7 سبتمبر 2025

سر الجاذبية وخطوة الإنسان نحو المحرك المستحيل

محرك مضاد للجاذبية - غموض الجاذبية - أسرار
إعداد: كمال غزال

منذ أن رفع الإنسان رأسه إلى السماء ورأى القمر يتبع الأرض، أو شاهد تفاحة تسقط من شجرة، ظل يعيش تحت تأثير قوة خفية تُمسك به وبكل ما يحيط به دون أن يراها. الجاذبية، أضعف القوى في الكون، لكنها الأكثر حضوراً في حياتنا ، الغريب أن هذه القوة تعمل بلا خيوط ولا جسور، وكأن هناك يداً خفية تربط كل شيء، وتجعل الأجسام تتجه نحو بعضها في صمت.

لكن، ماذا لو لم تكن الجاذبية مجرد قوة فيزيائية، بل حجاباً بين عالمنا وعوالم أخرى، أو مفتاحاً لفهم ظواهر غامضة مثل الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs) وقدرتها على المناورة وكأنها تتحرر من قوانين الفيزياء ؟

من نيوتن إلى أينشتاين: إعادة تعريف الجاذبية

إسحاق نيوتن في القرن السابع عشر اعتبر الجاذبية قوة فورية تعمل عن بُعد، تربط بين الأجسام حسب كتلتها والمسافة بينها ، لكنه نفسه لم يعرف كيف تعمل، فقال عبارته الشهيرة: " لا أفترض فرضيات حول طبيعتها."

ثم جاء ألبرت أينشتاين عام 1915 ليقلب المفهوم رأساً على عقب عبر النسبية العامة ، الجاذبية، حسب رؤيته، ليست قوة خفية، بل هي تشوه في نسيج الزمكان نفسه ، تخيّل الكون كقماش مطاطي، والأجسام الضخمة مثل النجوم والكواكب هي كرات تثقله وتُحدث انحناءات، بينما الأجسام الصغيرة تتحرك داخل هذه الانحناءات كما تسير كرة في واد عميق لا تستطيع الخروج منه.

تناقض مع ميكانيكا الكم: الحرب الخفية في قلب الفيزياء

بينما تفسر النسبية العامة الجاذبية على نطاق المجرات والثقوب السوداء، تقف فيزياء الكم لتصف العالم المجهري من جسيمات أولية كالإلكترونات والكواركات ، لكن هنا تظهر المعضلة الكبرى:

- الزمان والمكان في النسبية: نسيج سلس ومترابط ينحني تحت تأثير الكتلة.

- العالم الكمومي: فوضوي، غير محدد، يعتمد على الاحتمالات والتراكب، حيث الجسيمات يمكن أن تكون في أكثر من مكان في اللحظة نفسها.

عندما يحاول العلماء دمج المعادلتين في نقطة واحدة  - مثلًا داخل الثقوب السوداء -  تنهار الرياضيات وتظهر "لانهايات" غير قابلة للحل ، هذا هو السبب الذي جعل حلم "نظرية كل شيء" بعيد المنال حتى اليوم.

الحل المقترح ؟

نظرية الأوتار (String Theory): ترى أن كل شيء في الكون — بما فيه الجاذبية — ليس جسيماً نقطياً بل "وتراً مهتزاً".

أو جسيم الغرافيتون الافتراضي بصفته "ناقل للجاذبية"، مثلما الفوتون ينقل الضوء. وهو لم يُكتشف بعد، وربما ليس له وجود أصلاً ،  لكنه لو وُجد فقد يكون المفتاح لصنع محرك مضاد للجاذبية.

حلم الإنسان: محرك مضاد للجاذبية

منذ أن راقب البشر الطيور، حلموا بالتحليق ، حققنا ذلك بالطائرات، لكن هذه الآلات لا "تلغي الجاذبية"، بل تعتمد على قوة دفع هائلة لمقاومتها ، ماذا لو استطعنا تعطيل الجاذبية نفسها ؟ كيف يمكن أن يحدث ذلك؟

إذا اكتشف العلماء الغرافيتون وأتقنوا التحكم به، فقد يتمكنون من: عزل الأجسام عن تأثير الجاذبية، بحيث تطفو بلا جهد أو إنشاء "فقاعة زمكانية" حول مركبة فضائية، ما يتيح لها الانطلاق بسرعات هائلة، وربما السفر بين النجوم.

هذه الفكرة ليست خيالاً محضاً؛ فهي قد تفسر كيف تتحرك بعض الأجسام الطائرة المجهولة (UFOs) التي رصدها الطيارون مؤخراً، حيث تظهر وهي تغير اتجاهها فجأة دون تسارع تدريجي، وكأنها خارج قوانين الجاذبية والقصور الذاتي.

ماذا لو تحكمنا بـ الغرافيتون ؟

لو نجح العلماء في رصد الغرافيتون يوماً ما، فستكون الخطوة التالية هي هندسة مجاله ، قد نصنع أجهزة صغيرة تُنتج "مجالًا مضاداً للجاذبية"، مثلما نصنع اليوم أجهزة تبعث موجات راديو أو فوتونات ، يمكن حينها إحداث مناطق من "انعدام الوزن" داخل الغرف، أو دفع المركبات الفضائية بلا وقود تقليدي ، والأعظم فتح باب السفر بين النجوم دون الحاجة لمليارات الأطنان من الوقود.

لكن الخطر سيكون هائلًا: أسلحة جاذبية قادرة على تعطيل البنية التحتية أو إلقاء الأجسام العملاقة من الفضاء  أو انهيار مفهوم الحدود والسيطرة على الكواكب.

الجاذبية والماورائيات: خيط يربط بين العوالم

لطالما ربطت الميثولوجيا القديمة فكرة الخفة والثِقل بمستويات الوجود:

- الأرواح والملائكة والشياطين و"الجن" غالباً ما وُصفت بأنها لا تخضع للجاذبية، تتحرك بحرية، تظهر وتختفي، تصعد وتهبط.

- في التصوف، يُعتبر التحرر من "ثِقَل الجسد" رمزاً للتحرر من الماديات والشهوات.

- حتى في بعض النصوص الدينية، ارتبطت كلمة "السقوط" بالخطيئة، وكأن الثقل المادي انعكاس للبعد الروحي.

من هذا المنظور، قد تكون الجاذبية جسراً بين العلم والماورائيات:

- في العلم، هي تشوه الزمكان وربط المادة بالمكان.

- في الروحانيات، هي رمز التعلق بالعالم المادي.

التغلب عليها قد يعني تحرير الجسد والروح معاً، وربما الوصول إلى حضارات متقدمة تعيش خارج حدود زماننا ومكاننا.

سر الكون الذي ينتظر من يفك شفرته

الجاذبية ليست مجرد قوة تجعلنا ملتصقين بالأرض؛ إنها اللغة الخفية التي يكتب بها الكون قوانينه ، قد يكون سرها هو المفتاح لفهم المادة المظلمة، أو تفسير حركات الأجسام الطائرة المجهولة ، أو حتى كشف طبيعة الروح والعقل.

يوم ينجح الإنسان في التحكم بها، سيخطو خطوة أعظم من اكتشاف النار أو الكهرباء ، خطوة تحرره من سجن الأرض، وتكشف له أسرار الماورائيات والعوالم الموازية ، لكن، حتى ذلك الحين، تظل الجاذبية اللغز الأكبر… والباب المغلق الذي يختبر شغفنا بالمعرفة.

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ