28 يوليو 2011

Textual description of firstImageUrl

النظر عن بعد : قدرة يمكن التدرب عليها

إعداد : كمال غزال و معن أبوغزالة
في صيف 1974 في مدينة لانجلي من ولاية فيرجينيا الأمريكية على حدود واشنطن العاصمة جازف عدد من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالقيام بخطوة غير عادية في الجاسوسية من خلال إطلاق أول " عملية تجسس ذهنية " موثقة بتاريخ الولايات المتحدة.

وكان الهدف مركز أبحاث سري يقع في منطقة نائية من جمهورية كازاخستان في الإتحاد السوفييتي سابقاً حيث لم يكن أفراد وكالة الاستخبارات المركزية يملكون من المعلومات إلا النذر اليسير عن المركز السوفييتي المعروف بـ " المبنى رقم 3 من هيئة البحوث والتطويرات السرية " أو إختصاراً بـ URDF-3.

لكن " ناظراً عن بعد " Remote-Viewer كان قد عمل بعقد مع وكالة الاستخبارات المركزية تمكن أخيراً من تحديد موقع الهدف بعد أن أمعن " النظر ذهنياً " وهو يبحث عن الموقع حيث زعم أنه لاحظ علامة فارقة في المبنى وهو وجود " رافعة كبيرة على نحو غير معقول ".

وكان قد جرى تعيين هذا "الناظر" كضابط في وكالة الاستخبارات المركزية لمهمة غيرمألوفة ولما اطلع على أحدث صور استطلاع للموقع المذكور URDF-3 تعجب بما قاله من  " بعض الأوصاف المذهلة " ، إذ  كان هناك بالفعل رافعة ذات حجم إستثنائي في الموقع كان قد رسمها الناظر عن بعد بدرجة كبيرة من التفصيل.

أوان عصر" الجواسيس الذهنيين "
كان الروس خلال الحرب الباردة يختبرون عدة تقنيات ذهنية شملت عدداً من الموهوبين الذين وجدوا عليهم كما يبدو قدرات غيرعادية كـ التخاطر و تحريك الأشياء عن بعد Psychokinesis وحققوا بعض النجاحات مع التخاطر و بدأوا الأبحاث في الأصل على أساس إيجاد طريقة في التواصل مع أسطول غواصاتهم ، خاصة أن عملية إتصال ثنائي الاتجاه من هذا النوع تكون ميزة عظيمة خلال الصدامات مع العدو.

وفي بداية السبعينيات من القرن السابق زارت مؤلفتان كنديتان هما شيلا أوستراندر و لين شرويدر الإتحاد السوفييتي السابق في رحلة كان الغاية منها تقصي حقائق عن استخدام تلك القدرات الذهنية ثم عادتا لتأليف كتاب بعنوان " اكتشافات ذهنية من خلف الستارة الحديدية " الذي تمت مراجعته مؤخراً.

في نهاية المطاف استولت هذه المنشورات على اهتمام خدمات الاستخبارات الأمريكية خصوصاً أنها كانت قلقة بشأن حقيقة " التكنولوجيا الذهنية " التي أنجزها الإتحاد السوفييتي السابق. وكان لقلقهم مبرر وهو مخاوف لها صلة بتحقيق السوفييت السبق في هذا المجال حتى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ناقش ما يقلقه حينما كان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية.

في البداية قرروا الإقتراب من الفيزيائي (هال بوثوف) من معهد ستانفورد للأبحاث والذي كان ايضاً ضابط اتصال بحري ثم شعروا أن بإمكانهم مناقشة مخاوفهم بأمان و حرية مع " شخص مميز ".

أخذ (هال بوثوف) تلك المخاوف بعين الاعتبار وقرر أن موضوع " الحاسة السادسة " سوف يصبح مجالاً واعداً أكثر للإكتشاف كما إن هناك بالفعل بعض الأبحاث الجيدة التي تدعم حقيقة وهو أن الحاسة السادسة ظاهرة قابلة للقياس.

وعلى عجل قابل (هال بوثوف) ومساعده (راسيل تارغ) السيد (انغو سوان) الذي كان رساماً مشهوراً وفيزيائياً معروفاً في منطقة سان فرانسيسكو بعد أن ادعى أنه رأى كوكب المشتري عن بعد وأنه كان هناك حلقات حول غلافه الجوي وبعد فترة وجيزة جرى اطلاق (بيونير 10) القمر الصنعي الأمريكي ومع اقترابه من كوكب المشتري التقط صوراً للغلاف الجوي المحيط بالكوكب وكان من الواضح وجود حلقات غازية تحيط به ! 

أخذ كل من (بوثوف) و (تارغ) رؤية (سوان) على محمل الجد إذ لم يجدا فيها أي عملية تحايل تشبه ما يتفوه به العرافون حول " الرؤى " وبعد أن أخضع العلماء (سوان) لعدة فحوصات وتجارب أتت النتائج واعده للغاية و من ثم أتهم مساعدة من قِبل شخص آخر يزعم النظر عن بعد وهو (بات برايس) مفوض الشرطة السابق. وبعد فترة وجيزة بدأ كلاً من (انغو سوان) و (بات برايس) بقطف ثمار قدرة النظرعن بعد حيث أصبحا مؤهلان لإستخدامها في الكشف عن الأهداف الأجنبية.

أدت النجاحات المبكرة للبرنامج إلى زيادة في الموارد المالية التي أسهمت بها عدة وكالات حكومية منها وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA  و وكالة الأمن القومي.

وبينما كانوا يطورون ويختبرون البرنامج أكثر فأكثر أدركوا أن القدرة للنظر عن بعد ليست قدرة تشذ عن القدرات الذهنية الإعتيادية فبدأوا إلى إستخدام أتباع آخرين لم يعتقد بأن لهم قدرات نفسانية وذهنية فائقة ومع ذلك استطاعوا أن يأتوا بمعلومات دقيقة إلى حد ما عن الهدف.

أخيراً وفي عام 1981 عمل (انغو سوان) بالاشتراك مع فريق عمل على تطوير طريقة للنظرعن بعد تمكن أي أحد من أن يصبح فعالاًً كالموهوبين بالفطرة ذهنياً وسميت التقنية الجديدة بـ " تحديد المواقع من خلال  النظر عن بعد "  Coordinate Remote Viewing.

رغم أن الأمر تطلب قدراً مناسب من التدريب والاجتهاد إلا أنه أتى بنجاحات عدة مع تطبيق الطريقة الجديدة حيث اعتبرها (إنغو سوان) إحدى قمم مهنته.

وفي برنامج وثائقي عرضه التلفزيون الوطني في 1995 حمل عنوان " النظر عن بعد : الملفات المجهولة الفعلية"  Remote viewing:  The  Real x-files أدلى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية وعدة آخرون آرائهم في الظاهرة  بعد أن أزالت الإستخبارات المركزية الأمريكية الحظر عن الموضوع حيث أكدوا نجاح تلك التجارب باعترافات الجنرالات السابقين الذين كان لديهم برنامج تجسس " ذهني " ينبغي أن يُرى حتى يُصدق ، وفي البرنامج لقطات مسجلة يظهر فيها  كاتبه وهو  يخضع لتدريبات النظر عن بعد RV مع (انغو سوان) الذي يظهر في الصورة إلى اليمين.
ربما سنبدأ باعتبار" النظر عن بعد"  كأي قدرة طبيعية يمكن أن يمتلكها أغلب البشر خاصة أنها نالت اعتراف إحدى أقوى الحكومات في العالم بأن لديها أناس يستطيعون تجاوز الوقت والمسافة و إسترجاع  معلومات عن العالم تكون محجوبة بالعادة عن حواسنا الخمس العادية.

وتقول  (جيسيكا أتس)  أستاذه الإحصاء في جامعة كاليفورنيا التي شاركت بتأليف مراجع عن  بحوث وكالة الاستخبارات المركزية المدعوم من الحكومة في " النظر عن بعد " عام 1995 :

" من الواضح لي أن الإدراك الخفي  (المصطلح العلمي للنظر عن بعد و القدراات ما فوق الحسية الأخرى ) ليس فقط ممكناً و لكن أخضع للتجربة بوضوح " .

هذا الاستنتاج ليس مبنياً على الاعتقاد و الإيمان فحسب وإنما كذلك مستند إلى قياس علمي مقبول وهي كذلك ظاهرة خضعت  لعدة أشكال من التحقق في المختبرات و الثقافات" .

شاهد الفيديو
يتحدث إنغو سوان الذي تقاعد عن خدمته في المخابرات المركزية الأميركية في مشروع النظر عن بعد ودوره فيه


19 تعليقات:

غير معرف

يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.

غير معرف

يقول...

موضوع جميل بصراحة ..
و القدرة مفيدة جدا ..

شكرا لجهودك اخ كمال ..

mehdi يقول...

جميل جدا لكن هل هدا حقيقي

sayel يقول...

جميل جدا ان نعلم تلك المفاهيم وعن تلك التجارب لاكن هناك الكثير من الامور المخفية التي لم و لن يعلم بها احد

الاسطوره يقول...

soooooooooooooooooon

الاسطوره يقول...

العوده

الاحمر يقول...

شكرأ لكاتب الموضوع ... فالواضح أنه بذل مجهوداً رائعاً يستحق الثناء
الموضوع جميل ويتحدث عن ظاهرة لو لم تكن موجودة لما تبنتها الولايات المتحدة الامريكية ... مع أن الطوفان الاعلامي يجعلها ( أي الولايات ) وكأنها تمتلك قدرات خارقة ولا يمكن قهرها أو مجاراتها ... ولو كان ذلك الكلام دقيقاً لاستطاعت العثور على مكان تواجد أي مطلوب لها بين يوم وليلة أو حتى سنة وأكثر
والحقيقة أن هذه القدرة الحقيقية ( بإعتقادي ) لها ظوابط تتعلق بالزمان والمكان ... فالنظر عن بعد قد يختلف في منتصف الشهر القمري عن آخره ... وكذلك النظر إلى مكان يبعد آلاف الكيلومترات يختلف عن مئات الأمتار ... وكذلك ما هية هذا المكان والسبب في النظر إليه كتقصي مفقود ( وهنا وجهة النظرة غير معروفة ) أو تطفل وتلصص ( وهنا وجهة النظرة معروفة ) وهو محور الموضوع

إذن ماذا يوجد في داخل هذا الصندوق .... موضوع شيق ورائع

amjad yaseen يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
هدى عز الدين يقول...

مقال مميز و شيّق للتعرف على أهم أنواع الإدراك الخفي .. و أظن أن الأمر نفسهُ متعلّقٌ بـ ( المخبرين النفسانيين ) فلقد إستطاعوا كشف أوصاف القَتَلة و أماكن المغدورين و طريقة القتل بقدرة فائقة تخطّت قُدرات الأطباء النفسانيين و العرّافين و غيرهم ..

أشكركم مرة أخرى على المقال .. و لي قضية للتشريح سأنزلها في الموقع إن شاء الله .

lengiaai18 يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

غير معرف

يقول...

الحقيقه انا ناظر عن بعد ودراسة هذه الضاهره وجعلها واضحة بانها قدرة عقليه يمكن تطويرهاعند اى انسان شئ يشجع لان الكثير منا في بلاد العرب يربط هذا بالجن وامور اخرى الا انا الامر فيزيائي يمكن لاي انسان القيم به

وشكرا على طرح الموضوع

غير معرف

يقول...

اخي يناظر عن بعد والموضوع لا يعلم عنه احد الا انا وهو. لان اذا شخص ثالث علم سوف يربطه بالجن والشعوذه. والموووضوووع جميل جدا

غير معرف

يقول...

بجد الموصوع شيق بس ياتري هل هذ ا الموضوع حقيقي ولا وشكر الله سعيكم في أنتظاذ مواضيع أخري

غير معرف

يقول...

كان هناك شخص في مدينتنا لديه هذه الموهبة وأكثر، فهو يعرف الأثر بدون وجود الأثر، حيث يقول لك اسم السارق وهو في مكانه وأحيانًا يستعرض، فيذهب مع الشرطة إلى المكان فيبول فيه -وانتم بكرامة- ثم يقوم بحركات استعراضية.. لا أدري هل يتعمدها لخلق هالة حول نفسه، أم أنها (شرط) شيطاني للمعرفة، مع العلم أن هناك مواقف أخرى لا يضطر فيها إلى هذه الحركات.
وقد متيقن من أنه يعتمد على الجن في ذلك حتى انصدمنا بأن أبناءه وبناته يمتلكون ذات الموهبة!! فبنته في الفصل الدراسي السابق أخبرت إدارة المدرسة أن إحدى الصفوف تحتوي ممنوعات، وحين استغربوا منها، قالت لهم: نحن مثل أبي لكن ((أوصانا أبي ألا نستخدم هذه الموهبة إطلاقًا قدر استطاعتنا)) ولها أخ يشتغل في وظيفة إدارية عادية، وهو شاب متدين وعادي جدًا، ولديه هذه الموهبة كذلك.
الذي يغيظني أنهم (غير واضحين)، ولو كنت مكان أصدقائهم لشفيت غليلي بأسئلة حقيقية تجلب إجابة شافية: مثلأ.. هل أنتم سحرة؟! ماذا يحصل داخل فكرك حين تعرف المجرم؟ هل يظهر لك وجهه؟ هل يُهمس في إذنك؟! لابد أن هناك شيء يحصل.. ماهو.

cabo يقول...

معلومات رائعة بارك اللة فيكم

cabo يقول...

معلومات رائعة وفيدة

غير معرف

يقول...

بصفتي أحد اللذين يملكون هذه الموهبه الربانيه أرجو أفادتي عن كيفيه تطويرها حيث أنها تتكرر معي وخاصه أذا أجريت مكالمه هاتفيه مع أي شخص لم يسبق أن رأيته وما أن أركز حتى أرى تقريبا الشخص ومايلبس والمكان اللذي يجلس فيه وتفاصيل أخرى تدهش من أتحدث معه فالضاهره موجوده بالتأكيد وأنا احدهم

غير معرف

يقول...

هل ممكن يكون فيلم لوسي lucy حقيقة !!!؟

غير معرف

يقول...

انا ايضا املك هذه القدرة و اتمنى ان اعرف كيف يمكنني تطويرها

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .

 
2019 Paranormal Arabia جميع الحقوق محفوظة لـ