لعنة بحيرة نيوجرسي وحوادث الاختفاء الغامضة

إعداد :  كمال غزال

في قلب ولاية نيوجيرسي الأمريكية، تقع بحيرة راوند فالي Round Valley Reservoir، والتي تُعرف شعبياً بلقب “مثلث برمودا نيوجيرسي”. ورغم أنها وجهة طبيعية خلابة لعشاق السباحة وصيد الأسماك والتخييم، إلا أنها اكتسبت سمعة مظلمة على مر العقود. فقد تحول هذا الخزان المائي إلى مسرح لحوادث غرق واختفاء غامضة، ما جعل كثيرين يعتقدون أن المكان مسكون أو ملعون.

تاريخ البحيرة وجغرافيتها

تم إنشاء الخزان في ستينيات القرن العشرين بعد بناء سد وغمر واد كامل بالمياه. قبل ذلك، كان الوادي يضم قرية صغيرة ومزارع هادئة، أُزيل معظمها، لكن هناك من يزعم أن أساسات بعض المباني القديمة ما تزال مستقرة في الأعماق.

تبلغ مساحة البحيرة أكثر من 2300 فدان، ويصل عمقها إلى 55 متراً، ما يجعلها واحدة من أعمق المسطحات المائية في المنطقة. هذه الطبيعة العميقة والباردة للبحيرة كانت وما تزال عاملاً أساسياً في صعوبة عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث.

أسطورة اللعنة وحوادث الاختفاء

منذ عام 1971، سُجلت أكثر من 26 حالة وفاة أو اختفاء في البحيرة. وفي بعض هذه الحوادث لم يُعثر على الضحايا قط، رغم عمليات بحث مكثفة استمرت لأيام أو حتى سنوات.

- في عام 1989، اختفى صياد يُدعى جون كوبو أثناء رحلة صيد مع صديق له. عُثر لاحقاً على جثة الصديق، لكن كوبو لم يظهر له أثر حتى اليوم.

- في أكتوبر 1993، غرق قارب صغير كان يقل شخصين. نجا أحدهما، فيما اختفى الآخر أمام أنظار الشهود دون أن يُعثر عليه مطلقاً.

تكرار مثل هذه القصص عزز الاعتقاد الشعبي بأن البحيرة تحمل لعنة غامضة، وأن أرواح الموتى أو شعوب الأمريكيين الأصليين الذين سكنوا المنطقة قد يكونون سبباً وراء هذه الظواهر. البعض يروي أن هناك “أيادي خفية” تمسك بالسباحين وتمنعهم من النجاة.

تفسيرات واقعية وعلمية

رغم الطابع الغامض لهذه الحوادث، هناك تفسيرات منطقية يمكن أن تفسرها:

برودة الأعماق

المياه العميقة في الخزان شديدة البرودة حتى في الصيف، ما قد يؤدي إلى صدمة حرارية وفقدان القدرة على السباحة.

العمق والظلام

الجثث لا تطفو بسهولة لأن الغازات الناتجة عن التحلل لا تتكون بنفس الوتيرة في المياه الباردة العميقة.

عوائق تحت الماء

جذوع أشجار وأساسات مبان قديمة يمكن أن تعيق الجثث أو تعلق الغواصين.

التضليل البصري

شكل البحيرة الدائري يجعل الشاطئ يبدو أقرب مما هو في الحقيقة، فيغامر السباحون بمسافات لا يستطيعون تحملها.

العواصف المفاجئة

تضاريس الوادي تجعل البحيرة عرضة لرياح قوية تغير ظروف السباحة في لحظة.

بين الأسطورة والحقيقة

ما بين روايات “اللعنة” والتفسيرات العلمية، تبقى بحيرة Round Valley مثالاً حياً على الطريقة التي تمتزج فيها الطبيعة بالخرافة. فبينما يرى البعض أنها مكان ملعون يبتلع زواره، يؤكد العلماء وخبراء السلامة أن معظم الحوادث يمكن تفسيرها بظروف بيئية وبشرية.

تظل بحيرة رواند فالي مكاناً يجمع بين جمال الطبيعة ورعب الأساطير. هي وجهة سياحية مشهورة، لكنها في الوقت نفسه رمز للغموض الذي لا ينفك يثير الخوف والفضول في آن واحد. ربما لا تكون ملعونة كما يعتقد البعض، لكنها بلا شك تحمل سمعة جعلتها تستحق لقب مثلث برمودا نيوجيرسي، حيث تختلط الحقيقة بالخيال، والواقع بالأسطورة.

إقرأ أيضاً ...

- أبرز بوابات الغموض الأرضية: اختفاءات وأضواء غريبة وشذوذ مغناطيسي
- وحش بحيرة تاهو تيسي

- سفن الأشباح: ألغاز البحر التي لم تحل

- سر اختفاء اناسازي

- مثلث برمودا : أبرز نظريات التفسير
- حادثة اختفاء في دير مولدوفي : لغز بلا إجابة