10 سبتمبر 2025

مدام بلافاتسكي : بين ما وراء الطبيعة والأسطورة

مدام بلافاتسكي وما وراء الطبيعة
إعداد: كمال غزال

في تاريخ الحركات الروحية الحديثة، تبرز هيلينا بتروفنا بلافاتسكي كإحدى أكثر الشخصيات غموضاً وإثارة للجدل. 

فهي المرأة التي جمعت بين شغف البحث في ما وراء الطبيعة والقدرة على صناعة حركة فكرية عالمية هي الثيوصوفية. أثرت بلافاتسكي على الملايين حول العالم، وأثارت موجات من الحماس والإيمان كما واجهت سيلاً من الاتهامات بالخداع والاحتيال. 


هذا المقال يقدم صورة بانورامية شاملة عن حياتها وفكرها، مع التركيز على الجوانب الماورائية وطقوس استحضار الأرواح، وكيف تحولت من امرأة مجهولة في روسيا القيصرية إلى أسطورة روحية معاصرة.

النشأة والجذور الروحية في روسيا

وُلدت بلافاتسكي عام 1831 في مدينة يكاتيرينوسلاف، في قلب الإمبراطورية الروسية، وسط عائلة أرستقراطية متعلمة. من جهة الأم، تنحدر من عائلة دولغوروكي التي اشتهرت بصلاتها القديمة بـ الماسونية والجمعيات الباطنية. كانت مكتبة جدها زاخرة بكتب التصوف، الكيمياء القديمة، والسحر الأوروبي، ما وفر لها أساساً فكرياً نادراً منذ طفولتها. تروي هيلينا أنها قرأت مؤلفات مثل باراسيلس وأغريبا قبل أن تبلغ الخامسة عشرة، حتى أصبحت غارقة في عوالم ما وراء الطبيعة.

في سنوات مراهقتها، أبدت هيلينا اهتماماً بالمعتقدات الشعبية السلافية وبالسحر التقليدي في القرى الروسية. وعندما انتقلت أسرتها إلى منطقة أستراخان، انفتحت على ثقافات متنوّعة مثل البوذية الكالميكية والمعتقدات الإسلامية والفارسية، مما وسّع أفقها الروحي وأكسبها رؤية كونية نادرة في محيطها الأرثوذكسي.

هذه الخلفية الأرثوذكسية الشعبية انعكست في نظرتها للعالم؛ فبالرغم من تبنيها لاحقاً فلسفات شرقية وغربية متنوعة، ظلت تؤمن بأن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تحتفظ بـ“جوهر الحقيقة الإلهية” رغم ما علق بها من طقوس جامدة.


بداياتها مع استحضار الأرواح والظواهر الخارقة

مع بداية ستينيات القرن التاسع عشر، بدأت بلافاتسكي تمارس جلسات تحضير الأرواح في سانت بطرسبرغ وتفليس، وكانت تستقطب النخبة الأرستقراطية في تلك المدن ، روى ابن خالها سيرغي فيته حادثة مدهشة: "في إحدى الجلسات، بناء على طلب أحد الحضور، بدأ بيانو مغلق في غرفة مجاورة يعزف من تلقاء نفسه دون أن يقترب منه أحد."

تكررت هذه الظواهر، مثل الأصوات غير المبررة وحركة الأجسام، ما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد أن بلافاتسكي تمتلك قدرات "وساطة روحانية" استثنائية. لكنها رفضت وصف نفسها بـ“وسيط روحاني” تقليدي، وأكدت أنها تتحكم بقواها وتستمدها من تقاليد روحية شرقية تعلمتها على أيدي “معلمين” غامضين، وليس من أرواح الموتى التي يصفها الروحانيون الغربيون.


الترحال والبحث عن الحكمة القديمة

منذ عام 1849 وحتى أوائل السبعينيات، جابت بلافاتسكي أنحاء العالم: مصر، تركيا، الهند، التبت، أوروبا الغربية، وأميركا ، خلال هذه الرحلات، ادعت أنها التقت بـ“أساتذة الحكماء” أو المهاتما، وهم كائنات روحانية عليا تعيش في مناطق نائية مثل التبت، تمتلك معرفة سرية عن أصل الكون وتطور الأرواح ، حسب روايتها، كلفها أحد هؤلاء المعلمين – المسمى السيد موريا بمهمة كبرى: تأسيس حركة تعيد للبشرية الحكمة القديمة التي توحد كل الأديان.

في مصر، أسست عام 1871 جمعية روحانية في الإسكندرية، لكنها أُغلقت سريعاً بعد اتهامات بالخداع، ما اضطرها لمغادرة البلاد. هذه الحادثة شكلت أول جدل علني حول صدق ظواهرها الخارقة.


تأسيس الحركة الثيوصوفية

عام 1875، في نيويورك، أسست بلافاتسكي مع هنري ستيل أولكوت وويليام جادج الجمعية الثيوصوفية. كلمة Theosophy تعني "الحكمة الإلهية"، وقدمت بلافاتسكي من خلالها رؤية تجمع بين الدين، الفلسفة، والعلم. شعار الجمعية كان: "لا دين أسمى من الحقيقة"، وهو يعكس جوهر أهدافها الثلاثة:

- تكوين نواة لأخوة إنسانية عالمية تتجاوز الفوارق الدينية والعرقية.

- دراسة الأديان والفلسفات القديمة لكشف القواسم المشتركة بينها.

- البحث في القوانين غير المفسرة للطبيعة واستكشاف القدرات الكامنة في الإنسان.

في عام 1877، أصدرت كتابها الضخم "إيزيس المكشوفة"، الذي انتقد المادية العلمية وطرح أسس الحكمة القديمة، فحقق شهرة واسعة ثم انتقلت مع أولكوت إلى الهند وأسسوا المقر العالمي للجمعية في مدينة أديار. هناك، تزايد نفوذها حتى لُقبت بـ“الأم الروحية” للحركة.

منظومة المعتقدات الماورائية

ترتكز فلسفة بلافاتسكي على مجموعة من المبادئ الماورائية:

- وحدة الأصل الإلهي: جميع الأديان تنبع من حقيقة روحية واحدة.

- التناسخ والكارما: الروح تعود للحياة في أجساد متعاقبة لتتطور عبر الخبرة والمعاناة.

- الأعراق الجذرية السبعة: الإنسانية تمر بمراحل روحية كبرى، تبدأ بأعراق شبه أثيرية وتنتهي بعرق مثالي مستنير.

- القدرات الكامنة في الإنسان: لكل شخص طاقات روحية خفية يمكن تنميتها بالتأمل والتمارين الباطنية.

- العوالم غير المرئية: الوجود يتضمن مستويات مادية وروحية متداخلة، تتواصل عبرها الكائنات العليا مع البشر.

كما أبدعت بلافاتسكي نظاماً رمزياً ثرياً، جمع بين رموز مصرية وهندية ويونانية، يتجلى في شعار الجمعية الذي يضم العنخ المصري، الثعبان الأوروبرس، الصليب المعقوف، ونجمة داود.


القدرات الخارقة وفوق الحسية

من أبرز ما جعل هيلينا بلافاتسكي محط أنظار العالم ادعاؤها امتلاك قدرات فوق حسية تتجاوز القوانين الطبيعية، وهي التي لعبت الدور الأكبر في انتشار صيتها، وبناء هالة من الغموض حول شخصيتها. لم تكن هذه القدرات محصورة في ظاهرة واحدة، بل شكلت منظومة متكاملة من القوى الماورائية التي قدمتها على أنها نتيجة اتصالها بكائنات عليا ومعارف قديمة.

1- الوساطة الروحية والاتصال بالكائنات العليا

قدمت بلافاتسكي نفسها كـ"وسيط روحي" من نوع فريد، مختلف عن وسطاء الأرواح الغربيين ، ففي حين كان الروحانيون الغربيون يزعمون استحضار أرواح الموتى، أكدت بلافاتسكي أن معظم تلك الأرواح مجرد "قشور فارغة" أو بقايا أثيرية لا تمتلك وعياً حقيقياً أما هي، فادعت أنها تتواصل مع "المهاتما" أو أساتذة الحكمة، وهم كائنات روحانية سامية تعيش في أماكن نائية مثل التبت، وتشرف على مسار التطور البشري ، كانت بلافاتسكي تؤكد أن هؤلاء الأساتذة يمدونها بالمعرفة، وأحياناً يتجسدون في رؤى أو يرسلون رسائل مادية فجأة للحاضرين.

ووثّق بعض أتباعها حوادث ظهور خطابات بخط اليد في غرف مغلقة، ما زاد من إيمانهم بقدراتها غير العادية.

2- التحريك بقوة العقل Telekinesis

اشتهرت بلافاتسكي بعروضها المذهلة التي بدت وكأنها تتحدى قوانين الفيزياء ، ففي جلساتها الخاصة، كانت الأشياء تتحرك دون أن يلمسها أحد: طرق أبواب من تلقاء نفسها ، إصدار أصوات غامضة في الغرف المغلقة ، تحرك الطاولات والكراسي ببطء أمام أعين الحاضرين ، هذه الظواهر جعلت الكثيرين يعتقدون أنها قادرة على تحريك الأجسام بقوة العقل.

وصف شهود عيان كيف كانت تشير بيدها إلى كأس على الطاولة، فينقلب الكأس فجأة أو ينزلق باتجاهها دون أي تواصل مادي ظاهر ، وقد ربط أتباعها ذلك بتقنيات روحية شرقية تعلمتها في الهند والتبت، بينما اعتبرها خصومها مجرد خدع بصرية محكمة.

3- التخاطر ونقل الأفكار Telepathy

ادعت بلافاتسكي أن العقل البشري قادر على التواصل مع العقول الأخرى مباشرة، بعيداً عن الكلام أو الإشارات وقدمت أمثلة على قدرتها في إرسال واستقبال الأفكار، فكانت تدعي أنها تعرف ما يفكر به أتباعها قبل أن يتكلموا ، كما كانت تتلقى -  بحسب وصفها - رسائل ذهنية من "المهاتما"، ثم تترجمها إلى كلمات مكتوبة ، هذا الجانب كان جذاباً جداً في عصرها، حيث اعتُبر التخاطر دليلاً على وجود عوالم خفية تتجاوز الإدراك الحسي التقليدي.

4- الاستبصار والرؤية عن بعد

واحدة من أبرز مزاعم بلافاتسكي هي قدرتها على "الرؤية بعين الروح" ، فقد كانت تزعم أنها تستطيع إدراك أحداث تقع في أماكن بعيدة، أو قراءة ماضي الأشخاص وحياتهم السابقة.

كما كانت تقول إنها قادرة على الاطلاع على "سجل أكاشا"، وهو سجل أثيري أسطوري يحوي جميع الأحداث التي وقعت في الكون منذ نشأته ، ومن خلال هذا الاستبصار، كانت تشرح لتلاميذها مسارات الأرواح وتاريخ البشرية الروحي عبر العصور.

5- الإسقاط النجمي والرحلات خارج الجسد

من أكثر الظواهر التي نسبتها إلى نفسها إثارة للخيال هي قدرتها على الإسقاط النجمي، أي فصل روحها عن جسدها والسفر عبر أبعاد أخرى ، كانت تروي أنها تزور أثناء نومها أو جلسات التأمل أماكن نائية مثل معابد التبت أو مدن أسطورية كـ"شامبالا" ، بعض أتباعها أكدوا أنهم رأوها فجأة تظهر أمامهم ثم تختفي، معتقدين أن روحها هي التي تتنقل بحرية ، هذه التجارب، وفق وصفها، كانت مصدراً للمعرفة التي لم تكن متاحة للبشر العاديين.

6- إظهار الظواهر المادية Materialization

كان من أكثر ما أبهر جمهورها ما يُعرف بـ"التجسيد"، أي خلق أشياء مادية من العدم ، يروى أنها كانت تجعل وروداً تتساقط فجأة في الغرفة خلال جلسة روحية أو أن رسائل مكتوبة بخط غامض تظهر فجأة في صناديق مغلقة أو تحت وسائد الحاضرين ، إحدى أشهر الحوادث كانت ظهور "رسائل المهاتما"، وهي خطابات يُقال إنها نُسخت مباشرة من عالم روحي إلى الورق دون يد بشرية ، هذه الظواهر اعتبرها المؤمنون بها دليلاً قاطعاً على اتصالها بالعوالم غير المرئية، فيما وصفها النقاد بأنها خدع بارعة لإبهار الأتباع.

القدرات الخارقة بين الإيمان والشك

أثارت هذه القدرات جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية والدينية ، المؤمنون بها رأوا فيها برهاناً على أن الإنسان يملك إمكانيات غير مكتشفة، وأن بلافاتسكي مجرد قناة لنقل الحكمة الكونية ، بينما المشككون، مثل جمعية الأبحاث الروحية البريطانية، اتهموها باستخدام الحيل المسرحية وخفة اليد لخداع الناس ، لكن مهما كان الرأي، فقد نجحت بلافاتسكي في دفع العالم للتفكير بجدية في الحدود الغامضة بين العلم والروح، وبين الخداع والمعجزة.

الجدل والاتهامات بالخداع

في عام 1884، فجّرت خادمتها السابقة، مدام كولومب، فضيحة في الهند حين كشفت رسائل تتهم بلافاتسكي بتلفيق الظواهر الخارقة بمساعدة خدع ميكانيكية وأبواب سرية ، تبع ذلك إرسال جمعية الأبحاث الروحية البريطانية (SPR) محققًا إلى الهند.

في تقريره الشهير عام 1885، وصف بلافاتسكي بأنها "إحدى أبرع المحتالين وأكثرهم تشويقاً في التاريخ" ، اتهمها التقرير بفبركة الرسائل والادعاءات عن "المهاتما"، معتبراً أن كل ذلك كان مسرحية لخداع الأتباع ، هذا التقرير دمّر سمعتها في الأوساط العلمية، وأدى لانسحاب بعض الأعضاء. لكنها واصلت العمل، مدافعة عن نفسها حتى وفاتها عام 1891.

وفي عام 1986، أعاد باحثون معاصرون مراجعة تقرير SPR ووجدوا فيه أخطاء وانحيازات، مما أعاد بعض الاعتبار لسمعتها، وإن لم يمحُ الجدل.

التأثير العالمي والتحول إلى أسطورة

رغم الهجمات، انتشرت الثيوصوفية عالمياً، خصوصاً في الهند وسريلانكا، حيث ساعدت على إحياء التراث البوذي والهندوسي ، كما ألهمت العديد من المفكرين والفنانين في الغرب مثل الشاعر ويليام بتلر ييتس والرسام فاسيلي كاندينسكي حتى قادة مثل غاندي تأثروا بأفكارها في شبابهم.

بعد وفاتها، قادت آني بيزانت الجمعية، وبلغت الحركة أوجها في أوائل القرن العشرين ، كما انبثقت عنها حركات روحية أخرى، مثل الأنثروبوصوفية على يد رودولف شتاينر، وحركات "العصر الجديد" التي لا تزال مؤثرة حتى اليوم.

الجذور الروسية والبعد الوطني

كشفت مصادر روسية حديثة جوانب غير معروفة عن بلافاتسكي، منها وطنيتها العميقة ، أثناء الحرب الروسية التركية (1877–1878)، كتبت مقالات نارية تدافع فيها عن الأرثوذكس السلاف، وتبرعت بعائدات كتبها لدعم جرحى الحرب، حتى عندما تخلت عن جنسيتها الروسية لاكتساب الجنسية الأميركية، وصفت ذلك بأنه "خيانة مؤلمة"، وظلت تعتبر نفسها روسية القلب.

الكنيسة الأرثوذكسية لم تتخذ موقفاً رسمياً ضدها أثناء حياتها، لكن بعد انتشار الثيوصوفية في روسيا، أصدرت بيانات لاحقة تدين تعاليمها باعتبارها هرطقة روحية.

بين الواقع والأسطورة

هيلينا بلافاتسكي شخصية مزدوجة الوجوه:

- عند أتباعها، هي معلمة مستنيرة كشفت أسرار الكون وأعادت الحكمة القديمة.

- عند خصومها، هي محتالة بارعة استخدمت الخدع لتشييد إمبراطورية روحية.

لكن لا يمكن إنكار تأثيرها العميق على الفكر الديني الحديث. فقد ساهمت في إدخال مفاهيم مثل الكارما والتأمل والطاقات الخفية إلى الثقافة الغربية، ومهدت الطريق لحركات العصر الجديد.


بلافاتسكي ليست مجرد شخصية تاريخية، بل رمز لرحلة الإنسان في بحثه عن المجهول  ،سواء كانت حقاً وسيطة بين العوالم أو مجرد صانعة أوهام، فقد تركت إرثاً غنياً من الأفكار والأساطير ، واليوم، بعد أكثر من قرن على رحيلها، ما زالت قصتها تلهم المؤمنين والباحثين، وتثير أسئلة حول الحدود بين الروحاني والخداع، وبين الإيمان والخيال.

بهذه الصورة، تبقى هيلينا بلافاتسكي واحدة من أعظم رموز ما وراء الطبيعة في العصر الحديث، وجسراً بين تقاليد الشرق وحيرة الغرب، وبين العلم والأسطورة.

نبذة عن كمال غزال

باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 ، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية، إلى جانب استكشاف الأساطير حول العالم ، كما ألّف قصصاً قصيرة مستوحاة مما قرأ وسمع وشاهد، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول"، ومؤكداً مقولته: "نعم للتفكير، ولا للتكفير".

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ