكاسات لخيال الإنسان في محاولته السيطرة على ما لا يراه ، وإن ما يُعرف بالسحر القديم هو شبكة من الطقوس والمعتقدات الهشة، يُسقط فيها الإنسان خوفه أو رغبته أو ضعفه، فيطلب من الجن ما لا يملكه حتى لنفسه.

الإسلام والعقل كلاهما يحذّران من استدعاء الجن أو التعامل معهم ، وقد قال الله تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا" [الجن:6].

فمن فتح باب استحضارهم، فقد لا يستطيع إغلاقه. ومن توهم السيطرة، فقد يكون هو المسيطَر عليه.


إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ