منذ القدم، أولى الإنسان أهمية بالغة لكل ما يحدث في جسده، من خفقان مفاجئ إلى رعشة عين أو حكة في اليد، معتبراً أن الجسد يرسل رسائل غيبية تخبره عن مصيره أو عن تغيرات قادمة في حياته ولعل من أكثر هذه الإشارات شيوعاً وغموضاً هي حكة راحة اليد، التي اتخذت في ثقافات العالم معاني مختلفة تتراوح بين المال، والطاقة، والتغيير، وحتى التحذير.
الحكة في اليد في معتقدات الشعوب
في معظم الثقافات، ارتبطت اليدان بالرزق والعمل والعطاء، لذا لم يكن غريباً أن تُمنح كل حركة أو إحساس فيهما دلالة رمزية.
في أوروبا والشرق الأوسط، يُقال إن حكة راحة اليد اليمنى بشارة خير، ترمز إلى قدوم المال أو لقاء شخص مهم ، أما في الموروث الهندوسي، فتمثل اليد اليمنى الطاقة الذكورية (يانغ)؛ لذا فإن الحكة فيها عند الرجل تُعد فأل رزق، بينما عند المرأة إنذار بإنفاق أو خسارة، لأنها تستخدم الطاقة الذكورية على نحو غير متوازن.
اليد اليسرى في المقابل هي رمز الاستقبال والطاقة الأنثوية (ين)، وترتبط بالخصب والوفرة والحدس ، في الهند إذا حكت اليسرى لامرأة، فهي علامة على قدوم المال أو هدية من القدر، أما للرجل فهي نذير خسارة مالية أو صرف مال، وفي الموروث العربي، يقولون: “ إذا حكتك يسارك جايك خير” وهي إشارة إلى الطاقة المستقبِلة التي تجذب الرزق.
وفي المقابل هناك بعض المعتقدات التي لا تفرق بين اليدين، وترى أن الحكة بحد ذاتها إشارة إلى تغير في مجرى الطاقة ، في هذه الحالة لا تقتصر الدلالة على المال تحديداً، بل على أن الجسد يعلن عن استعداد طاقي للتجديد أو التحول ، كأن الروح “تحك” لتلفت الانتباه إلى ضرورة التغيير الداخلي.
“If your right hand itches, money is coming your way”
لا يزال يتردد، وتفسيره الروحاني اليوم هو أن الطاقة المالية تتحرك نحوك ، وفي المقابل، الحكة في اليد الأخرى تُعتبر إشارة إلى خروج المال أو إلى وجوب تطهير علاقتك بالوفرة المادية ، لكن المدارس الطاقية الحديثة تحذر من النظر إلى المال بوصفه غاية، إذ ترى أن الرزق ليس طاقة مادية فحسب، بل ذبذبة امتنان ووفرة ومن يتناغم معها يجذبها.
من أوروبا إلى الهند، ومن الموروث العربي إلى الغرب الحديث، بقيت العلاقة بين الحكة والمال راسخة ، القول القديم :
“If your right hand itches, money is coming your way”
لا يزال يتردد، وتفسيره الروحاني اليوم هو أن الطاقة المالية تتحرك نحوك ، وفي المقابل، الحكة في اليد الأخرى تُعتبر إشارة إلى خروج المال أو إلى وجوب تطهير علاقتك بالوفرة المادية ، لكن المدارس الطاقية الحديثة تحذر من النظر إلى المال بوصفه غاية، إذ ترى أن الرزق ليس طاقة مادية فحسب، بل ذبذبة امتنان ووفرة ومن يتناغم معها يجذبها.
حكة اليد والعلاقات
في بعض الموروثات يقال أنه إذا حكت اليد اليمنى أثناء التفكير في شخص، فذلك يعني أن ذلك الشخص سيفكر فيك أو سيتواصل معك ، أما إذا حكت اليسرى، فقد ترمز إلى ابتعاد أو فتور في العلاقة ، وهذه الفكرة جزء من الموروث الرومانسي الشعبي الذي يربط العلامات الجسدية بالمشاعر الغيبية.
اليدان والطاقة الكونية
تعتبر مدارس الوعي الطاقي Energy Healing أن راحتي اليدين هما مركزان من مراكز الشاكرات الثانوية، مسؤولة عن استقبال وإرسال الطاقة ، وتقول الباحثة في الطاقات كاسي سبايرز إن الحكة في راحة اليد: " قد لا تكون مجرد انزعاج جسدي، بل دعوة من الجسد إلى الامتنان أو العطاء. فإذا كنت تميل إلى التذمر أو الرفض، فالحكة تذكير بإعادة توازن الطاقة بين الأخذ والعطاء."
ويرى الروحانيون أن الحكة المستمرة أو المتكررة في أي يد، هي علامة على اضطراب طاقي، أو رغبة مكبوتة بالتغيير لا تجد تعبيرها العملي.
وفي بعض التقاليد الباطنية، يُفسر الأمر على أنه تذكير من “الطاقة الكونية” بأن توازن الذكر والأنثى فينا مختل فاليد اليمنى ترمز للشمس (الفعل)، واليسرى للقمر (الحدس)، والحكة هي احتكاك هذين القطبين حين يتصارعان داخلنا.
إشارات أخرى في الجسد ودلالاتها في الثقافات
لم تقتصر الرموز الجسدية في المعتقدات القديمة على حكة اليد، بل امتدت إلى معظم الأحاسيس المفاجئة التي تراود الإنسان دون سبب ظاهر. وقد اعتُبرت جميعها “لغة الجسد الغيبي” التي تعبر عن حركة الطاقات أو نذر الأحداث القادمة.
خفقان القلب المفاجئ
يُقال إنه علامة على قدوم خبر مهم أو لقاء عاطفي، بينما تراه مدارس الطاقة على أنه نشاط في شاكرا القلب نتيجة مشاعر مكبوتة أو استيقاظ روحي.
رمشة العين اليمنى أو اليسرى
في التراث العربي والآسيوي، رمشة العين اليمنى تبشر بخير أو رؤية شخص محبوب، أما اليسرى فتنذر بخبر سيئ أو حزن قريب ، وفي المفهوم الطاقي تُفسر كإشارة إلى اضطراب مؤقت في طاقة الرؤية الداخلية (العين الثالثة) أو الحاجة إلى صفاء البصيرة.
حكة القدم
ترمز إلى سفرٍ قريب أو تحول في المسار الحياتي. فالقدم هي رمز الاتجاه والطريق في الرمزية الصوفية، أما في الطاقة الحيوية فهي مركز “الارتباط بالأرض”، والحكة قد تدل على رغبة الروح في التغيير أو التحرك.
وخز أو حكة في أماكن متفرقة من الجسم
تُعتبر عند الروحانيين رسائل متفرقة من الجسد الطاقي، فقد تشير إلى تغير في مجرى الطاقة أو اقتراب حدث يرتبط بتلك المنطقة (كالحلق أو الصدر أو الكتف). وفي الطب العصبي، تُفسر كتحفيز للأعصاب أو كاستجابة للقلق أو التعب.
تفسيرات الطب لحكة اليد
رغم عمق الرمزية، تبقى التفسيرات العلمية ضرورة لفهم الظاهرة في إطار واقعي ، فهناك أسباب طبية محتملة لحكة راحة اليد :
- جفاف الجلد أو الإكزيما بسبب العوامل البيئية.
- حساسية تلامسية نتيجة استخدام مواد تنظيف أو معقمات.
- السكري أو أمراض الكبد، حيث ترافقها حكة في الكفين.
- اعتلال الأعصاب الطرفية أو اضطرابات الجهاز العصبي.
- التوتر النفسي الذي يثير ردود فعل عصبية حسية.
وينصح الأطباء بمراجعة اختصاصي جلدية إذا استمرت الحكة أكثر من أسبوع أو ترافقت مع تشققات أو طفح جلدي.
من خلال تتبع الرموز الجسدية عبر الثقافات، يتضح أن الحكة في اليد ليست صدفة بيولوجية فقط، بل نافذة إلى رؤية الإنسان القديمة للعالم ، ففيها امتزجت الميتافيزيقا الشعبية بعلم النفس الغريزي، واعتبر الجسد مرآة للروح ، قد تكون الحكة في يدك اليمنى أو اليسرى رسالة من جسدك إلى وعيك تدعو إلى التوازن بين الأخذ والعطاء، بين الرغبة والمغزى، بين المادي والروحي.
أما العلم، فيقول إنها مجرد تفاعل عصبي أو جلدي ، لكن بين هذين العالمين يقف الباحث في الماورائيات ليقول: "ربما لا تكمن الحقيقة في أحد الطرفين، بل في الخط الرفيع بينهما، حيث يتكلم الجسد بلغة الروح، وتهمس الروح من خلال الجسد."
نبذة عن كمال غزال
باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".

0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .