11 سبتمبر 2009

Textual description of firstImageUrl

أسطورة ناوا: تاريخ من السحر وأكل لحوم بشر

ساحر إفريقي - أسطورة ناوا"ناوا" قرية تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل في شمال السودان وهي المكان الذي انتشرت فيه أسطورة قديمة تتحدث عن وجود سحرة (أو سحاحير بحسب اللهجة السودانية) يأكلون لحم البشر كجزء من طقوسهم ولحد يومنا هذا مازالت تلك الأسطورة تجد طريقها إلى الذاكرة الجماعية لدى السودانيين خصوصاً في أوان نضج الرطب (نوع من التمر) في الشمال فتصبح وجبة مثيرة للخوف والذعر لا سيما في مجالس النساء وجلسات السمر الطفولية في وقت متأخر من الليل ، ويقال أن اسم "ناوا" مشتق من نواة البلح ، تناقل تلك الأسطورة الآباء عن الاجداد ، كما تتحدث العديد من الأقاويل عن انتشار ممارسة السحر في ناوا قديماً إضافة إلى عادة التهام لحوم البشر ظناً منهم أنها تجلب القوة والحظ ، وأحد الأقاويل يذكر أن السحرة الذين استدعاهم فرعون واستعان بهم لمواجهة سيدنا موسى عليه السلام في يوم الزينة كانوا من ناوا التي كانت تسمى "ننيوا" آنذاك رغم أن هناك كانت أن تفسيرات تاريخية أخرى قد نسبتها الى مدينة "نينوى"الواقعة في شمال العراق، وقول آخر يتحدث عن محاولات أهل ناوا لإثارة الرعب في حملة عبد الرحمن النجومي أمير قوات المهدية في السودان والذي فتح كردفان والداير والخرطوم للدعوة إلى الإسلام ، ولد النجومي في عام 1854 واستشهد في موقعة توشكي عام 1889. لطالما اعتبرت "ناوا" جزيرة رغم أن موقعها لا يدل على ذلك فهي تقع الآن خارج النيل وعلى الضفة الشرقية منه . وربما يستغرب الكثيرون إن اكتشفوا ان اسم ناوا و مكانها يحملان تفسيراً منطقياً من خلال مدلوله الظاهري فقد كان سكان وادي النيل في المماليك الفرعونية او النوبية يمارسون السحر والكهانة في معابدهم تعبيراً عن أحد الموروثات الهامة في ثقافتهم .ولابد من الاشارة الى ما عهده سكان المنطقة خلال فترة طفولتهم وما سمعوا خلالها من حكايات أسطورية إذ كان سحر الفراعنة والنوبة يمارس فى ذلك الزمان فى موقع ناوا.

جذور ممارسة السحر
هناك بحث أعد عن تاريخ ناوا ومدى ارتباطها بممارسة السحر قديماً ، يتحدث عن عائلتين عريقتين وبارزتين في "حي الكرض" الواقع في ناوا ، تربط بينهما أواصر القربى وعلاقات الجوار وهما "ابناما" و"دقر" . و "دقر" يعني الساحر الذي يسحر الناس او الاشياء . اما اسم العائلة "ابناما"فيعني المكان المرتفع للروح وله إرتباط بالسحر لأن السحر غالباً ما يوصف بعلم الأرواح وهو مصطلح مركب من ثلاثة أجزاء:

- "أب" ومعناها المكان العالي او المرتفع مما يمكن ان يصطلح عليه بالهضبة.
- "نا" ومعناها الروح او النفس.
- "ما"يمكن ان تكون بمعنى المكان أي اننا يمكن ان نفسر "ابناما"الى مكان الروح الهضبة او القلعة.

- أما "ناوا" فتعني جزيرة الروح حيث "نا" تعني الروح و "وا" تعني الجزيرة وفقاً للغات القديمة. وربما يؤكد ذالك التفسير قول العامة جزيرة مروى واصلها اللغوي "بروه" ويقصدون البطانة التى تحيطها المياه من ثلاثة جهات النيل ونهر عطبرة والنيل الازرق . أو عندما يقولون الجزيرة وصفا للاقليم الذي كان سابقا وخلال الحقب التاريخية القديمة يسمى إلوه (ايله وه) ومعناه جزيرة الصعيد . وهنا لابد من الاشارة لظاهرة محلية متعلقة بتقاليد اهل ناوا وثقافتهم حيث يطلقون على المرأة التي تمارس السحر اسم "ناما".

الساحر الذي تحول إلى تمساح
يتحدث محمد عوض الحاج وهو رجل يختزن في ذاكرته الكثير من الحكايات التي يتداولها الناس هناك عن سحرة ناوا فيروي قصة حدثت مع عمه حسب زعمه فيقول:كان عمي يمتلك مركبا صغيراً (أو فلوكة بحسب لهجة السودان) يستخدمها لنقل الركاب بين ضفتي النهر وبين الجزائز الكثيرة الموجودة في المنطقة. وفي إحدى المرات كان عمي لوحده في مركبه فمر بجزيرة صخرية صغيرة فرأى تمساحاً ممدداً فاقترب منه فلم يتحرك لأنه كان مستغرقاً في النوم.وكان الرجل يحمل معه (بدينقة) وهي آلة شبيهة بالفأس وبها نتوءات إذا ضرب بها رأس التمساح تنغرس فيه وتتسبب في قتله. ضرب الرجل التمساح ، فصرخ صرخة غريبة وغطس في الماء والبدينقة مغروسة في رأسه وغاب تحت الماء ولم يعثر له على أثر. وهمذا مرت الأيام والسنون ، وكان عمي قد ترك عمل المراكب واشتغل في كبناء جالوص (نوع من الطين تصنع منه البيوت) فرمت به الأقدار في مناطق "دنقلا"فمر ببلدة "ناوا"وكان يأمل أن يتجاوزها قبل حلول الليل لما سمعه عن قصص السحرة ولكنه لم يستطع. فاقترب من بيت معين وفتحت البنت الباب، فأخبرها بأنه ضيف من بلاد المناصير ويريد أن يقضي ليلته ضيفاً عليهم قبل أن يواصل سيره صباحاً. أدخلته البنت وقالت له أن والدها يرقد في السرير لأنه مشلول وطلبت منه أن يسلم عليه. وعندما دخل عليه في غرفته وسلم عليه، قال له الرجل:"أظن أنك لم تعرفني ؟" فقال له:"أبداً" فأشار الرجل الى حائط الغرفة وطلب منه أن ينظر فذهل لما رأى "البدينقة"التي ضرب بها التمساح مثبتة في الحائط. وأخبره الرجل أنه هو ذلك التمساح وأن الضربة سببت له الشلل. ولكنه طمأنه بأنه ضيف عنده ولن يسيء له، ولكنه قال له أنه لا يستطيع أن يضمن حمايته من بقية السحرة إن عرفوا أنه هو الذي اقترف جريمة ضرب قريبهم بـ"البدينقة". وقال له الرجل أن المكان الوحيد الآمن والذي لا تستطيع السحرة دخوله في الليل هو المسجد، وكان المسجد قريباً ، فهرول عمي مسرعاً حتى دخل المسجد واحتمى به. وبينما هو في المسجد كان يسمع صوت زمجرة السحرة طوال الليلة التي مكث فيها وفي الصباح حزم أمتعته (بقجته) لا يلوي عن شيء حتى تجاوز بلدة "ناوا".

فرضيات التفسير
صور من تراث ناوا - شمال السودانيقال إن اسطورة السحر صنعتها الظروف اليومية الراهنة قبل مئات السنين لردع الصبية الصغار من ارتياد بساتين النخل والمانجو في ساعات النهار حينما يخلد المزارعون للنوم وقت القيلولة وتتحدث أحد القصص عن مشاهدة أحدهم لطيف اسود يركض في حقول الذرة الرفيعة او شبح لامراة بشعة تمت مشاهدته في ظلال المغيب . ففي امسية صيفية وضع بعض الصبية الصغار خطة جهنمية لارهاب امرأة مسنة كانت تظل مستيقظة طيلة أيام موسم الرطب لحراسة نخلاتها من العفاريت الصغار وتمثلت الخطة في ارتداء اثنين من الصغار فراء خروفين اسودين وتخويف المرأة، فنجحت الخطة واصيبت المرأة المسكينة بالفزع واغلقت بابها وهي تتعوذ وتبسمل وتستدعي "الأسياد" لطرد الشياطين وعندها عاث الصغار فساداً في نخلات المرأة وفي الصباح كانت حكاية السحرة التي نسجت حولها الأقاويل على كل لسان في القرية وربما تخطت الحدود الجغرافية الى قرى اخرى بالمنطقة. "ناوا" مكونة حالياً من مجموعة من المناطق وبها قرابة الخمسة اندية شبابية وبها حوالى ثلاثة مدارس اساس ومدرسة ثانية اسهمت منطقة ناوا بمجموعة من الشخصيات العامة التى اثرت الحياة العامة فى كل المناحي وبها مجموعة من الاثار الفرعونية.

المصدر
- الصحافة
- مجموعة من المنتديات

إقرأ أيضاً ...
- لعنة دمية الفودو
- طقوس التعذيب لدى عبدة الشيطان
- علم الأوفاق : المربعات السحرية- السحر : أنواعه وأعراضه ورأي العلم فيه

7 تعليقات:

غير معرف

يقول...

الحمدلله على نعمة العقل، وشكرا للنشر

الشجرة الأم يقول...

عالم السحر عالم به متاهات كثيرة وهو عالم خطر جدا ولكن كل شيء فيه ممكن الحدوث.

ناوا عروس النيل يقول...

هي مجرد أساطير تواردتها الأجيال عن هذه القرية الوادعة علي ضفة النيل والتي أطلق عليها لاحقاً ( عروس النيل )

لزيارة الموقع الخاص بهذه القرية تفضل بزيارة الرابط

www.nawaonline.net/vb

وستجد الكثير من هذه الأساطير في قسم ( تراث ناوا )

Unknown يقول...

ناوا عروس النيل قرية جميلة في شكل مدينة فيها كثير من العرقيات التي رحلت واستوطنت هناك وحتى اهل ناوا يسمعوا عن كل هذه الاساطير ولكن المزيد ستجدونه بمنتدى عروس النيل . التحية لكل من تداخل في هذا الموضوع واضاف ما عنده من معلومة
سامي سعيد

abdo hasan يقول...

حكايات تروى ولا نعرف السبب
ناوا بلد الخير واهلها اطيب اناس بالشمال الحبيب والدليل ان اول مسجد بالسودان والثاني بافريقيا موجود الى الان بقرية ناوا
عبد الحميد حسن

غير معرف

يقول...

حسب ما سمعت من اجدادنا واهلنا ان السحار او اكلة لحوم البشر موجودن فعلا وهم قبائل واسر ولكن مع ظهور المدنية والحضارة تراجعو بعد الدخول في معارك مع المواطنين واصبحو يعيشون بسرية بحيث لا يكشف امرهم حتى لا يتعرضو للقتل والمطاردة

Ameer alhaj يقول...

بالفعل هذه محض أساطير، والتفسير الأخير الوارد في المقال هو الفرضية الأقرب للصواب ، والجدير بالذكر أن الشائعة إنتشرت في فترة كان فيها الجهل والخوف من الغيبيات متفشيان في السودان كما في سائر دول أفريقيا و الشرق الأوسط .

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ