17 أكتوبر 2008

منزل ديفيد برادفورد المسكون

منزل مسكون بالأرواح
إعداد :  كمال غزال

بدأت القصة سنة 1796، حين فرّ الجنرال ديفيد برادفورد من ولاية بنسلفانيا بعد أن كان أحد زعماء "تمرد الويسكي"، وهو احتجاج مسلح اندلع ضد الضرائب التي فرضتها الحكومة الأمريكية على تقطير الخمور. كان برادفورد ملاحقاً قانونياً، وأُجبر على التخفي، فاستقر في لويزيانا التي كانت آنذاك تحت الحكم الإسباني، واشترى قطعة أرض وأقام عليها منزله الذي سيسمى لاحقاً بـ "ميرتلز".


كان برادفورد محامياً غنياً وذكياً، لكن ظروف هروبه وصراعه مع القانون دفعته إلى بناء بيئة شبه معزولة لعائلته. ويقال إن المنزل بُني فوق موقع كان سابقاً مقبرة للسكان الأصليين، مما يضيف طبقة أخرى من الغموض فوق قصته.

بيت الجرائم واللعنات

خلال القرنين التاليين، تعاقبت على المنزل عدة أسر، وكل واحدة منها أضافت فصلاً جديداً من المآسي. ويُعتقد أن أكثر من عشرة جرائم قتل حدثت داخله أو في محيطه، رغم أن السجلات الرسمية لا توثق جميعها، مما يعمق الغموض ويغذّي الأساطير.

كليو... العبد المظلوم أم القاتل ؟

أشهر الأشباح التي تُقال إنها تسكن المنزل هو شبح العبد "كليو". تقول الرواية الشعبية إن كليو كان عبداً أسوداً يعمل في المزرعة وتم اتهامه ظلماً بقتل فتاتين صغيرتين من عائلة المالك، فحُكم عليه بالإعدام شنقاً أمام المارة. منذ ذلك الحين، بدأ السكان يزعمون رؤية ظل لرجل يضع عمامة، يتجول في أنحاء المنزل، وأحياناً يظهر عند النوافذ، أو يُسمع صوته هامساً في الليل ، لكن المفارقة أن بعض المؤرخين يشككون في وجود شخصية حقيقية تدعى كليو، ويرون أنها ربما أسطورة أُطلقت لاحقاً لتفسير الأحداث الغريبة.

أشباح الطفلتين... واللعب على الشرفة

شاهد عديد من الزوار طفلتين صغيرتين ترتديان فساتين بيضاء وهما تلعبان على الشرفة، ثم تختفيان فجأة دون أثر ، يُعتقد أنهما الطفلتان اللتان قُتلتا في الجريمة المنسوبة لكليو، وما زالتا معلقتين بين العالمين، تكرران آخر لحظات البراءة.

ويليام درو وينتر... موت على الدرج

من أشهر من سكنوا المنزل لاحقاً هو المحامي ويليام درو وينتر الذي عاش فيه بين عامي 1860 و1871. وفقاً للشهادات، تم إطلاق النار عليه وهو على عتبة المنزل من قِبل مجهول، لكنه لم يمت على الفور. رغم النزيف الحاد، حاول صعود الدرج نحو الطابق الثاني ليطلب المساعدة، فصعد 17 درجة قبل أن يسقط ويفارق الحياة. حتى اليوم، يُقال إن صوت خطواته يُسمع في الليل وهو يصعد السلم ثم يتوقف فجأة عند الدرجة السابعة عشرة.

أشباح أخرى: عبيد، موسيقى، وصور تتغير

هناك من يزعم رؤية أشباح عبيد آخرين يتجولون في أرجاء المنزل ويسألون الغرباء: " هل تحتاجون لمساعدة ؟ " — وكأنهم ما زالوا يقومون بأعمالهم حتى بعد الموت ، كما أبلغ الزوار عن أصوات عزف بيانو رغم أن الغرفة تكون فارغة، وتُعاد مقطوعات معينة مراراً. أما الصور القديمة المعلقة، فيدّعي البعض أنها تغيّر تعبيرات وجوهها أحياناً، أو تتابعك بعينيها.

التحقيقات الباراسيكولوجية وزيارة المستكشفين

اجتذب المنزل العديد من فرق التحقيق في الظواهر الخارقة مثل Ghost Adventures وUnsolved Mysteries. وأكد بعضهم وجود قراءات طاقية غير طبيعية، وتسجيلات لصوت خطوات أو همسات لا تفسير لها.

وما يعزز القصة أكثر هو شهادات السياح والمقيمين، حيث يشير كثير منهم إلى ظواهر مثل تغيّر درجة الحرارة المفاجئ، روائح زهور غريبة دون مصدر، تحريك الأجسام تلقائياً، وحتى شعور بالاختناق أو الثقل في الصدر في غرف معينة.

هل هو منزل مسكون حقاً... أم مجرد أوهام شعبية ؟

بين من يصدق أن المنزل مسكون فعلاً بأرواح معذبة، وبين من يرى في القصة مجرد إرث من المبالغات والأساطير الشعبية، يظل منزل ديفيد برادفورد رمزاً قوياً لفكرة أن الأماكن تحتفظ بالذاكرة... والندوب.

سواء كنت باحثاً في ما وراء الطبيعة، أو مجرد محبّ للقصص الغامضة، فإن زيارة "ميرتلز" لن تتركك دون أثر وقد لا تعود منها بالشعور ذاته الذي دخلت به.

هل تجرؤ على قضاء ليلة فيه ؟

المكان مفتوح للزوار، بل يمكن حجز إقامة لليلة كاملة فيه... لكن خذ حذرك، فقد لا تنام بسلام، وقد تصحو لتجد شخصاً ينظر إليك من طرف السرير.

3 تعليقات:

غير معرف

يقول...

انا بحب اقرا مواضيع ما وراء الطبيعة لانها مشوقة وانا بموت بافلام وروايات الرعب لكن ...طبعا ما بصدق ولا حرف

غير معرف

يقول...

اه نسيت توقيعى



ريم سوريا

غير معرف

يقول...

كلام غير مقنع .

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ