في إحدى ليالي يناير الباردة من عام 2019، كانت السيدة جينيفر هودج Jennifer Hodge البالغة من العمر 57 عاماً، مستلقية في سريرها تشاهد التلفاز حين وصلها إشعار على هاتفها المحمول من نظام المراقبة المنزلي يقول: “تم رصد حركة في المطبخ.”
فتحت التطبيق لتتحقق من الصورة التي التقطتها الكاميرا، فكادت أن تُغشى عليها من الصدمة ، لم يكن الشكل واضحاً تماماً، لكن ملامحه كانت مألوفة إلى درجة تقطع القلب: إنه روبي… ابنها الذي فقدته قبل سنوات قليلة.
الرحيل المفاجئ
تُوفي روبي هودج (Robbie Hodge) في التاسع والعشرين من نوفمبر 2016، عن عمرٍ لم يتجاوز الثالثة والعشرين، بعد تناوله قرصاً مزيفاً من دواء “زانكس” تبين لاحقاً أنه يحتوي على مواد مخدّرة قاتلة ، ظنت العائلة في البداية أن الوفاة ناجمة عن جرعة زائدة بالخطأ، لكن تقارير الطب الشرعي كشفت أن القرص لم يكن دواء حقيقياً بل خليطاً ساماً من مواد اصطناعية ، تصف الأم تلك اللحظة قائلة: " لم أتوقع أن يفارقني ابني بسبب حبة واحدة… كان طيباً ومحباً للجميع، ولم أدركِ أنه يواجه هذا الخطر.”
الظهور الغامض في المطبخ
بعد مرور أكثر من عامين على وفاته، وفي ليلة اعتيادية من عام 2019، التقطت الكاميرا المنزلية صورة غامضة لرجل شفاف الملامح يقف قرب الطاولة في المطبخ.
حين عرضت جينيفر الصورة على أقاربها وأصدقائها، أجمع الجميع أن الشكل الظاهر هو بالفعل روبي.
تقول الأم في منشور نقلته زاكيا ويلسون عبر منصة كورا : “ركضتُ إلى المطبخ وأنا أرتجف، ولم أجد أحداً هناك. وبعد أن هدأت، أقنعت نفسي أنّه كان هو فعلاً… جاء ليُخبرني أنه بخير وفي سلام.”
ورغم محاولات البعض تفسير الصورة بأنها وهم بصري أو خلل في الإضاءة، فإن جينيفر رأت فيها رسالة عزاء من ابنها، ولم تحاول منذ ذلك اليوم إنكارها.
من المأساة إلى الرسالة
حولت جينيفر حزنها إلى حملة توعية ضد المخدرات المزيفة، وأعادت إطلاق المشروع الخيري الذي كان روبي يعمل عليه قبل وفاته، تحت اسم “Realty4Rehab”، لدعم مراكز علاج الإدمان وتثقيف الشباب بخطر الأقراص المغشوشة ، تقول الأم في إحدى المقابلات: " إذا أنقذت قصة روبي حياة شخص واحد، فسأعتبر أن ابني لم يمت عبثاً."
نبذة عن كمال غزال
باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".


0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .