16 يوليو 2025

جولة ماورائية في جنوب أفريقيا

إعداد : كمال غزال
في قلب جنوب القارة الأفريقية، حيث تتلاقى الثقافات والتقاليد، تنبض جنوب أفريقيا بتراث غني من الأساطير والماورائيات ، من الكائنات الأسطورية التي تسكن الغابات والأنهار، إلى الطقوس السحرية التي تمارسها المجتمعات المحلية، تقدم هذه البلاد تجربة فريدة لعشاق الغموض والماورائيات.

الكائنات الأسطورية في الفولكلور


توكولوشي Tokoloshe

التوكولوشي كائن قصير القامة، يُعتقد أنه يُستدعى من قبل السحرة لإلحاق الأذى بالآخرين، يُقال إنه يهاجم النائمين، مما دفع البعض لرفع أسرتهم عن الأرض كإجراء وقائي. تتنوع الروايات حوله، حيث يُنسب إليه التسبب في الأمراض والموت المفاجئ.

إيمبوندولو Impundulu – طائر البرق

طائر أسطوري بحجم الإنسان، يُعتقد أنه يستدعي البرق والرعد بجناحيه ومخالبه. يرتبط بالسحر، ويُقال إنه خادم للسحرة، يهاجم أعداءهم ويمتص دماءهم. في بعض الروايات، يتحول إلى شاب وسيم يغوي النساء.

ماملامبو Mamlambo – إلهة النهر

كائن مائي يُوصف بأنه مزيج بين الحصان والثعبان والسمكة ، تُعرف بـ"مصاصة الأدمغة"، حيث يُقال إنها تهاجم ضحاياها وتلتهم وجوههم وأدمغتهم. ترتبط بالثروة والازدهار، ويُعتقد أن البعض يستدعيها للحصول على المال، لكن بثمن باهظ.

 أماكن مسكونة ومواقع غامضة


قلعة الأمل الطيب (Castle of Good Hope)

أقدم مبنى استعماري في جنوب أفريقيا، بُني في القرن السابع عشر ، تُروى عنه قصص عديدة عن أشباح، مثل "السيدة الرمادية" وجندي يُقال إنه شنق نفسه في برج الجرس ويُقال إن الزوار يسمعون أصواتاً غامضة وخطوات في الممرات.

طريق يونغسفيلد – كيب تاون

على أطراف مدينة كيب تاون، وتحديدًا قرب منطقة يونغسفيلد العسكرية، يمتد طريق مظلم وهادئ يحمل سمعة مرعبة بين السكان المحليين ، ويُعرف هذا الطريق بظهور "شبح الجندي"، وهو طيف جندي مجهول يُشاهد يتجول ليلاً مرتدياً زياً عسكرياً قديماً، يسير بصمت على جانب الطريق، أو يعبره فجأة ليختفي في العدم ، روايات السائقين متشابهة: شعور ببرودة مفاجئة، اختلال مؤقت في إشارات السيارة، أو رؤية رجل يقف في منتصف الطريق، ثم يختفي دون أثر.

البعض يعتقد أن هذا الشبح يعود لجندي قُتل في حادث تدريب مأسوي لم تُكشف تفاصيله للعلن. الطريق أصبح اليوم محطة لرحلات الأشباح الليلية في كيب تاون.

جبال دراكنزبرغ Drakensberg

تُعرف بـ"جبال التنين"، وتُعتبر موطنًا للعديد من الأساطير. تحتوي على فنون صخرية قديمة تعود لشعب السان، وتُروى عنها قصص عن كائنات غامضة وأرواح تسكن الكهوف والوديان.


ثقافة شعب الزولو 

لدى شعب الزولو (Zulu) -  أحد أكبر الشعوب العرقية في جنوب أفريقيا -  معتقدات ماورائية وسحرية غنية جداً، متجذرة في ثقافتهم منذ قرون، وهي من أبرز الأمثلة على الموروث الروحي الأفريقي الذي ما زال حيّاً حتى اليوم. إليك أهم الجوانب التي يمكن أن تدرجها في جولة ماورائية في جنوب أفريقيا عند الحديث عن الزولو:

الإيمان بالأجداد 

يعتقد الزولو أن أرواح الأجداد المتوفين (أمدلوزي - Amadlozi) لا تموت، بل تبقى حاضرة وتؤثر في حياة الأحياء ، هؤلاء الأجداد يُطلب رضاهم واستشارتهم في كل شيء: الزواج، السفر، القرارات المصيرية، وحتى العلاج من الأمراض ، وتُقام طقوس تقديم القرابين (عادةً ذبيحة حيوانية) لهم، ويُعتقد أنهم يظهرون في الأحلام أو كأصوات داخلية.

السانغوما والإنيانغا

الـسانغوما  Sangoma  هو الوسيط الروحي أو العرّاف التقليدي لدى الزولو، يُعتقد أنه يتلقى رؤى من الأرواح عبر حالات "نشوة" ، أما الإنيانغا Inyanga فهو المعالج العشبي والطبيب التقليدي الذي يستخدم وصفات سحرية وأعشاب نادرة للشفاء أو الأذى ، أحياناً يُدمج الإثنان في شخصية واحدة، ويمكن أن يتعاون الاثنان في طقوس علاجية كبرى.

السحر في الحماية والهجوم

موثي (Muthi): هو اسم شامل لكل ما يتعلق بالسحر – علاجي أو هجومي ، وهناك ميثولوجيا زولو حول "السحر الأسود" و"السحر الأبيض"، الأول يُستخدم للإيذاء (مثل المرض أو الحظ السيء)، والآخر للحماية أو جلب الرزق ، وما زالت ترتكب جرائم قتل الموثي في بعض المناطق للحصول على أعضاء بشرية يُعتقد أنها تمنح قوى خارقة عند استخدامها في الشعوذة.

الطقوس والزواج والأحلام

ينظر الزولو إلى الأحلام على أنها وسيلة اتصال مع العالم الآخر،فهي لا تهمل بل تُعرض على السانغوما لتفسيرها ، ولا تكتمل طقوس الزواج دون استشارة الأرواح، ويُعتقد أن تجاهل رضا الأسلاف قد يؤدي إلى العقم أو الطلاق ، ويتم إدخال الشاب أو الشابة في طقوس النضوج التي تشمل العزلة والتأمل وتعليم تقاليد الأرواح والأسلاف 

وحتى اليوم يجري استدعاء السانغوما لحل مشاكل مستعصية كالعقم، الفشل الدراسي، الطلاق، أو حتى العثور على السارق رغم انتشار المسيحية والإسلام.

السحر في العصر الحديث 

جنوب أفريقيا ليست فقط موطناً للأساطير الشعبية، بل لسحر يتسلل إلى الواقع اليومي حتى في أكثر المؤسسات الرسمية.

في المحاكم

هناك شهادات متكررة عن استخدام السحر (خصوصاً موثي – Muti) في حل النزاعات أو التأثير على قرارات القضاة ، وشهدت بعض القضايا الجنائية تفسيرات غريبة للجريمة، حيث أصر الجناة على أنهم كانوا "مسحورين"، أو أن الروح هي التي ارتكبت الفعل نيابةً عنهم.

في السياسة

ظهرت في حملات انتخابية صور لساسة يزورون "سانغوما" قبل المناسبات الكبرى ، في بعض المناطق الريفية، يُعتقد أن السياسي الناجح هو من حظي بـ"بركة" من أسلافه عبر وسيط روحاني.

في الرياضة

انتشرت تقارير إعلامية عن استخدام "الموثي" من قبل أندية رياضية، حيث يُدفن سحر تحت المرمى أو على خطوط الملعب، بهدف جلب الحظ أو تعطيل الخصم.
في إحدى المباريات الشهيرة، أوقف الحكم المباراة بعد أن لاحظ لاعبين يرشون شيئًا غريبًا على الأرض، وقد فُسرت لاحقًا بأنها "تعاويذ حماية".

استحضار الأرواح

كثير من الطقوس لا تقتصر على الشفاء أو الحماية، بل تمتد إلى استدعاء الأرواح للانتقام أو حتى لكشف الجناة في قضايا قتل أو سرقة ، وفيها تستخدم الطبول ، البخور، رماد العظام، وأصداف البحر ، في طقوس معقدة تُقام غالباً سراً في الليل قرب المقابر أو في أماكن معزولة.


إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ