31 يوليو 2009

منارات قديمة و"مسكونة"

المنارات القديمة قد تكون أماكن مميزة لسكنى الأشباح أو الجن
إعداد : كمال غزال

على امتداد السواحل الوعرة للولايات المتحدة، تنتصب منارات قديمة كحراس صامتين يواجهون العواصف والضباب وهدير الأمواج منذ قرون. بُنيت لتكون دليلاً للمسافرين ومصدراً للأمان، لكنها أصبحت مع مرور الزمن مستودعاً للقصص المظلمة، ومسرحاً لتجارب روحية يرويها السكان والزوار على السواء ، فالمنارة، بعزلتها وصمتها وموقعها النائي، تتحول بسهولة إلى وعاء للذكريات الثقيلة، والأحداث التراجيدية، والموت المفاجئ… وكل تلك العناصر هي بيئة مثالية لنشوء الأساطير والقصص الماورائية.

وبينما يشتهر عدد من هذه المنارات بوجود «حراس» لم يبرحوا مواقعهم حتى بعد وفاتهم، هناك منارات أخرى لا يقل غموضها عن تلك التي يتردد صداها في كتب التاريخ، لكنها لم تُذكر كثيراً رغم ما تحمله من روايات لا تقل إثارة.
إليك قائمة من منارات تتناقل عنها الألسن قصصاً مرعبة :

ميناء سيبيكان - ولاية ماساتشوسيتس (1819)

كان ويليام مور الذي يعرف باسم "بيلي" أول حارس لتلك المنارة عندما بنيت في عام 1890 ، يقول البعض أنه كان قرصاناً محكوماً عليه بالعمل داخل المنارة بينما يزعم الآخرون أنه عوقب لسرقته مالاً من الجيش الأمريكي خلال حرب 1812 ، وبغض النظر عن المزاعم التي تتناول نوايا الشر لديه ، كان بيلي يعيش مع زوجته سارة وكانت امراة مستضعفة لأن عدداً من الأصدقاء يعتقدون أنها كانت تتعرض للضرب والعنف من قبل زوجها. وفي أحد أيام عام 1832 رفع بيلي راية الخطر على الجزيرة لكي يلفت انتباه الناس الذين يعيشون على البر المقابل ويبلغهم عن حادثة، وفعلاً عثر الناس على زوجته ميتة في المنزل ،ادعى بيلي أنها ماتت بسبب مرض السل، ولكن آخرين اشتبهوا بأنها لقيت مصرعها على يد زوجها، ثم اختفى بيلي من الجزيرة وحل مكانه حارس آخر زعم أنه شاهد تجسد شبح لامرأة تبدو منكسرة أتت مقابل الباب حيث كانت تبسط كف يدها راجية، وعندما انفتح الباب تلاشت واختفت ، قد يعود ذلك الشبح إلى سارة مور التي شوهدت آخر مرة في عام 1982 من قبل اثنين من الصيادين المحليين حيث قالوا أنها روح باكية ما زالت مفجوعة بمأساتها.

جزيرة غاسباريللا - خليج المكسيك (1890)

يعتقد أن هناك شبحين يسكنان تلك المنارة ، الأول لفتاة صغيرة كانت ابنة لحارس المنارة وتوفيت في المنارة نفسها ربما بسبب مرض الخناق (الدفتيريا) أو السعال الديكي، ويقول عدد من الادلة السياحيين أنهم يسمعونها تلعب في إحدى غرف المنزل عند الطابق العلوي، كما يظن أن الشبح الآخر يعود لأميرة إسبانية اسمها جوزيفا تظهر بدون رأس ، تقول الأسطور في هذا الصدد أنه عندما رفضت تلك الأميرة حب قرصان إسباني اسمه غاسباريللا قام الأخير بقطع رأسها بسيفه، ومنذ ذلك الحين يحوم شبحها في حول الشاطئ باحثاً عن رأسها المقطوع!



الموقع : مضيق تشيسابيك - ولاية ماريلاند (1830)

يوصف ذلك المكان على أنه أقوى المنارات المسكونة رعباً في أمريكا بسبب ماضيه البائس، حيث بنى جيش الإتحاد معسكر إعتقال مقابل المنارة خلال سنوات الحرب الأهلية، كان المعسكر يعج بالمعتقلين وأصبح مكاناً لتفشي الأمراض وحالات الإكتئاب المزمنة والموت ، وكانت قد سجلت العديد من العلامات التي تدل على أن المكان مسكون بالأشباح منذ عام 1860 ، حيث أظهرت الأصوات المسجلة ضوضاء غريبة وأصواتاً ليست ناتجة عن الأحياء، كما شوهد شبح أول حارس للمنارة كان يقف أعلى مدخل الدرج واسمه آن ديفيس ، وأيضاً شوهدت أشباح أخرى في القبو. يقول بعض زوار المكان أن امرأة ترتدي ثياباً تعود إلى القرن السابع عشر كانت تظهر لهم وتطلب منهم المساعدة في إيجاد قبر حبيبها (كان القبر قد نقل منذ عقود عديدة)، وزعم البعض من الزوار أنهم رأوا أحد أفراد المقاتلين في جيش الإتحاد حيث كان يحرس عتبات درج المنارة حتى مكان ضوء المنارة، وفي حادثة أخرى دب الذعر في قلب زوار آخرين عندما رأوا جندياً كونفدرالياً(ينتمي إلى القوات الكونفدرالية خصم القوات الإتحادية في الحرب الأهلية الأمريكية) خلف سيارتهم عندما كانوا يمرون بجوار مقبرة لهم.

الموقع : جورجتاون - ولاية ماين (1797)

يقال أن تلك المنارة مسكونة بروح زوجة حارس المنارة الذي قتلها فيها، حيث تقول الأسطورة أن حارس المنارة جلب لزوجته بيانو لكي يدفع عنها الشعور بالضجر والوحدة في تلك الجزيرة المعزولة، ولسوء الحظ لم يتوفر لديها سوى مقطوعة موسيقية (نوتة)واحدة فقط، فتعلمتها وعزفتها مراراً وتكراراً ، مما أدى إلى تذمر حارس المنارة في النهاية وأدى به للجنون فحطم البيانو في نوبة غضب وضرب زوجته بفأس ، ولحد الآن يزعم البعض أنهم مازالوا يسمعون موسيقى البيانو في أنحاء المكان ، أعيد بناء المنارة في 1820 و 1857




منارة سان أوغستين - ولاية فلوريدا (1824)

يقال أن عدداً من الأشباح تسكن تلك المنارة حيث يزعم سماع صوت فتاة تبلغ من العمر 12 سنة كانت قد غرقت في جوارها وهي ابنة باني المنارة.كذلك يتحدث الزوار عن سماع وقع أقدام من حين لآخر على الحصى المفروش وعلى العتبات حول المنارة، كما تتجسد صورة رجل داكن في القبو من المحتمل أن تعود إلى خادم سابق شنق نفسه داخل المنارة.

منارة بوينت سور – كاليفورنيا (1889)

تُعرف بأنها واحدة من أكثر المنارات عزلة على الساحل الغربي، ويقول زوارها إنهم يسمعون أصوات خطى ثقيلة في الممرات في ساعات متأخرة من الليل، رغم خلو الموقع تماماً. وفي بعض الليالي الضبابية يظهر ظلّ رجل يرتدي قبعة قديمة يقف عند سور المنارة، ثم يختفي بمجرد الاقتراب منه. يعتقد البعض أنّه روح أحد حراس القرن التاسع عشر الذين ماتوا أثناء العاصفة الكبرى عام 1894.

منارة هاساي – ولاية أوريغون (1894)

تُعرف بين السكان المحليين باسم "منارة الأنين"، إذ يسمع الزوار — خصوصاً في الطابق العلوي — صوت امرأة تبكي أو تهمس بكلمات غير مفهومة. تقول الأسطورة إن زوجة أحد الحراس غرقت في البحر البارد أثناء عاصفة، وأنه كان يضيء المنارة كل ليلة على أمل أن يجد جثتها، قبل أن يموت كمداً. منذ ذلك الحين، يُعتقد أنّ روح الزوجة لا تزال تبحث عن طريق العودة.

منارة سابل آيلاند – نوفا سكوشا، كندا (1873)

على هذه الجزيرة المعروفة بكثرة السفن الغارقة حولها، يُزعم أنّ بحّارة من القرن التاسع عشر يظهرون على صخور الساحل خلال الضباب، كما يسمع بعض الزوار أصوات نداءات استغاثة تأتي من جهة البحر رغم عدم وجود أي سفن قريبة. يربط البعض ذلك بروح بحّارة فقدوا حياتهم في الغرق المستمر حول الجزيرة.

منارة هاردينغ – رود آيلاند (1871)

تشتهر هذه المنارة بوجود روح لطفل صغير يظهر عند درجات السلم الداخلية ويركض باتجاه الضوء ثم يختفي. تقول الأساطير إن الطفل كان ابن أحد الحراس الذين فقدوا حياتهم خلال وباء الكوليرا.

شاهد الفيديو

نشر فريق من صائدي الأشباح يسمون أنفسهم Ghost Hunt Paranormal فيديو يتضمن رحلتهم داخل المنارة حيث كانوا يستخدمون أجهزة لقياس الحقول المغناطيسية للتحقق من آثار الأشباح في منارة سان أوغيستين المذكورة:



إقرأ أيضاً...

- فيلم Half Light
- أماكن مسكونة : فيلا الفنانة ذكرى
- لعنة تصيب ساكني منزل بعد إقامته على مدفن
- قصص واقعية : عندما يلعب الشيطان
- قصر البارون في مصر

4 تعليقات:

غير معرف

يقول...

لم افهم كيف تعمل الاله اخبرني كيف

غير معرف

يقول...

السلام عليكم

التواريخ المذكورة لا تتسق مع بعضها. فكما في قصة المنارة الأولى, كل تواريخ أحداث القصة سجلت قبل تاريخ بناء المنارة نفسها!

Unknown يقول...

شكراً على التنويه ، لقد تم تصويب تاريخ بناء المنارة الأولى وتحققت منه ، حيث تم بناؤها في عام 1819

غير معرف

يقول...

كيف بتشتغل هاي الالة ما فهمت اشي

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .