14 أبريل 2009

الجريمة الغامضة لإغتيال عالمة الذرة المصرية

سميرة موسى - عالمة الذرة المصرية
إعداد : كمال غزال
سميرة موسى (3 مارس 1917 - 15 أغسطس 1952 م) هي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم ميس كوري الشرق، وكذلك أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول ، جامعة القاهرة حاليا.


مصرعها

استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، و في طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة و تلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة و اختفى إلى الأبد. توفيت سميرة موسى في 5 أغسطس 1952 وكان عمرها 35 عاماً.

بداية الشك في حقيقة مصرعها

أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسماً مستعارا و أن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في رسائلها: « لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة ». 

ولقد علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات و من ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف. 

وفي أخر رسالة لها كانت تقول: « لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا و عندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان و سأستطيع أن أخدم قضية السلام »، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة ولا زالت الصحف تتناول قصتها و ملفها الذي لم يغلق.

نبذة عن حياتها

ولدت سميرة موسى في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية في مصر.

1- اهتماماتها النووية

عالمة الذرة المصرية سميرة موسى
حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، و حصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية و تأثيرها على المواد المختلفة.


2- معادلة هامة توصلت اليها

أنجزت الرسالة في سنتين وقضت السنة الثالثة في أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع ، و لكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د. سميرة موسى.

3- اهتماماتها السياسية

و كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد و أن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب و تجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما و ناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة. كما قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم و شارك فيه عدد كبير من علماء العالم و قد توصلت في إطار بحثها إلى معادلة لم تكن تلقى قبولاً عند العالم الغربي.

كانت أخر ما خطته من كلمات: " ثم غربت الشمس" عثر عليها بشكل نوتة سوداء صغيرة كانت تسجل فيها خواطرها حيث سلمت إلى والدها.

المشتبه بهم المحتملون


الموساد (المخابرات الإسرائيلية)

كانت سميرة موسى صريحة في مواقفها السياسية ضد تفرد إسرائيل النووي.

ساهمت في تأسيس هيئة الطاقة الذرية المصرية عام 1948 بعد إعلان قيام إسرائيل مباشرة.

اعتبرتها إسرائيل خطراً على مشروعها النووي المبكر، إذ رأت أن تمكّن مصر من امتلاك معادلة رخيصة للطاقة الذرية أو حتى التسلح النووي سيغيّر موازين القوة.

أجهزة مخابرات غربية

– بعض التحليلات تقول إن الولايات المتحدة نفسها لم تكن راغبة بانتشار أسرار الذرة الرخيصة، خاصة إذا خرجت إلى دولة عربية مستقلة.

– لكن لا توجد أدلة مباشرة تربط المخابرات الأمريكية بالقضية، بخلاف "إسرائيل" التي وُجد لديها دافع مباشر.

فرضية الحادث العرضي

– هناك من يرى أنها ربما كانت مجرد حادث سير عادي في طريق جبلي خطير، خصوصاً أن طرق كاليفورنيا الجبلية معروفة بكثرة الحوادث.

– لكن اختفاء السائق باسم مستعار بعد الحادث يُضعف هذه الفرضية.

الوضع الراهن

لم يُغلق الملف بشكل رسمي، لكنه قُيّد ضد مجهول ، وتبقى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) هي الجهة الأكثر ترجيحاً بحسب أغلب المؤرخين والمراقبين، خاصة بالنظر إلى سلسلة اغتيالات لاحقة نفذها ضد علماء عرب في مجالات حساسة (مثل يحيى المشد في باريس 1980) ، علماً أن مصر في تلك الحقبة لم يكن لديها قوة ضغط كافية لفرض تحقيق دولي شفاف.


وفي الختام ، كل الدلائل (السائق الوهمي، التوقيت الحرج، رفض البقاء في أمريكا، اختفاء المرافق) ترجّح أن مصرع سميرة موسى لم يكن حادثاً عادياً، بل عملية اغتيال تستهدف حرمان مصر والعالم العربي من ريادة مبكرة في المجال النووي. لكن لغياب الأدلة المادية المباشرة، بقيت القضية بلا فاعل رسمي حتى اليوم.


المصدر

- ويكيبيديا

- إسلام أونلاين


اقرأ أيضاً ...

- جريمة اليد الرخامية

8 تعليقات:

غير معرف

يقول...

الله يرحمها....

شكرا لك

غير معرف

يقول...

شكرا على الطرح...

غير معرف

يقول...

لنا الله ..وانا لله وانا اليه راجعون

غير معرف

يقول...

حسبي الله ونعم الوكييل

نعم الغرب واسرائيل لاتريد للعرب التطور والعرب يخااف ويرتعش من غضب الغرب عليه في معصية امره

انا كان لي مدس كيميائي عالم كبير ذهب الى امريكا وبعدحصولة على الشهادة رجع لكن عقله ضعيف ولايركز في نقطة واحد مشتت الفكر لايشرح بطريقة واضحة

وبعد 10 سنوات من رجوعة للسعودية تم علاجه وهو الان مقع في بيته بسبب كبر سنة

لايريدون لنا الاعلم الا تحت ادارتهم وفي وطنهم

من اراد ان يسلم يجب ان يعمل تحت ادارتهم وفي بلدهم

غير معرف

يقول...

طبعا لازم تعملون تحت ادارتنا والا لماذا خلقتم ؟

غير معرف

يقول...

حسبي الله و نعم الوكيل و ليكونوا واثقين ان لمصر شعب يسعى لتطويرها

غير معرف

يقول...

و احنا المصرين لا نعمل تحت ارادة احد بل تحت ارادة الله وحده و لهاذا خلقنا و لن نسمح لاحد ان يستعبدوننا

غير معرف

يقول...

انشاء الله سياتي كثيرون من من سيتمم عملها و فكرتها لكي تصبح في ارض الواقع,وهده الامة قادرة على ان تعطي الكثير كما كانت من قبل.

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ