‏إظهار الرسائل ذات التسميات أسرار النفس والعقل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أسرار النفس والعقل. إظهار كافة الرسائل

3 مارس 2014

إعداد : كمال غزال
هل حدث أن عشت من قبل ؟  نذكر لكم 9 من القرائن التي قد تجدها في حياتك الراهنة والتي تكون بالنسبة لأولئك المؤمنين بوجود حياة سابقة براهين على وجود مثل هكذا حياة رغم أن تلك القرائن تملك تفسيرات أخرى سواء أكانت نفسية أو عقلية أو مرضية أو إجتماعية سلوكية:


2 مارس 2014

إعداد : كمال غزال
توصلت دراسة مؤخراً إلى أن الفيسبوك يجعل مستخدميه من الحاسدين والغير راضين ، قام بهذه الدراسة كلاً من جامعتي  (همبولدت) و (تي يو دارمستادت) الألمانيتين وشملت حوالي 600 مستخدم فيسبوك ، إذ بينت الدراسة أن المشاركة في الشبكات الإجتماعية يمكن أن يؤدي إلى مشاعر سلبية ويخفض من مستوى رضى المستخدمين عن حياتهم.

جرى إسبتيان مستخدمي فيسبوك بخصوص مشاعرهم بعد الإستخدام وذلك في دراسة بحثية مشتركة أجريت من قبل  البروفسور (بيتر بوكسمان) من  قسم نظم المعلومات في  (تي يودارمستادت) و دكتور (هانا كراسنوفا) من قسم نظم المعلومات في جامعة (همبولدت) في برلين.

وتبين أن أكثر من ثلث المشتركين في الدراسة يشعرون بمشاعر سلبية كالإحباط ،  وتوصل الباحثان إلى أن كيل الحسد إلى أصدقائهم ومعارفهم على الفيسبوك هو السبب الرئيسي وراء تلك المشاعر.

وتشرح (كراسنوفا) مديرة مشاريع وباحثة لمرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة (همبولدت) ذلك بالقول :

"

بالرغم من أن الذين استجابوا لهذه الدراسة كانوا مترددين بالإعتراف بأن مشاعر الحسد تتملكهم عندما يكونوا على فيسبوك . فإنهم غالباً ما يرون أن الحسد يمكن أن يسبب مشاعر الإحباط للآخرين على هذه الخدمة ، وهو مؤشر واضح بأن الحسد هو ظاهرة بارزة في سياق الفيسبوك ،وعلى ما يبدو في الواقع إن إتاحة الوصول إلى قراءة فيض من الأخبار الإيجابية والصفحات الشخصية profiles لأصدقاء "ناجحين" يعزز المقارنة الإجتماعية التي تثير مشاعر الحسد بسهولة  ، وتسمح الشبكات الإجتماعية إلى حد كبير للمستخدمين بوصول غير محدود لمعارفهم على الشبكة وهو كم كبير من المعلومات إذا ما قورن بالمعلومات التي يحصلون عليها من مصادر أخرى أوفلاين

".

وأولئك الذين لا ينخرطون في أي تواصل إجتماعي نشيط على الأرض وينهلون من الشبكات الإجتماعية باعتبارها مصدر رئيسي للمعلومات (قراءة مشاركة الأصدقاء، تفقد النشرات الإخبارية ،وتصفح الصور ) هم معرضون بشكل رئيسي لتلك التجارب المؤلمة.

وتبين أن توجيه مشاعر الحسد نحو الآخرين يقود إلى ما يسمى بـ "دوامة الحسد" ، وتشير نتيجة أخرى للإستبيان أن حوالي 20% من الفعاليات (أونلاين وأوفلاين) استدعت الحسد بين المشتركين في الدراسة.

وهذا يكشف عن الدور الهائل الذي تلعبه هذه المنصة الإجتماعية في الحياة العاطفية للمستخدمين ، والحسد يدفع بالمستخدمين لتجميل صفحاتهم الشخصية وهو بدوره يستحضر المزيد من الحسد بين المستخدمين ، وهي ظاهرة يصفها الباحثون بـ "دوامة الحسد".

وأوضحت الدراسة أن أكثر المواضيع التي تثير الحسد بين مستخدمي الفيسبوك في ألمانيا تتعلق بمواضيع السياحة وتمضية أوقات الفراغ ، كما يقول (توماس ودجاجا) من جامعة (تي يودارمستادت) والذي كان منضماً لهذه الدراسة  : "

جاء هذا نتيجة الكم الكبير من صور الرحلات والنزهات التي تنشر على الفيسبوك ، وهي ممارسة شائعة بين المستخدمين الألمان

" .

الحسد في فيسبوك يعزز عدم الرضا

بناء على بيانات الإستبيان موضوع الدراسة فإن الباحثين استطاعوا إنشاء صلة عكسية بين الحسد ومستوى رضا مستخدمي الفيسبوك العام عن حياتهم.

في الواقع يزيد الإستخدام السلبي لفيسبوك من إثارة مشاعر الحسد التي بدورها تؤثر سلباً على رضا المستخدمين عن حياتهم ، ,وتجادل (هيلينا وينيغر) من جامعة (تي يودارمستادت) في ذلك بقولها : "

نظراً لأن استخدام الفيسبوك ظاهرة عالمية وبأن الحسد شعور عالمي بين البشر فإن العديد من الناس معرضين لتلك العواقب المؤلمة

" .

وقد تناول موقع ما وراء الطبيعة في مقالات سابقة مشاعر الحسد وتأثيرها في إمراض الآخرين وتجارب أشخاص حولها.

إقرأ أيضاً ...


- صلة الحسد بنقص السوائل في الجسم
- تجارب واقعية : أثر العين
- تجارب واقعية : شر الحسد
- تجارب واقعية : أم صبحي وعينها الخارقة
- اللعنة
- أبحاث في أثر العقل على المادة : تلاقي العلم مع الماورائيات
- أسطورة الخرزة الزرقا

20 فبراير 2013

إعداد : رقية أبو الكرم  و ياسمين عبد الكريم
في عدوى الأمراض البدنية، قد يتوفر لك العلاج الكيميائي أو العشبي؛ فيساعد على شفائك من داء البدن، وربما بعض حقن اللقاح، قد تساعد في عملية تباطؤ الفيروس أو قتل الجرثوم ، والحد من نشاطه واندافعه داخل خلايا جسمك. وربما توخي بعض الحذر، والابتعاد عن المصاب  يكون مساعداً آخر لردع العدوى.

أما في حال عدوى النفس اللا شعورية ستقي نفسك من حالة شعورية يمكن أن نصفها بـ "فيروس من نوع آخر" يتسلل إلى نفسك، ويصيب كامل طاقتك الحسية وقد يصل بك الأمر إلى العجز عن الابتسامة أو سيطرة الضجر دون أن تتمكن من إكتشاف السر الذي يقف وراء هذا الغموض ؟

 وعند إصابتك بوابل من الفرح والضحك بلا مبرر، أو الشعور بالحب الغامر والسعادة التي تطغى على جوانب من نفسك، حينئذ ستغزوك عدوى الفرح والحب والتفاؤل؛ هل ستكتشف المصدر؟ وهل لتبادل الابتسامات والتثاؤب والحركات في آن واحد  مؤشر علمي ونفسي ثابت ؟

هناك الكثير من الآليات الأساسية التي تحكم سلوك الإنسان، سواء أ كانت مكتشفة أو غير مكتشفة، مع ذلك لا يمكننا معرفة متى تحدث ولماذا تحدث منها ما يطلق عليه اسم العدوى العاطفية، أو التقمص العاطفي، وهي تتعلق في سلوكيات المشاعر والأحاسيس، التي يتقمصها البعض، دون الإحساس بعدوى الانتقال.

و يرى (جون كاسيوبو) عالم الأعصاب في جامعة شيكاغو أن هناك ما يدل على وجود (عدوى عاطفية)، تجعل المرء يشعر بذات المشاعر التي يشعر بها الآخرون؛ وتنتقل هذه المشاعر إليه بدون إدراك من الآخرين حوله.

 وقد وضعت عالمة النفس الأميركية (إلين هاتفيلد) إحدى وجهات النظر العملية؛ وهي إمكانية انتقال عدوى العواطف والسلوك، وحتى المواقف، تلقائياً من شخص إلى مجموعة من الأشخاص، سواء عن وعي حاضر أو غائب ، وقد درس هذه الظاهرة عدد من الهيئات العلمية، مثل (شروك لايف وورور) في العام 2008، فوجدوا أن مفهوم العدوى العاطفية مماثل تماماً لمفهوم "المناخ العاطفي"، الذي يعتبر مرادفاً للروح المعنوية وأن للروح المعنوية قدرة عاطفية لخلق ظواهر مماثلة على مجموعة من الأفراد؛  فهل يمكن أن تخلق الروح المعنوية مواقف وظروف مماثلة لمجموعة من الأفراد؟!

عدوى العواطف (التقمص العاطفي)

تعتبر العدوى العاطفية أقل وعياً، وأكثر تلقائية، وهي لا تعتمد على التواصل اللفظي، بل على حالات شعورية تتعلق بالتواصل الروحي للطرف الآخر، وهي مشابهة للاتصالات السلكية واللا سلكية كتفاعل الأشخاص الذين تفصل بينهم المسافات من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو الدردشة عبر الإنترنت على نحو يخلو من أي تواصل لفظي أو جسدي (إشارات الجسد)، ومع ذلك يحصل تفاعل في حركات أو تعابير الوجه دون وعي من المتفاعلين.

على سبيل المثال : "  أتحدث مع أخي الذي يعيش في مدينة أخرى عبر برنامج المحادثات، عن طريق الإنترنت، ولنفرض أني أتناول بعض الكعك، وهو أيضاً يتناول بعض الكعك، وبدون أن أعرف فأن العدوى العاطفية تجعلنا نتناول الكعك بنفس الدقائق، وتجعلنا نطبق نفس الحركات في الأكل وتعبير الوجه، بدون أي وعي من أي منا ".

مثال آخر :  " يقع لبعض قراء القصص والروايات؛ اثناء قراءته لرواية أو قصة ينتابه شعور أنه هو بطل القصة، وأن المشاعر التي يتحدث عنها الكاتب هي مشاعره ذاتها منسوخة على الورق، وهذا يحدث للأغلبية ".

 يصف (هاتفيلد) العدوى العاطفية، أنها عبارة عن سلسلة من الخطوات، تبدأ كسلوك بدائي تلقائي واعٍ، ثم تتحول إلى سلوك غير واعٍ، بحيث يدرك الشخص التعبيرات العاطفية من المرسل تلقائياً، ويقلدها بدون وعي.

في الدماغ

  توجد مجموعات من النوى في عمق الفص الصدغي من دماغ الفقريات، بما في ذلك الإنسان، وتسمى (اللوز) والتي هي جزء من آلية الدماغ التي تركز على التعاطف والتناغم، ويرى (هوارد فريدمان) الطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا أن (اللوز) هو الذي ينقل العدوى بين سلوك وعاطفة بعض الناس. ويرى علماء النفس أن العدوى العاطفية تظهر في السلوك الظاهري، مثل تعبير الوجه والحركات، وفي السلوك العاطفي مثل الحُب، الرغبة والشعور بالنشوة، وفي المصير والأقدار؛ كأن يتعرض شخص لحادث سير بينما يتعرض الآخر لحادثة غرق، كما أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى العاطفية بين بعضهم البعض؛ يصدقون بالتخمين بمشاعر ورغبات بعضهم البعض. كما يعتقد بعض الباحثين أن العدوى العاطفية لا تشترط أن تقع في ذات المكان، ولكنها تقع في توقيت موحد بين فردين أو مجموعة من الأفراد، أو بين فرد وحيوان مقرب إليه.

عدوى المتزوجين

يرى الدكتور (روبرت لفينسون) عالم النفس الفسيولوجي الذي استخدم الدراسات الطولية على المتزوجين، أن العدوى العاطفية لا تنتقل فقط في المشاعر والسلوك وتعبير الوجه، بل تنتقل إلى الشكل والمظهر العام لكل من المتزوجين، اللذان يصبحان مع مرور الزمن مثل التوأمين. كما عمل روبرت دراسة طولية على التوأم الذين يعيشون في ظروف مختلفة، واتضح له أن هناك عدوى سلوكية وعاطفية، بل أيضا عدوى في الأقدار، كأن يتعرض كل من التوأمين لحادث سير في وقت مماثل، ولكن في مكان وظروف مختلفة؛ ما يوحي أن لبعض البشر أقدار متشابهة في توقيت واحد.

عدوى الضغوط النفسية

 جاء في دراسة علمية جديدة أن "الضغوط النفسية يمكن أن تنتقل بالعدوى من إنسان إلى آخر، بطريقة لا شعورية ومن دون وعي". وقبل الخوض في تفاصيل الدراسة، علينا أن نستعرض إحدى الحالات التي تعد نموذجاً لهذه النظرية. إذ تقول البريطانية (جولي هول) من ويمبلدون، 38 عاماً إنها كانت وعلى مدى أشهر تعشق وظيفتها، وتنعم بتناغم مع زملائها، وتتمتع بحماس وإقبال على العمل، ولكن الأمور سرعان ما تغيرت بتعيين مديرة جديدة لإدارتها، التي كان مزاجها يتسم بالعصبية والحساسية ثم بدا واضحًا أنها تعاني من توتر نتيجة تعرضها لأي موقف، وباتت ردود أفعالها تجاه الموظفين، يصاحبها نوع من التذمر كما أنها اعتادت أن تصب جام غضبها بصوت عالٍ.

 تقول جولي؛ إنها بطبعها شخصية سلسلة وسهلة القيادة، ولكنها بدأت تشعر أن التوتر قد نال منها، في ظل توتر المديرة الجديدة، وبات من الصعب عليها التركيز، وهو الحال نفسه الذي بدأ يشعر به باقي زملائها في العمل، إذ اعتادت المديرة الجديدة على أن تتصرف معهم بعدوانية، وسرعان ما بدأ التوتر ينتشر في أرجاء المكتب؛ وينتقل مع جولي وزملائها إلى منازلهم، وبدا الأمر وكأن الجميع قد أصابتهم عدوى عصبيةِ وتوتر مديرتهم.

 تؤكد صحة هذه النظرية دراسة جديدة إذ تقول نتائجها إن "الضغوط النفسية والتوتر يمكن أن ينتقلا بالعدوى من شخص إلى آخر، مثله مثل أمراض البرد والإنفلونزا، لا سيما في أماكن العمل".

وجاء في الدراسة أيضاً أنك عندما تجلس إلى جوار زميل لك في العمل، دائم الشكوى والتبرم والنواح، بسبب ضغوط وسياسات العمل، أو تستمع لمخاوف زميل آخر من رئيسه في العمل أو حبيبه، أو تأزمه من الأوضاع المالية والبنكية، فإنك تعرض نفسك للإصابة بمخاوفه نفسها، وأنينه وتبرمه وشكاواه.

فقد اكتشف العالم السيكولوجي في جامعة هاواي البروفيسور (إيلاين هاتفيلد) إمكان انتقال مشاعر القلق السلبية والضغوط ومعاناة الآخرين، بسهولة وسرعة في أماكن العمل. ويقول هاتفيلد : "

إن الناس بصفة عامة يتمتعون بالقدرة على محاكاة أصوات وأوضاع الآخرين، والملامح والتعبيرات التي ترتسم على ملامح وجوههم بسرعة مذهلة، وبالتالي فإن هؤلاء الناس قادرون أيضاً على تقمص شخصية الآخر وحياته العاطفية، وبالتحديد تبرمه وضغوطه النفسية

".

وتقول الدارسة أيضاً "إن الإنسان عادة ما يكون أشبه بالإسفنجة التي تتشرب وتلتقط ما يمكن أن نطلق عليه اسم العدوى العاطفية، التي تنبعث من الأفراد المحيطين به وما إن يتشرب الإنسان ضغوط الآخرين، فإنه سرعان ما يبدأ بالإحساس بالضغوط ذاتها أيضًا، والتركيز على مواقف يمكن أن تزعجه.

كما كشفت الدراسة عن أن النساء بالمقارنة بالرجال هن أكثر عرضة للإصابة بعدوى انتقال الضغوط النفسية والمخاوف والقلق ومشاعر السخط والتبرم؛ وذلك بسبب أن النساء يميلن إلى التعاطف مع الآخرين، وبالتالي العزف على نغمة الشكوى نفسها والتبرم التي يبديها الآخر.

عدوى الإضطراب النفسي

يشرح الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة في كتابه نمط العدوى النفسية فيقول :

"  ينتقل الحزن أو الوهم أو الشك أو الضلال من المريض إلى السليم، حتى يمكن القول بأن المرض النفسي قد يعدي مثل سائر الأمراض، بالنسبة للأشخاص المهيئين. ويمكن أن تكون العدوى بالأمراض النفسية، أكثر احتمالاً من أمراض عضوية كثيرة، بحيث يكون للانتباه إلى العلاج المبكر، فائدة مزدوجة في شفاء المريض، ووقاية من حوله في ذات الوقت.

لقد عنينا أن ننص على لفظ (الأشخاص المهيئين)، وذلك لأن الناس يختلفون بالنسبة لاستعدادهم للإصابة بالمرض النفسي عن طريق العدوى، بقدر اختلافهم لقابليتهم للاستهواء، ومدى ما يحملونه من أسباب مهيئة للمرض النفسي في نفس الوقت. فمن المعروف أن الإيحاء سهل بالنسبة للأشخاص ذوي الشخصية السهلة، التي تتأثر بالغير، وتحسب حسابهم، والتى تتقبل آراء الآخرين بسهولة ويسر، والتي لا تصبر على التمسك بالرأي طويلاً، وهذه كلها صفات غير مرذولة أساساً، ولكن المغالاة فيها قد توحى بما يسميه العامة (ضعف الشخصية)، وهو أن يكون الإنسان تابعاً في فكره وتصرفه جميعاً، ولكن هذه التبعية ليست رذيلة بصورة دائمة، بل إنها تكون أحياناً مشكلة - بشكل ما - في عملية التكيّف، فالإنسان دائماً تابع حيناً ومتبوع حيناً آخر، ولكن التبعية المطلقة؛ والاستهواء المبالغ فيه هو ما يمكن أن يستنكره الناس، ويعتبرونه نقيصة يتبرأون منها، فمن قديم تفاخر الشعراء بعدم قابليتهم للاستهواء، كما في قول الشاعر العربي :

تثائب عمرو إذ تثاءب خالدبعدوى، فما أعدتنى الثؤباء


 الشخص العادي قد يكون مهيأً للتقليد والإيحاء، سواء أ كان هذا الذي يوحى به (حركة) أم (سلوكاً) سوياً أم مرضياً، ومن المتعارف عليه كذلك أن الخلق السيئ يعدي، كما أن الطبع الحميد يعدي، وقد شبهوا عدوى الأخلاق بالعدوى المرضية حرفياً:

واحذر مصاحبة اللئيم فإنهاتعدى كما يعدى السليم الأجرب


فإذا كان التثاؤب معدياً، والطبع اللئيم يعدي، فالمرض النفسي قد يعدي سواء بسواء، وهو معد فعلاً ولكن للشخص المهيأ فحسب.

ولنضرب أمثلة لهذه العدوى بادئين بمرض الإيحاء الشهير (الهستيريا)، والهستيريا لا تعنى الجنون، ولا تعنى الهوس أو (الوش)، كما يحب الناس أن يطلقوا هذا اللفظ على أكثر من معنى، ولكنها تعني مرضاً (نفسياً) - ليس عقلياً - تصدر فيه أعراض جسمية (كالنوبات أو فقد النطق) أو عقلية (كفقد الذاكرة)، دون إرادة المريض، بعيداً عن دائرة وعيه، هرباً من مواجهة موقف قاسٍ.

وهذا المرض برغم بساطته وسهولة علاجه في أغلب الأحيان، إلا أنه حاز شهرة تاريخية وشعبية لا نظير لها. فمعظم القصص وروايات السينما، التي تحكي إزدواج الشخصية وفقدان الذاكرة والشلل المؤقت، مبنية على فكرة هذا المرض، بغير مبرر يتناسب مع مركزه بين الأمراض ".

التثاؤب :  شكل من العدوى العاطفية

 أثبت علماء من جامعة بيزا الإيطالية، أن اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما، عامل حاسم في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأصدقاء، ثم المعارف، ثم الغرباء. وبذلك تنطوي عدوى التثاؤب ضمن نماذج التقمص العاطفي عند توافر الظروف العاطفية المناسبة؛ حسبما أكد الباحثون تحت إشراف اليزابيث بالاغي، في مجلة (بلوس ون) الأميركية. وقال الباحثون في دراستهم إن التقمص العاطفي، أي القدرة على التعرف إلى مشاعر الآخرين وإصدار ردود أفعال عليها، هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي.

ويعتقد بعض الباحثين أن ما يعرف بمرآة الخلايا العصبية، التي توجد على شكل شبكة من الخلايا العصبية، تجعلنا نرد تلقائياً على بسمة الآخرين، وليست عدوى التثاؤب أمراً جديداً على العلماء، فهم يرجحون منذ وقت طويل وجود مثل هذه الأشكال من التقمص العاطفي للآخرين، ولكنها لم تثبت بهذا الشكل إلا أخيراً.

وراقب الباحثون على مدى عام كامل، سلوك 109 أشخاص - 56 امرأة و53 رجلاً - من أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا وإفريقيا، ثم حللوا التصرفات التي بدرت عنهم في 480 تجربة، بما في ذلك الزاوية التي يرى فيها المراقب بدايات التثاؤب، وتوصلوا دائماً إلى النتيجة نفسها، ألا وهي أن العلاقة الاجتماعية كانت في كل مرة العامل الأكثر حسماً في انتقال عدوى التثاؤب، يليها عامل الجنس - ذكر أم أنثى - ثم القومية أو ظروف الموقف ذاته بل إن التثاؤب ينتقل بسرعة أكبر بين الأشخاص الذين تربطهم قرابه عنه بين المعارف؛ بحسبما أثبتت الدراسة، ولكن عنصر التقليد لا يلعب دوره إلا عندما يكون التقمص العاطفي ظاهراً أصلاً لدى الشخص المتقمص. ولا يلعب هذا العنصر دوراً لدى الأطفال الصغار، وكذلك لدى الأشخاص المصابين بالتوحد.

عدوى العقائد

 يمكن أن ننظر إلى المسألة من الجانب العقائدي لدى الإنسان، فالإنسان الذي يعيش في بيئة تؤمن بشيء وتكفر بشيء آخر، سيستقبل هذه العقائد تلقائياً بالعدوى، وهذا ما علمناه جلياً في مكة أيام الجاهلية، إذ كانت زاخرة بالشرك، يمارس أهلها عبادة الأوثان، وتنتقل هذه الممارسة من شخص إلى آخر، الأمر الذي عقـّد الدعوة الإسلامية في بادئ أمرها، فاضطر المسلمون إلى الهجرة صوب بلاد الإيمان، حيث يكون الجو أكثر ملاءمة لنشر عدوى إيمانهم. وهذا ما حدث في يثرب (المدينة المنورة) التي دب فيها الإيمان بعدوى منقطعة النظير، فدخل الناس في دين الله أفواجاً.

الاستفادة العملية من عدوى الشعور

هستيريا جماعية لوفاة زعيم كوريا الشمالية
 من خلال مراكز متخصصة تدرس بعض الدول المتقدمة إمكانية ممارسة هذه الآلية؛ لتغيير اتجاه تفكير مجتمعاتها، نحو الاتجاه الذي ترغب فيه الحكومات. وتقدم هذه المراكز تقارير يومية إلى الحكومة تبين فيها المزاج العام للشعب في هذا اليوم، وهل يمكن أن تتخذ الحكومة قراراً ما، أو عليها أن تؤجله وفق المزاج العام. وتعتمد المراكز في استنباط معلوماتها هذه من مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات الاتصال وما إلى ذلك. حتى ليُخيّل للناظر بعمق، أننا في عصر الاتصالات، أصبحنا أكثر عرضة لعدوى المشاعر والعواطف.


مراجعة ومساعدة في الإعداد : كمال غزال

إقرأ أيضاً ...

- الهستيريا الجماعية
- الجنون المعدي
كيف أعرف من كنت في حياة سابقة ؟
 - أثر الطاقة وأمواج الدماغ في الكائن والمكان

29 ديسمبر 2012

إعداد : كمال غزال
لقد اعتدت على استخدام دماغك ، ومهما حصل فإن كتلة المادة الرمادية في دماغك ستتولى المهمة في هذا العالم وتستجيب بفيض وعلى نحو متوقع ، لكن مهما اختلفت المهمة التي يقوم بها الدماغ فإنها في الواقع تتألف من خطوات متسلسلة من العمليات الذهنية ، وإذا فشلت إحدى العمليات في أداء مهمتها ستجد نفسك تتصرف بطريقة مختلفة جداً إلى حد أنها  تبدو غريبة وشاذة.

17 أكتوبر 2012

إعداد : كمال غزال
يذكر الباحث والمؤلف (ريتشارد وايزمان) في كتابه الذي حمل عنوان  Paranormality: Why We See What Isn't There  والمنشور في  مارس ، 2011 كيف يمكن للعقل أن يصنع تجربة الخروج من الجسد OBE من خلال تجربة ذكرها كالآتي :


14 أكتوبر 2012

إعداد وفكرة : كمال غزال
بمناسبة إحتفال موقع ما وراء الطبيعة في الذكرى السنوية الرابعة لإنطلاقه الذي كان في 16 أكتوبر ، 2012 ، وجه كمال غزال مشرف موقع ما وراء الطبيعة دعوة للمشاركة في أول تجربة (أونلاين) حول تأثير العقل على المادة Mind Over Matter في العالم العربي حيث وضع خطة تنفيذ هذه التجربة وشاركه في الإشراف عليها وتنفيذها  الباحث رامي الثقفي الخبير المعتمد في موقع ما وراء الطبيعة .

وكان محور التجربة " نية " موحدة يتم إطلاع المشاركين عليها في نفس الوقت ليجري التركيز عليها ذهنياً مع الثقة التامة  بتحقيقها، حيث خصصت مجموعة على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك لهذا الغرض ، وقد بلغ عدد المنضمين أكثر من 1200 شخص بعد أول إعلان عن التجربة في 12 أكتوبر 2012 ، وكانت الدعوة مفتوحة للجميع حيث يمكن لأي إنسان عادي المشاركة بغض النظر عن معتقده أو تأثير شخصيته أو "قدراته الغير العادية ".

تختبر هذه التجربة مدى تأثير الإيمان بفكرة محددة والمتمثلة بموضوع النية  أو قوة الوعي الجمعي على أرض الواقع وهذه القوة تستند إلى عوامل منها عدد المشاركين ومدى صدق النية وقوتها لدى كل مشارك وأيضاً بمدى التزامهم بشروط التجربة من منازلهم مع ثقتهم التامة بنجاحها عبر تركيزهم الذهني وتوجيه "طاقتهم ".

وبقيت فحوى النية مخفياً عن المشاركين في التجربة إلى حين الكشف عنها خلال وقت التجربة الذي كان في يوم السبت 20 أكتوبر 2012 عند الساعة 8:30 توقيت غرينتش (11:30 توقيت مكة المكرمة).

-حجم المشاركة الفعلية بلغ نسبة أقل من عدد المشاركين ,وهو  187 مشترك .

مراحل التجربة


في البداية اطلع المشاركون على الخطة أي "مراحل التجربة" ، كما هو موضح في الصورة ، وبدأ المشرفون كمال ورامي بإعطاء التوجيهات والإرشادات بحسب الخطة ، كانت المرحلة الأولى والتي استغرقت 15 دقيقة عبارة عن عملية تحضير الأجواء أو ظروف الإسترخاء والصفاء الذهني لكل مشترك ، وفي المرحلة الثانية من الخطة جرى الكشف عن النية وكانت : "إحلال السلام على أرض سوريا"، يتجهز المشاركون ليمنحوا هذه النية كل قواهم .

وفي المرحلة الثالثة كانت عملية التنفيذ وقد استغرقت 30 دقيقة أو أكثر بقليل .وكانت نسبة المشاركة جيدة.

ملاحظة


لا يؤمل من هذه التجربة أن تحقق المعجزات بتحقيق السلام فورياً، ولكننا نؤمن بأن  النية الحسنة أساس لصنع السلام، ولأن الأطراف المتصارعة لم تطبق هذه النية ولم تفكر فيها أصلاً جاء دورنا هنا للتأثير وهو دور سيبقى متواضع ومرهون بحجم المشاركة لإنجاحها ، لكن في نفس الوقت نثق بقوتنا مجتمعين على تغيير مجرى الأحداث.

معيار حصيلة القتلى


سنراقب مدى تأثير هذه التجربة الأولية على السلام في سوريا والذي يمكن قياسه كمياً فقط من خلال إنخفاض معدل "حصيلة القتلى اليومي " في الأحداث الراهنة على أرض سوريا ومن مصدر إعلامي واحد .

نتائج التجربة


سيأتي ذكرها لاحقاً.


شخصيات رحبت بالتجربة


رحب القيام بهذه التجربة د.عدنان المهنا أخصائي علم النفس بجامعة الملك عبد العزيز و د. مي الدباغ أخصائية الصحة النفسية  والأستاذخالد ربيع السيد  الصحفي بجريدة الحياة ومجلة "لها"  ، والأستاذ الإعلامي احمد الشقيري.


تكرار التجربة


هناك خطة لتكرار التجربة ولكن بزخم وقوة أكبر وسيكشف عن موعدها في حينه، وربما تتمحور على نفس النية السابقة أو تتغير النية.

ويسرنا استمرار قبول أعضاء جدد (مشتركين)  إلى مجموعة  " أول تجربة نية في العالم العربي"  ، فعلى من يود المشاركة أن يمتلك حساب فيسبوك أولاً وأن يحقق الشروط التالية :

1- أن يقرأ عن مفهوم أثر العقل في المادة ويقرأه بمتعن جيد وهو منشور على الرابط التالي:
http://www.paranormalarabia.com/2012/10/blog-post_11.html

2- أن يؤمن بقوة الإيمان على مسارات الحياة وفي إمكانية تأثير العقل على المادة ويثق تماماً بنجاح التجربة وبأثر النية (سيتم الكشف عنها لاحقاً)، وهذه التجربة مبنية على الإيمان ومن امتلك نظرة متشككة أو انضم فقط من أجل الفضول فقط فلن يكون مساهماً في إنجاحها .

هذه التجربة من أفكار كمال غزال الذي ساهم في وضع النية وفي طريقة تنفيذها وسيرها وبنى فكرته على تجارب الباحثة ( لين مكغاريت)  في النوايا وهي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي.


3- طلب الإنضمام إلى مجموعة " تجارب ودراسات " يكون من خلال الضغط على الرابط التالي ومن ثم اختيار Join ، ويحق للأعضاء فيها دعوة أياً من أصدقائهم  ومعارفهم على الفيسبوك.

http://www.facebook.com/groups/parabiaExperiments


ملاحظة هامة


رسالة موجهة للمشاركين ومن أقوال كمال غزال
- نطلب من المشتركين عدم إرسال أي مشاركة في المجموعة الخاصة بالتجربة وحتى خلال تنفيذها إلا إذا أذن لهم المشرفين على التجربة ، كل الأسئلة سيتم الإجابة عنها بدون الحاجة إلى طرح الأسئلة.

-قد يتأجل موعد التجربة وفقاً لشروط تحقيق نسبة دنيا مطلوبة فيها.


شاهد الفيديو


تم إهداء هذه الفيديو الجدير بالإطلاع على كل من شارك في التجربة ، هو عبارة عن فيلم يتحدث عن رسالة أمل ، واستخدام التأمل والطاقة الإيجابية لتحقيق السلام والسعادة ، نرجو الإستفادة منه رغم عدم وجود ترجمة حالية له : 


إقرأ أيضاً ...


- أثر العقل في المادة Mind Over Matter

11 أكتوبر 2012

إعداد : كمال غزال
طوال قرون وربما منذ بدء البشرية سارت الحكمة القديمة حول العالم الفكرة مفادها أن لأفكارنا ونوايانا قوّة ملموسة على العالم الفيزيائي بشكل يسمح للبشر أن يشاركوا في "خلق" عالمھم ، واليوم تبين أكبر تجارب الوعي على الفيزياء بأن الحكماء القدماء ربّما كانوا على حق آنذاك وهذا ما بدأت تثبته أولى التجارب العلمية في هذا المجال .


26 سبتمبر 2012

إعداد : أمجد ياسين و كمال غزال
تعرف عملية العودة في الذاكرة  Memory Regression على أنها ممارسات تساعد المرء في إستعادة ذكريات ضلت لسبب ما طريقها إلى عقله الواعي فاستدعى ذلك استرجاعها من العقل الباطن من خلال حثها على الحضور بواسطة جلسات التنويم الإيحائي (المغناطيسي) أو ممارسات تأملية أخرى كاليوغا حيث يجري خلال هذه الممارسات إستعراض أحداث هامة في حياة المرء ويزعم البعض أن بوسعها إستعادة حتى ذكريات الحياة الماضية التي سبقت الحياة الراهنة.


9 سبتمبر 2012

إعداد : كمال غزال
تعرف الأمواج ما تحت السمعية  Infrasonic  على أنها أمواج ذات ترددات منخفضة لا تسمعها الأذن البشرية و تقع تحت المجال السمعي للشخص البالغ أي أقل من 20 هرتز ويمكن أن تنخفض إلى حدود 0.001 هرتز ومن المعروف أن المجال السمعي لدى الإنسان يتراوح بين 20 إلى 20 ألف هرتز.


1 سبتمبر 2012

إعداد : كمال غزال
أشارت دراسات أجراها مؤخراً معهد ماكس بلانك للطب النفسي في مدينة ميونيخ بالتعاون مع معاهد أخرى في مدن ألمانية أخرى وهي (لايبزغ) و(برلين) على الذين تحدث لهم الأحلام الجلية Lucid Dreams  إلى أن هناك نشاط غير إعتيادي لمناطق من الدماغ تكون مسؤولة عن حالة الوعي الكامل لدى هؤلاء الحالمين.


28 يوليو 2012

إعداد : كمال غزال
ما زال أمام العلم طريق طويل ليكتشف أسرار الدماغ البشري فالكثير مما لم نتمكن من فهمه عن الإنسان موجود ببساطة داخل رؤوسنا ، والدماغ عضو محير يثير التساؤلات عن الحياة والموت والوعي والنوم وغيرها الكثير .  وفي ما يلي ملخص عن أبرز ما نعلمه وما لم نستطع فهمه عن الدماغ :



1- الوعي

عندما تستيقظ في الصباح لعلك تدرك بزوغ الشمس وسماع زقزقة الطيور وحتى يمكنك الشعور بومضة من السعادة عندما تستنشق نسيم الصباح الرقيق وهو يضرب وجهك بمعنى آخر أن تكون " واعياً ".

 لقد ابتلي المجمتع العلمي بهذا الموضوع المعقد منذ أقدم العصور ، ومؤخراً فقط اعتبر علماء الأعصاب الوعي بحثاً علمياً فعلياً ، وكان أكثر ما يؤرقهم في هذا المجال هو تفسير تأثير عمليات معالجة الدماغ في إغناء الخبرات الذاتية وحتى الآن تمكن العلماء من وضع قائمة طويلة من الأسئلة - إقرأ عن الحالات المتبدلة من الوعي.

2- التجميد الكامل

قد لا يكون العيش للأبد واقعياً ، لكل حقلاً رائداً في العلم يسمى كرايونيكس قد يمنح الناس حياتين حسب ما يزعم  (الكرايونيكس كلمة إغريقية تعني "مجمد" وهو علم يتعلق بحفظ وتجميد أجساد البشر والحيوانات الذين لم يستطع الطب التقليدي فعل شيء أمام مرضهم العضال ) ، وهناك مركز في ولاية أريزونا الامريكية  يدعى ( مؤسسة ألكور لتمديد الحياة )، ويخزن فيه الأجساد بعد وفاتها مباشرة في أوعية مملوءة بالنتروجين السائل بدرجة حرارة تتجمد معها العظام أي 195  درجة مئوية تحت الصفر، والغاية من ذلك أن الشخص الذي مات ولم يستطع العلم شفاءه من مرضه في الوقت الحاضر قد يحصل على علاج في المستقبل وعندئذ يذاب الجليد من الجسم ويعاد "إحياءه ".

ويقبع جثمان (تد ويليامز) لاعب البيسبول المخضرم في إحدى مجمدات (ألكور) ومثل بقية الجثامين المجمدة جرى وضع جثمان (تد) بحيث يكون رأسه للأسفل وذلك حرصاً على غمس دماغه في سائل التجميد إذا ما حدث تسرب في الحاوية التي تضمه ، ولم يجري لحد الآن "إحياء" أي من الجثامين المحفوظة مسبقاً لأن هذه التقنية ليس لها وجود أصلاً، ويجدر بالذكر أنه إذا لم تتم إذابة الجليد عن الجثمان بنفس درجة الحرارة الصحيحة فإن خلايا الجثمان تتحول إلى جليد وتنفجر لتنشطر إلى أجزاء.

3- الفناء

فكرة البقاء للأبد موجودة في الخيال والأفلام فقط ، لكن لماذا يحدث الهرم في البشر ؟  لقد ولد  كل منا بمجموعة من أدوات تتضمن آليات قوية لمكافحة المرض والإصابات والتي يظن أنها قادرة على تحصينه ضد تصلب المفاصل وأمراض أخرى ، لكن عندما نتقدم في العمر فإن آليات إصلاح الجسم تنهار تدريجياً ، في الواقع تنخفض مقاومتنا ضد الإصابة الجسدية والإجهاد، وقد تناولت عدة نظريات أسباب الهرم والتي يمكن إجمالها في فئتين :

1- على غرار الخصائص البشرية الأخرى قد يكون الهرم جزءاً من مورثات الإنسان وعلى نحو ما يكون مفيداً.

2- وبنظرة أقل تفاءلاً لا يكون للهرم هدف ونتائج ناجمة عن تأذي الخلايا الذي يحدث في حياة الإنسان. 

لكن عدداً من الباحثين يعتقدون أن باستطاعة العلم في نهاية المطاف تأخير عملية الهرم على الأقل لفترة كافية لمضاعفة فترة الحياة الإفتراضية.

4- الشخصية

هناك معركة طويلة ومستمرة تدور رحاها بين طرفين هما المورثات والبيئة بما يتعلق في دورهما للتحكم بالأفكار والشخصيات، ولدى العلماء الآن كفاية من الادلة المقنعة بأن أحدهما أو كلاهما مسؤولان عن هذا الدور.   أشارت دراسة مورثات (الجينات) بعينها إلى أن تأثيرها ضئيل في طبائع الناس ،  وبينت النتائج أن ظروف التنشئة وتأثير الأقران ما زال لها الدور الأكبر في تشكيل هويتنا وطرق تصرفنا.

5- الضحك

يعتبر الضحك أقل السلوكيات البشرية فهماً ، ووجد العلماء إن هناك 3 أجزاء من الدماغ تنشط خلال نوبة من الضحك ، وهم الجزء المسوؤل عن التفكير الذي يساعد في فهم النكتة ، والجزء المسؤول عن الحركة الذي يجعل العضلات تتحرك ، والجزء الشعوري المسوؤل عن الإحساس بالطيش ، لكن ما زال مبهماً لنا لماذا يضحك شخص على نكات بينما يضحك آخر خلال مشاهدته لفيلم رعب .

ووجد (جون موريال) الرائد في بحوث الدعابة في معهد ويليام وماري أن الضحك إستجابة لعوب على المفارقات أو القصص التي لا تتماشى مع التوقعات المألوفة بينما يشير آخرون إلى أن الضحك هو طريقة لإشعار الشخص الآخر بأن النية من هذا الفعل هو المرح . لكن هناك أمر واضح وهو أن الضحك يجعلنا نشعر أفضل.

6- الذكريات

يصعب نسيان بعض التجارب ، مثل قبلتك الأولى ، لكن كيف يمكن للشخص أن يحتفظ بهذه " الأفلام الشخصية " مستخدماً تقنيات المسح البصري في الدماغ ؟ لقد كشف العلماء عن الآلية المسؤولة عن صنع وتخزين هذه الذكريات ، و وجدوا أنه من الممكن تشبيه منطقة الحصين Hippocampus من المادة الرمادية في الدماغ بصندوق للذاكرة.

لكن منطقة التخزين هذه ليست مميزة جداً ، فهي تحفز أو تنبه مناطق متشابهة في الدماغ سواء أكانت الذكريات حقيقية أم وهمية.  وللتحقق من  " الذاكرة الحقيقية " فإن الباحثين يسألون الشخص موضع التجربة بأن يسترجع ذكريات من السياق بحيث تكون أموراً صعبة جداً لأحداث لم تقع بالفعل. إقرأ عن الذاكرة الوهمية.

7- الساعة البيولوجية

هي موجودة في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ وتدعى بالساعة البيولوجية التي تبرمج الجسم على إيقاع الـ 24 ساعة ، ويتضح تأثيرها في دورة النوم واليقظة لكنها أيضاً تؤثر على عمليات الهضم وحرارة الجسم وضغط الدم وإفراز الهرمومات.

وقد وجد الباحثون أن شدة الضوء يمكن أن يضبط الساعة البيولوجية سواء في تقديمها أو في تأخيرها من خلال تنظيم هرمون الميلاتونين ، مما أثار جدلاً حول دور تعاطي  إضافات الميلاتونين في المساعدة على تجنب إضطراب الرحلات الجوية الطويلة Jet Lag وكذلك في منع الشعور بالنعاس والألم لدى عبور الشخص  في المناطق الزمنية.

8- الأحاسيس الوهمية

تشير التقديرات إلى أن نحو 80% من تجارب الأحاسيس الوهمية والتي تشمل الإحساس بالدفء والحكة والضغط والألم تأتي من " عضو مفقود " ، والأشخاص الذين يعيشون تلك الظاهرة التي تعرف باسم " العضو الخفي " يحسون أن عضواً مفقوداً يتصل بجسمهم .

تقول أحد التفسيرات أن منطقة الأعصاب في مكان العضو الخفي تقوم بإرسال إشارات إلى الدماغ تخبره بأن العضو ما زال موجوداً ، وهناك إحتمال آخر يقول أن الدماغ مشبوك ليعمل كما لو كان الجسم مستقلاً بالكامل مما يعني أن الدماغ يحمل نسخة من مخطط للجسم بكافة أعضائه المتصلة ، إقرأ عن ذراع ثالثة تحير الأطباء

9- النوم

جميع الكائنات بما فيهم ذبابة الفاكهة والنمر وكذلك نحن لا نكف عن طلبه وهو النوم ، حيث نقضي أكثر من ربع حياتنا فيه ، ومع ذلك تبقى الأسباب الكامنة وراء النوم محيرة بما فيها الأحلام، لكن هناك أمراً واحداً يعرفه العلماء وهو أن النوم أساسي لبقاء الثدييات ، والنوم المفرط يؤدي إلى تقلبات مزاجية وهلوسات وفي بعض الحالات المتطرفة يفضي إلى الموت.

هناك حالتين من النوم وهما المرحلة التي تتمثل بخلوها من حركة العين السريعة ويرمز لها إختصاراً NREM وخلالها يكون مستوى عمليات الأيض في الدماغ منخفضاً، والحالة الثانية تدعى مرحلة حركة العين السريعة والتي يرمز لها إختصاراً بـ REM ويكون الدماغ خلالها نشط جداً.، يعتقد بعض العلماء أن حالة النوم في   NREM يقدم للجسم راحة ويحفظ الطاقة وهذا يشبه السبات، بينما حالة النوم REM قد تساعد في تنظيم الذكريات (لم يتم البرهان على ذلك ) ، والأحلام خلال مرحلة REM ليس لها صلة دائمة مع الذكريات.

10- الأحلام

إذا قمت بطرح سؤال على 10 أشخاص وهو : " مما تأتي  الأحلام ؟ " ، فمن المحتمل أنك ستحصل على 10 إجابات مختلفة ، ذلك لأن العلماء ما زالوا يعملون على كشف هذا الغموض، وهناك إحتمال بأن الأحلام تمرن الدماغ من خلال تحفيز مرور في نقاط الإشتباك العصبي بين خلايا الدماغ، بينما تقول نظرية أخرى بأن الناس يحلمون بأفعالهم ومشاعرهم التي لم يكترثوا لها خلال يومهم ، وقد تساعد هذه العملية على ترسيخ الأفكار والذكريات، وعموماً يتفق العلماء على أن الأحلام تحدث خلال أعمق مراحل النوم والتي تدعى حركة العين السريعة والتي يرمز لها إختصاراً بـ REM حيث تتحرك محاجر العين خلالها جيئة وذهاباً خلال مشاهدة الحلم تحت الجفن المطبق.

إقرأ عن جميع الفرضيات التي تجيب عن السؤال لماذا نحلم ؟

المصدر


- LiveSecience

إقرأ أيضاً ...

- علم نفس الغرائب
- في البحث عن الحقيقة
- الذاكرة الوهمية
- الأحلام : أسئلة وإجابات

10 يوليو 2012

إعداد : كمال غزال
لحوالي 20 سنة مضت كرس (ريتشارد وايزمان) نفسه للبحث في الماورائيات وفي العوالم الشاذة التي يدعي الناس فيها التكهن بالمستقبل واستحضار الأرواح وتحريك الأغراض بعقولهم، فاختبر القدرات التخاطرية وقضى ليال خالية من النوم في القلاع "المسكونة" حتى أنه حاولت التحدث مع الموتى ، وفي كل مرة تكون القصة ذاتها ، حيث يقول :" يبدو للوهلة الاولى بأن الأدلة قوية  لكن حينما تخضع الظاهرة للتمحيص العلمي فإن الأدلة تتبخر في الهواء ".


13 يونيو 2012

إعداد : كمال غزال
هل شعرت بضيق أو إنشراح عند دخولك إلى مكان ما أو لدى جلوسك بجوار شخص ما من دون أن تمتلك تفسيراً منطقياً  ؟

يعتقد الباحثون في نظريات الطاقة الحيوية والأثيرية بوجود طاقات تصدر عن الأشخاص الاحياء وحتى عن أرواح الأموات فتؤثر فيما بينهم وفي المكان الذي أقاموا فيه أو المكان الذي كانت لهم صلة وثيقة به،  فوضعوا لها نظريات غير مثبتة علمياً لكن تستند إليها ممارسات التأمل واليوغا وفنون الفنغ شوي Feng Shui في تنظيم الطاقة في المكان.


ويعزو البعض لهذه الطاقات التأثير الشفائي في الجسم أو الحسد ( أثر العين) وحتى يعود إليها سكنى الأشباح أو الأرواح في مكان مهجور أو ما يسمى بالتسكين المقيم Residual Haunting من جراء أحداث مأساوية ماضية (مجزرة ، تعذيب ، حادثة تحطم ..الخ) أو في الحاسة الزرقاء لدى الوسطاء الروحانيين.

-ولاحظ هؤلاء الباحثون انه عندما يحدث فعل إيجابي في مكان ما يبقى تأثيره لفتره معينة بعد انتهائه والذي سيأتي ليزور هذا المكان سيشعر بنوع من الإرتياح أو "الإيجابية". كذلك الأمر مع الحدث السيء في المكان حيث يبقى تأثيره لمدة حتى بعد إزالة الفعل السيء.

- ووفقاً لتلك النظريات يعتبر المكان كائن حي يتأثر بطاقة سكانه وما يحصل فيه من أحداث سواء أكانت محزنة أو مفرحة وربما  لهذا السبب يشعر الإنسان بشعور سيء عند الدخول لبيوت حدثت فيها معاناة أو جريمة فمشاعرنا تختلف عند الدخول لمقبرة او صالة أعراس أو بيت للعبادة ، كما لاحظ الباحثون أن الأنسان بحد ذاته يستطيع أن يصدر إشعاع يؤثر على محيطه من الأفراد وبأن هناك أناساً يصدرون" إشعاعاً إيجابياً " بينما  يصدر الآخرون " إشعاعاً سلبياً "، ويرون أن هناك أموراً يمكن لها أن تؤثر إيجابياً على الإنسان ومنها وضع الازهار والنباتات في المنزل وعلى المداخل و وضع نافورة من الماء أو إشعاع الشموع والبخور مع تلاوة الكتب المقدسة والصلوات  (فن فنغ شوي) أو سماع الموسيقى.

- ويعتقد هؤلاء الباحثون بأن طريقة تفكير الانسان تؤثر على حقل الطاقة الذي حوله وعلى محيطه ولهذا يعزون شعورنا بالانتعاش لكوننا بجوار أشخاص سعداء في حين نشعر بالتعب والارهاق عندما نكون بجوار أشخاص متجهمين أو عصبيي المزاج.  كما يعزون التثاؤب بالعدوى إلى "عدوى الطاقة" في المكان فيعتبرونه مثالاً صغيراً على تأثر المحيط بطاقة الفرد بدلاً من تفسير العلم لها وهو حالة نقص الاوكسيجين في المكان أو الشعور بالنعاس والضجر من قبل المجموعة.

- ويرون أن الفرق بين الحياة والموت هو كالفرق بين الحركة والسكون فبازدياد الحركة يكون النشاط ومن أوجهه الإنطلاق والحيوية والفرح والمرح وهذا هو حال الشخص المتوازن أو ما يسمى "طاقة ايجابية"  أما المكتئب فيكون شارد أو مستغرق أو خامل أو أو بطيء الحركة أو ما يسمى " طاقة سلبية ".

- لكن التيار العلمي السائد لم يثبت وجود هذه الطاقات المزعومة سواء أكانت سلبية أم إيجابية كما لم يثبت أن لها تأثير متبادل بين الأشخاص والأماكن أو الجماد حيث ما زال ينظر البعض إليها كضرب من العلوم الزائفة Pseudoscience أي أنها جملة إدعاءات أو إعتقادات أو ممارسات غير مثبتة ويجري تقديمها للجمهور على أنها "علوم"  رغم أنها لم تخضع لمعايير التجربة العلمية أو تفتقر إلى الأدلة الكافية أو يصعب خلق الظروف الملائمة لإختبارها ، ومع ذلك سنلقي الضوء على هذه النظريات وكيف تكشف الأمواج الدماغية عن حالة الأشخاص.

طاقات خفية وأمواج دماغية


يولد الدماغ أثناء عمله 5 أنوع رئيسية من الأمواج الكهرومغناطيسية والتي تقيسها أجهزة التخطيط الكهربائي EEG وهي تختلف بسعتها وترددها وبشكلها الموجي ومصدر إنبعاثها في الدماغ ، وتصنف باستخدام الأحرف الأولى من الأبجدية الإغريقية كما يلي : ألفا وبيتا وثيتا ودلتا وغاما.

ورغم أن الدراسات العلمية لم تثبت تأثير الأمواج الدماغية من شخص إلى آخر أو بقاء أثرها في المكان الي تتم زيارته إلا أنها تكشف عن حالة الوعي لدى الشخص وما قد يعانيه من اضطرابات عصبية وخلل فيزيولوجي.

- ووجد مؤيدو نظريات الطاقة الحيوية ضالتهم في الأبحاث والتجارب التي أجريت على الأمواج الدماغية فقد رأوا أنها تؤيد وجهة نظرهم حول الطاقات والإشعاعات المزعومة وعبروا عنها بالقول : " عندما تكون الأمواج الدماغية لدى الانسان منسجمة ومتناغمة تزداد نسبة الإشعاع الايجابي أما اذا كانت مبعثرة فيصدرعنه إشعاعات سلبية وتأخذ الامواج الدماغية أنماطاً تميز تفكير الشخص الطموح (أو الراضي عن نفسه ) عن تفكير الشخص المكتئب أو الانفصامي ولا يقتصر أثر هذه الطاقة على الشخص الذي انسجمت فيه أمواج الدماغ بل يمتد ليشمل الأفراد المحيطين به ".

-وعندما تتالت الدراسات لمعرفة أسباب إنتظام أمواج الدماغ كانت النتائج تشير (وفق وجهة نظرهم) إلى تحلي العقل بالصفاء الذهني والرضا الداخلي ، وعن كيفية دخول العقل في حالة الصفاء الذهني يقولون : "  أنها تختلف من شخص إلى آخر ومن الممكن أن تتم عبر ممارسات التأمل واليوغا وليس من الضروري أن تتم في مراكز تخضع للإشراف المتخصص ويكفي أن يعرف الانسان نقاط ضعفه ونقاط قوته ويبدأ بالتخلص من نقاط ضعفه ويكون لديه المقدرة على الإعتراف بنقاط ضعفه أولاً ليقلب المواقف لصالحه ، وبمجرد أن يبدأ الانسان بالشعور بالرضا الداخلي تزيد طاقاته ويندفع قدماً وهو شعورحقيقي  بالرضا وليس مزيف أو مرضي ومثال على ذلك :تسجيل نقاط  خلال جلسة مناقشة مع خصم يمكن أن تعطي الشخص شعوراً مريحأً بالنصر ، لكنه شعور مزيف وينجم عنه طاقة سلبية ".

-ويعتقدون بأن تأثير الامواج والإشعاعات يمتد من شخص إلى آخر في المكان أو يبقى أثرها في الأماكن التي يتواجدون فيها أو أنها تعكس مستويات الوعي العميقة خلال جلسات التأمل ، وبأن حياة الإنسان كلها تمر بالتنقل بين هذه الأمواج الدماغية ، وعندما تسيطر إحدى هذه الأمواج لفترة طويلة نفقد التوازن بسبب التراجع بأداء النشاطات الأخرى للدماغ .

- وعن تأثير الأمواج الدماغية وانتقالها بين الأشخاص يرون  أن : " الأمواج الدماغية غير محدودة المدى لا ترتبط ولا تحد بمسافة معينة إذ يمكنها الانتقال والوصول إلى أبعد المسافات إذا ما وُجّهت بشكل متوازن ولم تتصارع كالإيحاء الايجابي من حب وحنان وإيثار وكذلك تكون الأفكار والمشاعر السلبية مكونة للإيحاء السلبي من كره وبغض وحقد وحسد ويجب ألا ننسى أن التأثير يكون أولا على الذات قبل أن ينتقل إلى المحيط والموجودات الخارجية ، ونستطيع قياس أمواج الدماغ بمرحلة معينة ، ولكن في مرحلة التأثير الإيحائي على الآخرين نستطيع أحياناً أن نرى أثر الأفكار على الموجودات وهذا العلم يسمى  Psychosomatic وهو تأثير الفكر على المادة وفيها تؤثر الأفكار على جزئيات المادة وتكون نسبة التأثير وقوته بحسب شدة الأفكار ونوعية المادة التي تتفاعل معها إذ تكون جزيئات الماء أكثر تأثرا بالأفكار ويتكون الإنسان من 70% من الماء "  ، ومثال ذلك تأثير الأفكار على بلورات الماء ، رغم أن هذا العلم صنف من بين العلوم الزائفة في المجتمع العلمي إذ لم تثبته الأدلة العلمية القاطعة.

-ويصفون أمواج غاما بأنها  : " ذات تردد عالي ولهذا تعتبر ذات طاقة عالية ونفاذة لا يحجبها شيء وقد تعكس تجارب إقتراب الموت NDE والخروج من الجسد ( الكشف الروحي  ) أو مغادرة الروح للجسد بشكل نهائي ، حيث تردد الأمواج عالي ولا تقيده المادة وهو عمل الروح ولا يخضع لقوانين الزمان والمكان " .

-وعن دور موجة ثيتا يقولون  : " يكون الطفل مستقبلاً بشكل كبير للأفكار والإيحاءات الخارجية أكثر بكثير مما يستقبل بالكلام لأن الحواس الخارجية ضئيلة الأداء غير مكتملة النمو أما الحواس الداخلية فتكون نشيطة جداً  لذلك يكون المسيطر عنده هو أمواج ثيتا ".

-ونذكر فيما يلي أصناف الأمواج الدماغية كما أثبتتها التجارب العلمية :

1- موجة ألفا


يقع مجال ترددها بين 8 و 12 هرتز وهي تنبعث عن خلايا المهاد في الدماغ أو من الفص الخلفي (مسؤول عن معالجة معلومات الإبصار في الدماغ) وتكون قوية لدى الإنسان خلال الإسترخاء واليقظة وهو مغلق العينين، ثم تنخفض قوتها عندما يفتح عينيه أو يغلبه النعاس أو يكون في حالة نوم ،  وهي توصف بأنها أفضل مرحلة للإستيعاب أو التعلم الحقيقي  حتى أنه قيل : " كل مراحل التعلم يجب أن يسود فيها موجات ألفا " ، وتظهر أمواج ألفا أيضاً في أحلام اليقظة وخلال التصورات الذهنية البصرية ، وتعمل كجسر نعبر من خلاله إلى أمواج أقل تردداً حيث ينشط العقل الباطن وهي أمواج ثيتا. وهذا مفيد إذا أردنا تذكر محتوى أحلامنا أو إسترجاع معلومات من العقل الباطن ، ولهذا تلعب أمواج ألفا دوراً هاماً مع الأمواج الأخرى.

وعندما تسود أمواج ألفا على الدماغ ي يكون الجسم مسترخي والعقل متحفز ومهيأ وبالتالي تنشط كل الوظائف العقلية منانتباه وتذكر وحفظ وبالمقابل يتقلص " ولا يتوقف " عمل الحواس الخارجية من سمع وبصر وحس وشم وتذوق  فإذا استطعنا أن نصل إلى السيطرة على أمواج ألفا نستطيع التعلم  Biofeedback Training لتحقيق التفوق الدراسي أو المعرفي ونستطيع إرادياً أن نصل إلى هذه المرحلة عن طريق التنفس الإسترخائي. 

ويأمل الأخصائيون النفسيون استخدام تقنيات تستخدم أمواج ألفا لكي تساعد الناس في التغلب على الرهاب Phobia  أو تهدئة الأطفال المفرطين في نشاطهم . ويمكن في المستقبل صنع آلات تراقب درجة تركيز التلاميذ من خلال تحليل أمواج ألفا ، واتضح أن أمواج ألفا تتوقع حدوث الأخطاء قبل حدوثها إذ كشفت دراسة عن ازدياد في نشاط أمواج ألفا بنسبة 25% قبل حدوث الأخطاء ، ويمكن استخدام نتائج هذه الدارسة لكي تستخدم مجسات لاسلكية تقيس أمواج ألفا المنبعثة عن العمال الذين تتطلب مهامهم الكثير من الحيطة والمخاطر فيمكن عندئذ تدارك الاخطاء قبل الوقوع فيها.

2-موجة بيتا


يقع مجال ترددها بين  12 و 30 هرتز ويكون فيها الإنسان في أقصى درجات تنبهه وفي وعيه الكامل ويقوم بالتفكير المنطقي والتحليلي والمبدع، وقد تكون حواسه الخمس في حالة استنفار للقيام بردة الفعل مناسبة اتجاه أي حالة طارئة حيث يرتفع مستوى الأدرينالين للتحضير لفعل منعكس حركي  ، بينما في الترددات المرتفعة يكون الإنسان في حالة إكتئاب أو قلق أو خوف أو تأنيب للضمير (نقد للذات)  ، ويعتبرها أنصار نظريات الطاقة الحيوية أسوأ حالة لاتخاذ القرار حيث تكون الطاقة البدنية هي المسيطرة على حساب تراجع النشاط الروحي التأملي الشفاف.

3- موجة ثيتا


يقع مجال ترددها بين  4 و 10  هرتز  وتنبعث عن جزء في منتصف الدماغ يدعى الحصين hippocampus وهي تمثل نشاط العقل الباطن وتحدث خلال المرحلة الخامسة من النوم وهي مرحلة حركة العين السريعة  REM والتي تشاهد فيها لأحلام عادة، وأيضاً خلال جلسات التأمل والتنويم الإيحائي (المغناطيسي) حينما يكون الإنسان شديد الاسترخاء والهدوء ويكون جاهزاً لاستقبال إيحاءات خارجية ، وفي أمواج ثيتا نجد اللاوعي والمناطق المقموعة في نفسيتنا كما نجد الإبداع والروحانية ، ومع الأسف لا يمكن تذكر محتوى هذه المرحلة ما لم تتدخل أمواج ألفا التي تعمل كجسر بين أمواج بيتا وثيتا.

ولا يعرف الكثير عن أمواج ثيتا لكن التجارب التي أجريت على الجرذان أثبتت أن لها صلة قوية بالحركة كالركض والقفز واجتياز العوائق ويزداد نشاطها مع كثرة الحركة، وبأنها قد تنجم عن معالجة البيانات التي يجمعها الدماغ من الحواس ليحولها إلى ردود فعل حركية. ويزعم البعض أن الروح تهمين على الجسد خلال أمواج ثيتا.

4–موجة دلتا


يقع مجال ترددها  بين 0.1 و 4  هرتز وهي من أقل الترددات انخفاضاً وتعرف أيضاً بأنها موجة النوم البطيئة من دون أية أحلام حيث يكون فيها النوم العميق وتحدث بنشاط 50% تحديداً عند المرحلة الثالثة والرابعة من المراحل الخمس من النوم ( المرحلة الخامسة هي مرحلة حركة العين السريعة REM والتي تحدث خلالها الأحلام).

ويزعم البعض أن هذه الأمواج تأتي بأحاسيس الحدس أو تعمل كنوع من الرادار الذي يلتقط أحاسيس عن أوضاع أو أناس آخرين إذ غالباً ما نراها لدى الأشخاص الذين يعملون في بيئة طبية أو لدى أناس تعرضوا إلى حوادث مأساوية فطوروا بعدها "راداراً " يستخدمونه في الظروف الصعبة.

يكون نشاط هذا النوع من الأمواج كبيراً في مرحلة مرحلة الطفولة المبكرة ويمتد حتى عمر 5 سنوات حيث يكون العقل الباطن نشيط جداً ويحدث خلالها التوازن الهرموني ،  ومن ثم يبدأ بالإنخفاض عند سن البلوغ، ومن ثم تظهر فروقات في نشاط أمواج دلتا بين الجنسين وخاصة لأعمار 30 إلى 40 سنة حيث يزداد نشاطها لدى الثدييات من الإناث أكثر من الذكور.

وقد تشير أنما أمواج دلتا على الحرمان من النوم أو عن حالة المشي نائماً وحالة الفزع النومي التي تحدث في الساعات الأولى من النوم ، وقد تكون مؤشراً إلى الهذيان الذي قد يعود إلى تناول مشروب كحولي أو إضطرابات عصبية مختلفة مثل مرض الرعاش (باركنسون)  اضطراب الخرف (الزهايمر) ومرض الفصام الذهاني Schizophrenia  أو نوبة صرع في مرض صرع الفص الصدغي وقد تدل أيضاً على الإكتئاب والأرق والهوس القهري .

ومن الناحية الفيزيولوجية تدل أنماط أمواج دلتا على  التعرض لضرر جسدي ، أو خلل في التمثيل الغذائي أو التعرض للسموم أو أو مرض السكري من الفئة ب.

وإذا كانت أمواج دلتا هي المسيطرة يكون أداء الساعة البيولوجية الداخلية للإنسان متوازن ويكون الترميم الذاتي للجسم على أنشط ما يكون ويكون الجسم منشغلاً بشفاء نفسه عبر ترميم الخلايا الفاسدة أو طرحها وتوليد خلايا جديدة  .

5-موجة غاما الغامضة


ترددها عالي ويقع في المجال بين 25 و  100 هرتز ، مع أن 40 هرتز هو ترددها النمطي ، وقد جرى اكتشافها بعد كل أنواع الأمواج الدماغية الأخرى ، ولا يعرف عنها الكثير ، إلا أن نشاطها شوهد في حالة ذورة الأداء الذهني والحركي وفي حالات التركيز خلال تجارب الطرق الصوفية أو التأمل المتسامي حيث أجريت العديد من التجارب على هذه الأمواج في تردد 40 هرتز وذلك خلال جلسات التأمل ، وأحد أهم خصائص هذه الامواج أنها تتزامن في نشاطها مع مناطق واسعة من الدماغ  بدون أن تكون الخلايا منصلة فيما بينها !، وليس من السهل إكتشاف هذه الموجات نظراً لسعتها المنخفضة (مطالها) ويمكن فقط مشاهدها جزئياً على شاشة جهاز التخطيط ، وفي بعض الأحيان تشاهد في تردد 38 هرتز .

ولأن المعلومات عنها قليلة فقد استخدمت أمواج غاما لتفسير ظواهر ماورائية كالوعي الجمعي والخروج من الجسد وتجارب اقتراب الموت وغيرها. ولكن لا يوجد إثبات علمية أكيدة حول ذلك.

تقنيات مهاريشي في إشعاع الطاقة الإيجابية

 
هناك نوع من ممارسات التأمل المتسامي  Transcendental Meditation وهي شكل محدد من الـ مانترا (صوت أو حرف أو كلمات أو مجموعة كلمات منطوقة يزعم أنها قادرة على إدخال الشخص في "تحولات روحية الطابع") وتتضمن هذه الممارسة استخدام صوت أو مانترا لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة مرتين يومياً خلال جلسة استرخاء مع بقاء العينين مغلقتين.

ويشرح (مهاريشي ماهش يوغي ) (1917- 2008) مؤسس تقنيات التأمل المتسامي والطيران اليوغي أن ممارسة مجموعة من الأشخاص لتقنية الطيران اليوغي في مكان واحد  تعطي تأثيرات مضاعفة تطال بشكل إيجابي كامل المجموعة ، وفي هذه الاثناء يكون الفرد الذي يمارس هذه التقنية "مشعآ " بغزارة للتأثيرات الايجابية في محيطه.

وفي جامعة مهاريشي أظهرت الدراسات "العلمية" أنه خلال الطيران اليوغي وفي لحظة "الشعور" بارتفاع الجسم عن الأرض من جراء تحكم العقل التام بالجسم تنتظم موجات الدماغ بشكل دقيق ومتزايد لتصل الى حدها الأقصى وفي هذه الاثناء يكون الفرد الذي يمارس تقنية طيران اليوغي مشعآ بغزارة للتأثيرات الايجابية في محيطه، ويشار إلى ذلك  بـ " تأثير مهاريشي".

واقترح مهاريشي أنه إذا اتبع أناس يقدر عددهم بقيمة الجذر التربيعي لـ 1% من السكان برنامجاً متقدماً وهو برنامج (سيدهي) في التأمل المتسامي  TM-Sidhi متضمناً تقنية الطيران اليوغي في نفس المكان وفي نفس الزمان فإن المجتمع بأكمله سيحصل على منافع كبرى وهذا ما يسمى بـ " تأثير مهاريشي الموسع ".

ويصف (مهاريشي ماهش يوغي ) تقنيته بأنها " آلية السلام العالمي " فيدعو كل حاكم وكل حكومة في كل بلد إلى إيجاد مجموعة من الخبراء في كل بلد لممارسة التأمل المتسامي والطيران اليوغي يومياً لأجل للمحافظة على التماسك والتناغم الجماعي ، ويضيف مهاريشي قائلآ : " في كل بلد يوجد الجيش كي يحمي الحدود وكما يوجد في الجيش عدة ألوية يمكن للحكومة أن تؤسس لواء اضافيآ للمحافظة على رفع مستوى الوعي ، وبأن هذا اللواء الجديد يرفع مستوى الوعي الجماعي  وفي نفس الوقت سوف يؤمن الحماية الدفاعية التي تتعدى ماهو مفترض أن تقوم به الجيوش  ، فتنخفض النزاعات والخلافات الداخلية والخارجية ، وتنخفض التدخلات الخارجية الضارة ، وتنخفض معها الميول السيئة في المجتمع مثل الامراض وتعاطي الكحول والمخدرات الضارة والسرقات وغيرها ".

لكن المتشككين في هذه التقنيات والنظريات لا يجدوا في ممارساتها أية منافع صحية سوى الإسترخاء والتوعية الصحية.

هل يختزن المكان طاقة تؤثر على العقل أم ماذا ؟


هل تؤثر هذه الطاقات المزعومة (أو الإشعاعات الخفية) علينا في المكان أم أنها لا تمثل سوى تجاربنا (ذكرياتنا)أو انطباعاتنا المسبقة المتراكمة عن المكان  (يصنعها عقلنا ) والتي تتدخل في مشاعرنا اتجاهه سلباً أم إيجاباً ؟ أم أنها خصائص في المكان تجعله مريحاً أو مزعجاً من الناحية المنطقية والوظيفية كالمساحة والنور وتوفير وسائل الراحة وحسن اختيار وتنظيم الأثاث الداخلي فيه ؟ عندما نتوصل إلى إجابة لهذا السؤال فعندها يمكن أن نعترف بوجود تلك الطاقات الخفية في المكان وبتأثيرها علينا حتى لو لم نتمكن من قياسها على غرار الطاقة الكهرومغناطيسية.

فمثلاً لن يشعر المرء بارتياح لوجوده في مقبرة غريبة عنه أو لا تحتوي جثامين أقربائه لإنطباعه المسبق عن هذا النوع من الأماكن أو لأنها تلهمه بتذكر ماضي أقربائه المتوفين وقدرهم المأساوي ، كما لن يشعر بارتياح لوجوده في مستشفى ليس بسبب الطاقات وإنما بسبب الصور الذهنية التي تأتي لعقله ولذكريات معارفه عن تلك الأماكن وما اختبروا فيها من آلام العلاج.

ولعل الإختبار الحقيقي لدور هذه الطاقات المزعومة هو عندما يدخل الإنسان إلى مكان لا يعلم عن ماضيه شيئاً ولا يحمل عنه أية إنطباعات مسبقة ومن ثم يجري طرح الأسئلة عليه عن شعوره اتجاه هذا المكان من غير تلميح أو أسئلة إرشادية، ومع ذلك يبقى اختباراً صعباً لأن صورة المكان قد تحفز لديه سيلاً من ذكريات عن أماكن مشابهة له  فذاكرة الدماغ طالما توصف بالذاكرة الإنتقائية والترابطية ، وعندما تكون تلك الذكريات عن تلك الأماكن المشابهة جميلة سيشعر بتحسن والعكس صحيح .

كذلك علينا أن لا نغفل خصائص المكان الذي قد يكون مريحاً ليس بسبب الطاقات الخفية أو الذكريات أو الإنطباعات المسبقة وإنما لظروف الإضاءة والحرارة والرطوبة ومستوى الضجيج والمساحة والإطلالة وتوفر وسائل راحة وحسن إختيار الألوان المنسجمة والهندسة الداخلية (الديكور) بغية تأديته لوظائفه على الوجه الأمثل وغيرها من الامور التي تتعلق بإشراف المكان على محيطه المجاور وخصائص هذا المحيط.

استمع إلى موجة ثيتا


استخدم السماعات على كلتا أذنيك  ثم استسمع إلى الأصوات ، هناك في الخلفية أمواج ثيتا التي يزعم أنها تؤثر على حالة الوعي (إقرأ عن ما تعنيه أمواج ثيتا في المقال) :

المصادر


- كتاب المعرفة من منظار علم الفيدا لـ  د.سليم حداد
Wikipedia
- Hirnwellen Und Bewusstsein
- مجموعة من المنتديات

إقرأ أيضاً ...

- حالة الوعي المغايرة  

1 مايو 2012

إعداد : كمال غزال
هل حدث لك أن أحسست بأن أحداً ما وراءك فتلتفت ولا تجد أحداً ؟ يعتقد العلماء بأنهم عثروا على المنطقة المسؤولة عن هذا الإحساس المريب في الدماغ.

وهي منطقة تعرف باسم التلفيفة الزاويُة Angular Gyrus أو الإتصال الصدغي الجداري TPJ، حدث ذلك عندما قام العلماء بتعريض هذا الجزء من الدماغ لصدمات كهربائية أسفرت عن نتائج مثيرة للإهتمام تكشف لأول مرة.

فعندما تم تعريض القسم الأيسر من تلفيفة الزاوية لصدمة كهربائية خفيفة راود المريض إحساس بوجود كائن ظلي أو شبحي وراءه ، حيث يظن الدماغ أن هناك جسدين بدلاً من جسد واحد.

في حين أنه عندما تم تعريض القسم الأيمن من الدماغ بنفس الصدمة أحس بأن جسده خرج منه (تجربة الخروج من الجسد OBE) ووصف ذلك الإحساس بأنه يطفو من سقف الغرفة وينظر من أعلى إلى جسده.

ويعتقد الأطباء بأن هذه المنطقة من الدماغ لها صلة بالأعصاب الحسية المسؤولة عن تحديد موقعنا في الفراغ بالإضافة إلى تحديد الإحساس بالضغط والسخونة ودرجة الحرارة.

أبحاث أولاف بلانكي

في عام 2006 قام د. أولاف بلانكي بإجراء تجربة علمية في سويسرا فتوصل من خلالها وبشكل موثوق إلى إمكانية الحصول على ظروف مشابهة لتجربة ماورائية تتعلق بالخروج من الجسد من خلال تحفيز مناطق في الدماغ تدعى بالجسر الصدغي الجداري TPJ الأيمن.

حيث إكتشف (بلانكي) ومعاونيه في سويسرا الأسس العصبية لتجارب الخروج من الجسد OBE من خلال صلتها بالتحفيز الكهربائي للجسر الصدغي الجداري الأيمن TPJ لدى مريض بـ الصرع.

وتبين أن المرضى الذين خضعوا للتجارب قد انحرفت مدركاتهم حول أطرافهم كالذراعين والساقين (استجابات حسية وجسدية معقدة) وكذلك حول فصل جسدهم بأكمله (إقرأ عن ذراع ثالثة تحير الأطباء) .

وقد بينت التجارب لـ (بلانكي) وزملائه أن الوعي بتواجد الذات والكيان الجسدي في نفس المكان يعتمد على تكامل حسي في منطقة الجسر الصدغي الجداري.

لكن الإنتقاء في تحفيز بعض أجزاء هذه المنطقة أثر في المتطوعين الأصحاء بأن تخيلوا أنفسهم في وضع ومنظور بصري يحدث عادة لدى الذين يمرون بتجربة ذاتية في الخروج من الجسد.

واستنتج (بلانكي) وزملائه بأن الجسر الصدغي الجداري منطقة هامة للإحساس بالحيز أو الفراغ المحيط وتموضع الذات. لكن عندما يختل عملها تظهر علامات تجربة الخروج من الجسد.

إقرأ أيضاً ...

25 أبريل 2012

إعداد : كمال غزال
إن إنفصام الشخصية أو ما يشار إليه باضطراب الهوية الفصامي Dissociative Identity Disorder أو ما يرمز له إختصاراً  بـ DID هو تشخيص نفسي لحالة يٌظهر فيها الشخص بهويات أو شخصيات متعددة تعرف باسم تبدلات  Altar أو عدد من الأنا Egos بحيث يكون لكل منها نمطه الخاص في الإدراك والتفاعل مع البيئة المحيطة ، ولكل شخصية فرعية أو متبدلة مجموعة فريدة من الذكريات والسلوكيات والأفكار والعواطف المتعلقة بكل شخصية محددة. ولهذا الإضطراب اسم آخر في التصنيف الدولي الإحصائي للأمراض والمشاكل الصحية وهو " إضطراب تعدد الشخصيات ".

وقد يكون لهذا الإضطراب صلة بظاهرة ماورائية مزعومة تعرف بحالة التلبس أو المس الشيطاني ولكن قبل تناول هذه الصلة علينا أن نفهم أكثر عن أعراض وأسباب هذا  الإضطراب كما يفهمه علماء النفس و الأخصائيون في الطب النفسي.

نبذة تاريخية

قبل القرن الـ 19 كان الإعتقاد بأن الأشخاص الذين تظهر عليهم تلك الأعراض ممسوسين أو متلبسين من قبل الأرواح وكان (براسيلسوس) أول من سجل حالة معروفة عن إنفصام الشخصية في عام 1646.

تزايد الإهتمام المكثف بالروحانيات والباراسيكولوجي والتنويم الإيحائي طوال القرن الـ  19 وأوائل القرن الـ 20  والذي ترافق بشكل متواز مع مع وجهات نظر (جون لوك ) التي تفيد بأن هناك أفكار مترابطة تتطلب تعايش مع المشاعر مع إدراك لهذه المشاعر.

لكن التنويم الإيحائي (المغناطيسي) الذي أتى به في أواخر القرن الـ 18 كل من (فرانز ميسمر ) و(أرماند-ماري جاك دي تشاستنت) و (ماركيز دي بويسيغور) تحدى أفكار (جون لوك) ،  لأن الأشخاص الذين مارسوا التنويم المغناطيسي قالوا بأن هناك ما يبدو كونه شخصية ثانوية تنشأ خلال جلسة التنويم وتعجبوا كيف يمكن لعقلين أن يعيشا معاً.

وشهد القرن الـ  19 عدداً من  الحالات المسجلة عن تعدد الشخصيات حيث قدر (ريبر)عددها  بما يقرب من 100 حالة. واعتبر للصرع دور في بعض الحالات ولا زال الجدل قائماً بهذا الخصوص حتى عصرنا الحالي.

وعند أواخر القرن الـ 19 كان هناك قبول عام بأن التجارب المؤلمة عاطفياً والصدمات يمكن  لها أن تسبب الاضطرابات طويلة الأمد وتظهر أعراضاً متنوعة.

صعوبة التشخيص

يستند تشخيص هذا الإضطراب إلى  ظهور شخصيتين أو أكثر  تتحكم عادة بسلوك الفرد مترافقاً مع فقدان للذاكرة يتجاوز حدود النسيان العادي  وبالإضافة إلى ذلك لا يمكن أن تكون أعراضه مؤقتة أو جراء تعاطي المخدرات أو حالة طبية عامة ، وهو يختلف عن إضطراب الفصام الذهني (الشيزوفرنيا) مع أنه قد يساء  تشخيصه.

ويعتبر هذا الإضطراب أقل شيوعاً من الاضطرابات الفصامية الأخرى،  فهو يحدث بنسبة  1% بين حالات الفصام الأخرى وغالباً ما تتداخل أعراضه مع أعراض الاضطرابات الأخرى مما يجعل من تشخيصه صعباً وتم تشخيص هذا المرض على نحو أكثر تواتراً في أمريكا الشمالية مما عليه في بقية أنحاء العالم ، وهناك قدر كبير من الجدل المثار حول موضوع إنفصام الشخصية وحقيقته ، فما زالت صحة تشخيصه خاضعة للبحث .

الأعراض

يمكن أن تتضمن إنفصام الشخصية أو إضطراب الهوية الفصامي الأعراض التالية:

-فقدان ذاكرة بمجريات الأحداث اليومية
-إضمحلال الشخصية ،  خلل في الهوية يتميز بحضور شخصيتين مستقلتين أو أكثر  ،  التباس في تحديد الهوية
- إكتئاب ، وغربة عن الواقع
- فقدان أو تشوه الإحساس الذاتي بالزمن .
- ومضات  ذكريات عن ماضي الاعتداء أو الصدمة
-هلع متكرر ومداهمات من القلق
- تقلبات في المزاج
- العديد من السلوكيات والمواقف والمعتقدات
-جنون الإرتياب
- نوبات زائفة  وأعراض متبدلة أخرى.

- أعراض ذهانية مثل سماع أصوات أو أعراض  شنايدر الاخرى  من المرتبة الأولى  Schneider's first rank symptoms وهي تتضمن الأعراض التالية : متحكم به وهمياً بفعل كائن أو قوة خارجية ،  أو تعميم فكرة لديه أو سحبها وإقحامها بفعل قوة خارجية مزعومة ، سماعه لشخص ما بصوت مرتفع ،  هلوسات سمعية تأتي كتعليق على تصرفه أو تنطوي على محادثة بين شخصين.

- تبدل في الذات كأن يشعر بأن جسده ينتمي إلى شخص آخر.
-أعراض جسدية تتنوع تبعاً لاختلاف الهويات (الشخصيات).
- غضب مفاجئ بدون سبب مبرر .
-حالات غشية تلقائية.
- سلوك إنتحاري أو مقدمات السلوك الإنتحاري  مثل إيذاء الجسم .
- أنماط من الرهاب (الفوبيا) لا يمكن تفسيرها.

ويمكن أن تكون الأعراض الشديدة والمزمنة مؤلمة للغاية بحيث تجعل من يعاني منها يتساءل عن سلامة عقله.

الأسباب

رغم وجود جدل بشأن بين علماء النفس حول سبب حدوث الإضطراب إلا أنه يمكننا ذكر سببين رئيسين ، الاول منهما له الأهمية الكبرى :

1- الصدمة المتأزمة

أولئك الذين يقبلون بصحة  تشخيص إضطراب الهوية الفصامي DID يعزونه إلى أقصى درجات التوتر أو الإضطرابات المرافقة ويعبرون عنه بـ اضطراب ما بعد الصدمة  posttraumatic stress disorder لدى البالغين والذي قد يتطور إلى إنفصام في الشخصية إذا ما وجد هذا الإضطراب لدى الأطفال وربما يعود ذلك إلى خيالهم الخصب باعتباره شكلاً من أشكال المواجهة.
حيث يظن أن ثمة علاقة محددة بين سوء المعاملة في مرحلة الطفولة والتشوش الذي يصاحبها وغياب الدعم الاجتماعي مع إنفصام الشخصية وذلك جنباً الى جنب مع أسلوب التربية الصارمة والمزاجية والوراثية والعلاقة المختلة بين الطفل ووالديه.

وهناك أيضاً تفسيرات أخرى وتشمل عدم كفاية الرعاية في مرحلة الطفولة بالترافق مع القدرة الفطرية لدى الطفل عموماً  إلى فصل ذكرياته أو تجاربه من وعيه ، فهناك نسبة عالية من المرضى بإنفصام الشخصية الذين أبلغوا عن وقوع إعتداءات أو حالة مرضية خطيرة أو حوادث كارثية عندما كانوا أطفالاً .

وأغلب المصابين الذين يتم تشخيصهم بإنفصام الشخصية يتعرضون إلى إعتداء جنسي أو جسدي خصوصاً خلال فترة تمتد بين الطفولة المبكرة إلى المتوسطة. كما لوحظ أن حالات الإبلاغ عن صدمات خلال حياتهم تفوق نسبة أولئك الذين يتم تشخيصهم بمرض عقلي آخر.

ومازال العديد من أخصائي الطب النفسي يصرون بقوة على تقييم حالات إنفصام الشخصية بإعتبار أنها متصلة بصدمة قوية حصلت خلال فترة الطفولة بدلاً من أن تكون ناجمة عن خلل وظيفي في كهربائية وفيزيولوجية الدماغ.

خلال الطفولة المبكرة يكون الأطفال في مرحلة تطوير لبنية شخصيتهم التي تتحقق فقط بتكامل وظائفها . ولكن الصدمة النفسية تتدخل بشكل حاد مع تطور تلك الوظائف وتتدخل بالمسارات المتصلة بين حالات "الأنا" المتطورة طبيعياً مما يجبرها على الإستقلال كل واحدة منها عوضاً عن تكاملها،  ويخلق التعرض  المتكرر عن حالات الفصام المتصلة بالصدمة  النفسية  ظروفاً للدماغ لينجز وظائفه مستنداً إلى كل حالة فصامية على حدة فينتج عن ذلك أكثر من شخصية أو هوية.

اعتبرت الصدمة الشديدة للإعتداء الجنسي أو الجسدي أو النفسي في مرحلة الطفولة الذي يمارسه الموكل برعاية الطفل سبباً لتطور إضطراب الهوية الفصامي DID لديه.

وفي هذه النظرية ينتقل كلاً من الوعي والذكريات والأحاسيس الناجمة عن فعل مؤذ أو حادثة تسبب بها الموكل برعاية الطفل إلى اللاوعي Subconscious (وكأنها رحمة للشخص من مرارة الواقع الصادم)فيصبح الفصام آلية مواجهة أو تصدي  لدى الفرد خلال فترات الإجهاد ، ولاحقاً تصبح هذه الذكريات والأحاسيس كياناً آخر ، وإذا استمر حصول ذلك تنشأ  كيانات متعددة (شخصيات).

لكن الأخصائيين النفسيين (أوغست بايبر ) و (هارولد ميرسكي) تحديا "فرضية الصدمة "مبررين ذلك بأن تلك العلاقة ليست سببية بالضرورة ،  بمعنى آخر : " إن التقارير التي تتحدث عن حصول صدمة خلال مرحلة الطفولة لا تعني بالضرورة أن الصدمة مسؤولة لوحدها عن إضطراب الفصام في الشخصية " كما أشارا إلى ندرة الحصول عن تقارير تشخيصية عن هذا الإضطراب قبل عام 1980 إضافة إلى الفشل في العثور على دليل لهذه الصلة لدى الأطفال المصدومين .

فتوصلا إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكن تشخيص هذا الإضطراب بدقة بسبب عدم وضوح معايير التشخيص وبسبب مفاهيم لا يتم توصيفها مثل ما تعنيه "حالة الشخصية" و"الهويات". وجادلا في عتبة الإعتداء الكافية للتسبب بإنفصام الشخصية .

لكن أخصائي الطب النفسي (كولن روس) يعارض إستنتاج (بايبر) و(ميرسكي) التي تفيد بصعوبة تشخيص إنفصام الشخصية مشيراً إلى التوافق بين مراجعاته لبنى مختلفة من إضطرابات الفصام متضمنة مقياس الفصام ومراجعات سريرية لتجارب الفصام الأخرى  وهي تمثل مجال مثبت في الطب النفسي من الأمراض العقلية كالفصام الذهني (الشيزوفرنيا) وإضطراب الإكتئاب العام.

2- مضاعفات علاجية

قيل أيضاً أن أعراض إنفصام الشخصية قد تنشأ من المعالجات الهادفة إلى استرجاع الذاكرة من قبل المعالجين عن طريق للإيحاء. حيث تبين أن خصائص المرضى الذين تم تشخيصهم بإنفصام الشخصية كانوا قد خضعوا لمعالجات متكررة إيحائية تخلق أجواء خيالية واستيعاب العقلي مما  زاد المخاوف بشأن صحة طرق المعالجة المعتمدة لإسترجاع الذاكرة،  حيث يعتقد بأن للذكريات الزائفة صلة مع الحالة ذات المنشأ العلاجي .

لكن المتشككين يرون  أن مجموعة صغيرة من الأطباء مسؤولة عن تشخيص الغالبية العظمى من الأفراد بمرض فصام الشخصية ويرى عالم النفس  (نيكولاس سبانوس) وغيره من المتشككين بأن هناك سبباً آخر لهذه الحالة وهو الرغبة في لعب الأدوار وليس عن حالة تتعدد فيها الشخصيات.

وما زال النقاش محتدماً حول تأثير تلك العلاجات على ظهور فصام الشخصية.

صلة مع المس الشيطاني

هناك إضطراب يدعى إضطراب الغشية الفصامي  Dissociative Trance Disorder  ويرمز له إختصاراً بـ DTD ولكن جرى ضمه إلى إضطراب الهوية الفصامي DID ليكون جزء منه ويعتقد أنه وراء أعراض ما يوصف عادة بالمس الشيطاني أو تلبس الجن.

ففي عام 1996 قام  قسم الطب النفسي في جامعة (سابينزا) في روما في بإجراء إختبار (رورشاخ) على 10 أشخاص كانت قد ظهرت عليهم علامات المس الشيطاني ومن ثم عولجوا من قبل طاردي الأرواح ونشرت هذه الدراسة في مجلة تقييم الشخصية - المجلد 66 ،  ومن الجدير بالذكر أن اختبار (رورشاخ) هو إختبار نفسي يعتمد إلى تحليل إدراك نماذج بقع الحبر  وابتكره عالم النفس السويسري (هيرمان رورشاخ):

" على الرغم من أن إضطراب الغشية الفصامي وبالتحديد إضطراب الإستحواذ Possession Discorder  أكثر شيوعاً مما كان يتوقع فإن هناك إفتقاراً في دقة  البيانات السريرية .

أجريت الدراسة على 10 أشخاص خضعوا لطقوس طرد الأرواح بسبب ما استحوذ عليهم خلال حالة الغشية فطبقوا معايير تشخيص الحالات الفصامية واختبار  (رورسراتش) وكان لهؤلاء الأشخاص الكثير من الصفات المشتركة مع مرضى فصام الشخصية.

و كانت التجارب الماروائية طاغية عليهم ،  وعلى الرغم من ادعاء  تلبسهم من قبل الشيطان فإن معظمهم حافظ على سلوك إجتماعي طبيعي ، وبينت نتائج إختبار (رورشاخ)أن لهؤلاء الأشخاص شخصية معقدة التنظيم : فبعضهم لديه ميل إلى تبسيط إدراك المحفزات في حين أن البعض الآخر بدا أكثر محافطة على عقدته النفسية  ، وكان لدى معظمهم إنخفاض حاد في إختبار الواقع ،  وكان لدى  6 من المشاركين نمط تصدي زائد عن الطبيعي  ، وظهر إضطراب الغشية الفصامي DTD جلياً  في هذه المجموعة من الأشخاص الذين أبلغوا عن مسهم الشيطاني في الأعراض السريرية التي تشترك مع  ببعض خصائص فصام الشخصية DID.

كان البحث في هذا التشخيص (الذي تم التوصل إليه) يتطلب وجود حالة من اثنتين إما حالة غشية  Trance أو حالة غشية مستحوذة  Possessed Trance ، وهذه الاخيرة تتميز بحضور حالة متبدلة من الوعي  altered state of consciousness تضمحل فيها هوية الشخص ليظهر بدلاً عنها هوية جديدة يقال أنها تحت تأثير الروح أو  المعبود ".


تم استخدام مصطلح الغشية المستحوذة في مصطلحات الطب النفسي بحيث تنطبق فقط على إضطرابات الغشية التي تقود إلى إستغاثة أو خلل وظيفي ، وليست كافة أنواع الإستحواذ مرضية ففي العديد من الممارسات الدينية خصوصاً الإحتفالات الطقوسية يكون لها وظيفة فردية وإجتماعية.

لا يوجد بيانات طبية دقيقة حول إضطرابات الإستحواذ ، لكن بعض التقارير تقول أنها شائعة على نحو كبير  حتى في أمريكا الحالية ، وفي دراسة أجريت في عام 1989 في الهند بينت النتائج أنه هناك نسبة 9.7% من إضطراب الاستحواذ ضمن إضطرابات الفصام.

ويبدو أن إضطراب الإستحواذ ما زال منتشر إلى حد ما في ايطاليا وتحديداً في بعض المناطق،  وعادة ما يوصف الموكل بالإستحواذ بأنه شيطان ولوحظت بعض هذه الحالات سريرياً  في عام 1993.

وفي إستطلاع وطني أجري في إيطاليا في عام 1990 و دار حول الإعتقاد  بالشياطين والسحر  تبين أن 46% ممن شملهم الاستطلاع أعربوا عن اعتقادهم في الشيطان.

وكان معظمهم المؤمنين بالشيطان يعيش في المناطق الحضرية  ومن ربات المنازل (56%) وينظر معظمهمن إلى أن الشيطان ذكر. ونفس التقرير أشار أيضاً إلى أن أولئك الذين يؤمنون بالشيطان لديهم نسبة عالية من حالات "السحر" والظواهر الماروائية.

وفي كندا من عام 1992 أجرى (روس) و  (جوشي) مقابلات منظمة وفق معايير الإضطراب الفصامي حيث وجدا ارتفاعاً في معدلات التجارب الماورائية حتى في عموم السكان ووصلت نسبة حالات المس الشيطاني إلى 0.6% من المشاركين.

و دفعت هذه النتيجة (روس) و (جوشي) إلى إقتراح تصور لتجارب ما وراء الطبيعة  كتعبير لقدرة الإنسان الطبيعية على الفصام على الرغم من أن مثل هذه السلوكيات تعزى بوضوح إلى التأثيرات الثقافية التقليدية إذ ما تزال الإعتقاد بالخوارق شائعاً في المجتمع الحديث (بحسب فايفر، 1994).ى والكثير من هذه المعتقدات ينشأ عن خبرات شخصية لكنها غير عادية  (بحسب هفورد ، 1992).

تجربة واقعية

" تعرضت لإعتداءات جنسية متكررة منذ أن كنت بعمر  3 سنوات وحتى أصبح عمري 11 سنة  مما سبب شروخاً في شخصيتي فانقسمت إلى ما لا يقل عن 6 شخصيات مختلفة،   معظم الناس لا يصدقون بأن لدي شخصيات متعددة،  وأحياناً لا أصدق بنفسي ، و كل شخصياتي الأخرى من الإناث باستثناء إحداها وهو الذي يدعى (جريج ).

نطلق على أنفسنا أفراد "المخيم" وتعلمنا كيف نتعايش مع بعضنا بسلام ، العلاج كانت بمثابة المنقذ فهو علمنا مهارات جديدة حول أداء وظائفنا في الحياة وعن تنظيم أوقاتنا. ومع أنه لا يمكنني التحدث مع اثنين من الآخرين إلا أنهما يتحدثان خلال جلسات العلاج إلى بقية أفراد "المخيم".

قضيت معظم حياتي في التفكير بأنني مجنونة وكنت أفكر بالموت ، لكنني الآن أتفهم أكثر ، حتى أنني أشعر بأنني "مباركة " في معظم الوقت  ، وهناك أوقات أخرى أشعر فيها بالألم عندما أكتشف أن جسدي يشترك فيه 6 أشخاص آخرين غير أنني أشعر بأنني محظوظة بمثل هذا المعالج العظيم " .

ترويها  جي ال (25  سنة)



شاهد الفيديو


كيف يتطور لدى الناس إضطراب تعدد الشخصيات ؟  هذه هي طريقة الدماغ  في البقاء مع الأذى والقسوة في أن يقوم  بشطره إلى شخصيات ،  تنشأ عادة خلال مرحلة الطفولة وفي نظر الكثيرين يكون هذا الإضطراب طريقة لإغلاق أجواء الصدمات والأذى من حياتهم السابقة.  وفي هذا المقطع من الفيلم الذي عرضته قناة HBO غب عام 1993 سنرى أناس عانوا من هذا الإضطراب وستظهر شخصياتهم المتعددة فيه.
 
 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ