![]() |
إعداد : كمال غزال |
منذ فجر التاريخ، افتتن البشر بفكرة امتلاك حواس خارقة تتجاوز القدرات الطبيعية للإنسان. لكن في القرن العشرين، برزت قصص موثقة لأشخاص يتمتعون بقدرات بصرية غير اعتيادية، أثارت فضول العلماء والمتشككين على حد سواء. ومن بين هذه الحالات النادرة، نجد ثنائياً امتلك ما يمكن وصفه بـ "الميكروسكوب البشري" و"التلسكوب البشري".
الرؤية المجهرية: قراءة الأخاديد بالعين المجرّدة
تخيل أن تنظر إلى أسطوانة فونوغراف قديمة، فترى تفاصيل الأخاديد الصغيرة التي لا يميزها معظم الناس حتى باستخدام عدسات مكبرة، ثم تحدد من خلالها ما هو التسجيل الصوتي المحفوظ عليها ! هذه القدرة الغريبة امتلكها كل من أفلاه مايسون في ثلاثينيات القرن الماضي، وآرثر لينتغن Arthur Lintgen من فيلادلفيا في أواخر القرن العشرين.
أفلاه مايسون أذهلت الجمهور في عروضها، لكن الحدث الأهم كان عندما عرض آرثر لينتغن قدرته أمام جيمس راندي، أحد أبرز المتشككين في القدرات الخارقة، وصاحب الجائزة الشهيرة التي لم يتمكن أي شخص من الفوز بها لإثبات قدرات ماورائية تحت شروط علمية صارمة.
يقول راندي إن ما رآه مع لينتغن كان ملفتاً، لكن التحدي في مثل هذه القدرات هو إعادة إنتاج النتيجة في ظروف مخبرية محكمة، لاستبعاد المصادفات أو الخداع البصري.
الرؤية التلسكوبية: عيون ترى أبعد من المدى البشري
أما في ألمانيا الغربية عام 1972، فقد ظهرت طبيبة الأسنان فيرونيكا سايدر Vernoica Seider (مواليد 1951)، التي امتلكت قدرة على تحديد ملامح أشخاص من مسافة تزيد على 1.6 كيلومتر. وقد صنفتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية تحت بند "أصغر شيء مرئي للإنسان" بعد اختبارات أكدت أن قوة بصرها تتجاوز المعدل الطبيعي بحوالي 20 مرة.
ادعت سايدر أيضاً أنها قادرة على رؤية البنية الضوئية الأساسية لشاشات التلفزيون الملون، بما فيها النقاط الحمراء والخضراء والزرقاء المكونة للصورة، وهي تفاصيل لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة العادية إلا عن مسافة قريبة جداً.
البصر البشري
البصر الطبيعي لدى الإنسان يمكنه تمييز تفاصيل بحجم 1/60 من الدرجة القوسية، أي ما يعادل حوالي 100 ميكرون على مسافة 25 سم. الميكرون يساوي جزءاً من ألف من المليمتر. وهذا يعني أن عين الإنسان يمكنها رصد فتحة عدسة يتراوح قطرها بين 3 و4 ميكرونات إذا كانت مضيئة بشكل كاف.
لكن قدرات أمثال مايسون، لينتغن، وسايدر، تشير إلى أن هناك أشخاصاً قد يتجاوزون هذه الحدود الطبيعية، إما بفضل تركيب تشريحي فريد لشبكية العين وعدسة العين، أو من خلال تدريب بصري مكثف غير مألوف.
التفسير العلمي: موهبة نادرة أم خداع بصري ؟
هناك عدة فرضيات علمية لتفسير مثل هذه القدرات:
تركيبة بصرية فريدة
قد يمتلك الشخص عددًا أكبر من الخلايا المخروطية في الشبكية، أو قرنية وعدسة مثالية من حيث الانحناء والشفافية، مما يزيد من القدرة على تجميع الضوء وتحديد التفاصيل.
المعالجة الدماغية الفائقة
ليست العين وحدها المسؤولة عن الرؤية، بل إن الدماغ يقوم بترجمة الإشارات الضوئية. بعض الأشخاص قد يمتلكون معالجة عصبية أسرع وأكثر دقة في القشرة البصرية.
التدريب المكثف
كما يتدرب الرياضي على زيادة سرعته، يمكن للإنسان تدريب بصره لتحسين الانتباه للتفاصيل الدقيقة، وإن كان الوصول لمستويات هؤلاء الأشخاص أمراً نادراً.
الخداع أو المبالغة
بعض العروض قد تستغل الحيل البصرية أو المعلومات المسبقة لإقناع الجمهور بوجود قدرة خارقة، وهنا يأتي دور الاختبارات العلمية الصارمة لكشف الحقيقة.
بين العلم والخيال
قصص مايسون، لينتغن، وسايدر، سواء أكانت تعكس قدرات بشرية خارقة نادرة أو مجرد حالات استثنائية ضمن النطاق الطبيعي، تبقى ملهمة وتدفع العلماء للتساؤل عن حدود الحواس البشرية، وعن مدى إمكانية أن تكون قدراتنا البصرية قابلة للتطوير إلى مستويات لا نتخيلها.
عن سلسلة " خارقون "
كيف لنا أن نفسر قدرات هؤلاء الأشخاص المذهلين ؟ هل يمتلكون قنوات تنفذ من خلالها قوة لا يمكن تصورها وتتداخل مع الأبعاد ؟ أم أنهم مجرد محتالين ومختلقين للخدع ؟ أم أن لديهم طفرات جينية متقدمة على الجنس البشري على غرار ما نشاهده في فيلم الخيال "المجهولون" X-MEN ؟
11 تعليقات:
غير معرف
يقول...هو ليه كل الناس الخارقة أجانب :(
نفسي أبأة خارق أنا كمان
05/07/2013، 4:14:00 م
مذهل جداً.
14/07/2013، 10:23:00 م
غير معرف
يقول...انا ولله الحمد والى اليوم مازلت استطيع رؤية الخلايا الملونه الخضراء والحمراء والزرقاء في التلفزيونات الملونه..
واستطيع قراءة المواضيع في الجريده من مسافة 30 متر
17/07/2013، 1:59:00 ص
موضوع مذهل زمثير .
21/07/2013، 2:06:00 ص
السلام عليكم :-
هذا يؤكد ان الرؤية عن بعد كبير ممكنة كقدرة او هبة من الله لانسان معين ... وفي تاريخنا العربي نموذج واضح وهي ( زرقاء اليمامة ) وقصتها معروفة عند الجميع التي لو صدقها قومها ما ماتوا جميعا" .
25/07/2013، 10:22:00 ص
غير معرف
يقول...هل انا الوحيدة التى ارى الامر نقمة وليس نعمة
من نعم الله علينا ان حواسنا محدودة والا لن يعرف الانسان طعم الراحة بنظرة الحاد وسمعه الحاد وحاسة الشم الخارقة لو كنت كذلك لتمنيت ان اكون طبيبعية لا اود نظرا خارقا يكفينى ان ارى الوجوه المحببة لديا ....
13/08/2013، 4:15:00 ص
غير معرف
يقول...هل انا الوحيدة التى ارى الامر نقمة وليس نعمة
من نعم الله علينا ان حواسنا محدودة والا لن يعرف الانسان طعم الراحة بنظرة الحاد وسمعه الحاد وحاسة الشم الخارقة لو كنت كذلك لتمنيت ان اكون طبيبعية لا اود نظرا خارقا يكفينى ان ارى الوجوه المحببة لديا ....
13/08/2013، 4:20:00 ص
غير معرف
يقول...وزرقاء اليمامة وين راحت.؟
بالنسبة لي هذي قدرات عايشتها وسمعت عنها من الصغر ان فيه اشخاص يقدرون يشوفون البعيد بدقة
شيء اعتدنا عليه ولم يصبح من الغرائب بالعكس تعتبر نعمة من الله عز وجل
03/10/2013، 5:40:00 ص
Boredom
18/10/2013، 7:03:00 م
غير معرف
يقول...Thank. you very much ..
05/09/2014، 6:40:00 م
لا حول ولا قوة الابالله
26/09/2014، 2:49:00 ص
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .