إن كنت تظن أن قصص الأشباح تنتمي إلى العصور الحديثة فحسب - لنقل منذ قرنين أو ثلاثة - فأنت مخطئ تماماً ، فحتى في زمن المصريين واليونانيين والرومان القدماء، كانت الظواهر الماورائية تُروى بكثرة وتُسجل كأحداث حقيقية بين الناس.
وهذه القصة التي نقلها إلينا أحد أعلام روما تؤكد أن الإيمان بالأشباح والكيانات غير المرئية ليس وليد العصور الحديثة، بل ضارب جذوره في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين.
يروي السناتور الروماني بلينيوس الأصغر، الذي توفي عام 113م، قصة شبح مروعة ظل صداها يتردد حتى يومنا هذا ، يقول بليـنيوس:
" كان في أثينا بيت واسع وكبير، لكنه اكتسب سمعة سيئة مخيفة جعلت أحداً لا يجرؤ على السكن فيه. ففي منتصف الليل، كان يُسمع دوماً صوت يشبه احتكاك الحديد، وإذا أصغيت أكثر، بدا كأنه صليل سلاسل تُجر على الأرض ، وكانت تلك الأصوات تنذر بقدوم طيف رهيب، شبح على هيئة رجل عجوز نحيل إلى حد الهزال، مظهره كئيب، لحيته طويلة وشَعره منكوش، وقد قُيدت يداه وقدماه بالسلاسل ، ولم يكن غريباً أن يُهجر ذلك البيت ويُعرض للإيجار بثمن بخس. غير أن فيلسوفاً يُدعى أثينودوروس سمع القصة، فقرر استئجار المنزل بنفسه ومواجهة ما فيه.
وفي إحدى الليالي، ظهر الشبح مجدداً، يجر سلاسله بصوت معدني مفزع، ثم اختفى فجأة. لكن أثينودوروس، بثبات وفطنة، وضع علامة على الموضع الذي اختفى فيه الطيف، وأمر في الصباح بحفر المكان ، وبالفعل، عُثر في ذلك الموضع على هيكل عظمي لإنسان مكبل بالسلاسل. فدُفن دفناً لائقاً، ومنذ تلك اللحظة اختفى الشبح إلى الأبد، ولم يشهد أحد في المنزل أي مظاهر خارقة بعدها".
إذا كنت تظن أن قصص الأشباح تنتمي إلى العصور الحديثة فحسب - لنقل منذ قرنين أو ثلاثة - فأنت مخطئ تماماً ، فحتى في زمن المصريين واليونانيين والرومان القدماء، كانت الظواهر الماورائية تُروى بكثرة وتُسجل كأحداث حقيقية بين الناس. وهذه القصة التي نقلها إلينا أحد أعلام روما تؤكد أن الإيمان بالأشباح والكيانات غير المرئية ليس وليد العصور الحديثة، بل ضارب جذوره في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين.
يروي السناتور الروماني بلينيوس الأصغر، الذي توفي عام 113م، قصة شبحٍ مروعة ظل صداها يتردد حتى يومنا هذا ، يقول بليـنيوس:
" كان في أثينا بيت واسع وكبير، لكنه اكتسب سمعة سيئة مخيفة جعلت أحداً لا يجرؤ على السكن فيه. ففي منتصف الليل، كان يُسمع دوماً صوت يشبه احتكاك الحديد، وإذا أصغيت أكثر، بدا كأنه صليل سلاسل تُجر على الأرض ، وكانت تلك الأصوات تنذر بقدوم طيف رهيب، شبحٍ على هيئة رجلٍ عجوزٍ نحيلٍ إلى حد الهزال، مظهره كئيب، لحيته طويلة وشَعره منكوش، وقد قُيدت يداه وقدماه بالسلاسل ، ولم يكن غريباً أن يُهجر ذلك البيت ويُعرض للإيجار بثمن بخس. غير أن فيلسوفاً يُدعى أثينودوروس سمع القصة، فقرر استئجار المنزل بنفسه ومواجهة ما فيه.
وفي إحدى الليالي، ظهر الشبح مجدداً، يجر سلاسله بصوت معدني مفزع، ثم اختفى فجأة. لكن أثينودوروس، بثبات وفطنة، وضع علامة على الموضع الذي اختفى فيه الطيف، وأمر في الصباح بحفر المكان ، وبالفعل، عُثر في ذلك الموضع على هيكلٍ عظميّ لإنسان مكبلٍ بالسلاسل. فدُفن دفناً لائقاً، ومنذ تلك اللحظة اختفى الشبح إلى الأبد، ولم يشهد أحد في المنزل أي مظاهر خارقة بعدها".
معتقد إرضاء الموتى
في ختام هذه الحكاية القديمة، يبرز مغزى يتجاوز حدود الخرافة ليعكس اعتقاداً إنسانياً عميقاً تجذر في الثقافات عبر العصور: أن روح الميت لا تهدأ ما لم يُكرم جسده ويُدفن كما يليق به.
فمنذ مصر القديمة إلى حضارات الإغريق والرومان، كان الناس يؤمنون بأن إهمال دفن الموتى أو ترك جثثهم دون طقوس مناسبة يفتح الباب أمام أرواح معذبة تعود لتطالب بحقها في الراحة، وتُظهر نفسها في شكل أشباح مزعجة أو كيانات متذمرة تطوف حول الأحياء.
كان الاعتقاد سائداً أن الميت الذي يُدفن بغير كرامة يظل عالقاً بين عالمين، لا ينتمي إلى الموتى ولا إلى الأحياء، فيتحول إلى طيف هائم يسكن البيوت أو يزور من تجاهله. لذا، كانت طقوس إرضاء الأرواح جزءاً أساسياً من حياة الإنسان القديم: تُقدّم القرابين، وتُضاء المصابيح، وتُتلى الأدعية لتذكير الروح بأنها لم تُنس.
وقصة شبح أثينا التي رواها بليينيوس الأصغر تجسد هذا المفهوم تماماً: فحين اكتشف الفيلسوف أثينودوروس بقايا الجسد المقيد بالسلاسل ودفنه بكرامة، استراح الطيف وغاب إلى الأبد، وكأنما وجد أخيراً طريقه إلى السكون.
للمزيد إقرأ عن معتقدات الفايكنغ عن درء أرواح الموتى وشعب ماوري في نيوزيلندا ، واكتشف كيف كان للفرس طقوس لدرء لعنة أرواح الموتى بحسب عقيدة زرادشت.
للمزيد إقرأ عن معتقدات الفايكنغ عن درء أرواح الموتى وشعب ماوري في نيوزيلندا ، واكتشف كيف كان للفرس طقوس لدرء لعنة أرواح الموتى بحسب عقيدة زرادشت.
إنها رسالة رمزية تقول: "حتى الموتى يطلبون العدل، ولا يهدأون حتى يُرد لهم ما سُلب منهم من كرامة."
شاركنا تجربتك
إذا كنت قد عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا
باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".
نبذة عن كمال غزال
باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".إقرأ أيضاً ...
- أقدم قصة شبح في التاريخ : لقاء الكاهن خونسمهاب
- ماوري نيوزيلندا… حين لا تغادر الأرواح أبداً
- ملحمة غريتر : طقوس درء الأرواح عند الفايكنغ
- من طهارة الجسد إلى لعنة الروح: رحلة الموت في عقيدة زرادشت
- أسطورة البعاتي : شبح الموتى في الذاكرة السودانية
- هل سجل المصريون القدماء أول ظهور للأجسام المجهولة في السماء ؟


0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .