24 أبريل 2022

Textual description of firstImageUrl

أجهزة إلكترونية "مسكونة"

إعداد : كمال غزال
البعض منا يزعم بأن الأشباح والأرواح تسكن المنازل القديمة المهجورة وتنشط أحياناً في مجالس استحضار الأرواح ( الويجا ) ، لكن  يبدو أنهم وجدوا عالماً جديداً مختلفاً حيث اتخذت تلك "الأرواح" طرقاً تمكنها من اختراق الأجهزة الكهربائية وتجعل منها مسكنا لها .

كان بدء انتشار حكايات التلفاز المسكون منذ ما يقرب إلى منتصف القرن العشرين حينما أصبحت التكنولوجيا متاحة لأول مرة للمواطنين ، وحينها وجدت ادعاءات بأن "القوى الطيفية" باستطاعتها التواصل مع البشر من خلال التلفاز أو حتى استخدامها بوابة مادية للعبور إلى عالمنا بكل حرية .

في البداية كانت هذه الشائعات في رأي المختصين على الأرجح بسبب حالة عدم اليقين لدى مقتني تلك التكنولوجيا الحديثة آنذاك  وما يلفها من غموض ، وتعاقب الخوف والدهشة في وقت سابق عند ميل أجهزة التلفزيون في كثير من الأحيان إلى إظهار كيان إنسان أو صورة مزدوجة ، ضباب مريب ، تشويه في الأصوات ، وأنماط ثابتة غريبة ، كل هذا جعل التلفزيون مادة دسمة ومصدراً حيويا لقصص الأشباح وانتشار صورهم في منازل الناس.

تجارب و قصص حول التلفزيون "المسكون"
إحدى تلك القصص كانت قد نشرت في جريدة نيويورك تايمز عام 1953 عن تلفزيون "مسكون" حيث كان هناك جهاز تلفاز ملك لعائلة ترافيرز في لونغ آيلاند -  نيويورك  حيث زعمت العائلة أن التلفزيون الخاص بهم تسكنه روح امرأة تخيفهم بشدة لدى ظهور شبحها في خلف شاشة التلفاز وأحياناً يزحف طيفها فوق عند علية المنزل وقيل أن صوت تلك المرأة كان يسمع صداه من التلفزيون حتى عندما يكون مفصولاً عن الكهرباء !

كانت القصة معروفة جداً في مدينة نيويورك ولكن عندما توافد الصحفيون ووسائل الإعلام الفضولي للكشف عن القضية في محاولة منهم للحصول على أدلة وأيضا مطاردة المرأة الطيفية ، قيل عنها في ذلك الوقت أنها كانت خجولة إذ لم تظهر أبداً لأي شخص باستثناء أسرة ترافيرز .

- وهناك قصة أخرى لا تقل غرابة وانتشاراً على نطاق واسع في عام 1968 حينما ادعت امرأة في ولاية مينيسوتا الامريكية أن يداً امتدت تخرج من وراء شاشة تلفزيونها غير الموصول بالكهرباء وضغطت براحة يدها على زجاج الجهاز ، تمكنت المرأة الشجاعة من التقاط صورة لليد المزعومة بالرغم من أنها تلاشت سريعا ، تلك الصورة أثارت حماس صائدي الأشباح لتبدأ بعد ذلك جولات عديدة لصيد الأرواح  ، ووفقا للمرأة و زوجها ، فإن نفس اليد ظهرت في وقت آخر وكان ذلك قبل عام من التقاط تلك الصورة . الصورة تبدو واضحة المعالم إلا أنها غير حاسمة إلى حد ما ، وهناك نظريات عديدة حول الصورة بين كون الصورة خدعة صريحة أو طرأ عليها حرق ما أو خلل ما لتكون مثال فعلي لروح تحاول التواصل مع المرأة المذكورة من خلال جهاز التلفاز .

إن ظاهرة الأشباح التي تحاول التواصل مع الناس من خلال تلك الأجهزة إكتسبت الكثير من الإهتمام في السنوات اللاحقة وأصبحت معروفة لدى الباحثين في الظواهر الخارقة للطبيعة ، ويقال إن ظواهر التجسد الشبحي تحدث أيضا في أجهزة مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة الراديو و الحواسيب و الأجهزة المحمولة كجهاز ( أيباد و أي فون )  وحتى أجهزة الفاكس ، على الرغم من أن أكثر تلك التجسدات شيوعا هي ظاهرة الصوت الإلكتروني EVP حيث يتم تسجيل أصوات الأرواح على المعدات السمعية وغالبا ما يكون غير مسموع في وقت وقوعه الفعلي ولا يلاحظ حتى يتم تشغيله مرة أخرى .


محاولات التواصل مع الأرواح

كان الألماني كلاوس شرايبر أحد الباحثين في مجال التواصل مع الأرواح في محاولة منه لإلتقاط إشارات من الموتى حيث استخدم جهازا أطلق عليه إسم "فيديكومين" والذي استخدم فيه كاميرا فيديو تستهدف جهاز تلفزيون غير متصل لاسلكيا ، التقط التلفاز لقطات صورتها كاميرا الفيديو وقيل أن هذه اللقطات تضم نتائج دراماتيكية حيث ظهرت وجوه مختلفة على ما يبدو ، وفي مرة واحدة ظهرت ممثلة من النمسا اسمها ( روما شنايدر ) بوضوح على شاشة التلفزيون بعد سنوات من وفاتها .

وفي عام 1986 زعم باحث آخر في نفس المجال يدعى ( أرنست سيكوفسكي ) أنه حصل على صورة واضحة لا لبس فيها عن شبح في التلفزيون ، وأضاف الباحث أنه التقط خلاصة موجزة من فيديو يصور فيه روح ( هانا بوشبيك ) امرأة توفيت في عام 1978 وفي ذلك الفيديو زعم صاحبه بأن المرأة تبدو أصغر بكثير مما كانت عليه قبل وفاتها .

 هناك قصة مماثلة غريبة عن منتج سينمائي سويدي كان أيضا من أوائل الباحثين في موضوع التلفاز المسكون إسمه ( فريدريك يورجنسون )  الذي توفي في عام 1987 ، في إدلاء غريب يزعم فيه يورجنسون أنه سيرسل بعد موته رسالة لصديقه الباحث كلود ثورلين من خلال التلفزيون أثناء جنازته ، و بالفعل بعد موته قام ثورلين بتشغيل التلفاز أثناء جنازة زميله يورجنسون . في اللحظات الأولى للجنازة ، قيل إن روح يورجنسون ظهرت على شاشة تلفزيون ثورلين كما وعدت ، وقيل أنها كانت صورة واضحة للرجل الميت .

- وهناك حكاية غريبة مصدرها بلدة ( بوتان ) في جنوب آسيا عن تلفزيون مسكون نفي إلى تلة مظلمة نائية في قرية صغيرة تدعى ( تسينتو) ، حيث يروى أن هناك جهاز تلفاز ملك للشيطان نفسه كما يقال أن روح شريرة لرجل ميت تسكنه ، وقيل أن التلفزيون يصدر ضوضاء وأصواتا مرعبة كما يعتبر السبب في جلب المرض وسوء الحظ لكل من يمتلكه  ، وتقول الأسطورة أن التلفاز كان ملكاً لثلاث عائلات منفصلة عانت منه  ، كان ذلك قبل أن يفحصه أحد سكان المنطقة الذي قرر بعد ذلك نفيه إلى الأبد خارج القرية ، فأخذ القرويون التلفزيون الملعون إلى مكان بعيد وقاموا بنوع من الطقوس التي من شأنها طرد الأرواح الشريرة وبعد ذلك تركوا ذلك التلفزيون في مكانه وعادوا أدراجهم تاركينه هناك لعقدين من الزمن . ولا يزال يعتقد حكماء قرية تسينتو بأن ذلك التلفاز هو بؤرة ملعونة لإيواء الأرواح الشريرة ، كما رجح سبب تحول ذلك الجهاز إلى لعنة الممارسات الممنوعة للسحر الأسود عليه  ، وحتى الآن يحرص الزوار والسياح القادمون للقرية على البقاء بعيداً عن تلك التلة ، ويقال أن كثيرا من الأشخاص أغواهم كبريائهم للذهاب إلى ذلك المكان فلما ذهبوا عاد الجميع مجانين .


لقد توصل البحث في ظواهر الأجهزة الإلكترونية "المسكونة"  حيث تم إنشاء محطة مجهزة بمعدات استشعار الأشباح من قبل مجموعة تسمى "دائرة دراسة الإتصالات" في مختبر لكسمبورغ مع الهدف المعلن وهو تسجيل وتوثيق جميع محاولات التواصل مع الأموات من خلال استخدام أجهزة متطورة كالراديو والكمبيوتر والتلفزيون حيث أبلغت الجماعة عن تلقي رسائل طويلة  وواضحة من كائنات غامضة تطلق على نفسها إسم ( تيمستريم ) حيث تدعي أنها من كوكب خارج نطاق الأبعاد الأربعة يدعى مردوخ ( ماردوق )  ، ويزعم أن الرسائل المتلقاة غالباً ما تأتي بصوت روبوتي من قبل كائن يسمي نفسه "فيني ".


إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ