25 نوفمبر 2025

فيلا الشيطان في لاس فيغاس

فيلا بالاتزو المسكونة - مسكونة بروح شيطانية
إعداد : كمال غزال
في مدينة لاس فيغاس تقف فيلّا ضخمة تُعرف محلياً باسم قصر بالازا “Palazza Mansion” وهي تقع  1700 Bannie Avenue لكنها اشتهرت باسمٍ أكثر قتامة: «فيلا الشيطان» ، فعلى مدى سنوات، تداول السكان قصصاً مرعبة عن هذا القصر الفخم الذي كان من المفترض أن يكون حلماً لكل من يراه، لكنه تحول إلى كابوس لكل من سكنه.

فجميع المالكين الذين توالوا عليه تقريباً انتهى بهم الأمر إلى بيعه سريعاً وبخسارة فادحة، والسبب -  بحسب شهاداتهم المتطابقة -  هو قوة شريرة تسكن أرجاءه وظلاله.

خلفية غامضة مليئة بالعنف

تعود ملكية الفيلا في بداياتها إلى شخصيات مرتبطة بعصابات المافيا التي كانت تنشط في لاس فيغاس بشكل كبير في السبعينيات والثمانينيات. وتشير تقارير محلية إلى أن الفيلا كانت تُستخدم لتصفية الحسابات وتعذيب المنافسين وإخفاء الجثث أو التخلص منها.

ولهذا يرى كثيرون أن المكان تحول إلى مستودع للطاقة القاتمة الناتجة عن العنف الدموي الذي شهدته جدرانه. لكن المفاجئ أن ما رواه المُلاك اللاحقون تجاوز بكثير فكرة “الأشباح الضاجة”، ووصل إلى حد الاعتقاد بأن الشيطان نفسه -  أو كياناً شيطانياً قوياً -  يقيم هناك.

ظهور كيان شرير يحمل سيفاً

روى أحد المالكين السابقين للفيلا تجربة تكاد تبدو سينمائية، لكنها وردت في شهادته الرسمية: " إنه  كيان شرير يحمل سيفاً… وما إن لاحظت وجوده حتى شعرت بيدين باردتين تطوقان عنقي. كدت أختنق تماماً لولا أن صديقي سحبني خارج الغرفة بقوة."

هذا النوع من التجارب -  الخنق، الإحساس بالقبض على الرقبة، الاختناق -  يتكرر كثيراً في تقارير المس أو ظهور الكيانات السفلية في الموروثات الدينية والروحية.


أصوات وهمسات وهمهات جنسية 

لم تكن التجارب محصورة بالرجال. إذ صرحت إحدى المالكات السابقات  التي كانت تعيش وحدها  أنها كانت تسمع همسات قرب أذنها مباشرة ، والأصوات كانت ذات إيحاءات جنسية صريحة تحدث غالباً أثناء الاستحمام وتترافق مع لمسات باردة على الرقبة والظهر.

هذا النوع من الشهادات ارتبط في العديد من الثقافات بما يُعرف بـ الجن العاشق / الكيان الشبقي (Incubus / Succubus)، الذي يتغذى -  بحسب المعتقدات -  على الانفعالات العاطفية والجنسية للبشر.

غرف سرية وبقع دم لا تزول

خلال أعمال ترميم في إحدى المراحل، اكتشف العمال غرفاً سرية خلف الجدران، بعضها ضيق للغاية، ويبدو أنه استُخدم سابقاً لإخفاء أشخاص ، وفي إحدى غرف النوم والحمامات المتجاورة، ظهرت بقع دم كبيرة على الجدران والأرضية بمجرد إزالة الطلاء القديم. ورغم محاولات تنظيفها وتغطيتها، كانت تعود للظهور. وهو ما عزز الاعتقاد بأن المكان شهد جريمة قتل بشعة.

الحريق الغامض عام 2009

غادر آخر مالك للفيلا عام 2009 مجبراً -  على حد تعبيره -  بعد سلسلة من الأحداث: كوابيس ليلية عن كيان أسود طويل وأصوات خطوات في الممرات وظلال تتحرك في أرجاء المنزل ، وتعطل الأجهزة الكهربائية بشكل دائم  ثم وقع حدث غريب: حريق مفاجئ اندلع في جزء من القصر دون سبب واضح، رغم أن خطوط الكهرباء كانت جديدة ، ودمر الحريق معظم الطابق العلوي، وجعل شكل الفيلا أكثر رهبة وقتامة ، منذ ذلك الحين بقيت الفيلا مهجورة… ولم يتقدم أي مشتري جديد، حتى عندما طُرحت بثمن زهيد.

هل الفيلا مسكونة بالفعل ؟

هناك تفسيرين رئيسيين وراء الظواهر المبلغ عنها:

1-  التفسير الروحي / الماورائي

- أحداث العنف تؤدي إلى ما يسميه الباحثون الطاقة القابعة Residual Haunting

- وجود كيان شيطاني قد يكون مرتبطاً بطقوس عنيفة أُجريت في المكان

- الأصوات الهمسية وظهور الكيان بالسيف تتوافق مع أوصاف الكيانات السفلية في الموروثات الدينية والوثنية.

2- التفسير النفسي / العلمي

- المنازل المهجورة ذات التاريخ المريب تولد توقعات مسبقة للخوف 

- بقع الدم يمكن أن تكون ناتجة عن مواد عضوية متفاعلة مع الرطوبة

- الهمسات قد تكون بسبب صدى الصوت، أو تأثيرات “الضوضاء البيضاء”.

- الاختناق ربما تكون ناجمة عن هلع أو أزمة تنفس مفاجئة.

لكن المؤرق في هذه الحالة أن جميع المالكين قدموا شهادات متقاربة رغم أنهم عاشوا في سنوات مختلفة، ولم يعرف بعضهم بعضاً.

صوت الشر ما زال يتردد

فيلا بالازا ليست مجرد منزل قديم… بل هي حكاية لعنات، كوابيس، غرف مخفية، وكيان لا يرغب برحيل سكانه. ومنذ عام 2009 وحتى اليوم، بقي القصر بلا مالك، وكأن لعنة المكان نفسها هي التي تمنع أي إنسان من الاقتراب مرة أخرى.

ويبقى السؤال: هل نحن أمام طاقة سوداء ناتجة عن جرائم الماضي… أم أن هناك كياناً حقيقياً اتخذ من هذا القصر موطناً له ؟

نبذة عن الكاتب

كمال غزال هو باحث سوري في عالم ما وراء الطبيعة (الماورائيات)  من مواليد عام 1971، ومؤسس موقع ما وراء الطبيعة Paranormal Arabia، أول منصة عربية متخصصة في هذا المجال الفريد منذ عام 2008 إن لم تٌعتبر أشملها، أعد وترجم وبحث وأسهم في مئات المواضيع التي تنقسم إلى أكثر من 30 فئة، بين مقالات بانورامية شاملة وتحقيقات لكشف الزيف، إضافة إلى تحليلات لتجارب واقعية تلقاها من العالم العربي، ورصد أخبار مرتبطة بالماورائيات ، تعتمد منهجيته على دراسة الظواهر الغامضة من منظور أنثروبولوجي مع تحليل منظومات المعتقدات والتراث الشعبي وربطها بتفسيرات نفسية وعصبية ، ويسعى نحو أضخم موسوعة عربية عن ما وراء الطبيعة ، الظواهر الخارقة، الباراسيكولوجية، والميتافيزيقية رافعاً شعار الموقع: "عين على المجهول".


إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2025 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ