جذور ممارسة السحر
هناك بحث أعد عن تاريخ ناوا ومدى ارتباطها بممارسة السحر قديماً ، يتحدث عن عائلتين عريقتين وبارزتين في "حي الكرض" الواقع في ناوا ، تربط بينهما أواصر القربى وعلاقات الجوار وهما "ابناما" و"دقر" . و "دقر" يعني الساحر الذي يسحر الناس او الاشياء . اما اسم العائلة "ابناما"فيعني المكان المرتفع للروح وله إرتباط بالسحر لأن السحر غالباً ما يوصف بعلم الأرواح وهو مصطلح مركب من ثلاثة أجزاء:
- "أب" ومعناها المكان العالي او المرتفع مما يمكن ان يصطلح عليه بالهضبة. - "نا" ومعناها الروح او النفس. - "ما"يمكن ان تكون بمعنى المكان أي اننا يمكن ان نفسر "ابناما"الى مكان الروح الهضبة او القلعة. - أما "ناوا" فتعني جزيرة الروح حيث "نا" تعني الروح و "وا" تعني الجزيرة وفقاً للغات القديمة. وربما يؤكد ذالك التفسير قول العامة جزيرة مروى واصلها اللغوي "بروه" ويقصدون البطانة التى تحيطها المياه من ثلاثة جهات النيل ونهر عطبرة والنيل الازرق . أو عندما يقولون الجزيرة وصفا للاقليم الذي كان سابقا وخلال الحقب التاريخية القديمة يسمى إلوه (ايله وه) ومعناه جزيرة الصعيد . وهنا لابد من الاشارة لظاهرة محلية متعلقة بتقاليد اهل ناوا وثقافتهم حيث يطلقون على المرأة التي تمارس السحر اسم "ناما".الساحر الذي تحول إلى تمساح
يتحدث محمد عوض الحاج وهو رجل يختزن في ذاكرته الكثير من الحكايات التي يتداولها الناس هناك عن سحرة ناوا فيروي قصة حدثت مع عمه حسب زعمه فيقول:كان عمي يمتلك مركبا صغيراً (أو فلوكة بحسب لهجة السودان) يستخدمها لنقل الركاب بين ضفتي النهر وبين الجزائز الكثيرة الموجودة في المنطقة. وفي إحدى المرات كان عمي لوحده في مركبه فمر بجزيرة صخرية صغيرة فرأى تمساحاً ممدداً فاقترب منه فلم يتحرك لأنه كان مستغرقاً في النوم.وكان الرجل يحمل معه (بدينقة) وهي آلة شبيهة بالفأس وبها نتوءات إذا ضرب بها رأس التمساح تنغرس فيه وتتسبب في قتله. ضرب الرجل التمساح ، فصرخ صرخة غريبة وغطس في الماء والبدينقة مغروسة في رأسه وغاب تحت الماء ولم يعثر له على أثر. وهمذا مرت الأيام والسنون ، وكان عمي قد ترك عمل المراكب واشتغل في كبناء جالوص (نوع من الطين تصنع منه البيوت) فرمت به الأقدار في مناطق "دنقلا"فمر ببلدة "ناوا"وكان يأمل أن يتجاوزها قبل حلول الليل لما سمعه عن قصص السحرة ولكنه لم يستطع. فاقترب من بيت معين وفتحت البنت الباب، فأخبرها بأنه ضيف من بلاد المناصير ويريد أن يقضي ليلته ضيفاً عليهم قبل أن يواصل سيره صباحاً. أدخلته البنت وقالت له أن والدها يرقد في السرير لأنه مشلول وطلبت منه أن يسلم عليه. وعندما دخل عليه في غرفته وسلم عليه، قال له الرجل:"أظن أنك لم تعرفني ؟" فقال له:"أبداً" فأشار الرجل الى حائط الغرفة وطلب منه أن ينظر فذهل لما رأى "البدينقة"التي ضرب بها التمساح مثبتة في الحائط. وأخبره الرجل أنه هو ذلك التمساح وأن الضربة سببت له الشلل. ولكنه طمأنه بأنه ضيف عنده ولن يسيء له، ولكنه قال له أنه لا يستطيع أن يضمن حمايته من بقية السحرة إن عرفوا أنه هو الذي اقترف جريمة ضرب قريبهم بـ"البدينقة". وقال له الرجل أن المكان الوحيد الآمن والذي لا تستطيع السحرة دخوله في الليل هو المسجد، وكان المسجد قريباً ، فهرول عمي مسرعاً حتى دخل المسجد واحتمى به. وبينما هو في المسجد كان يسمع صوت زمجرة السحرة طوال الليلة التي مكث فيها وفي الصباح حزم أمتعته (بقجته) لا يلوي عن شيء حتى تجاوز بلدة "ناوا".
7 تعليقات:
غير معرف
يقول...الحمدلله على نعمة العقل، وشكرا للنشر
12/09/2009، 4:46:00 ص
عالم السحر عالم به متاهات كثيرة وهو عالم خطر جدا ولكن كل شيء فيه ممكن الحدوث.
20/09/2009، 5:41:00 ص
هي مجرد أساطير تواردتها الأجيال عن هذه القرية الوادعة علي ضفة النيل والتي أطلق عليها لاحقاً ( عروس النيل )
لزيارة الموقع الخاص بهذه القرية تفضل بزيارة الرابط
www.nawaonline.net/vb
وستجد الكثير من هذه الأساطير في قسم ( تراث ناوا )
22/09/2009، 8:50:00 م
ناوا عروس النيل قرية جميلة في شكل مدينة فيها كثير من العرقيات التي رحلت واستوطنت هناك وحتى اهل ناوا يسمعوا عن كل هذه الاساطير ولكن المزيد ستجدونه بمنتدى عروس النيل . التحية لكل من تداخل في هذا الموضوع واضاف ما عنده من معلومة
سامي سعيد
11/01/2010، 11:44:00 ص
حكايات تروى ولا نعرف السبب
ناوا بلد الخير واهلها اطيب اناس بالشمال الحبيب والدليل ان اول مسجد بالسودان والثاني بافريقيا موجود الى الان بقرية ناوا
عبد الحميد حسن
03/04/2012، 10:22:00 ص
غير معرف
يقول...حسب ما سمعت من اجدادنا واهلنا ان السحار او اكلة لحوم البشر موجودن فعلا وهم قبائل واسر ولكن مع ظهور المدنية والحضارة تراجعو بعد الدخول في معارك مع المواطنين واصبحو يعيشون بسرية بحيث لا يكشف امرهم حتى لا يتعرضو للقتل والمطاردة
26/02/2015، 5:43:00 م
بالفعل هذه محض أساطير، والتفسير الأخير الوارد في المقال هو الفرضية الأقرب للصواب ، والجدير بالذكر أن الشائعة إنتشرت في فترة كان فيها الجهل والخوف من الغيبيات متفشيان في السودان كما في سائر دول أفريقيا و الشرق الأوسط .
13/08/2015، 2:32:00 م
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .