تعرف إلى الشبح الكوني الذي لا يضيء ، ما تراه في الصورة هو الجسم الكوني الغامض J0613+52 ، مجرة لا تُشبه أي مجرة نعرفها ، فهي تتكون من الهيدروجين البارد و المادة المظلمة ولا تحتوي على أي نجم مرئي على الإطلاق ! ، لكن إذا كانت بلا نجوم… فكيف اكتشفها العلماء ؟
صدفة كونية
في يناير عام 2024، كان فريق من علماء الفلك يعمل في مرصد غرين بانك في الولايات المتحدة، حين قام أحد الباحثين بتوجيه التلسكوب الراديوي نحو إحداثيات خاطئة ، كان من المفترض ألا يروا شيئاً… لكن المفاجأة ضربت كل التوقعات.
فبدلاً من الفراغ، سجّل التلسكوب إشارة راديوية قوية قادمة من عمق السماء ، الإشارة كانت صادرة عن سحابة هائلة من الهيدروجين المحايد تبلغ كتلتها حوالى تريليون كتلة شمسية أي بحجم مجرة كاملة، ولكن دون نور.
كيف عرف العلماء أنها مجرة ؟
يصدر الهيدروجين المحايد إشعاعاً ميكروياً مميزاً بطول موجي 21 سم، وهو إشعاع لا يتأثر بالغبار ولا يحتاج إلى ضوء النجوم لرصده وبذلك تمكن العلماء من “رؤية” ما لا يُرى.
لماذا لا تملك هذه المجرة أي نجوم ؟
لا يزال هذا اللغز يحيّر علماء الفلك. إحدى الفرضيات تقول إن الغاز فيها متناثر جداً وأقل كثافة من أن ينهار ويُشكل نجوماً كما أنها منعزلة بشكل مذهل.
كما لا توجد أي مجرة أخرى ضمن نطاق 330 مليون سنة ضوئية منها ! ، على سبيل المقارنة : المسافة بين درب التبانة وأندروميدا هي فقط 2.5 مليون سنة ضوئية ، عادة تؤدي تصادمات المجرات إلى تحريك الغاز وتحفيز ولادة النجوم لكن J0613+52 لم تحصل على هذه الفرصة مطلقاً.
كما لا توجد أي مجرة أخرى ضمن نطاق 330 مليون سنة ضوئية منها ! ، على سبيل المقارنة : المسافة بين درب التبانة وأندروميدا هي فقط 2.5 مليون سنة ضوئية ، عادة تؤدي تصادمات المجرات إلى تحريك الغاز وتحفيز ولادة النجوم لكن J0613+52 لم تحصل على هذه الفرصة مطلقاً.
هل هي “مجرة بدائية” من فجر الكون ؟
يرى بعض الفلكيين أن هذه المجرة قد تكون أثراً من بقايا الكون المبكر أي جسم مكون من الغاز ظل على حاله تقريباً منذ مليارات السنين دون أن يتطور.
اكتشاف بدأ بخطأ
خطأ بسيط في الإحداثيات جعل العلماء “يطلقون سهماً في الظلام”…فأصابوا إحدى أكثر المجرات غموضاً التي لم يكن من الممكن اكتشافها بالضوء المرئي إطلاقاً ، تخيل كم مجرة مخفية مثل J0613+52 قد تكون متناثرة في الظلام الكوني دون أن نعلم عنها شيئاً !
فالفضاء ليس مجرد فراغ… إنه مجموعة من العوالم المجهولة تنتظر من يرفع عنها الستار. ومن يدري… ما الذي سنكتشفه لاحقاً ؟
نبذة عن الكاتب

كمال غزال باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات) من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 إن لم تٌعتبر أشملها، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية ، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول".
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .